تضم 63 طفلاً من عمر شهرين وحتى 4 سنوات

«لطيفة» أول مستشفى يوفر حضانة لأبناء العاملات

ت + ت - الحجم الطبيعي

توفر هيئة الصحة في دبي حضانة للأطفال أبناء العاملات في مستشفى لطيفة للنساء والولادة، وذلك كأول مؤسسة صحية على مستوى الدولة، بهدف توفير أقصى درجات الراحة والسعادة والراحة النفسية الإبداعية للموظفات اللواتي لديهن أطفال ممن هن بحاجة لرعاية خاصة خلال فترات الدوام الرسمي بالمستشفى. وتستقبل الحضانة الأطفال من عمر شهرين وحتى أربع سنوات.

وقال يوسف إبراهيم مدير الشؤون الإدارية إن الحضانة المجهزة وفقاً لأرقى المواصفات العالمية للحضانات تضم حالياً 16 رضيعاً و22 من عمر سنة ونصف السنة، وحتى سنتين ونصف السنة و25 طفلاً من سنتين ونصف السنة وحتى أربع سنوات أي ما مجموعه 63 طفلاً.

وأضاف أن توفير الحضانة يأتي دعماً للدور الاستراتيجي للهيئة بتوفير بيئة عمل مميزة للموظفات، وتوفير الراحة النفسية لأمهات. وتضم الحضانة مسؤولة وحدة الحضانة وعدداً من المربيات المتخصصات في تربية الطفل، وطبيباً وممرضة لمتابعة الحالة الصحية للأطفال وإجراء الفحوصات الطبية لهم عند الضرورة.

وأشار الى أن الحضانة تحتوي على كافة مستلزمات الأطفال حديثي الولادة من سن ثلاثة أشهر لغاية أربع سنوات، وتضم غرفاً نموذجية خاصة بالغيار للأطفال والطعام والتعليم المبكر والترفيه وغيرها من المرافق التي تسهم بتنشئتهم تنشئة صحية ملائمة ورعايتهم طيلة ساعات الدوام الرسمي بما فيه متابعة الأمهات الموظفات لهم خلاله بين الفينة والأخرى سواء للرضاعة أو الإشراف المباشر عليهم.

سعادة وراحة

وأجمع عدد من الأمهات العاملات في هيئة الصحة بدبي، من المواطنات والمقيمات، أن الحضانة التي أنشأتها الهيئة في مقر مستشفى لطيفة لأبناء الموظفات، تحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي لهن، وتشجعهم على الانخراط في الوظائف المختلفة، والاطمئنان على أطفالهن، ما ينعكس إيجاباً على استقرارهن الأسري والوظيفي، ومن ثم تحسن مستوى الأداء وزيادة الإنتاجية، فضلاً عن كونها مظهراً حضارياً، وضرورة اجتماعية وإنسانية وتربوية تنسجم وتوجهات الدولة نحو إعلاء شأن الطفولة والأمومة وتنمية الموارد البشرية.

وأعربت المواطنة ليلى عبد الله (أم علي) لـ«البيان الصحي»، عن بالغ سعادتها واطمئنانها على أبنائها في حضانة الهيئة، مؤكدة أن ذلك يحقق التوازن النفسي والعاطفي للأمهات العاملات ويزيد من إنتاجيتهن.

وأشارت إلى أن الأم العاملة تحتاج في مكان عملها لوجود حضانة تترك فيها طفلها خلال أوقات الدوام ليكون قريباً منها ما يحقق لها راحة نفسية ويحفزها على بذل كل الجهود والتفاني في العمل وبالتالي زيادة الإنتاجية.

وأكدت أن ذلك سيقضي على ظاهرة تغيب الأمهات وخروجهن قبل انتهاء الدوام بحجة أن لديهن أطفالاً في الحضانات سيذهبن لإحضارهم، وكذلك توفير الراحة النفسية للطفل، إذ سيحظى في هذه الحالة بالرضاعة الطبيعية والإشراف المباشر من قبل الأم أثناء فترات العمل.

الحل الأمثل

وقالت فاطمة الحمادي (أم خليفة) إن إلحاق الأطفال بدور حضانة بعيدة عن أماكن العمل يؤثر على تركيز المرأة ويجعلها دائماً متعلقة بابنها.

وأضافت: أحياناً ينتهي دوام الحضانات وبالتالي تضطر الأم العاملة لترك العمل قبل انتهاء الوقت الرسمي لإحضار ابنها، ما يسبب لها بعض المصاعب، لذلك فإن الحضانة في مقر العمل تعتبر الحل الأمثل للموظفات وأبنائهن.

وأشارت إلى أن كثيراً من الأمهات العاملات يعانين الأمرين ويبقين مشتتات بين هموم العمل ورعاية الأطفال، فلا هن قادرات على التركيز في العمل وإهمال الأطفال، ولا الظروف تسمح لأغلبهن بترك العمل والجلوس في البيت لرعاية الأطفال.

وقالت فاتن محمد العلاوي، مدرسة في حضانة الهيئة، إن الحضانات في مقر عمل الأم، تعد ضماناً وأماناً وراحة لأطفالهن، إلى جانب تعلميهم واختلاطهم بالعديد من الأطفال من جنسيات مختلفة كون حضانة الهيئة تقبل أبناء الموظفات العاملات بالهيئة من كل الجنسيات والأديان، فيتعلمون منهم روح التنافس الشريف، والاطلاع على ثقافة الآخر والتسامح.

وأضافت أن هذا الأمر يعد حلاً مقنعاً للمرأة العاملة، وذلك لما نراه الآن من عدم ثقة بالخادمات، إلى جانب المشكلات التي تحدث جراء وجود الأبناء معهن طوال اليوم، كذلك ليتعلم الطفل منذ صغره على التنظيم والترتيب، خصوصاً في مرحلة الروضة.

إنتاجية المرأة

وأشارت محمودة بيجم مربية أطفال بالحضانة، إلى أن وجود الخادمة في المنزل مع الطفل بات يشكل خطراً كبيراً عليه، في ظل ما تتناقله العديد من وسائل الإعلام المختلفة بين الحين والآخر عن جرائم بعض الخادمات التي ترتكب بحق الأطفال، مبينة أن وجود الطفل في حضانة بجانب الأم يؤثر إيجاباً على إنتاجية المرأة في العمل، خاصة في ظل الظروف المعيشية التي اضطرت الكثير من الأمهات البحث عن فرص وظيفية لإعانة أزواجهن.

وأكدت محمودة، أهمية وجود دور حضانة داخل أماكن العمل، قائلة إنه أمر في غاية الأهمية ويحقق جملة من الفوائد، من بينها الاستقرار النفسي للأم أثناء العمل لشعورها بالأمان على طفلها، وتركيزها في العمل ما يؤدي لزيادة الإنتاجية، وتوفير الرعاية المتكاملة للأطفال عن طريق العاملين بالحضانات وسرعة الاتصال بالأم عند حدوث مشكلات طارئة للأطفال داخل الحضانة وأيضاً سهولة الإرضاع الطبيعي للأطفال كون الحضانة داخل مقر العمل.

صفوف تعلم

توفر الحضانة صفوفاً للتعلم المبكر للمنتسبين لها في عمر الأربع سنوات مثل تعلم النطق الصحيح للغة العربية بلغة فصيحة وتدريس مبادئ الحساب والعلوم البسيطة وتحتوي على مرافق وأدوات التعليم المبكر للأطفال من مكعبات ولوحات ورقية ورسومات إبداعية لاكتشاف مواهبهم وميولهم المستقبلية، كما توفر الحضانة قاعة خاصة لتناول الطعام والاستراحة لمن هم في سن أربع سنوات لإتاحة الفرصة لهم للشعور بالراحة والأمان والاستقرار النفسي طيلة غياب الأم بأجواء أسرية خاصة.

Email