لميس حارب: البلاستيك الحيوي صديق البيئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يوجد مادة في الطبيعة يمكن إعادة تدويرها بشكل دائم، إذ لا بد أن يتم التخلص منها أو حرقها في نهاية المطاف، وهذا لا يعتبر صديقاً للبيئة بشكل كاف.

من أكبر المشاكل التي نواجهها في الدولة الاستخدام العالي للمواد البلاستيكية المصنوعة من المشتقات النفطية التي تستخدم لمرة واحدة، وهذه لها أضرار عديدة، وتأثيراتها سامة على البيئة المحيطة، لذا لا يكفي أن نجمع هذه العلب الفارغة ونرسلها لإعادة التدوير، لأنها في النهاية بعد أكثر من عملية تدوير ستصل إلى مرحلة لا يمكن تدويرها، ولا بد من التخلص منها، وبالتالي ستصير مضرة للبيئة لأن المواد المصنوعة من مشتقات نفطية أبخرتها سامة، وفي حال كان القرار بتخزينها في أماكن مخصصة فهي تستغرق وقتاً طويلاً جداً لتتحلل مع شروط صارمة.
 
إلا أن البدائل حالياً متوفرة، إذ يوجد خامات مصنوعة من البلاستيك الحيوي المصنع من مواد نباتية، وبالتالي هي ليست مثل المصنوعة من المشتقات النفطية، حيث تتحلل المواد المصنوعة من مشتقات نباتية في ظروف البيئة خلال سنتين. بينما يصعب أن يتحلل البلاستيك المصنوع من مشتقات نفطية ويستغرق وقتاً طويلاً، وتأثيره على البيئة مضر للغاية، كما أن البلاستيك من مشتقات نباتية لا يؤثر في المياه الجوفية، فيما تترك أثراً ساماً المخلفات من مشتقات نفطية.

لكن في الوقت نفسه، لا يوجد بلاستيك تأثيره صديق للبيئة 100%، إذ إن كل المنتجات عندما يتم شحنها وتخزينها تتسبب بطريقة غير مباشرة في الإضرار بالبيئة، لكن البلاستيك المصنوع من مشتقات نباتية يمكن أن يعود إلى البيئة إذا أردنا أن يتم استخدامها كسماد في الأرض، أو يمكن إعادة تدويرها بطريقة بيئية أكثر، وحتى لو وقعت هذه المواد في المياه أو في المناطق الصحراوية فإن ضررها محدود، حيث إنها لا تدخل في دورة غذاء الإنسان في حال كانت الحيوانات التي يتغذى بها الإنسان قد أكلت من هذا النوع من البلاستيك.
 
أما على صعيد حياتي الخاصة فأنا أستخدم حقيبة قماشية معالجة بمادة النشاء، لتقويتها من الداخل، وهذا على عكس بعض الحقائب التي تباع تجارياً على أنها صديقة للبيئة، لكنها مغلفة من الداخل بالبلاستيك، وأستخدم أحجاماً متنوعة من الحقائب الصديقة للبيئة في أي عملية تسوق، ولو كانت لعطر أو كريم صغير، وهذه الطريقة شجعت أصدقائي لاستخدام مثل هذه الأنماط وصارت عادةً لدى البعض منهم.
 
أما المواد التي أستخدمها في سيارتي فهي أيضاً صديقة للبيئة، فمثلاً كوب الشاي الساخن الذي أرتشف منه مصنوع من الفلين، والغطاء من مادة السيلكون. أما قناني المياه البلاستيكية فأستعيض عنها بقنينة من الستانلس ستيل القابل لإعادة التدوير بالكامل، وغطاؤها محمٍ بالسيليكون أيضاً لتمكين عملية الإغلاق للقنينة. وبالتالي المواد التي أستعملها كلها صديقة للبيئة وأتمنى بذلك أن أكون قدوة لأبناء جيلي الذين يملكون من الوعي القدر الكافي للحفاظ على بيئتهم نظيفة ومستدامة.

ماجستير في التصميم الأخضر

أنت أيضاً بوسعك أن تكون من #وجوه_مضيئة.
شاركنا على الإنستغرام بصور تعكس اهتمامك بالبيئة في حياتك اليومية. جوائز صديقة للبيئة بانتظارك!

Email