نظرية جنون الشك السياسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن ما أطلق عليه المؤرخ الراحل ريتشاد هوفستادتر «الأسلوب القائم على جنون الشك» قد وصل لمستويات رفيعة من السلطة السياسية في الولايات المتحدة الأميركية وبولندا والسؤال هنا كيف وقعت تلك الديمقراطيات تحت سحر قادة هم أقرب للقادة الغربيين التقليديين وربما التحليل السياسي العادي ـ وحتى علم النفس- غير قادر على توفير الإجابة.

ففي كتابه تواريخ الشعوذة: دور نظرية المؤامرة في صياغة التاريخ الحديث، وصف الصحفي البريطاني ديفيد ارانوفيتش جنون الشك السياسي هذا على أنه شعوذة عصر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم.

إن اختيار الكلمات هي من الأمور التي تنطوي على دلالات فلقد أظهر طبيب الشعوذة فرانسوا «بابا دوك» دوفاليه خلال حكمه الاستبدادي والذي استمر خمس عشرة سنة تقريباً في هايتي والتي لم يكن فيها أي أساس للشرعية السياسية أن جنون الشك عند الحاكم يجب أن يبقى مستمراً.

لقد أحال بابا دوك الخوف إلى أكثر جوانب السحر السياسي ظلامية فإي شخص في هايتي كان يشكك في حكمه كان يتم التعامل معه بطريقة علنية وبأسلوب مسرحي عنيف من قبل الميليشيا التي شكلها، وهي تونتون ماكوتيه كما كان يتم تشويه سمعة المنتقدين الأجانب

. لقد أطلق مختصو الدعاية للنظام لقب مدمن البنزيدرين على غراهام غرين والذي حلل حكمه بشكل دقيق في روايته «الكوميديون» كما وصفوه بأقذع الصفات . واليوم يشهد الغرب شيئاً مشابها.

لقد حذر جورج بوش الأب في تصريحه الشهير من الشعوذة الاقتصادية واليوم نحن نواجه شكلا من أشكال الشعوذة السياسية: وهو حكم قائم على «الحقائق البديلة» والنظريات غير الصحيحة والتي لم يتم التأكد منها والتي تسحر المواطنين.

نينا خروتشوفا  * عميدة مساعدة للشؤون الأكاديمية في ذا نيو سكول وزميل في معهد سياسات العالم

Email