صفية الشحي: محاولاتي متواضعة لكنها مؤثرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعل اللاوعي في ذاكرة الطفولة أسهم في تعزيز قيم البيئة ومفاهيمها في ذاتي، وهذا ما أنشأتني عليه والدتي منذ الصغر، وبالرغم من أنها كانت تحمل فكراً بسيطاً وفطرياً، ومن دون إلمام تام بأمور البيئة في حياة الماضي، لكنها غرست في نفسي القيم والعادات السليمة النابعة من تعاليم ديننا الحنيف والمحافظة على نعم الطبيعة وعدم الإسراف، سواء في استخدام المياه أو الكهرباء في المنزل.

وتفاصيل كثيرة باتت جزءاً من شخصيتي، لهذا من المهم أن ننسب مدى وعي الفرد وإدراكه البيئي إلى موضوع التربية والنشأة الأسرية التي يسهم فيها الوالدان بشكل جوهري في تشكيل قناعة أبنائهم وسلوكياتهم ومدى حرصهم على حياتهم وتقدير مكونات الطبيعة وثرواتها في كل مرحلة من عمرهم، فالبيئة رسالة وأمانة تحملها الأجيال؛ جيل وراء جيل.

نحن نعيش عصر التحديات بامتياز، وربما أبرزها هو ما يمس حياة الإنسان وصحته بالدرجة الأولى، ولا يختلف اثنان على أن سلامة البيئة التي نعيش فيها اليوم هي إحدى مؤشرات التنمية المستدامة، ومن هنا تبدو جهود دولتنا الحبيبة في هذا المجال جليةً عبر أدوارها المستمرة في استدامة البيئة، وذلك عبر خطة وطنية تضمن تنمية بيئية مستدامة من خلال مؤشرات مثل جودة الهواء ونسبة معالجة النفايات، واستخدامات الطاقة النظيفة.

أقدر نعمة البيئة وأحافظ عليها من أجل أن تستديم نعم الحياة والصحة. إذن البيئة، هدية من هدايا هذه الحياة وبالمحافظة عليها نظيفة خضراء صحية نمنح أنفسنا وأطفالنا والناس من حولنا فرصاً أكبر لحياة أطول، وصحة أقوى، وسعادة أكبر.

شخصياً أرى ضرورة في تضافر الجهود، خاصةً في عالم أصبح للفضاء الإلكتروني الجديد الكلمة الأولى. كما أنني أرى ضرورة في تسخير كافة الطاقات، وتكريس كل المواهب بما يصب في سبيل توعية وتثقيف أفراد المجتمع بيئياً.

أنا أستطيع تخيل عالم يتحد فيه قلم الكاتب مع ريشة الفنان وموسيقى المبدع، ولتكن البداية من المدارس والبيوت، حيث يولد جيل جديد يمارس الحلول البيئية كجزء لا يتجزأ من طبيعة حياته اليومية.
 
أما بالنسبة لكوني إعلامية إماراتية فإني أحمل نفسي وعائلتي قبل الغير مسؤولية الحفاظ على نعمة البيئة، من خلال ممارساتي البسيطة اليومية. أعتقد أنني أقدم نموذجاً عملياً صحيحاً للأطفال والأصدقاء ومن يتابعني، وأتمنى أن يكون نموذجاً مؤثراً. وعلى سبيل المثال: دائماً ما أضع كيساً بلاستيكياً في السيارة لجمع المهملات ومن ثم رميه في القمامة، وأحاول تعليم طفلي كيفية وضع القمامة في المكان المخصص، كما أنني أحرص دائماً على التقليل من استخدام منتجات البلاستيك والاستعاضة عنها بالورقية.

أما فيما يتعلق بدفاتر الملاحظات فاقتني تلك المصنوعة من الأوراق المعاد استخدامها، وأحرص على عدم طباعة المواد التي أحتاج إليها في عملي على الأوراق، وإنما أكتفي بالقراءة الإلكترونية.

قد تبدو محاولاتي السابقة متواضعة، إلا أنني أؤمن أن خطوة بسيطة باتجاه الممارسات الصحيحة في حق البيئة قد تحدث تغييراً في حياة الآخرين، من أجل بيئة مستدامة لنتغير ونغيّر.

إعلامية إماراتية

أنت أيضاً بوسعك أن تكون من #وجوه_مضيئة.
شاركنا على الإنستغرام بصور تعكس اهتمامك بالبيئة في حياتك اليومية. جوائز صديقة للبيئة بانتظارك!

Email