الضريبة وفجوة التفاوت

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كتابهما بعنوان «فرض الضرائب على الأغنياء: تاريخ من العدالة المالية في الولايات المتحدة وأوروبا»، يستخدم كينيث شيفي من جامعة ستانفورد وديفيد ستافاغ من جامعة نيويورك قرنين كاملين من البيانات حول المعدلات الضريبية والتفاوت في الدخل لدراسة النتائج في عشرين دولة. وقد وجدا لدى الحكومات ميلا قليلا أو لا ميل على الإطلاق إلى جعل الضرائب أكثر تصاعدية عندما تتسع فجوة التفاوت قبل خصم الضرائب.

اكتسبت كاثرين كرامر، مؤلفة كتاب «سياسة السُخط»، بعض البصيرة في هذه النتيجة في ولاية ويسكنسن، حيث كان حاكم الولاية سكوت واكر يحظى بشعبية كبيرة بين الناخبين من الطبقة العاملة، فبعد انتخابه في عام 2010، خفض واكر الضرائب على الدخول الأعلى، كما رفض مبادلات التأمين التي نشأت مع إصلاح الرعاية الصحية الذي أقره الرئيس باراك أوباما في عام 2010، ولكن بدلا من هذا، وَعَد واكر باتخاذ تدابير من شأنها أن تأخذ السلطة بعيدا عن النقابات العمالية، وهي التدابير التي يُنظَر إليها عادة على أنها من المرجح أن تؤدي إلى انخفاض دخول الطبقة العاملة.

أجرت كرامر مقابلات مع ناخبين ريفيين من الطبقة العاملة في ويسكنسن، في محاولة لفهم الأسباب التي جعلتهم يؤيدون واكر. وقد خلصت إلى أن دعمهم لواكر، وسط أدلة تشير إلى الانحدار الاقتصادي، عكس غضبهم الشديد وسخطهم على المتميزين في المدن الكبرى، الذين كانوا قبل واكر يتجاهلونهم باستثناء فرض الضرائب عليهم. يكاد يكون من المؤكد أن مثل هؤلاء الناخبين يشعرون بالقلق أيضاً حول تأثير تكنولوجيا المعلومات السريعة الصعود على الوظائف والدخول.

ويميل الأشخاص الناجحون اقتصاديا اليوم الانتماء إلى فئة البارعين في التعامل مع التكنولوجيا، وليس أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية. ويشعر الناخبون من الطبقة العاملة بفقدان التفاؤل الاقتصادي، ولكنهم يعجبون رغم هذا بشعب بلادهم، ويريدون البقاء حيث هم.

* روبرت جيه. شيلر أستاذ الاقتصاد في جامعة ييل

 

Email