ترسيخ المكانة ومحاولة تغيير الواقع

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى السنوات الثماني الماضية، مع اتجاه موقف الصين في آسيا نحو العدوانية على نحو متزايد، انتقد كثيرون الرئيس باراك أوباما بسبب فشله في الوقوف في وجه العملاق الآسيوي.

ففي عهد أوباما، استولت الصين على حاجز سكاربورو الساحلي الضحل المتنازع عليه من الفلبين وسارعت إلى بناء سبع جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي، ثم نشرت عليها أسلحة ثقيلة ــ وكل هذا من دون أن تتكبد أية تكاليف دولية، ويتوقع كثيرون أن يعمل خليفة أوباما الشديد اللهجة الرئيس دونالد ترامب على تغيير كل هذا. ولكن البداية لم تكن مبشرة بالخير.

الواقع أن ترامب ليس الشخص الوحيد في إدارته الذي يتخذ موقفاً جريئاً في التعامل مع الصين، ثم يتراجع، فخلال عملية المصادقة من جانب مجلس الشيوخ، أعلن وزير الخارجية ركس تيلرسون أن الولايات المتحدة ينبغي لها أن «ترسل إشارة واضحة إلى الصين» من خلال حرمانها من الوصول إلى جزرها الاصطناعية في بحر الصين الجنوبي.

وأضاف تيلرسون مؤكداً أن توسع الصين في المنطقة «أشبه باستيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم» من أوكرانيا ــ وهو انتقاد ضمني لسماح أوباما بحدوث هذين التطورين.

بيد أن سلوك الصين يستحق تحركا أقوى من جانب الولايات المتحدة الآن. فالصين تحاول قلب الوضع الراهن ليس فقط في بحر الصين الجنوبي، بل وأيضاً في بحر الصين الشرقي ومنطقة الهيمالايا.

وهي تعمل على خلق مجال نفوذ ضخم من خلال مبادرة «حزام واحد، وطريق واحد». كما تعمل على إعادة هندسة تدفقات الأنهار العابرة للحدود. والمقصود من كل هذا تحقيق هدف قادة الصين المتمثل في إعادة ترسيخ مكانة «المملكة الوسطى» الأسطورية.

براهما تشيلاني * أستاذ الدراسات الاستراتيجية في مركز أبحاث السياسات في نيودلهي، وزميل أكاديمية روبرت بوش في برلين

Email