مهارات التعامل مع الآخرين

من حسن الحظ أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستعين بفريق قوي لمساعدته على الإبحار في قضايا السياسة الخارجية المعقدة، وقد اتخذ بعض الاختيارات الممتازة لمجلس الوزراء، بما في ذلك ثلاثة أعرفهم شخصياً: وزير الدفاع جيمس ماتيس، ووزير الخارجية ركس تيلرسون، ووزيرة النقل ايلين تشاو، وهم أشخاص يتمتعون بقدر كبير من الذكاء والنزاهة، فضلاً عن مهارات التعامل مع الآخرين، والقدرات الإدارية الممتازة، وسوف يخبرون ترامب بما ينبغي له أن يسمعه، وكان مرشح ترامب للمحكمة العليا، نيل جورساتش، محل إشادة على نطاق واسع.

ترامب ليس أول رئيس يصل إلى السلطة في البيت الأبيض مخططاً لإعادة تنظيم الأمور، فقد حاول الرئيس جيمي كارتر، ولكنه سرعان ما اصطدم بقيادات حزبه شخصياً في الكونغرس، ومن ثم كان يناضل كلما أراد إنجاز أي شيء.

على سبيل المثال، حَوَّل الكونغرس خفضه الضريبي المقترح على الأرباح إلى خفض ضريبي على المكاسب الرأسمالية، وكان رونالد ريغان، خليفة كارتر، أكثر نجاحاً في الدفع بإصلاحات خفض الضرائب، فضلاً عن تعزيز بناء المؤسسة العسكرية الذي ساعد على الانتصار في الحرب الباردة، ولكنه عجز عن كبح جماح الإنفاق. وحاول بيل كلينتون إعادة تشكيل نظام الرعاية الصحية في أميركا، وأدى فشله إلى خسارة مذهلة مُني بها الديمقراطيون في انتخابات الكونغرس النصفية في عام 1994.

ويشكو الناس الآن من الفوضى التي تتسم بها إدارة الرئيس دونالد ترامب، ولكن البيت الأبيض في عهد كلينتون كان غير منظم إلى الحد الذي اضطره إلى تعيين ليون بانيتا رئيساً للأركان، وديفيد جيرجن مستشاراً للاتصالات لتصحيح مسار السفينة. الواقع أن العديد من أولويات الرئيس الاميركي دونالد ترامب السياسية تحتاج إلى تشريعات، وهذا يعني تجميع ائتلافات ناجحة في الكونغرس.

مايكل جيه. بوسكين  * أستاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد، وكبير زملاء مؤسسة هوفر