المستهلك الصيني

ينبغي لأي توقعات لعام 2017 التي مضى عليها الأسبوعان تقريباً، أن تضع في الحسبان الصين، القوة الماحقة في الأسواق الناشئة. ووفقاً لمذكرة بحثية صادرة عن غولدمان ساكس أخيراً، والتي تقارن بين توقعات إجماع 2016 والأداء الاقتصادي الفعلي، تجاوزت الصين التوقعات (ولو بشكل متواضع).

صحيح أن توقعات النمو في الصين للعام المقبل ليست متفائلة بشكل خاص. ولكن إذا حافظ الاقتصاد الصيني على تسارعه الطفيف منذ فصل الصيف، فسوف يستمر ارتفاع الأسهم الصينية أيضاً. وعلاوة على ذلك، حتى لو لم يتسارع نمو الصين الإجمالي، فإن طلب المستهلكين الصينيين على السلع الأساسية والخدمات سوف يستمر في الزيادة.

من المؤكد أن صعود المستهلك الصيني يُعَد الاتجاه الاقتصادي الأكثر أهمية في العالَم اليوم، ويُحسِن الشعبويون الذين دأبوا على مهاجمة التجارة في الغرب من أمثال ترامب صُنعا إذا انتبهوا إلى ذلك. الواقع أن الوقت الحالي هو الأسوأ على الإطلاق للحد من التجارة مع الصين، فأكبر قطاعات التصدير في الغرب لديها الفرصة الآن لاستغلال سوق جديدة هائلة الحجم.

على نحو مماثل، سوف تنشأ بلا أدنى شك فرص تجارية واستثمارية إضافية في الهند، وإندونيسيا، والدول الأفريقية، وربما روسيا. ومع كل هذا، ربما لا يختلف عام 2017 كثيراً عن عام 2016: ذلك أن بعض الأسواق الناشئة لن توفر العديد من الفرص الاستثمارية، وربما تكون بعضها مربحة للغاية.

وكما كانت حال البرازيل في عام 2016، قد لا ينعكس الأداء الاقتصادي الإجمالي لبعض الدول في أداء أسواقها. وسوف يكمن التحدي في معرفة أين قد تكون هذه هي الحال حقاً.

* جيم أونيل الرئيس الأسبق لجولدمان ساكس لإدارة الأصول