أولياء أمور يطالبون بحملات توعية ومقاعد مجانية عند الولادة

مستشفى لطيفة يطبق سياسة مقاعد الأطفال في السيارة فور الولادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ مستشفى لطيفة للنساء والولادة بتطبيق توصيات إدارة الصحة والسلامة باستخدام مقاعد الأطفال في السيارات فور الولادة مباشرة، تماشياً مع توصيات منظمة الصحة العالمية والمركز الأميركي للسيطرة على الأمراض.

أعلنت إدارة الصحة والسلامة في هيئة الصحة بدبي بالتعاون مع قطاع خدمات المستشفيات حملة في المستشفيات الحكومية والخاصة لتشجيع استخدام مقاعد السيارات للرضّع ولجميع الأطفال حديثي الولادة عند خروجهم من مستشفيات دبي، بهدف توعية الوالدين حول أهمية وضرورة استخدام مقاعد السيارات في كل مرة يتواجد فيها الطفل داخل السيارة.

وقد تم إعداد هذه السياسة تماشياً مع أفضل الاستخدامات وطبقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية والمركز الأميركي للسيطرة على الأمراض إضافة إلى عدد من المؤسسات الرائدة في مجال صحة وسلامة الأطفال في المملكة المتحدة.

الحد من الوفيات

وقال محمد واصف العلم استشاري ورئيس قسم الصحة العامة إن إطلاق الحملة بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات ومستشفيات الولادة تهدف إلى الحد من الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث السير على الطرق في دبي، وذلك من خلال زيادة استخدام مقاعد السيارات الملائمة للأطفال، لافتاً إلى أن حوادث السيارات هي السبب الرئيسي لوفيات الأطفال في الإمارات العربية المتحدة.

كما أنها السبب في 65% من الإصابات بين الأطفال، وأضاف: يموت طفلان من كل ثلاثة أطفال تعرضوا لإصابات بالغة الخطورة بسبب حوادث الطرق في الإمارات وهذه النسبة تشكل ثلاثة أضعاف المعدل العالمي، كما أن 90% من الأطفال الذي يدخلون قسم الطوارئ في دبي بسبب حوادث السير تكون في حال استخدام مقاعد السيارات، لافتاً إلى أن استخدام مقاعد السيارات للأطفال حديثي الولادة يعد إلزامياً في الدول المتقدمة.

عرفان

وتوجه محمد واصف العلم بالشكر لمستشفى لطيفة لتقديمه الدعم اللازم للسياسة الجديدة، المستشفى الأول الذي بدأ بتطبيق هذه السياسة ليكون قدوة ونموذجاً لكل المستشفيات الأخرى في دبي وعلى المستوى الإقليمي. كما نقدِّر للمساهمين تعاونهم مع هيئة الصحة بدبي لتطوير هذه السياسة ونخص بالذكر هيئة الطرق والمواصلات ووزارة الداخلية وشرطة دبي والمنظمات غير الحكومية كمنظمة سلامة الطرق في دولة الإمارات.

وقدم محمد واصف العديد من النصائح للوالدين ومنها أن يكون المقعد مناسباً لطول الطفل ووزنه، كما يجب أن يكون سهل التركيب داخل السيارة ويتناسب مع نمو الطفل بحيث يكون مزوداً بمسند رأس متحرك، ومزوداً بواق جانبي لرأس الطفل، إضافة إلى عدم استخدام مقاعد السيارات ذات الواجهة الأمامية في المقعد الأمامي (بجانب السائق).

وشدد على ضرورة عدم جلوس الطفل في المقعد الأمامي للسيارة قبل بلوغه سن 13 عاماً، مع ضرورة أن يقوم الوالدين بربط حزام الأمان حتى يكونا قدوة للطفل عبر عدد من الأمهات والآباء والجمهور عن رغبتهم في تنظيم حملات توعية واسعة بأهمية توفير كرسي لجلوس الأطفال في المقاعد الخلفية.

 

أول رحلة

وحول هذا السياق يقول فهد الحمادي: البعض لا يريد أن يحرم طفله من حنانه أو يغضبه ويجبره على الجلوس في الخلف في مقعد يقيد حريته، فتجد الصغير يلعب بمكونات المركبة المواجهة للكرسي والأم تحضنه، وبعض الأسر تقوم بذلك تحت ضغط الصغير الذي يرفض تماماً الجلوس في المقعد الخلفي، ويظل يبكي إلا أن ذلك يكلف الأسر غالياً، حيث يكون الأطفال الضحية الأولى في حال وقوع حوادث السير.

ويجد فهد الحل في تقديم دورات توعوية للآباء والأمهات وإدراجها ضمن مستلزمات الحصول على رخصة القيادة لكل المتقدمين لها، وإجبار المستشفيات على منح هذه المقاعد المخصصة لوضع الأطفال في السيارات، لكل أم دخلت المستشفى من أجل وضع مولودها، وذلك لتكون أول رحلة للمولود من المستشفى للبيت في الكرسي الخلفي للسيارة ليتعود عليه الصغير، مشيراً إلى أنه رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية، إلا أنه لا تزال هناك أسر تضع الأطفال في الكراسي الأمامية للسيارة أو تجلسهم في الكراسي الخلفية لها، لكن دون استعمال الكرسي المخصص لذلك والذي يناسب كل فئة عمرية.

صرامة

وتقول جواهر الجسمي، إنها لم تعوّد ابنها على الكرسي منذ حداثة ولادته، ما جعل الأمر شبه مستحيل الآن وترى بأنه كان يجدر بها أن تكون صارمة معه في هذا الأمر، حيث كان يخضعها لرغباته من خلال شدة البكاء، وكلما وضعته في الكرسي المخصص له يبكي وينهار، ولا يرغب أبداً فيه، إذ يشعر أنه مقيد، رغم أنها تحتفظ بكرسيين داخل السيارة، ولكنه لا يستعمل أي واحد منهما، وتضطر لمصاحبة الخادمة لاحتضانه أثناء القيادة في حال كانت هي من سيقود، أما إذا كان والده متواجداً فهي تقوم بهذه المهمة أي احتضانه حتى لا يسقط ويتعرض لأي مكروه.

وأضافت أن الطفل يتعود منذ البداية لذا يجب تعويده على السلوكيات الصحيحة وعدم الانصياع لرغباته وبكائه للتخلي عن الكرسي إلا أنه أحياناً بكاء الطفل أثناء القيادة يخلق نوعاً من الارتباك لوالديه ما يضطرهما للانصياع لأوامره خاصة لو كانت الأم هي من تقود.

إصرار

ويقول عبد الرحمن الحمادي يجب أن يحزم الوالدان الأمر من البداية بحيث يكون صارماً في هذا الأمر، حتى لو انزعج الطفل من ذلك، ولا بد من الإصرار على وضعه في الكرسي المخصص له، ولا يضعفان أمام بكائه، ومع تكرار الأمر سيستجيب الطفل ويتعود، وبعدها يدرك أن هذا مكانه ولا يجب تغييره.

وأضاف أن تواجد الطفل في المقعد الخاص به في السيارة، يخفض حتماً من احتمال تعرضه لإصابة مميتة مقارنة بالطفل الذي لا يكون موجوداً في مقعده في حال تعرضت السيارة لحادث سير لا قدر الله، لهذا السبب يعتبر غياب مقعد الطفل المحصص خطراً حقيقياً يهدد حياته، بالإضافة إلى أن الوسادة الهوائية الأمامية يمكن أن تتسبب في وفاة الطفل اختناقاً في حال وقع أي حادث مفاجئ.

 

وضعية معاكسة

وحول كيفية تعويد الطفل منذ صغره على الالتزام بالجلوس في الكرسي، يقول محمد السويدي، اختصاصي نفسي بمنطقة دبي التعليمية: من السهل تعويد الأطفال الجدد على استخدام الكرسي منذ اليوم الأول، حيث إن الطفل يكون غير مدرك للعالم من حوله فلا يبدي أي اعتراض على جلوسه في الكرسي، أما الوضعية الصحيحة هي أن يوضع الأطفال في المقعد الخلفي للسيارة في الوضعية المعاكسة لسير السيارة إلى غاية بلوغهم السنة الأولى على الأقل.

وأشار إلى أنه للإسهام في التوعية ينبغي إلزام المستشفيات بمنح كل مولود كرسي سيارة مجاناً، فضلاً عن تثقيف أولياء الأمور بشأن تركيب مقاعد مخصصة لأطفالهم، وتوعية المجتمع من خلال التثقيف بشأن سلامة الطفل في السيارة أثناء القيادة، ونشر ثقافة السلامة المرورية للأطفال من خلال استخدام الكرسي أثناء التنقل في سيارات الأجرة والحافلات وغيرها.

Email