نجحت في رفع نسبة المقلعين عن التدخين إلى 16% من المراجعين

عيادات الإقلاع عن التدخين بـ«صحة دبي» نـافذة تُعزز سلامة المجتمع

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

يشكل الانتشار الواسع للتدخين تحدياً كبيراً للجهات الصحية في العالم، نظراً لم تمثله هذه الظاهرة السلبية من أضرار على صحة المدخن والصحة العامة بشكل عام، إذ يقدر ما ينفقه العالم على التدخين أكثر من تريليون دولار سنوياً ـ فيما تقدر الخسائر البشرية بأكثر من 6 ملايين شخص. هيئة الصحة بدبي من جهتها، تمكنت من رفع نسبة المقلعين عن التدخين إلى 16 % من عدد المراجعين، عبر عيادات الإقلاع عن التدخين التي شكلت فرصة للمدخنين للتخلص من هذه الآفة، ونافذة تُعزز سلامة المجتمع.

وكانت الهيئة دشّنت عيادات الإقلاع عن التدخين لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين في مركزي الطوار والبرشاء لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض التي يتسبب فيها التدخين، والمساهمة في تحقيق المؤشر الوطني للأجندة الوطنية المتمثل في خفض نسبة انتشار منتجات التبغ إلى 15.7 % بحلول العام 2021.

نجاح

وأكدت الدكتورة حنان عبيد رئيس شعبة الأمراض الحادة والمزمنة في هيئة الصحة بدبي نجاح عيادات الإقلاع عن التدخين بالهيئة في رفع نسبة المقلعين عن التدخين إلى 16% من العدد الكلي للمراجعين البالغ 300 مراجع سنوي لهذه العيادات في مركزي البرشاء والطوار الصحيين، وهو ما يعد إنجازاً كبيراً، داعية المدخنين إلى الانضمام لـ «باقة الإقلاع عن التدخين» المتوفرة في مركزي الطوار والبرشاء والتي تجمع بين الوقاية والعلاج، حيث تتضمن 4 زيارات استشارية للتقييم الشامل للوضع الصحي، ووضع الخطة العلاجية، وخدمات المتابعة للراغبين في الإقلاع عن التدخين، والتي قد تستمر من 3 إلى 6 أشهر، وقد يتم إعادتها عند الحاجة لذلك.

وأضافت أن باقة الإقلاع عن التدخين تتضمن كذلك إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية وتخطيط القلب وصور الأشعة اللازمة، وقياس أول أكسيد الكربون في الرئة، وقياس وظائف الرئة والمؤشرات الصحية كالوزن والطول ومعدل كتلة الجسم، والتعرف على درجة الإدمان على النيكوتين وتقديم المشورة حول أنسب الطرق للإقلاع عن التدخين بعد التعرف على الرغبة الحقيقية في الإقلاع عن التدخين.

فوائد

كما أوضحت الدكتورة حنان الفوائد الصحية المتعددة للإقلاع عن التدخين مع مرور الزمن ومنها انخفاض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم وارتفاع مستوى الأكسحين إلى المستوى الطبيعي خلال 8 ساعات من بدء الإقلاع عن التدخين، وانخفاض احتمالات الإصابة بالسكتة القلبية بعد 24 ساعة، وتحسن الدورة الدموية وتحسن وظائف الرئة لدرجة تصل إلى 30% تقريباً خلال الفترة من أسبوعين إلى 3 شهور من الإقلاع عن التدخين، إضافة لانخفاض معدلات الكحة والانسدادات الأنفية والتعب وقصر التنفس، وتحسن قدرة الجسم بصورة عامة خلال شهر إلى 9 شهور، وانخفاض احتمالات الإصابة بمرض القلب التاجي بنسبة 50% خلال سنة من الإقلاع عن التدخين، وانخفاض مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية إلى الحد الطبيعي خلال 5 سنوات، وانخفاض معدل الوفاة بسبب سرطان الرئة إلى النصف، وانخفاض احتمالات الإصابة بسرطان الفم والحنجرة والكلى والمثانة والبنكرياس خلال 10 سنوات، وانخفاض احتمالات الإصابة بمرض القلب التاجي لتصبح مثل غير المدخنين خلال 10 سنوات.

وأكدت تأثير التدخين على المرأة الحامل ودوره الكبير في سرطان عنق الرحم واضطرابات ومشكلات الإخصاب والإجهاض والولادات المبكرة ونقص وزن الطفل عند الولادة بالإضافة إلى تأثيره السلبي على الأطفال وتسببه في الالتهاب الرئوي الحاد والتهاب الشعب الهوائية والموت المفاجئ.

أعراض

وذكرت الدكتورة حنان عبيد أعراض الانسحاب عن التدخين والمتمثلة بالجفاف المؤقت للفم واللسان والصداع واضطرابات النوم والشعور بعدم الاستقرار والإجهاد وزيادة النهم للأكل والتوتر والانفعال.

ونصحت بأهمية ممارسة النشاط البدني للتخفيف من الانفعالات والتوترات للتغلب على الرغبة في التدخين، والإكثار من شرب الماء والسوائل، واستشارة الطبيب عند الحاجة لذلك، وعدم مخالطة المدخنين لتجنب مضاعفات التدخين السلبي الذي يتسبب بوفاة 600 ألف شخص على مستوى العالم حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.

تطوّر

من جانبه، قال رئيس شعبة الأمراض الصدرية في مستشفى راشد الدكتور بسام محبوب: في الوقت الحاضر، أصبح التدخين يأخذ أشكالاً كثيرة، ولم يعد مجرد سيجارة ملفوفة، وإنما تطوّر لشرب الأرجيلة، والدوخة اللتين يعادل ضررهما مئات الأضعاف من أضرار السيجارة، والبعض يدخن الغليون، وقد انتشرت ظاهرة الأرجيلة في أوساط الشباب والمراهقين، وطلبة الجامعات والمدارس، وحتى بين الفتيات للدرجة التي جعلت البعض يعتبرون التدخين دليلاً على الرقي والتطور، وزيادة الثقة بالنفس.

وأضاف: أثبتت الدراسات أن التدخين يُعتبر سبباً رئيسياً للكثير من الأمراض الخطيرة، مثل السرطان، وخصوصاً سرطان الرئة، وكذلك أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، ويُسبّب تشوّهات الأجنة، وكثرة السعال، وتراكم البلغم في رئتي المدخن، والإصابة بمرض الربو التحسسي، والإصابة بتصلب الشرايين، والجلطات الدموية، وتدمير أغشية الأوعية الدموية الداخلية، وفقدانها لمرونتها، والإدمان على هذه العادة السيئة.

وقال الدكتور محبوب: إن «الدوخة» التي يقدم عليها الشباب بشكل كبير تختلف عن غيرها من أنواع منتجات التبغ، لاحتوائها على نسبة نيكوتين عالية جدّاً، لافتاً إلى أن متعاطي هذه المادة تظهر عليهم آثار الإدمان بشكل سريع، إذ استقبلت مستشفيات الهيئة حالات لشباب يعانون تلون الشفاه واليدين، مما يدل على ارتفاع نسبة النيكوتين في الجسم لدرجة كبيرة.

وأضاف أن خطورة الدوخة في أنها تؤدي إلى دخول نسبة كبيرة جدّاً من النيكوتين في الجسم في وقت قليل، وهو ما يسبب ارتباكاً شديداً لأعضاء الجسم ويؤدي إلى خلل كبير في وظائفها، متابعاً أن «دخول هذه الكمية من النيكوتين للجسم يؤدي إلى أضرار في الرئة تصل إلى حد التليف، وسرطان أو انتفاخ في هذا العضو الحساس».

كما أوضح: «تنامي خطر الأمراض التنفسية في المنطقة يعزى لعدد من الأسباب منها بلوغ التدخين والسمنة مستويات خطيرة، حيث أصبحت الأمراض الصدرية تمثل مشكلة صحية كبرى تلقي بظلالها على النظم الصحية كافة، لافتاً إلى أن مواجهة الأمراض التنفسية تتطلب نهجاً شاملاً يضم كل جوانب الصحة العامة والرعاية الأساسية ودعم الأخصائيين في هذا المجال مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الفريدة للثقافة والبيئة في المنطقة لضمان الإدارة الفاعلة والامتثال للرعاية الطبية.

وأوضح أن نحو 64% من المرضى في الإمارات يعانون من نوبات شديدة مفاجئة من الربو، ويتسبب المرض بتغيب 17% من البالغين عن العمل و53% من الأطفال عن المدرسة.

تدخين الأطفال

بدوره، قال الدكتور حسن حطيط استشاري أمراض الأنسجة والخلايا ورئيس شعبة في هيئة الصحة: إن ظاهرة تدخين الأطفال في الآونة الأخيرة تفاقمت في شتى دول العالم وخاصة في البلدان النامية، وأخذت منحى خطيراً في بعض المجتمعات، حيث صارت جزءاً لا يستهان به من الآفات الاجتماعية المتنامية فيها بسرعة هائلة. أما في مجتمعاتنا العربية فقد بدأت نذر هذه الكارثة تظهر بعدما انتشرت عادة التدخين بأنواعها التقليدية والمستحدثة بين الأفراد والجماعات وفي العائلات وانتقلت منها أو عبرها إلى الفئات الناشئة ثم انتقلت إلى المدارس والمؤسسات التعليمية والترفيهية كما تنتقل الأمراض المعدية بين الناس.

وأضاف للكارثة آثار سلبية متعددة ونتائج وخيمة متنوعة تتوزع على نواحٍ وصعد كثيرة منها ما هو اجتماعي بحت ومنها ما هو مرتبط باقتصادات الدول ومنها ما هو طبي خاص ومنها ما تربوي عام ومنها ما هو مشترك بين النواحي السابقة.

خطوات

وأوضح الدكتور حطيط: من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها على صعيد الوقاية من آثار هذه الكارثة والتي يجب الإسراع في تطبيقها قبل فوات الأوان هي تحفيز الوسائل الإعلامية كافة لحملها على تبني هذه القضية بكل ما فيها من ظواهر وإشكالات ونقلها بكل ما فيها من «رعب» و«قساوة» إلى كافة طبقات المجتمع وخاصة إلى الآباء والأمهات والمرّبين والمدرّسين.

كما يجب على المدارس وكل المؤسسات التعليمية أن تتشدد في منع هذه الظاهرة الكارثية وتقديم برامج إرشادية حول الآثار السلبية للتدخين وإدخال مقررات دراسية وتطبيقية «إجبارية» لشرح نتائج هذه الآفة على حياة الأجيال الصاعدة.

خطط

أوضح الدكتور حسن حطيط أنه يجب وضع خطط وبرامج واستراتيجيات صحية وعلى المسؤولين في مؤسسات الصحة العامة أن يتحضروا بكل ما للكلمة من معنى لما يترتب على المواجهة مع هذه الكارثة من ميزانيات إضافية وإجراءات احترازية وبرامج توعية وحملات وقائية لدرء تراكم أخطارها ومنع تفاقم آثارها.

 

إشادات بالجهود المثمرة لـ«عيادات الإقلاع عن التدخين»

ثمن عدد من الجمهور ممن استطلع «البيان الصحي» آراءهم الجهود الحثيثة والمثمرة التي تبذلها هيئة الصحة بدبي من خلال عيادات الإقلاع عن التدخين لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن هذه العادة السيئة وتمكينهم من تجاوز الآثار والمضاعفات السلبية للتدخين.

وفي هذا الإطار، أشاد محمد السعدي بباقة الإقلاع عن التدخين التي توفرها الهيئة في مركزي الطوار والبرشاء والتي تجمع بين الوقاية والعلاج، مشيراً إلى أنها أفادت زميلاً له كان لا يستطيع أن يقلع عن هذه العادة المضرة بصحته وصحة أسرته ومن حوله رغم محاولاته الكثيرة إلا أن عيادات الإقلاع عن التدخين ساعدته بشكل كبير، حيث تتضمن أربع زيارات استشارية للتقييم الشامل للوضع الصحي، ووضع الخطة العلاجية، وخدمات المتابعة للراغبين في الإقلاع عن التدخين.

وأضاف أن باقة الإقلاع عن التدخين تتضمن كذلك إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية وتخطيط القلب وصور الأشعة اللازمة، وقياس أول أكسيد الكربون في الرئة، وتقديم المشورة حول أنسب الطرق للإقلاع عن التدخين بعد التعرف على الرغبة الحقيقية في الإقلاع عن التدخين، الأمر الذي يحافظ على صحة الشخص.

بدوره، رأى عماد حمدي من جامعة الفلاح، أن الإقلاع عن التدخين يتوجب الإرادة القوية والحقيقية وإلا فلن تفلح كل الجهود في إثناء صاحبها عن تلك العادة السيئة، ومن ثم فإنه يشير إلى جهود هيئة الصحة بدبي المبذولة في رفع وتعزيز الوعي بأخطار التدخين لدى كل شرائح المجتمع، وبالأخص لدى طلبة المدارس والجامعات وتوعيتهم بالأمراض والأخطار التي يسببها التدخين والتي قد تصل لحد الوفاة.

وأشار إلى أهمية حملات التوعية في المدارس من ناحية توضيح الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية للتدخين وشرح مخاطرها للطلاب وتعريفهم بالعيادات المختصة لمساعدة من زلت قدمه على العلاج والتخلص من هذه العادة الخطرة. وأكد حمدي أهمية توفر عيادات الإقلاع عن التدخين والتي تقدم خدمات مميزة لمرتاديها وتمكينهم من تجاوز الآثار والمضاعفات السلبية للتدخين، كما أن هذه العيادات تساهم في الحد من التدخين وأضراره والحفاظ على الصحة العامة، وتلعب دوراً مهماً في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض التي يتسبب فيها التدخين.

سرية

من جهتها، قالت مي صفدي: يجب أن تولي هذه العيادات اهتماماً خاصاً ببعض الفئات مثل المراهقين وطلبة المدارس لأنهم أكثر عرضة لاكتساب هذه العادة السيئة، لافتة إلى ضرورة رصد حالاتهم من قبل الصحة المدرسية في المدارس والعيادات المدرسية والأخصائيين الاجتماعيين، ومن ثم يتم تحويلهم إلى العيادة والتعامل مع كل حالة بسرية تامة.

وأوضحت أن الطلبة رغم رغبتهم في تلقي العلاج إلا أنهم عادة ما يخشون من إطلاع ذويهم بتعاطيهم الدخان فيحجمون عن قبول العلاج لذا يجب العمل على كسب ثقتهم وتشجيعهم عن طريق طمأنتهم بعدم إخبار ذويهم حينها لن يترددون في الاستجابة للعلاج.

بدوره، أكد جهاد السويدي الدور الذي تقوم به عيادات التدخين التابعة لهيئة الصحة بدبي والهادفة إلى تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض خاصة مع خطورة الإدمان على التبغ، حيث إن العديد من الدراسات العلمية قد أثبتت العلاقة الوثيقة بين التبغ والعديد من الأمراض الحادة والمزمنة.

وقال: إن الآثار السلبية للتدخين لا تقتصر على المدخنين فحسب، بل تتجاوزهم لتصل إلى المخالطين لهم في بيئة العمل وإلى أولادهم وأفراد عائلاتهم في البيت، لأنهم يتعرضون لأضرار التدخين السلبي الناتج عن وجود مدخنين حولهم.

كما ثمن محمد العتيبي برامج التثقيف والتوعية التي تبث في صالة انتظار المراجعين قبل الدخول إلى الطبيب، مشيراً إلى ضرورة اتباع السرية التامة مع النساء المدخنات لتشجيعهن على العلاج، إذ إن أكثرهن يجدن حرجاً في الكشف عن تدخينهن السجائر أو الشيشة، ولا يقبلن على العلاج.

Email