البؤر الاستيطانية والعملية السلمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ زمن بعيد، تقف 200 مستوطنة يهودية خالصة بنيت على الأراضي الفلسطينية عقبة كأداء أمام التعايش السلمي بين الجانبين كدولتين مستقلتين.

وبرغم ذلك، وعلى مر السنين، بذلت إسرائيل أقصى ما في وسعها لعقلنة هذا الواقع بشكل خاص مع الولايات المتحدة.

وتدعي إسرائيل أن الكتل الاستيطانية الواقعة بالقرب من «الخط الأخضر» (حدود ما قبل 1967) لن تمنع قيام دولة فلسطينية متاخمة ذات سيادة بزعم أن مبادلة الأراضي مسألة ممكنة. ولأن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن بعد شرعية هذه البؤر الاستيطانية تحديداً، يمكنها مواصلة الزعم، وإن يكن بشكل مراوغ، أنها تؤيد إجراء اتفاق نهائي. لكن هذه القصة ليست مقنعة على الإطلاق.

ففي المحصلة النهائية، لم تسمح الحكومة الإسرائيلية بوجود هذه البؤر الاستيطانية التي يُفتَرَض أنها لا توافق عليها فحسب، بل أمدتها أيضاً بالمياه والكهرباء والإنترنت والحماية العسكرية.

ولا يغيب هذا عن أذهان القيادات الأميركية. ففي شهر أبريل المنصرم، قال وزير الخارجية الأميركي السابق أمام الكونغرس الأميركي إن المحادثات المباشرة بين إسرائيل وفلسطين «تبخرت فجأة» حين أعلنت إسرائيل عن بناء 700 وحدة سكنية في الضفة الغربية. وبحلول شهر ديسمبر عام 2016، سمح أوباما لمجلس الأمن بالأمم المتحدة بالتصويت على القرار الذي حاول ترامب سحبه، والذي يعلن أن بناء إسرائيل للمستوطنات يشكّل «عقبة رئيسة» أمام حل الدولتين.

في كل الأحوال، يبدو أن إسرائيل قد أسقطت الأقنعة، ففي لندن في مطلع هذا الشهر رفض نتانياهو ثلاث مرات الإجابة عن أسئلة الصحافة عن دعمه حل الدولتين. وقال أخيراً إن أقصى هدف له هو حصول الفلسطينيين على «دولة فلسطينية منقوصة» محدودة الحجم والسيادة.

* صحافي فلسطيني وأستاذ سابق للصحافة في جامعة برنستون*

Email