المحاربات الورديات.. 4 قصص ملهمة تهزم المرض بحب الحياة (1- 4)

فتك بها السرطان فودعت عائلتها ثم عادت إلى الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرحلة معه، واقع محفوف بالألم والمخاطر، محاط بالترقب والوجع، هي معركة الحياة والموت، البقاء أو الاستسلام، كيف لا وهو عدو شرس، مسلح، قد يقتل بصمت، ويحرق قلوب كثيرات، شعرن بالعجز والخوف والموت البطيء، بمجرد تأكيد إصابتهن، إنه مرض سرطان الثدي الذي يفتك كل عام بأعداد لا يستهان بها من النساء حول العالم، وكان لزاماً التمسك بقوارب النجاة مهما كان الألم قاسياً، والحياة سوداء، وهذا ما توج قصص الكثيرات بالشفاء، لناجيات قاومن للنهاية، بعزيمة وتحدٍّ وبكثير من الإيمان، والأمل، والحب، والكفاح.

«الابتكار التفاعلي» بجريدة "البيان" التقى 4 نساء كن مصابات بالمرض واستمع إلى قصصهن الغارقة بالأمل والتشبث بالحياة:

 https://media.albayan.ae/inline-images/2475764.jpg

لم تتوقع نيكلاس حجم الحزن الذي يمكن أن يخلفه ذاك الحديث العابر مع صديقتها أثناء تواجدها في جنوب افريقيا في زيارة عائلية، وهي تخبر صديقتها عن وجود كتلة صغيرة في أحد الثديين وتصف هذا المشهد قائلة: «إصرارها على زيارة الطبيب وإجراء اختبارات الكشف، وضعني أمام فاجعة، لم أحتملها، ففجأة أنا أحمل المرض، ولا أعرف مصيري، وهل سأنجو منه أم أنني سأموت مثل قصص الكثيرات اللاتي قضين كضحايا للسرطان، ومن هذه اللحظة تيقنت أن بيني وبين الموت شهورا وأياما ودخلت في حالة عميقة من الحزن والكآبة، فكنت عندما أقف أمام المرآة وأتلمس بيدي كتلة قاسية بالصدر مرات ومرات أبتسم تارة وأقلق تارة أخرى، وهكذا، كان يتسلل داخلي شعور غير مريح، في كل مرة أبدل فيها ثيابي، وتركت الأمور تسير بطريقها ولم أقاطع القدر المرسوم لي".

تصمت برهة ثم تكمل حديثها، المليء بالعبرة والذكريات، وأصعب المواقف، خاصة في مرحلة العلاج الكيميائي، بكل تأثيراتها ونتائجها الصادمة عليها فكمية العقاقير وتركيزها كفيلان بأن يهدا أقوى جسد، وبنية، لتشعر «نيكلاس» بأنها قد تفقد كل شيء في لحظة وهي غير مدركة بذلك، إلى أن جاء موعد العملية واستأصلت ثدييها، ووصفت مشاعرها : "لا يمكن لي وصف حدة الحزن فقد كنت في قمة الألم والأذى النفسي، وودعت زوجي وابني وأصدقائي، الوداع الأخير، مع العلم أن الطبيب طمأنني بأن الخطر سيزول وسأكون بخير، إلا أنني استسلمت للمرض، ودموعي شعرت بأنها تهز جبالاً حرقة وألم".

وهنا تذكر نقطة التحول التي غيّرت شعورها وحولتها من امرأة عاجزة تنتظر الموت، إلى شخصية قوية، حطمت قيود الخوف، لتنهض من جديد أقوى من الداخل وتواجه واقع المرض بصلابة وصبر، وتتابع: لولا حب الناس ورعاية عائلتي لما تمكنت من تخطي هذه الأزمة الخطيرة، فالحب يصنع المعجزات ويهزم أعتى الأمراض. وأنا الآن أحدثك والألم الذي عايشته أصبح من الماضي كأنه شريط للأحداث لا أكثر، فلماذا الخوف والشمس تشرق كل يوم، طالما الأمل باقٍ في قلبي، لا بد أن يستجيب القدر لي، وتزاح هذه الغمامة مهما كلف الأمر، لابد للحياة أن تقول كلمتها وانتصر بالنهاية، لا محالة.

وكان لوقوف زوجها إلى جانبها، وكلمات ابنها الصغير ومواقفه، بصمات مشرقة، في رحلتها مع المرض، وتضيف: "طفلي الصغير ايثان ذو الخمسة أعوام، أبهرني بمواقفه فقد حلق شعر رأسه تعاطفاً معي، وأذكر كلماته البريئة الطفولية، عندما كان يقول لي: أمي هل يذهب عنك المرض لو ضممتك إلى صدري طويلاً، أو حلقت شعر رأسي! هل يختفي للأبد! هذا الطفل الذكي اختار أرق الكلمات والتصرفات ليقول لي أمي أنا أحبك، وأنا إلى جانبك، لا تخشي شيئاً، حتى إنه لم يظهر نفوره مني عندما سقط شعر الرأس والحاجبين والأهداب، فقد تغيرت كثيراً، ومع هذا زاد حبه لي، وكذلك زوجي، شخص حنون ومحب ومليء بالعاطفة، التي صنعت مني إنسانة إيجابية قادرة على تخطي المحنة".


في القصة المقبلة .. (عمرها 50 عاماً تنجو من السرطان بأعجوبة).


للمزيد من أحداث الدراسات التي تربط بين ممارستنا اليومية وأوضاعنا الصحية اطلعي على المضمون المنشور تحت وسم #جسمي_يتفاعل.

Email