أجرى 7 عمليات ناجحة

طبيب بمستشفى دبي يبتكر تقنية لترميم الصمام التاجي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل إنجازات أطباء هيئة الصحة في دبي في مختلف التخصصات الطبية يوماً بعد يوم توجها مؤخرا الدكتور فوزي الصفدي استشاري جراحة القلب والصدر بمستشفى دبي من خلال ابتكاره طريقة فريدة لترميم الصمام التاجي عن طريق استحداث أربطة جديدة للصمام قابلة للتعديل لتتناسب مع عملية العلاج ليكون أكثر فاعلية للمرضى.

وقال الدكتور عبد الرحمن الجسمي المدير التنفيذي لمستشفى دبي إن الإنجازات والنجاحات التي حققها مستشفى دبي خلال السنتين الماضيتين لم تكن لتتحقق لولا الدعم اللامحدود من قبل معالي رئيس مجلس الإدارة مدير عام الهيئة الذي يؤكد ويشجع دوماً على الابتكار. وأضاف إن الإنجاز الجديد الذي حققه الدكتور الصفدي يعد من اهم الإنجازات التي تلامس حياة مئات المرضى، مؤكداً حرص إدارة المستشفى على توفير كافة أنواع الدعم اللازم للأطباء في كافة تخصصاتهم الطبية.

وتفصيلا قال الدكتور الصفدي إن مستشفى دبي قام حتى الآن بإجراء (7) عمليات لمرضى من مختلف الأعمار تكللت جميعها بالنجاح التام لافتاً إلى أن الأربطة التي تم استحداثها تتميز عن غيرها من التقنيات الأخرى بمرونتها التي تسمح بتعديل طول الرباط بشكل متكرر ليتناسب مع الحاجة الفعلية أثناء كافة مراحل الترميم حتى تحقيق الإصلاح المناسب للصمام التاجي.

أهمية

وبين الدكتور الصفدي أهمية هذا الابتكار الذي يشكل منعطفاً هاماً ومؤثراً في مجال ترميم الصمام التاجي يساعد بشكل فعال في اعتماد الجراحة عن طريق المنظار عوضاً عن فتح الصدر، لافتاً إلى الثقة الكبيرة التي يعطيها هذا النوع من المعالجات للجراحين الجدد من خلال سهولة تطبيقها على المرضى وتشجيعهم للإقدام على إجراء هذا النوع من العمليات.

اهتمام عالمي

وأشار الدكتور الصفدي إلى الاهتمام العالمي بهذه التقنية التي تم استعراضها في المؤتمر السنوي لجمعية القلب السعودية الذي عقد مؤخراً في مدينة الرياض حيث أبدى الكثير من الأساتذة ورواد جراحة القلب وترميم الصمامات وعلى رأسهم البروفسور زهير الهليس من المملكة العربية السعودية والبروفسور أوتافيو ألفييري من إيطاليا والبروفسور باتريك بيرييه من ألمانيا إعجابهم وقناعتهم بهذه التقنية.

وقال الدكتور الصفدي إن النجاح الكبير الذي حققته هذه التقنية ساهم بشكل كبير في نقلها إلى كل من إيطاليا وبلجيكا حيث تم اجراء (43) عملية في هذين البلدين وفقاً لهذه التقنية الحديثة.

جراحة الصمامات

وقال الدكتور الصفدي: إن جراحة صمامات القلب في بداياتها كانت تقوم على مبدأ استبدال الصمام المريض بصمام اصطناعي معدني أو نسيجي كحل وحيد متوفر آنذاك، ونظراً للإشكاليات والمضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عن ذلك، ظهرت في مراحل لاحقة فكرة محاولة ترميم الصمام عوضاً عن استبداله. وبقيت عملية إصلاح الصمامات من أهم العلامات الفارقة في جراحة القلب نظراً لدقتها وحساسيتها، وهي تحتاج إلى مهارات عالية وخبرات طويلة ومتراكمة في هذا المضمار.

ولما كانت عملية ترميم الصمامات، وبالأخص الصمام التاجي، تعود بفائدة عالية جداً لدى المريض، تفوق إلى حدٍ بعيد عملية الاستبدال فقد حاز هذا الحقل باهتمام بعض كبار جراحي القلب المتميزين على مستوى العالم كالبروفسور كاربنتيية وألفييري وآدمس وموور وخوري، الذين انصبوا على مدى عقود من الزمن على ابتكار وتطوير أسس هذه الجراحة، إلا أن التقنيات الحالية ما زالت تمثل تحدياً كبيراً للأجيال الصاعدة من جراحي القلب لصعوبة اقتنائها وتعلمها مما يحمل الكثير منهم على إجراء عمليات الاستبدال تفادياً لفشلٍ محتمل لعمليات الترميم.

تعاون

يذكر أن الدكتور فوزي الصفدي الاستشاري في جراحة القلب والصدر في مستشفى دبي قد قام مع البروفسور ماتيا غلاوبر رئيس قسم جراحة القلب بمستشفى سانت أبروجو- سان دوناتو في ميلانو، والدكتور علاء الدين يلمز رئيس وحدة جراحة القلب بالمنظار في مستشفى جيسا – هاسلت في بلجيكا بتأسيس أول فريق عمل تنسيقي بين المراكز الثلاثة وأن النتائج الأولية مشجعة جداً لديهم وواعدة لتطوير التقنية ونشرها عالمياً.

يشار إلى أن لصمام التاجي ( ويعرف أيضاً بالصمام الميترالي ): هو صمام يفصل بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر ويسمح في وضعه الطبيعي بمرور الدم في اتجاه واحد من الأذين إلى البطين.

تضيق الصمام التاجي هو ضيق في فوهة الصمام، مما يحد من تدفق الدم عبر الصمام مما يؤدي إلى زيادة الضغط وراء الصمام،مسبباً مشاكل و أعراضاً مختلفة تزداد خطورتها كلما زاد التضيق.

وهناك أسباب عدة لتضيق الصمام التاجي منها مرض روماتيزم القلب: وهو مرض يصيب الصمامات نتيجة التعرض للحمى الروماتيزمية في سن الطفولة وفي سن مبكرة إضافة الى العيوب الخلقية، والتغيرات التي قد تحدث في الصمام بسبب تقدم العمر والتي غالباً ماتكون ناتجة عن ترسبات الكالسيوم عليها وتصلبها.

ومن اهم أعراض ضيق الصمام التاجي ضيق النفس والإغماء، أو الدوخة، أو التعب والخفقان، وآلام في الصدر والسعال الذي قد يكون مصحوباً بالدم.

Email