مبادرة نوعية للتخلص الآمن من الأدوية الفاسدة والتبرع بالصالحة

«صحة دبي» تخفف معاناة المحتاجين بـ«الدواء.. سلامة وعطاء»

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلاقاً من حرص هيئة الصحة في دبي على ترسيخ مفهوم سلامة وأمان استخدام الأدوية التالفة والمنتهية الصلاحية، وحماية أفراد المجتمع المحلي من الاستخدام الخطأ للأدوية، أطلقت الهيئة في العام 2013 مبادرة نوعية على مستوى المنطقة للتخلص الآمن من الأدوية تحت شعار «الدواء.. سلامة وعطاء».

وتتلقى الهيئة من خلال المبادرة الأدوية المنتهية الصلاحية أو التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء عبر صيدلياتها المنتشرة في كافة مستشفياتها على مدار الساعة.

واستطاعت الهيئة منذ إطلاق المبادرة وحتى الآن جمع 16 طناً من الأدوية منتهية الصلاحية أو التي ما زالت صلاحيتها سارية إلا أنها فائضة عن حاجة المرضى، وتقدم الهيئة الأدوية الصالحة إلى هيئة الهلال الأحمر والتي توزعها على المحتاجين في الدول الفقيرة، وبذلك استطاعت هذه المبادرة زرع البسمة وتحقيق السعادة لأشخاص لا يستطيعون شراء مثل هذه الأدوية ولكنهم في أمس الحاجة لها.

انتشار الوعي

وقال الدكتور علي السيد مدير إدارة الخدمات الصيدلانية في هيئة الصحة في دبي إن الهيئة تتبرع بالأدوية الفعالة، كما تتخلص بطرق آمنة من الأدوية منتهية الصلاحية أو التي شارفت على الانتهاء.

وأضاف أن الهيئة بدأت بجمع طنين في السنة الأولى، وبعدها بسبب انتشار الوعي بفكرة المبادرة بدأت الكميات ترتفع تدريجياً حتى وصل مجموع ما تلقته 16 طناً حتى الآن.

وأوضح أن الأدوية المنتهية الصلاحية يتم جمعها في كراتين خاصة وتغليفها بطريقة صحيحة، ثم يتم نقلها إلى مكب النفايات الخاصة في جبل علي ويتم إتلافها برقابة وإشراف من بلدية دبي للحفاظ على البيئة وحماية المجتمع.

وتابع: أما الأدوية التي ما زالت صالحة فيتم فصلها ووضعها في كراتين خاصة وتحفظ في مستودعات الأدوية ويتم تحويلها إلى هيئة الهلال الأحمر للتبرع بها إلى الدول الفقيرة، لافتاً إلى أن قيمة الأدوية التي تم التبرع بها لغاية الآن يصل إلى 12 مليون درهم.

نجاح كبير

وبين الدكتور علي السيد أن المبادرة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة والشرق الأوسط بشكل عام، لاقت نجاحاً كبيراً في توعية الجمهور من أضرار ومخاطر الأدوية المنتهية الصلاحية، ورسخت مفهوم ضرورة التخلص الآمن من الأدوية، وحماية أفراد المجتمع المحلي من أضرار ومخاطر التخلص منها بالطرق التقليدية.

وأكد حرص هيئة الصحة في دبي على الارتقاء بمستوى الأمان الصحي والبيئي من خلال رفع الوعي والتثقيف الصحي للمرضى وذويهم حول الطرق والوسائل الصحيحة للتعامل مع الأدوية أثناء الاستخدام، وسبل التخلص الآمن منها.

فريق صيدلاني

وأشار السيد إلى وجود فريق صيدلاني متخصص يقيّم الأدوية التي يجلبها المرضى ويقارنها بسجلاتهم الدوائية الإلكترونية في الهيئة لتحديد الأدوية اللازمة لهم، وضمان عدم الازدواجية في الأدوية التي يستخدمها المريض.

ونوه بأن المبادرة تسعى إلى تشجيع المرضى وذويهم على جلب الأدوية إلى إدارة الخدمات الصيدلانية في الهيئة للتخلص الآمن من المنتهية صلاحيتها، حسب السياسات والإجراءات المطبقة في الهيئة، مشيراً إلى أن إدارة الخدمات الصيدلانية تقيم مدى صلاحيتها، وتسلم الصالح منها لفريق خدمة المجتمع في مكتب المدير العام، الذي سيتولى بدوره توزيعها على محتاجيها من المرضى.

وأضاف أن المبادرة تتضمن توزيع مواد تثقيفية وتوعوية للمرضى حول طرق التعامل السليم مع الأدوية، في ما يتعلق بعمليات الحفظ والتخزين والطرق الآمنة للتخلص منها، وحول تاريخ الصلاحية المكتوب على عبوات الأدوية.

أضرار

وأشاد مواطنون ومقيمون بمبادرة التخلص الآمن من الأدوية التالفة ومنتهية الصلاحية، مشيرين إلى أنها ترسخ مفهوم سلامة وأمان استخدام هذه الأدوية، وحماية البيئة وأفراد المجتمع المحلي من الاستخدام الخاطئ لها والأضرار الناجمة عن سوء إدارة الأدوية المنتهية الصلاحية واستخدامها.

وقال قاسم المرشدي: إن الجميع ليس قادراً على الحفظ الآمن للأدوية، حيث يقوم البعض بالاحتفاظ بها في درجات حرارة ونسبة رطوبة غير مناسبة، تؤثر في خواص المواد التي يتركب منها الدواء، وتغيرها سلباً، وتقلل من مفعولها، وقد تلغيه تماماً، وفي كل الأحوال، فإن الاستخدام الخاطئ للأدوية خطر على صحة الإنسان، تماماً كالتخزين، والتخلص غير السليم منها أيضاً.

وثمن جهود هيئة الصحة في دبي في التخلص الآمن من الأدوية بشكل يضمن صحة أفراد الأسرة والمجتمع من المخاطر المحتملة في حال تم التخلص منها بشكل خاطئ أو حتى الاحتفاظ بها في البيت، مشيراً إلى أن التخلص من الأدوية برميها في القمامة بعد استعمال جزء منها يعتبر خطأ وخطراً مستقبلياً يهدد البيئة.

بدوره أكد إبراهيم سامي أن المبادرة ساهمت في تعريفنا سبل التخلص الآمن من الأدوية الزائدة عن حاجتنا، والعبوات الفارغة.

وثمن مبادرة الهيئة للتخلص الآمن من الأدوية، مؤكداً أنها تهدف إلى ترسيخ مفهوم سلامة وأمان استخدام الأدوية التالفة والمنتهية الصلاحية، وحماية أفراد المجتمع من الاستخدام الخاطئ للأدوية، كما يغرس ويعزز ثقافة التعامل الصحيح مع الأدوية لدى أفراد المجتمع المحلي.

من جانبها قالت صالحة الكأس إن الهيئة تشجعهم خلال مراجعتهم للمستشفيات والعيادات التابعة لها على جلب الأدوية التالفة إلى إدارة الخدمات الصيدلانية في الهيئة للتخلص الآمن منها، وذلك حسب السياسات والإجراءات المطبقة، كما تشجعنا وتشجع المرضى على التبرع بالأدوية الزائدة على حاجتنا، أو تلك التي لا نستخدمها.

وأشارت إلى أهمية تنظيم حملات توعية حول كيفية التصرّف في فوائض الدواء في المنازل والتي كثيراً ما يقوم البعض بالتخلص منها بشكل غير مُلائم

وهو ما يترتب عليه تلويث للبيئة وانبعاث غازات سامّة تهدّد الصحة العامة.

وأوضحت مريم كمال أن بعض الشركات العالمية خاصة تلك المتخصصة في مستحضرات التجميل تقوم بمبادرات تشجيعية للمستهلكين حتى يمكن إعادة تدوير منتجاتها بسهولة، مثل أن تقوم مثلاً بإعلان مفاده أن من يقوم بإرجاع 5 علب فارغة يحصل على علبة ممتلئة مجانًا وهذا في مستحضرات التجميل أما في الأدوية العادية فإن الوضع يختلف ويحتاج إلى مزيد من الثقافة والوعي بشأن التخلص الآمن من الدواء منتهي الصلاحية.

Email