منتدى دبي الصحي الثاني أضاء على الصحة الرقمية والتشخيص الذكي

الابتكارات التكنولوجية محور التوجهات العـلاجية المستقبلية في دبي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

يُعتبر قطاع الرعاية الصحية من أسرع القطاعات قابلية للتغير، فالذكاء الاصطناعي والروبوتات والواقع الافتراضي وصولاً إلى الطباعة الثلاثية الأبعاد وتقنيات أخرى كثيرة ستلعب في المستقبل القريب دوراً مهماً في تغيير وجه الرعاية الصحية في صحة دبي، وسيصبح باستطاعة الأطباء القيام إجراء العمليات عن بعد، من خلال الواقع الافتراضي

وكشف منتدى دبي الصحي الثاني الذي نظمته هيئة الصحة بدبي أن إدارة وخدمات مستشفيات المستقبل ستعتمد على خدمات قواعد البيانات الضخمة (الملف الإلكتروني) والذكاء الصناعي وهو ما سوف يقدم أفضل حلول للرعاية الصحية، كما أن توافر قواعد بيانات يعد المحرك الرئيسي والعملية الحالية للتقدم، وأن قطاع الرعاية الصحية سيستخدمها لتقديم نموذج رعاية صحية مستدامة ومتاحة للجميع.

وأظهرت ساحة الابتكارات أن هناك اتجاهين سيكون لهما تأثير كبير في الرعاية الصحية في صحة دبي هما: الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد وبمساعدة هذه الأجهزة، سيتمكن الأشخاص المصابون بالشلل مثلاً من الحركة مجدداً، أمّا الطباعة الثلاثية الأبعاد، فيمكن استخدامها في صناعة الأنسجة مع الأوعية الدموية والعظام والجلد الاصطناعي.

ابتكارات محلية

وعرضت الدكتورة وفاء البلوشي من هيئة الصحة بدبي، جهازاً رقمياً لخلع الأسنان، سمّته "الملقط الإعصاري" الذي يعمل بالتقنية الرقمية، يعمل من خلال إدخال أنبوب صغير في منطقة الأربطة بين السن وعظام الفك، حيث تقوم بتغيير درجة حرارة الدم لتسهيل قطع الأربطة، وبالتالي يتم خلع السن أو الضرس من دون ألم وبأقل مجهود.

ويتميز الجهاز عن الطرق التقليدية بتوفير الوقت والجهد، فضلاً عن أنه يغني عن استخدام العديد من الأدوات المستخدمة حالياً في خلع الأسنان خاصة وأن الطريقة التقليدية تعتمد على عدة أدوات لخلع الأسنان، إذ إن كل نوع من أنواع الأسنان له أداة لخلعها، كما أن أجهزة خلع أسنان الكبار تختلف عنها للصغار، بينما يقوم الجهاز الرقمي المبتكر بكل هذه المهام من خلال نفس الجهاز.

وتمتاز التقنية بأن عملية الاستشفاء تكون أسهل بكثير من خلال هذا الجهاز لكونه يعتمد على كمية ضئيلة من المخدر مقارنة بالطريقة التقليدية، كما أنه يحافظ على عظام الفك، إذ إنه لا يتطلب التوسعة بين عظام الفك لخلخلة الأسنان ما يجعل الجهاز أكثر أماناً في عملية الخلع، كما أنه لا يحتاج إلى تأمين بقية الأسنان أثناء الخلع الذي يتم بأقل كلفة.

كما عرض الدكتور فوزي الصفدي استشاري أمراض القلب بمستشفى دبي تقنية عالمية سرعان ما انتشرت في الدول الأوروبية لترميم الصمام التاجي بالمنظار، والتي حازت إعجاب كافة المشاركين بالمنتدى.

تعقيم غرف العمليات

واستعرضت إحدى الشركات جهازاً يدعى «زانكست» لتعقيم غرف المستشفيات والكراسي المتحركة التي تنقل المرضى، حيث يعمل على قتل الجراثيم الخطرة والبكتريا والفيروسات التي تنشأ في المستشفيات وخاصة فيروس إيبولا الشهير، وذلك خلال 5 دقائق فقط، فيما تتطلب الطرق التقليدية إخلاء الغرف والحيز المكاني مدة لا تقل عن 7 ساعات، ما يسهل عملية توافر غرف في المستشفيات.

وفي زاوية أخرى من المعرض، استعرض روبوت لعلاج الأورام الخبيثة والحميدة فضلاً عن تشوهات الأوعية الدموية، ويعمل من خلال توجيه أشعة تدمر خلايا الورم من دون أن تتسبب في تلف الأنسجة السليمة.

وأوضح الدكتور عبد الكريم مسدي جراح الدماغ والعمود الفقري في مستشفى الجراحة العصبية بدبي، أن الروبوت يعالج أيضاً الأورام المتحركة مثل أورام الصدر والرئة والبروستات، والأورام في الجسم بشكل عام، حيث يعمل الجهاز من دون تخدير ويحتاج المريض من جلسة إلى 5 جلسات لعلاج الورم بحسب درجة المرض، ويخرج المريض في نفس اليوم ويمارس مهام حياته بشكل طبيعي.

البيت الصحي

كما استعرضت كذلك شركتان، نظام البيت الصحي الذي يهدف إلى مراقبة الحالة الصحية لكبار السن والأطفال وأصحاب الهمم المرضى على مدار الساعة عن بعد من خلال تطبيق ذكي.

ويعمل النظام من خلال حساسات تزرع في عدة أماكن مثل سرير الشخص المريض وفي الحمام والأرض أيضاً، إضافة إلى تزويد الحيز المكاني، الموجود في الشخص المستهدف بكاميرات مراقبة، ويعمل النظام على قياس حركة المريض أو كبير السن الاعتيادية وبناء النظام عليها فإذا لاحظ أي تغير في هذا النمط يرسل إشارات تحذيرية للشخص المعني بمراقبته، وعلى سبيل المثال إذا استغرق المريض ساعات نوم أكثر من المعتاد أو أصيب في قدمه، ما يؤثر في حركة قدمه فيلتقطها الجهاز وينبه الشخص المراقب حتى يتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة حتى إذا استدعى الأمر إرسال سيارة إسعاف يقوم بذلك على الفور من أجل إنقاذه.

وتضمنت المنصة أيضاً ابتكارات تكنولوجية تخدم القطاع الطبي، حيث عرضت إحدى الشركات «نظارة توبي الذكية» ذات المهام المتعددة منها معالجة المشاكل السلوكية لدى المرضى وخاصة مرضى التوحد، كما تستخدم في الدراسات الخاصة بتطوير التطبيقات الذكية، وتفيد الجراحين في الوقوف على الأخطاء الطبية خلال العمليات الجراحية وتلافيها مستقبلاً.

وتقوم النظارة الذكية بجمع المعلومات في الذاكرة يسهل استخراجها واستخدامها لاحقاً، كما أنها تعطي المستخدم النتائج المنشودة، وتفيد كذلك في فحص سياقة المركبات والطائرات.

وفي ركن آخر، استعرضت شركة أخرى جهازاً ذكياً يعالج الحركة ويقوم بمهمتين رئيسيتين، هما إعادة التأهيل للأشخاص المصابين بمرض الشلل الدماغي.

سيارة «تويزو»

وعرضت منصة الابتكارات في منتدى دبي الصحي الثاني، أيضاً سيارة «تويزو» ذاتية التحكم تستهدف أصحاب الهمم، إذ تُمكن السيارة هذه الفئة من سهولة التنقل بين المباني والمنشآت دون أي تدخل بشري، علماً أن العديد من الجامعات والجهات الحكومية بالدولة بدأت استخدامها أخيراً.

وتتميز «تويزو» بكونها صديقة للبيئة 100%، إذ تعتمد على الكهرباء للتزود بالطاقة، فضلاً عن سهولة استخدامها، لا سيما أن الشخص لا يحتاج إلا لتحديد الوجهة التي يقصدها فقط، إما عبر الأوامر الصوتية أو عن طريق اللمس، كما أن السيارة مزودة بحساسات عالية الدقة لاكتشاف العقبات والبحث عن طرق بديلة خلال أجزاء من الثانية.

طائرة من دون طيار

كما تضمن المعرض المصاحب للمنتدى، طائرة من دون طيار لنقل الإسعافات الأولية والأدوية ووحدات الدم أثناء الازدحام أو لسرعة إنقاذ المصابين، وتستطيع هذه الطائرة حمل 5 كليوغرامات كحد أقصى، وتستطيع السير نحو 30 دقيقة ويمكنها قطع 30 كيلومتراً في الساعة، وهذه الطائرة في مرحلة الاختبارات التجريبية، ويمكن أن تستخدم في الفترة المقبلة.

الجراحة الشعاعية

وعرضت هيئة الصحة في دبي عبر منصة الابتكارات الصحية جهاز «سايبر نايف» للجراحة الشعاعية، والذي يعتبر الأحدث من نوعه عالمياً وسيتوافر قريباً في الإمارات، ويستهدف الجهاز الجديد الأورام المتحركة في المناطق الدقيقة من الجسم، وخاصة في منطقة القلب والصدر.

وتستطيع تكنولوجيا الجهاز تدمير الخلايا السرطانية بدقة عالية، دون التأثير في الخلايا السلمية، وهذا ما يميزه عن الإصدارات الأقدم أو الأجهزة المماثلة.

ويعتبر جهاز "سايبر نايف" بديلاً عن الجراحة، ويتمكن من تدمير الخلايا السرطانية المستهدفة بنسبة تفوق 90%، كما تُجرى العملية للمريض من دون تخدير، إذ يحتاج المريض من ثلاث إلى خمس جلسات حسب درجة انتشار المرض، ولا تتجاوز مدة جلسة العلاج الواحدة 10 دقائق، ويستطيع المريض مغادرة المستشفى في نفس اليوم.

روبوت الترحيب

وتفاجأ زوار المعرض المصاحب لمنتدى دبي الصحي، بوجود روبوتات متحركة ترحب بالزائرين وتلقي عليهم التحية باللغة الإنجليزية وترد تحيتهم، في مفاجأة طريفة، حيث تتجول هذه الروبوتات في أروقة المعرض وتسير خلف الزائرين، وتعمل من خلال التعرف إلى محدثها، وتقوم بالمحادثة والمساعدة في كثير من المهام.

محاور

وناقش المنتدى على مدار يومين حزمة من المحاور التي ركزت على التحديات والقضايا الصحية العالمية، ودعم الابتكار، والتنمية المستدامة في المجال الصحي، والاقتصاديات الصحية ومستقبل علم الوراثة، والصحة الرقمية والتشخيص الذكي وغيرها من القضايا الصحية.

كما ركزت جلسات المنتدى وفقاً للدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية رئيسة المنتدى على التكنولوجيا والابتكار في المجال الصحي بما فيها تقنيات النانو، وعلوم الجينوم، والدقة في مجال الأدوية، وتسخير الذكاء الاصطناعي لتمكين أصحاب الهمم، والسجلات الطبية الإلكترونية، وإنترنت الأشياء، والابتكار.

ورش

تضمنت فعاليات المنتدى عدداً من ورش العمل التي استمرت على مدار يومين ركزت على طب أنماط الحياة وأهمية تبني النمط الصحي للحياة، وانقطاع التنفس أثناء النوم وحوادث الطريق وكيفية التعامل معها، ودور التكنولوجيا في إعادة تأهيل السكتة الدماغية، ونموذج الرعاية الصحية المرتكز على احتياجات المريض.

 

 

أطباء مواطنون: منتدى دبي الصحي فرصة لصقل المهارات

أشاد عدد من الأطباء بالمنتدى الصحي الثاني الذي نظمته الهيئة للعام الثاني على التوالي، والذي أصبح منصة عالمية لتبادل الآراء والأفكار حول أفضل طرق تعزيز قطاع الرعاية الصحية، وكذلك منصة عالمية لعرض آخر الابتكارات الطبية.

وقال الدكتور فوزي الصفدي: إن المنتدى أصبح من أهم وأكبر المنتديات الصحية التي تقام في المنطقة، لكونه يناقش آخر التطورات والابتكارات في المجال الطبي.

وأشار إلى أن المنتدى ضم نخبة من رواد الطب العالميين الذين أسهموا سواء بأبحاثهم أو ابتكاراتهم بالتوصل إلى طرق حديثة لم تكن معروفة من قبل للتخفيف من معاناة المرضى وتوفير العلاج المناسب لهم، وفقاً لأحدث المعايير العالمية.

وأضاف أن ابتكاره تقنية ترميم الصمام التاجي بالمنظار سرعان ما أثبتت نجاعتها وتبنتها العديد من الدول الأوروبية، وقريباً سيتم اعتمادها في الولايات المتحدة الأميركية، لافتاً إلى أن مثل هذه المنتديات مهمة جداً في تبادل الخبرات والاحتكاك المباشر مع الأطباء العالميين.

أهمية

بدورها، قالت الدكتور موزة الشرهان رئيسة المختبر في مستشفى دبي، إن المنتدى عاد عليهم بمردودات إيجابية كثيرة، خاصة وأن جلسات المنتدى ركزت على طب المستقبل والتقنيات والابتكارات الجديدة التي ستتحول إلى واقع ملموس خلال سنوات.

وأضافت: نأمل أن يمتد المنتدى لثلاثة أيام في السنوات المقبلة نظراً لأهمية الموضوعات والمحاور التي ناقشها المنتدى خاصة بوجود رواد الطب العالميين الذين تركوا بصماتهم الخالدة على قطاع الرعاية الصحية، مشيرة إلى أن استفادة الأطباء المواطنين من هذه المنتديات كبيرة جداً وتبقيهم على تواصل مع الأطباء العالميين والاطلاع على آخر وأحدث الابتكارات والتقنيات العالمية التي ستغير مجرى الطب خلال السنوات القادمة، لاسيما وأن العالم يتجه حالياً إلى الجينوم الذي سيحل الكثير من المشاكل الصحية التي دامت لسنوات وقرون.

نجاح

من جانبها، قالت الدكتورة بدرية الحرمي، إن المنتدى كان ناجحاً بكل المقاييس سواء من ناحية المحاور التي ناقشها المؤتمر أو الابتكارات التي تطرح في المنتدى. وأضافت أن جلسات المنتدى ناقشت كل القضايا المتعلقة بالرعاية الصحية مع التركيز على ما سيحمله المستقبل من تطورات خاصة في ظل تنامي الابتكارات المحلية والعالمية.

Email