تنفذ خطة متكاملة وشاملة لرعايتهم تضم 5 مسارات رئيسة

«صحة دبي» تُمكّن أصحاب الهمم من خدمـات طبية نوعية وتأهيل تخصصي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يحظى أصحاب الهمم برعاية خاصة واهتمام كبير في دولة الإمارات، حيث تعمل الدولة على دمج هذه الفئة في المجتمع والحياة العامة بهدف إظهار طاقاتهم وقدراتهم، وجعلها فئة منتجة تسهم في عملية التنمية الشاملة.

وفي هذا الإطار عززت هيئة الصحة بدبي جهودها من أجل تقديم الخدمات والإرشاد اللازم لأصحاب الهمم لتجعل منهم أشخاصاً فاعلين قادرين على الاعتماد على أنفسهم، إلى جانب توفير الفرص الكفيلة لتحسين مستوى حياتهم، وتحقيق الاستقلالية وإزالة العراقيل والصعاب التي تعترضهم للوصول إلى مستوى حياة أفضل.

حزمة خدمات

وقد أطلقت هيئة الصحة في دبي حزمة من الخدمات الخاصة بأصحاب الهمم، كما وقعت مؤخراً 4 مذكرات تفاهم مع أربع مراكز خاصة في الدولة وهي مركز رايف يو أس يه، وذا فلوبنع تشايلد، ومركز الطفل للتدخل الطبي المبكر، ومركز ستيبنغ ستونز للمصابين باضطرابات التوحد بهدف تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، في تقديم الخدمات الصحية وإعادة التأهيل المقدمة إلى أصحاب الهمم، وتوفير شبكة قوية للتدخل المبكر والرعاية المتكاملة، وتحسين نوعية الحياة لأصحاب الهمم، ولا سيما الأطفال، من خلال تبسيط جميع إجراءات الحصول على الخدمات المتطورة، بما فيها خدمات الفحص الطبي والتقييم والتدخل المبكر للعلاج، وذلك من دون أي التزامات مالية على هيئة الصحة بدبي، بالنسبة لجميع الحالات التي سيتم تحويلها من الهيئة إلى المراكز.

تطوير شامل

وقالت الدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية الأولية في الهيئة إن الهيئة قطعت شوطاً مهماً على طريق أعمال التطوير الشامل المتصل باستراتيجية دبي لأصحاب الهمم، وبالتحديد المحور الرئيس الخاص بــ«الصحة وإعادة التأهيل»، والذي تستهدف الهيئة من ورائه توفير الرعاية الصحية الوقائية الشاملة وعالية الجودة لأصحاب الهمم، وتوفير جميع الأدوات والتجهيزات الحديثة المرتبطة بالفحص والتدخل المبكر لتقييم ودراسة الاحتياجات الصحية لهذه الفئة المهمة من المجتمع، فضلاً عن تمكين أصحاب الهمم من خدمات رعاية صحية وتأهيل متخصصة.

وأضافت: لدى الهيئة خطة متكاملة وشاملة لأصحاب الهمم وهي منبثقة من استراتيجية دبي في هذا الشأن ومن مرتكزاتها الرئيسة ومجمل المفاهيم والقيم والأهداف التي تتبناها، وصولاً إلى تمكين أصحاب الهمم من خدمات صحية تراعي حقوقهم، إلى جانب توفير برامج رعاية صحية مجانية، وبرامج تأمين أو تمويل خدمات صحية، لهذه الفئة المهمة، التي تتمحور حولها استراتيجية دبي ويرتكز عليها شعار (مجتمعي.. مكان للجميع).

برنامج متكامل

وأوضحت الدكتورة منال تريم أن الخطة تضم خمسة مسارات رئيسة، في مقدمتها مسار (برنامج منافع صحية لأصحاب الهمم)، والذي يستهدف إعداد سجل خاص لأصحاب الهمم يشمل جميع الحالات، وتطبيق برنامج متكامل لنظام التصنيف الشامل للتشخيص المرضي والوظيفي في القطاع الحكومي والخاص، والتواصل مع صناع القرار لإصدار اللوائح والأنظمة اللازمة لضمان تطبيق البرنامج.

وتابعت: يأتي المسار الثاني (سياسة الصحة الدامجة لأصحاب الهمم)، والذي تعمل الهيئة من خلاله على ضمان الدمج بين الأشخاص أصحاب الهمم والمجتمع المبني على نظام رعاية صحية عالية الجودة، مستهدفة تعزيز البرامج المبنية على المساواة بين أصحاب الهمم وأفراد المجتمع، وخاصة المرتبطة بالأنشطة الصحية والاجتماعية، وتذليل كل السبل لإيصال الخدمات الطبية إلى مستحقيها من أصحاب الهمم من دون تمييز وبمعايير عالية الجودة، تصاحبها مؤشرات أداء واضحة ومحددة لرصد وتتبع وتقييم مستوى الخدمات.

وذكرت أن المسار الثالث وهو يخص (برنامج خدمات إعادة تأهيل والصحة النفسية لأصحاب الهمم)، يشمل إعداد وتطوير وربط برامج إعادة التأهيل، وبرامج الصحة النفسية لأصحاب الهمم، ومن هم عرضة للإصابة بأي إعاقة، مع ضمان سهولة الوصول إلى البرامج، وأن تكون البرامج كافة متاحة وفي متناول الجميع، وذلك في إطار خدمات الرعاية الصحية الأولية، والرعاية الحرجة وضمن العيادات الطبية الإنمائية في هيئة الصحة بدبي، إضافة إلى تطوير وتوفير خدمات إعادة تأهيل بحيث تكون شاملة ومتكاملة، مع ضمان توفير خدمات منزلية وخدمات مجتمعية لإعادة التأهيل، وتوافر حزمة مطورة من خدمات الصحة النفسية المجتمعية والخدمات النفسية للحالات المزمنة، والحادة والحرجة.

التدخل المبكر

وفي ما يتعلق بالمسار الرابع أوضحت تريم أنه يرتبط بـــ(برنامج التشخيص والتدخل المبكر)، حيث تعمل «صحة دبي» من خلال هذا المسار على ضمان توافر خدمات عالية الجودة في التشخيص والتدخل المبكر في مراكز الرعاية الصحية الأولية والعيادة الإنمائية، مع تطوير نماذج للتدخل المبكر تعنى بالنواحي الجسمانية، والنفسية والاجتماعية للمتلقي.

الكشف المبكر

وقالت تريم إن المسار الخامس يخص (برنامج الكشف المبكر عن الإعاقة)، والذي يعد من الأولويات القصوى للهيئة، حيث إنه يستهدف توفير خدمات المسح/‏‏‏‏ الكشف المبكر، وتحليل احتياجات الحالات، وإيجاد نموذج مترابط ومتكامل يعنى بخدمات (المسح، والكشف، والتعرف المبكر)، للإعاقات، ويشمل ذلك جميع الأطفال، ويستند هذا البرنامج إلى أدوات الكشف المبكر المعتمدة عالمياً، والتي تحرص الهيئة من خلالها على إدخال برنامج الكشف المبكر بشكل نظامي ضمن اللوائح المعمول بها في جميع دور الحضانات وعيادات الأطفال في القطاع الخاص، وتطوير واختبار إمكانية استخدام أداة للكشف المبكر عن الإعاقات لدى الأطفال لاستخدامها في المجتمع، عن طريق إدراجها في خدمات الرعاية الصحية الأولية.

اهتمام كبير

بدورها أكدت الدكتورة هبة شطا المدير العام لمركز الطفل للتدخل الطبي المبكر أهمية مبادرة هيئة الصحة في دبي في بناء الشراكات التي من شأنها توسيع نطاق الخدمات الطبية والرعاية المطلوبة لأفراد المجتمع، ولا سيما أصحاب الهمم، ممن توليهم الهيئة اهتماماً كبيراً.

وأوضحت أن مذكرة التفاهم بين الهيئة والمركز تشمل تحويل حالات التأخر النمائي واضطرابات التوحد والأطفال من أصحاب الهمم من مراكز الرعاية الصحية الأولية للمراكز المتخصصة للتشخيص والعلاج فيها ويشمل ذلك خدمات الفحص الطبي والتقييم والتدخل المبكر للعلاج، وذلك من دون أية التزامات مالية على هيئة الصحة بدبي.

وأضافت: كما تهدف المذكرة إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، في تقديم الخدمات الصحية وإعادة التأهيل إلى أصحاب الهمم، وتوفير شبكة قوية للتدخل المبكر والرعاية المتكاملة، وتحسين نوعية الحياة لأصحاب الهمم، ولا سيما الأطفال، من خلال تبسيط جميع إجراءات الحصول على الخدمات المتطورة.

وذكرت أن العمل إلى جانب الهيئة في تقديم الخدمات النفسية يشمل التشخيص والاستشارات والتقييمات النفسية للأطفال الذين يعانون من أي نوع من أنواع التأخر النمائي أو الأكاديمي أو الاضطرابات السلوكية أو العاطفية أو التوتر والقلق على الصحة العقلية، وقد تم تصميم الخدمات التي تشمل جلسات استشارية وعلاجية ودعم الأهل بالتدريب وإجراء التقييمات التشخيصية النفسية والتربوية، والنفسية والاجتماعية والتعليمية لتتلاءم مع احتياجات المجتمع الإماراتي.

ممارسة الرياضة

وبينت الدكتورة هبا شطا أن ممارسة أصحاب الهمم للرياضة هي إحدى طرق العلاج الطبيعي التي تساهم في تسريع عمليات التأهيل، وإكسابهم قوة ومرونة وتحملاً وتوافقاً عضلياً عصبياً سليماً، ولا يخفى هنا دور الجانب الترويحي للرياضة بما يكسبهم مهارات اجتماعية وخبرات تساعدهم على التمتع بالحياة والتواصل مع الغير بشكل أكثر سهولة، فضلاً عن تنمية الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والروح الرياضية وعمل صداقات تخرجهم من عزلتهم.

وأشارت إلى أن مركز الطفل للتدخل الطبي المبكر يفخر بهذه الاتفاقية مع هيئة الصحة بدبي التي تعكس رؤيتنا في تطوير خدمات التدخل المبكر الحديثة والتي نطور من خلالها التقنية والتدريب واستراتيجيات الدمج في المدارس في المراحل العمرية المختلفة وإكساب الطلاب من أصحاب الهمم المهارات الأكاديمية والتقنية والاجتماعية اللازمة لتأهيلهم للدمج في المدارس أو للانتساب في الكليات التقنية أو الحصول على وظائف تمكنهم من الحصول على حياة مستقلة ودمج مجتمعي ناجح.

أصحاب الهمم أولوية في مبادرات وبرامج الهيئة

ثمن عدد من الجمهور الخدمات الطبية وخدمات إعادة التأهيل التي توفرها هيئة الصحة في دبي لأصحاب الهمم، مشيرين إلى أن توافر شبكة قوية للتدخل المبكر والرعاية المتكاملة، يساهم في تحسين نوعية الحياة لأصحاب الهمم، ولاسيما الأطفال، من خلال تبسيط جميع إجراءات الحصول على الخدمات المتطورة، بما فيها خدمات الفحص الطبي والتقييم والتدخل المبكر للعلاج، مؤكدين أن الهيئة تركز على استدامة الرعاية الموجهة لأصحاب الهمم، والاستمرار في تأهيل هذه الفئة المهمة التي تمثل أولوية متقدمة في مبادرات الهيئة وبرامجها التطويرية.

بناء الشراكات

وفي هذا الإطار أشاد وليد زيدان بجملة القيم والمفاهيم النبيلة التي يتميز بها المجتمع الإماراتي، مؤكدا أنها هي التي أوجدت الاتجاهات الإيجابية لدى مؤسسات المجتمع، وعززت روح المبادرة والعمل المشترك، ودفعت هيئة الصحة بدبي إلى استثمار هذه الأجواء، وبناء الشراكات التي من شأنها توسيع نطاق الخدمات الطبية والرعاية المطلوبة لأفراد المجتمع، ولاسيما أصحاب الهمم التي توليهم القيادة الرشيدة جل اهتمامها.

وثمن حرص هيئة الصحة في دبي على استدامة الرعاية الموجهة لأصحاب الهمم، والاستمرار في تأهيل هذه الفئة المهمة.

جهود كبيرة

من جانبها ثمنت غيداء الرواشدة المبادرات التي تطرحها هيئة الصحة في دبي بهدف تقديم أفضل الخدمات الطبية والعناية الكاملة لأصحاب الهمم، وخاصة الأطفال منهم، معربة عن تقديرها للجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة من أجل تطوير القطاع الصحي، والارتقاء بمستوى الخدمات المتصلة بأصحاب الهمم.

وأضافت أن الاستبيان الذي وفرته الهيئة في المراكز الصحية، للتعرف إلى قدرات الأطفال وسلوكياتهم، وذلك للكشف المبكر عن الإعاقة المتصلة بالتأخر في النمو، يساهم في مساعدة الهيئة على تقديم الخدمات الطبية المطلوبة والمتخصصة في شتى مجالات الإعاقة في الوقت المناسب.

مسيرة الرخاء

وأشار أحمد القضاة إلى حرص القيادة الرشيدة الدائم على أن تكون هذه الفئة جزءاً رئيساً من التحولات الجارية على مستوى التنمية الشاملة والمشاركة في مسيرة الرخاء والازدهار.

ولفت إلى أن أصحاب الهمم بحاجة إلى رعاية دائمة كي يشقوا طريقهم بكل ثقة نحو حياة كريمة وسعيدة.

فحص دقيق

وقال عبد الله خميس إن بعض الإعاقات تحتاج إلى فحص دقيق لتحديد درجة الإعاقة، مثل الضعف السمعي أو البصري لاختيار الوسيلة المناسبة للعلاج، كما أن هذه الحالات تحتاج إلى تشخيص مبكر ودقيق لتحديد نوع المرض وأسبابه، والاحتياطات الواجب اتباعها، ومن ثم الشروع بالعلاج إذا لزم الأمر منعاً لحدوث المضاعفات، وينبغي على أولياء الأمور مراعاة هذه الحالات وملاحظتها بدقة وإخبار الطبيب المعالج بها فوراً.

وأضاف أن الأشخاص من أصحاب الهمم شأنهم شأن غيرهم من الأسوياء إذ لابد لهم من الاعتناء بصحتهم من خلال التوجه إلى الجهات والمراكز الصحية والمجتمعية التي يقع على عاتقها الدور الأكبر في رعايتهم صحياً وتيسير مختلف الإجراءات مع إعطائهم الأولوية قدر حاجتهم إليها.

وذكرت عليا العامري أن التشخيص الخاطئ لحالة الشخص من أصحاب الهمم، له نتائج خطيرة جداً وقد تكون كارثية في بعض الحالات لذا يتوجب على الطبيب أن يكون متأكداً من تشخيصه والعلاج الذي يقدمه، كما تقع على عاتق الطبيب مسؤولية التعامل الصحيح مع الأشخاص من أصحاب الهمم والاستماع إليهم بشكل مركز لمعرفة العوارض بدقة وما قد يحتاج إليه المريض من أدوية، أي أن على الطبيب أن يكون صديقاً للشخص من ذوي الهمم قبل أن يكون طبيبه.

وعي

لفتت الدكتورة هبة شطا إلى أن دمج أصحاب الهمم يتطلب وعياً من المجتمع ودعماً من المدارس والجامعات وتدريباً مكثفاً للمختصين في هذا المجال إضافة إلى تمكين أصحاب الهمم من المهارات اللازمة لدمجهم مع أقرانهم.

Email