كيف تعرفين إذا كان طفلك متوحداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تكتشفين في البداية أن طفلك يعاني من مرض التوحد، فإنك لا ترغبين بتصديق أن هذه الحزمة الثمينة من العواطف والأحاسيس لديها مشكلة. ولكن عندما يتعلق الأمر بالإصابة بهذا العارض في سن مبكرة لا تتعدى 18 شهراً فإن ذلك يحدث لديك اختلافاً كبيراً. وكلما قل سن طفلك فإن تأثير علاج أعراض التوحد يكون أكبر. ولكن بغض النظر عن عمره، لا تفقدي الأمل، فالعلاج يمكن أن يقلل تأثيرات هذا المرض ويساعد طفلك على التعلم والنمو وحتى النجاح في الحياة.

3 مشكلات
تتباين علامات وأعراض التوحد بشكل كبير، تماماً كما تتباين تأثيراته. فبعض الأطفال المتوحدين يكون لديهم عجز خفيف، في حين أن آخرين يواجهون معوقات أكبر ليتغلبوا عليها. غير أن كل طفل في هذا المجال لديه مشكلات على نحو ما على الأقل في هذه المجالات الثلاثة:
•    التواصل الشفوي وغير الشفوي مع الآخرين.
•    الارتباط مع الآخرين ومع العالم من حوله.
•    التفكير والسلوك بصورة مرنة.

ولدى الأطباء والآباء والخبراء آراء متباينة بشأن العوامل التي تسبب مرض التوحد، وما هي أفضل وسيلة لعلاجه. وفي النهاية فإننا لا نزال نجهل أسباب ذلك، لكن الجميع يتفق على حقيقة واحدة، وهي أن التدخل المبكر والمكثف يساعد كثيراً.

الاكتشاف المبكر للتوحد يعود للأم
باعتبارك أماً، فإنك في أفضل وضع لاكتشاف الإنذارات الأولية لمؤشرات التوحد. فأنت تعرفين طفلك أفضل من أي شخص آخر، وتراقبين سلوكه وتصرفاته الغريبة، بحيث أن طبيب الأطفال ربما لا تتح له الفرصة لرؤية هذه الأعراض في زيارة سريعة لا تستغرق سوى 15 دقيقة. ويمكن أن يكون هذا الطبيب الاختصاصي شريكاً مهماً في رصد التوحد، ولكن لا تقللي من أهمية ملاحظاتك وخبرتك في هذا الشأن.

ويكمن السر في مدى مهارتك والقدرة على التفريق بين التصرفات الطبيعية وغير الطبيعية؛ وإليك النصائح التالية في هذا الشأن:
1- راقبي نمو طفلك: يشمل مرض التوحد العديد من علامات التأخر في النمو، لذلك راقبي بحرص في حال تعرض طفلك للتغير الاجتماعي والعاطفي، فهذه المعالم الإدراكية تعتبر طريقة فعالة لرصد المشكلة من البداية. وفي حين أن تأخر النمو لا يشير بصورة آلية إلى إصابته بالتوحد، ألا أنه يمكن أن يشير إلى مخاطر متزايدة في هذا الشأن.

2- اتخذي إجراءً سريعاً إذا شعرت بالقلق: كل طفل ينمو بوتيرة مختلفة، لذلك لا حاجة للفزع إذا تأخر طفلك في الكلام أو المشي. وفيما يتعلق بنموه بصورة صحية، فهناك سلسلة واسعة من هذه الأنماط الطبيعية. ولكن إذا لم يتطابق ذلك مع مراحل عمره، أو أنك تشكين بوجود مشكلة صحية لديه، أظهري هذه المخاوف للطبيب فوراً، ولا تنتظري.

3- لا تتبني نظرية "دعنا ننتظر ونرى ماذا يحدث": كثير من الأمهات والآباء ينصحونك بألا تقلقي، أو يطالبونك بالانتظار لمعرفة ما سيحدث للطفل. غير أن الانتظار هو أسوأ تصرف يمكن أن تقدمي عليه. فأنت بذلك تخاطرين بخسارة وقت ثمين في سن تكون لطفلك أفضل الفرص للتحسن. وعلاوةً على ذلك، وسواء كان التأخير ناجماً عن التوحد أو بعض العوامل الأخرى، فإن الأطفال الذين يتأخرون في نموهم من غير المرجح أن يتخلصوا من مشكلاتهم بمرور الوقت. ولكي يطور طفلك مهارات للتغلب على أحد مجالات التأخر في النمو، فإنه بحاجة إلى مساعدة إضافية وعلاج مستهدف لحالته.

4- ثقي بغرائزك: بصورة عامة، فإن الطبيب الاختصاصي سيأخذ مخاوفك على محمل الجد، ويجري فحصاً شاملاً لتشخيص ما إذا كان طفلك مصاباً بالتوحد أو تحديد سبب تأخره في النمو. ولكن في بعض الأحيان فإنه حتى الأطباء المهرة يخطئون في تشخيص المشكلات أو يهونون من خطورتها. استمعي إلى حدسك إذا أخبرك أن ثمة خطأ في الأمر، وأن عليك أن تثابري على متابعة حالة طفلك.

علامات وأعراض التوحد
إذا تم تشخيص التوحد مبكراً، فإن ذلك يساعد طفلك كثيراً لأن دماغه يكون في طور التكوين وفي غاية المرونة. وعلى الرغم من صعوبة تشخيص هذا المرض قبل أن يصبح عمر الطفل سنتين، إلا أن الأعراض غالباً ما تظهر بين 12 و 18 شهراً، فإذا تم رصدها في ذلك السن، فإن العلاج المكثف يمكن أن يساعد على إعادة تشكيل الدماغ وعكس الأعراض.

وتشمل المؤشرات الأولى للتوحد غياب السلوكيات العادية وليس وجود السلوكيات الغريبة. لذلك يصعب رصد هذه المؤشرات. وفي بعض الحالات يتم تفسير الأعراض الأولية للمرض بصورة خاطئة على أنها مؤشرات على أن الطفل مطيع ويتسم بالطيبة، نظرا لأنه يبدو صامتا وهادئا ومستقلا ولا يطلب شيئا أو يلح بطلباته.

غير أنه يمكنك رصد مؤشرات الإنذار المبكر إذا حددت الأشياء التي يجب أن تبحثين عنها. فبعض الأطفال المتوحدين لا يستجيبون للعناق والدعابات، ويصعب التواصل معهم أو حملهم، ولا ينظرون في عيون أمهاتهم عند إرضاعهم.

مؤشرات يجب التعامل معها فوراً
•    بحلول 6 أشهر: لا يبتسم الطفل المتوحد ابتسامة عريضة، ولا توجد لديه تعبيرات تدل على الدفء أو الفرح والسعادة.
•    بحلول 9 أشهر: لا توجد مشاركة في الابتسامات، أو تبادل الحديث، أو تعبيرات الوجه.
•    بحلول 12 شهراً: يفتقر إلى الاستجابة عند مناداته باسمه. ولا يثرثر أو يتحدث كالأطفال ولا يشير بأي إيماءات خاصة مثل الإشارة إلى شيء ما، أو التلويح أو الوصول إلى هدف ما، أو استعراض نفسه.
•    بحلول 16 شهراً: لا يتفوه بأي كلمات.
•    بحلول 24 شهراً: لا يستطيع تركيب جمل مفيدة مؤلفة من كلمتين لا تشمل التقليد أو التكرار.

للمزيد من أحداث الدراسات التي تربط بين ممارستنا اليومية وأوضاعنا الصحية اطلعوا على المضمون المنشور تحت وسم #جسمي_يتفاعل

Email