صدمة خارجية لدفع الإصلاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الحقائق المعلومة أن صادرات الصين إلى الولايات المتحدة أكثر من صادرات الولايات المتحدة إلى الصين. وتجعل هذه الحقيقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب غاضباً ــ إلى الحد الذي ربما يجعله على استعداد لشن حرب تجارية.

وقد أطلق ترامب تهديدات قوية بفرض تدابير الحماية ضد الصين. ومن غير المرجح وهو يحاول توطيد رئاسته الآن أن يتراجع عن هذه التهديدات. من المقرر أن ينعقد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في بكين في نوفمبر، ومن غير المرجح أن يخضع قادة الصين للضغوط الأميركية.

سوف تُلحِق الحرب التجارية الضرر بالجانبين بلا أدنى شك. ولكن هناك من الأسباب ما يجعلني أعتقد أن خسارة الولايات المتحدة قد تكون أكبر كثيراً. ويكفي أن قادة الصين يعرفون على وجه الدقة، كما تؤكد الدلائل، أي الأسلحة متاحة لهم.

وسوف تؤثر المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين أيضاً على تدفقات الاستثمارات الثنائية. وربما تتحجج الولايات المتحدة بمخاوف تتعلق بالأمن الوطني لمنع الاستثمارات الصينية. ومن الممكن أيضاً أن توقف المشتريات الحكومية من الشركات الصينية مثل هواوي، وترغم الشركات الصينية والأفراد الأثرياء على تقليص الاستثمارات التي عملت حتى الآن على تعزيز أسعار الأصول الأميركية.

في الوقت الراهن، يبدو أن قادة الصين مقتنعون بأنهم ليسوا مضطرين إلى الانحناء أمام ضغوط الولايات المتحدة. فعلى مدار السنوات الخمس الماضية، سعت الصين إلى إنشاء نموذج نمو أقل اعتماداً على الصادرات وأكثر اعتماداً على الاستهلاك المحلي. ولكن الصين تحتاج غالباً إلى أزمة أو صدمة خارجية لدفع الإصلاح. وربما يكون ترامب هو الصدمة اللازمة.

كه يو جين * أستاذ الاقتصاد في كلية لندن للاقتصاد

Email