التحالفات وبناء السلام الدائم

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوماً صاروخياً على إحدى قواعد الرئيس السوري بشار الأسد الجوية، وألمحت إلى القيام بعمل عسكري ضد كوريا الشمالية، وأسقطت «أم كل القنابل» على أحد معاقل تنظيم داعش في شرقي أفغانستان.

يبدو أن المجتمع الدولي - بما في ذلك الصين - يتفهم لماذا تضرب الولايات المتحدة القاعدة الجوية السورية التي أُطلِق منها الهجوم الشنيع باستخدام أسلحة كيميائية. بيد أن إدارة ترامب لا تزال تلاحق أجندة «أميركا أولاً». فبعد أن انتبهت إلى الحقائق العالمية، تعكف الإدارة الآن على تعديل سياساتها، وفي بعض الأحيان على نحو مفاجئ إلى الحد الذي أصبح معه من المعقول أن يشعر المرء بالقلق الشديد أن تكون الدبلوماسية الآن في المرتبة الثالثة بعد القنابل والتغريدات.

ويتعزز هذا القلق بفعل التخفيضات الدرامية في ميزانية وزارة الخارجية الأميركية وتمويل الولايات المتحدة للأمم المتحدة كما اقترح ترامب. وفي الوقت نفسه، تظل مناصب عديدة في الجهاز الدبلوماسي الأميركي غير مشغولة حتى الآن. وحتى أصدقاء أميركا باتوا يدركون الآن أن هذا المسار بالغ الخطورة. فالقنابل لا تُفضي إلا إلى الدمار. وبناء سلام دائم يتطلب التوصل إلى حلول وسط وبناء التحالفات - أو بكلمة واحدة، الدبلوماسية.

إن العالَم محاط بعدد كبير من الصراعات، بدءاً بسوريا التي سيصبح حل قضيتها أكثر صعوبة في غياب الاهتمام الدبلوماسي من قِبَل الولايات المتحدة. ومن الواضح أن المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة هناك لم تسفر عن أي شيء، جزئياً لأن لا أحد يدري أين تقف الولايات المتحدة . وفي مواجهة هذا الخواء القيادي، تتحوط الدول الأخرى في خوض أي رهان وتحرص على رعاية مصالحها الضيقة.

* رئيس وزراء السويد ووزير خارجيتها سابقاً

Email