الدبلوماسية والتجارة والقدرة على إحباط الطموحات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستند الرأي السائد إلى منطق اقتصادي وجيوسياسي بسيط. فقد أصبحت الصين الشريك التجاري الأكبر لأي دولة آسيوية أخرى، واكتسبت نفوذاً استراتيجياً غير عادي نتيجة لهذا.

ولكن يبدو أن مجموعة ثالثة من الدول اختارت استراتيجية «اخدم نفسك بنفسك». فبعد أن أصبح استمرار الحماية الأميركية والإشراف على التجارة الحرة غير مؤكد على نحو متزايد، اتخذت هذه الدول تدابير استباقية للتصدي للقوة الصينية بمفردها، وليس بالتضامن على الأقل. والدول التي تقود هذه المهمة هي الهند واليابان - القوتان العظميان اللتان لا يمكنهما تصور العيش في آسيا التي تهيمن عليها الصين. وتنضم إليهما دول مثل فيتنام وإندونيسيا، والتي قاومت أيضاً الدوران في فلك الصين.

وتُظهِر الهند واليابان أن القوى الكبرى في آسيا قادرة من خلال الدبلوماسية والتجارة على إحباط الطموحات الصينية بمفردها. ولتفعيل هذه الديناميكية، فلا حاجة بنا إلى النظر إلى ما هو أبعد من إعلان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مؤخراً عن اعتزام اليابان المضي قدماً على مسار الشراكة عبر المحيط الهادئ.

من المؤكد أن الثِقَل الاقتصادي للدول الإحدى عشرة المتبقية المطلة على المحيط الهادئ سوف يكون أقل مقارنة بالاتفاق الأصلي، في غياب المشاركة الأميركية. ولكن في عام 2016 كان مجموع الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول يتجاوز 10 تريليونات دولار أميركي، وهذا الرقم أقل قليلاً من الناتج المحلي الإجمالي الصيني الذي بلغ 11 تريليون دولار.

حتى الآن، لم تصدق على اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ كل الدول الموقعة المتبقية. ولكن إذا تعاونت هذه الدول في دفع الاتفاقية إلى الأمام، فربما تستسلم قوى آسيوية أخرى مثل كوريا الجنوبية وإندونيسيا لإغراء الانضمام إليها.

 مينشين باي* أستاذ علوم الإدارة الحكومية في كليرمونت ماكينا كوليدج

Email