ضرورة إجراء فحوص ما قبل الزواج لإنجاب أطفال أصحاء

عيادة الأمراض الوراثية بمستشفى لطيفة تستقبل 400 حالة سنوياً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تستقبل عيادة الأمراض الوراثية في مستشفى لطيفة ما يزيد على 400 حالة سنوياً، منها حالات لأمراض تعتبر نادرة.

وطالبت الدكتورة فاطمة البستكي، استشارية أمراض الأطفال والوراثة الإكلينيكية في مستشفى لطيفة بضرورة إجراء فحص ما قبل الزواج، أو الفحوص التي تساعد على الكشف عن الأمراض الوراثية، منعاً لإنجاب أطفال يعانون أمراضاً وراثية، وكذلك فحص ما بعد الولادة، للكشف عما إذا كان الطفل مصاباً بمرض وراثي «استقلابي»، وهي أمراض تسبب تراكم مواد غذائية في الجسم، ما يحولها إلى سموم، قد تنتهي بوفاة الطفل.

مضاعفات

وقالت البستكي: إن مئات الأطفال الذين يولدون سنوياً في مستشفيات الإمارات يحملون في أجسادهم أمراضاً ورثوها عن آبائهم، نتيجة لجهل الآباء، أو إهمالهم في فحص مواليدهم، أو بسبب زواج الأقارب.

وذكرت أن اكتشاف الأمراض الاستقلابية في الأيام الأولى بعد الولادة يساعد في تحديد العلاج المناسب، ما يحمي الرضيع من مضاعفات خطرة.

وبينت أن الزوجين يتحملان مسؤولية إنجاب أطفال مرضى، إذا أهملا إجراء فحوص ما قبل الزواج التي تحمي من إمراض الدم الوراثية، والفحوص أثناء الحمل، أو فحوص ما بعد الولادة، مشيرة إلى أن هناك حالات لأسر لم تلتزم بتلك الفحوص، لنقص التوعية، وهو أمر لا بد من تداركه، للحد من إنجاب مواليد مرضى.

أعراض

وأكدت البستكي أن هناك بعض الأمراض الوراثية يحملها الوالدان في جيناتهما، ولا تظهر عليهم أي أعراض، لكن عند الحمل ينتقل المرض إلى بعض المواليد، بنسبة إصابة تقدر بـ25% في كل حمل، وأكثر الأمراض الوراثية شيوعاً في الإمارات عن طريق الصفة المتنحية هي أمراض الدم المنجلية، والثلاسيميا، والأمراض التي تسبب خللاً في عمل الأنزيمات، ما يحوّل بعض الأغذية في الجسم إلى سموم قاتلة.

ولفتت إلى أن النوع الثاني من الأمراض الوراثية يحملها أحد الوالدين بصفة سائدة في الجينات، وهي تصيب الأجنة بنسبة 50% في كل حمل، مثل «متلازمة مارفان» التي تسبب طولاً شديداً في القامة والأطراف وأمراضاً قلبية، والتقزم، أما النوع الثالث من تلك الأمراض فيكون عن طريق بعض الكروموسومات التي تتسبب في إصابة المولود بالتوحد والإعاقة الذهنية.

نصائح

وأكد عدد من المواطنين والمقيمين أهمية إجراء الفحوص للكشف عن الأمراض الوراثية والجينية وخاصة لطرفي العلاقة الزوجية قبل الزواج.

وأشار علي أحمد إلى أن الفحوص الوراثية والجينية تسمح للطبيب المختص بتقديم النصائح اللازمة في حال ثبت إصابة أحد الطرفين بالأمراض الوراثية.

وقال: إن الفحوص التي تتم قبل الزواج تقلل نسبة انتشار الإصابة بأمراض الدم الوراثية، كما أنها تساهم في تقديم المشورة حولها وعلاجها.

وأشار علي حسن إلى أهمية الفحص الطبي خاصة قبل الزواج بهدف بناء أسرة سعيدة ومستقرة تؤدي وظائفها بنجاح ولتجنب إصابة أحد أفراد الأسرة بأي من الأمراض الوراثية أو المعدية.

وأكد الشيخ أحمد بن سبيعان - إمام وخطيب - إنه علاوة على أن فحص ما قبل الزواج ضرورة قانونية لا تتم إجراءات الزواج من دون الحصول على شهادة الموافقة، فهو أيضاً مطلوب شرعاً.

وقال الشيخ أحمد: إننا مأمورون بفحص ما قبل الزواج شرعاً وقانوناً، ولو رجعنا إلى نصوص الشريعة الإسلامية لوجدنا أن الحديث النبوي الشريف: «لا يوردن ممرض على مصح» فيه إشارات إلى مثل هذا الإجراء، خشية أن يتأثر الصحيح بالمريض.

Email