تجارب التخلص من أغلال الخجل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعل أهم سلاح في ترسانة المرأة هي شجاعتها. ففي حين اتسم القرن العشرين بالانضباط من خلال الخوف، فقد اتسم القرن الحادي والعشرون بالقمع من خلال الخجل.

على عكس الخوف، الخجل يمكن أن يكون خفياً، وهذا هو بيت القصيد، وفي حين يمكن للمرء أن يشعر بالخوف دون أن يفقد كرامته، فالخجل ينشأ من الشعور بالنقص. هذا ما ترفضه النساء في احتجاجاتهن المناهضة للشعبوية.

المرأة أكثر عدداً من أي فئة اجتماعية منفردة أخرى، فعدد النساء أكبر من عدد الرجال البيض في الولايات المتحدة - أو في بولندا. والأهم من ذلك أن عدد النساء يفوق عدد الشعبويين بكثير.

(يجب على النساء النضال من أجل حقوقهن كما لو كن أقلية، على الرغم من أنهن أغلبية، وكما لو أنهن يفتقرن إلى رأس المال البشري، على الرغم من كون النساء في الغرب أفضل تعليماً من الرجال). وعلاوة على ذلك، فإن النساء في كل مكان، ويُعتبر التمييز بدرجات متفاوتة جزءاً من تجارب كل النساء.

خلال الاحتجاج الأسود في بولندا، احتج الآلاف من الناس تضامناً مع النساء، من برلين (حيث عدة آلاف خرجوا إلى الشوارع) إلى كينيا (حيث تظاهر نحو 100 شخص). وخلال المسيرة النسائية في واشنطن، تظاهر حوالي مليوني شخص في جميع أنحاء العالم. ومن الواضح أن المرأة هي قوة عالمية.

ومع ذلك، لا تزال الأحزاب السياسية السائدة تشعر بالخجل، كما هي الحال بالنسبة للمنظمات التقليدية الأخرى مثل النقابات العمالية. فهي مترددة، وتشعر بالقلق إزاء الطريقة التي تُعامل بها. وهذا يجعلها غير مهيأة للوقوف في وجه الفئة الأكثر وقاحة: الشعبويين.

* مدير معهد الدراسات المتقدمة في وارسو

Email