«صحة دبي» تحذر من الاستخدام العشوائي للمضادات دون استشارة الطبيب

التطعيم والنظافة الشخصية خط دفاع ضد أمراض الشتاء

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتباين فصول العام في الدولة، ولكل فصل سماته وأجواؤه وكذلك أمراضه الخاصة به، ويدرك أطباء الطوارئ أكثر من غيرهم أن لكل فصل عدداً من الأمراض تميزه عن غيره من الفصول، وبالتالي تتأهب أقسام الطوارئ لاستقبال عدد أكبر من الحالات حسب الفصل، فمثلاً تجد في فصل الصيف ازدياد أمراض الإسهال والنزلات المعدية نتيجة ما يصاحب الجو من ارتفاع في درجة الحرارة والرطوبة، مما يؤدي إلى زيادة نمو وتكاثر الميكروبات المسببة لهذه الأمراض إلى جانب زيادة حالات الإنهاك الحراري وضربات الشمس، ناهيك عن زيادة حالات المغص الكلوي بسبب الجفاف.

كما أن فصل الشتاء له أمراضه الخاصة به وبعضها يرتبط بالأحوال الجوية وتكاثر الفيروسات الموسمية، وبعضها الآخر يرتبط بالممارسات الخاطئة، وتتكاثر الفيروسات المسببة للأمراض في هذه الفترة، ما يؤدى للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا والزكام، والسعال، وحساسية الأنف، والتهاب الجيوب الأنفية وغيرها.

وفي هذا الإطار، حذرت هيئة الصحة بدبي من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية لعلاج أمراض الشتاء دون استشارة الطبيب، خاصة أن أكثر من 90% من أمراض الشتاء ناتجة عن فيروسات ولا تحتاج إلى مضادات حيوية للعلاج.

وأكدت أهمية أخذ لقاح الإنفلونزا بشكل سنوي اعتباراً من عمر ستة أشهر لتقوية مناعة الجسم ضد الإصابة بالمرض، والاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين للحد من عدوى الإنفلونزا مع أهمية الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (سي) خلال فصل الشتاء لتقوية مناعة الجسم وتجنب الإصابة بنزلات البرد، وخاصة البطاطا والكيوي والبرتقال والروب والشوربات المختلفة وغيرها.

أعراض الزكام

وقال الدكتور محمود محمد غنايم استشاري ورئيس قسم الطوارئ في مستشفى دبي، إن الزكام يعتبر من أكثر الأمراض شيوعاً في فصل الشتاء، وتعتبر الفيروسات بأنواعها المتعددة وفصائلها المسبب الرئيس للزكام ومن أهم أعراضه الصداع، آلام الجسم، العطاس، ارتفاع الحرارة وسيلان الأنف.

وبين أن العدوى تتم عن طريق مباشر عبر استنشاق الرذاذ المتطاير عند العطاس والسعال والكلام وعن طريق غير مباشر باستخدام أدوات الشخص المريض أو مصافحته. ولفت إلى أنه من أهم طرق التغلب على الزكام الالتزام بالراحة والإكثار من شرب السوائل الدافئة مثل الشوربة والشاي الخفيف، إلى جانب استخدام كمادات الماء الفاتر لخفض الحرارة واستخدام الأدوية الخافضة للحرارة. وذكر أنه في حالة حدوث ألم بالأذن أو الرقبة مع عدم القدرة على ثنيها للأمام أو خروج بلغم أصفر أو أخضر أو صعوبة بالتنفس، فعلى المريض مراجعة مراكز الرعاية الصحية الأولية أو أقسام الطوارئ في الحال.

التهاب البلعوم

وأوضح غنايم أن من أمراض الشتاء أيضاً التهاب البلعوم، ومن أهم أسبابه الفيروسات والبكتيريا والتي تنشط في فصل الشتاء، ويشكو المصاب غالباً من ألم عند البلع وآلام بالجسم وارتفاع بدرجات الحرارة، وفي حالة الإصابة على المريض الالتزام بالراحة، والغرغرة بماء دافئ وملح، والإكثار من شرب السوائل الدافئة ومراجعة الطبيب في حالة حدوث تورم في الغدد اللمفاوية أسفل الذقن أو الأذن أو إذا ظهرت نقط بيضاء صديدية على اللوز أو البلعوم أو في حالة استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع.

وقاية

وأشار غنايم إلى أن التهاب القصبات الهوائية والنزلات الشعبية تسببها الفيروسات والبكتيريا وبنسبة أكبر في فصل الشتاء، وخاصة بين الأطفال وكبار السن وتظهر على شكل سعال جاف أو مصحوب ببلغم إلى جانب ألم في الصدر وارتفاع في درجة الحرارة.

وللوقاية من أمراض الشتاء قدم الدكتور غنايم بعض الإرشادات العامة منها غسل اليدين جيداً وبصورة منتظمة وتجنب ملامستها للأغشية المبطنة للعين والأنف والالتزام بتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس مع تجنب مخالطة المصابين لمدة طويلة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر المستطاع والالتزام بتغطية الجسم بشكل جيد أثناء الخروج إلى الهواء البارد وخاصة منطقة الرأس، مع تجنب استعمال أدوات الآخرين كالمناديل والمناشف، إضافة الى تجنب التعرض للتغير المفاجئ من الجو الحار للبارد، مع ضرورة تهوية المنزل ومكان العمل باستمرار، والإكثار من شرب العصائر والسوائل الدافئة وتناول الفواكه الغنية بالفيتامينات وخاصة فيتامين C.

خصوصية

وقال الدكتور غنايم إن هناك مجموعة من أمراض الشتاء لها خصوصية معينة وتستهدف فئات عمرية معينة ومرضى بشكل خاص.

ونوه بأن الإنفلونزا الموسمية هي عدوى فيروسية حادة تنتشر بسهولة من شخص إلى آخر، ويمكنها إصابة أي شخص من أية فئة عمرية.

وتابع: كما تحدث الأوبئة الموسمية بصورة خاصة في فصل الشتاء ولكن يمكن أن تحدث على مدار العام، لافتاً إلى أن الإنفلونزا تعتبر من المشاكل الصحية الخطيرة، حيث إنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة قد تصل إلى الوفاة خاصة إذا أصيب بها فئات خاصة كالأطفال وكبار السن والحوامل وذوي المناعة المنخفضة، كما أن للإنفلونزا تأثيراً سلبياً على القدرات الإنتاجية للبلد من حيث تأثير قوة العمل والغيابات عن المدارس وغير ذلك.

الإنفلونزا الموسمية

وأكد الدكتور غنايم أن هناك ثلاثة أنواع للإنفلونزا الموسمية: A وB وC، وتتفرع فيروسات الإنفلونزا من النمط A كذلك إلى أنماط فرعية، وهناك من ضمن العديد من الأنماط الفرعية لفيروسات الإنفلونزا A النمطان الفرعيان H1N1 A وH3 N2 A.

وأضاف: تسري فيروسات الإنفلونزا من النمطين A وB وتسبب الفاشيات والأوبئة، ولهذا السبب تدرج السلالات المعنية من فيروسات الإنفلونزا من النمطين A وB في لقاحات الإنفلونزا الموسمية.

وقال غنايم: تتسم الإنفلونزا الموسمية بارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ مع الإصابة بسعال غالباً جاف وصداع وألم في العضلات والمفاصل وغثيان والتهاب الحلق وسيلان الأنف، وفي كثير من الأحيان يدوم السعال أسبوعين أو أكثر، ويشفى معظم المرضى من الحمى والأعراض الأخرى في غضون أسبوع واحد دون الحاجة إلى رعاية طبية.

وبين أن الفترة التي تفصل بين اكتساب العدوى وظهور المرض، والتي تعرف بفترة الحضانة تبلغ يومين تقريباً.

الحوامل والأطفال

وأفاد غنايم بأنه يمكن أن تصيب أوبئة الإنفلونزا السنوية جميع الفئات السكانية، غير أن الحوامل والأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً والمسنين والأفراد المصابين بأمراض مزمنة معيّنة مثل الإيدز والربو والأمراض القلبية أو الرئوية المزمنة والعاملين في مجال الرعاية الصحية هم الفئات الأشد تعرضاً لخطر ظهور المضاعفات.

وتابع: تنتشر الإنفلونزا الموسمية بسهولة وتنتقل العدوى بسرعة في الأماكن المزدحمة والمغلقة بما فيها المدارس والحضانات ودور كبار السن وعندما يسعل الشخص المصاب بالعدوى أو يتنفس ينتشر الرذاذ الذي يضم الفيروسات في الهواء بين الأشخاص شديدي التقارب الذين يستنشقونه، كما يمكن للفيروس الانتقال عن طريق الأيدي الملوثة به.

ولفت إلى أن التطعيم هو أنجع وسيلة لتوقي المرض أو نتائجه الوخيمة، وقد تم إتاحة اللقاحات المأمونة والناجعة واستخدامها طيلة أكثر من 60 عاماً، ويمكن أن يوفر لقاح الإنفلونزا حماية معقولة للبالغين الأصحاء حتى عندما لا تتطابق الفيروسات المنتشرة تماما مع فيروسات اللقاح، ومع ذلك قد يكون لقاح الإنفلونزا أقل فاعلية ونجاعة في حماية المسنين من الاعتلال، ولكنه يمكن أن يحد من وخامة المرض ومن حدوث مضاعفات.

وأضاف غنايم: تبلغ نجاعة لقاح الإنفلونزا أعلى مستوياتها عندما تتوافق الفيروسات السارية مع الفيروسات التي تحتوي عليها اللقاحات، وحيث إن الفيروسات تتطور بانتظام، يتم تحديث تركيبة لقاحات الإنفلونزا مرتين في السنة.

ودعا غنايم إلى ضرورة مراجعة طبيب الأسرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية للاستفسار عن لقاح الإنفلونزا الموسمية وأخذه إذا كنت من إحدى الفئات المستهدفة، علماً بأن التطعيمات الموجودة آمنة، حيث تتبع دولة الإمارات العربية المتحدة تعليمات وإرشادات منظمة الصحة العالمية وتحدثها باستمرار.

الروماتيزم

وقال الدكتور غنايم إن الروماتيزم من أكثر أمراض فصل الشتاء انتشاراً، حيث تزداد آلام المفاصل الناتجة عن أمراض الروماتيزم بشكل كبير في فصل الشتاء، ولذلك على المرضى عدم التعرض لتيارات الهواء البارد لتجنب آلام المفاصل والعضلات والأربطة التي تشتد في المساء وتكون سبباً في الأرق وصعوبة النوم.

وزاد: مع انخفاض درجات الحرارة والبرودة الشديدة وخاصة في الصباح الباكر وعند الفجر يعاني عدد لا بأس به من المرضى من احمرار الجلد وتورم أصابع اليدين والقدمين والسبب في ذلك اضطراب الدورة الدموية في الأطراف، حيث تؤدي البرودة الى تقلص الأوعية الدموية فيحدث التورم والاحمرار والحكة والزرقة وعندما يحاول المريض تدفئة يديه وقدميه يجد أن الآلام تزداد مع الشعور بوخز يشبه وخز الإبر في أصابعه، ومن أهم سبل العلاج تناول الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية مع تدفئة المنزل وممارسة الرياضات البسيطة بصفة مستمرة، وقد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض مسكنات الألم.

وبين أنه من خلال استقبالنا لحالات كثيرة في أقسام الطوارئ وجدنا أن كثيراً من كبار السن يلجأ إلى استخدام كمادات ساخنة، بالإضافة إلى أجهزة التسخين التي تعمل بالكهرباء وللأسف فإن كثيراً من تلك الأدوات تؤدي إلى عواقب ضارة وقد تصيب المرضى بالحروق والتهابات الجلد.

مرضى السكر

وأكد الدكتور غنايم أن الطقس البارد يؤثر على أعضاء الجسم كافة ووظائفها، ومرضى السكر من أكثر الفئات التي تتأثر أجسامهم بالبرودة، وعليهم القيام ببعض الأمور التي تجنبهم مشكلات انخفاض الحرارة ومنها عدم الإسراف في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من النشويات والسكريات وتزيد من نسبة السكر في الدم، ويشتهر فصل الشتاء بهذه الأطعمة مثل البطاطا الحلوة والكستناء والحلويات الساخنة، مع تجنب التعرض لأمراض البرد كالإنفلونزا والزكام وفي حالة الإصابة بها يجب مراجعة الطبيب قبل تناول أي أدوية واستشارة طبيب الأسرة، وذلك لأخذ تطعيم الإنفلونزا الموسمية، والذي يعتبر هاماً لمرضى السكر. وأضاف: يعاني مريض السكري من تنميل في الأطراف بسبب مضاعفات السكري التي تؤثر في الأوعية الدموية والأعصاب، ويزداد ذلك الشعور في فصل الشتاء بسبب تقلص الأوعية الدموية الطرفية.

توصية

توصي منظمة الصحة العالمية بتطعيم الفئات التالية سنوياً: الحوامل والأطفال من سن ستة شهور إلى خمس سنوات والمسنون والمصابون بحالات مرضية مزمنة، والعاملون في القطاع الصحي.

الإجراءات الاحترازية تحد من الأمراض المعدية

انخفاض درجات حرارة الجو.. حفلات الشواء في البر.. القيام بنزهة في الحديقة.. جميعها مغريات ننتظرها بحلول الأشهر الباردة في الشتاء، إلا أنها قد تجلب معها الكثير من الأمراض الشتوية التي يقع ضحيتها بقدر أكبر الأطفال وكبار السن، ولذلك يجب اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تحد بالفعل من أمراض الشتاء المعدية ومضاعفاتها.

مواد مطهرة

وتمنى علي القرص أن توفر جهات العمل مواد مطهرة خاصة في الأشهر التي تنخفض فيها درجات الحرارة في فترة الشتاء، تجنباً لانتقال عدوى الأمراض الفيروسية والبكتيرية، خصوصاً بالقرب من جهاز بصمة الحضور والانصراف ومفاتيح الكهرباء والمصاعد وغيرها، التي يضطر الموظفون لاستخدامها بشكل يومي ومستمر.

تحصين

وأشارت فضيلة شمس الدين، إلى أنها تحرص على تحصين أبنائها يومياً خلال فترة الشتاء حتى لا يصابوا بالعدوى من أقرانهم في المدرسة، عن طريق الاهتمام بنظافتهم ونظافة أدواتهم وأغراضهم الشخصية، وتتأكد من احتواء حقيبتهم المدرسية على المناديل المعقمة والعصائر الطازجة.

وذكرت أن المدرسة يقع عليها عبء كبير من المسؤولية لحماية الطلاب من مثل هذه الأمراض، إذ يجب أن تنصح أولياء الأمور وتوعيهم بضرورة عدم إرسال أبنائهم المرضى بأي مرض فيروسي أو معد، حتى لا تنتقل العدوى لبقية الأطفال في المدرسة، وفي حال اكتشفت إصابة أي طفل يجب أن ترسله إلى المنزل فوراً وتمنحه إجازة حتى يتماثل للشفاء، لتجنيب اختلاط الأطفال الأصحاء به.

وأضافت أن المدرسة كذلك يجب أن تهتم بتهوية الصفوف بشكل جيد حتى يتجدد الهواء فضلاً عن توعية الأطفال بالاهتمام بالنظافة الشخصية وعدم استخدام أدوات الآخرين مثل المناشف وغيرها من الأدوات لئلا تنتقل العدوى فيما بينهم.

لقاحات

وأشارت نورة المهيري إلى أهمية التطعيمات واللقاحات الوقائية، وأهمها اللقاحات الخاصة بالإنفلونزا الموسمية، للوقاية من العديد من الأمراض الموسمية، مؤكدة ضرورة تطعيم أفراد الأسرة في هذه الفترة من العام قبل دخول فصل الشتاء.

وتابعت أن مرض الزكام ينتشر سريعاً فور إصابة أحد أفراد العائلة به، إلا أنه يمكن أن نحد منه عن طريق غسل اليدين بشكل دوري، وتجنب الأماكن المغلقة والمزدحمة أو بالقرب من شخص مريض، وتجنب الانتقال من مكان دافئ إلى آخر بارد بشكل مباشر أو العكس، مشيرة إلى أنها تحرص على أن يشرب أبناؤها الماء كل صباح وقبل ذهابهم إلى المدرسة لتبريد الجسد قليلاً قبل الخروج.

عناية

وقال محمد الشوملي: تمر ليالي الشتاء الباردة على المسنين بصعوبة، لذا يجب الاهتمام والعناية بهذه الفئة، فعلى الرغم من النكهة الخاصة لفصل الشتاء إلا أن ما يعكر صفو جماله الأمراض الموسمية المصاحبة، والتي تشكل مصدر إزعاج وقلق كبير للصغار والكبار على حد سواء.

وطالب بتكثيف الحملات التوعوية قبل بدء موسم الشتاء للتوعية بأمراضه وكيفية الوقاية منه لكافة الفئات والأعمار على مستوى المدارس وفي جهات العمل المختلفة من خلال منح أفراد الأسرة النصائح الكافية وتعريفهم بالأطعمة المناعية والطرق الوقائية، لرفع كفاءة الجهاز المناعي خلال تلك الفترة.

Email