أطباء يحذرون من الدخلاء ويطالبون بتشديد الرقابة على الإعلانات المضللة

سوء استخدام البوتوكس والفيلرز.. تجميـل مؤقت بأضرار مؤجلة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت ظاهرة الحقن التجميلية الحديثة كالبوتوكس، والفيلرز والميزوثيرابي وغيرها، من أكثر العمليات التجميلية التي تلقى رواجاً واسعاً في الإمارات، وباتت الخيار الأسرع والأفضل عند المرأة، لما تتمتع به من قدرة سريعة على إخفاء التجاعيد، وتمليس سطح الجلد والملامح، وإعطاء الوجه نضارة وشباباً، محاربة بها كابوس الشيخوخة الذي بات يطارد الكثيرات مع تقدم العمر، من دون أن يتساءلن عن مدى خطورة هذه الوسائل.

وفي هذا الإطار طالب أطباء متخصصون في الأمراض الجلدية بتكثيف الرقابة على مراكز التجميل والعيادات الصحية التي تجري عمليات التجميل بأنواعها المختلفة، بعد أن شهد هذا المجال وجود الكثير من الدخلاء عليه، كما طالبوا بتشديد الرقابة على الإعلانات التي تنشر في وسائل الإعلام المختلفة، وتروّج لأشخاص ومراكز تفتقد الخبرة والشهادات الأكاديمية التي تتيح لهم العمل في مجال التجميل.

وأكدوا أن الكثير من الصور التي تنشر في هذه الإعلانات وتوضح الحالة قبل التجميل وبعده، خادعة ويتم تنفيذها بفضل تطور برامج الكمبيوتر المتخصصة في هذا المجال.

وأشاروا إلى أن هناك مضاعفات خطيرة لهذه العمليات خاصة إذا ما تم تنفيذها من قبل دخلاء المهنة، مشددين على أن إعطاء الحقن يخضع لشروط ومعايير عالمية ومنها عمر المرأة ومدى حاجتها لهذا النوع من العمليات، خاصة وأن هناك أطباء يقومون بإجرائها لفتيات في مقتبل العمر لتحقيق منافع مالية.

دخلاء المهنة

وقال الدكتور أنور الحمادي استشاري ورئيس مركز الأمراض الجلدية التابع لهيئة الصحة بدبي، إن حقن البوتوكس تزيل التجاعيد من منطقة الجبهة والعين وغالباً ما يتم استخدامها من قبل الأشخاص الذين بدأت تظهر عليهم التجاعيد، مشيراً إلى أن الفيلرز يستخدم لإزالة التجاعيد أو الخطوط من منطقة الفم والأنف، ويتم استخدامها أيضاً في منطقة الفك.

وتابع: يؤسفني أن أقول إن هناك بعض أطباء الأمراض الجلدية اتجهوا فقط في مهنتهم للتركيز على إجراء مثل هذه العمليات التجميلية نظراً لمدخولها الكبير، كما أن بعضهم يقول لماذا إضاعة الوقت في معالجة مريض لديه مشكلة جلدية في حين أقوم بحقن البوتوكس أو الفيلرز في دقائق ومردودها يكون أضعاف الاستشارة.

ولفت إلى أن عمليات الحقن التجميلية بأنواعها انتشرت في هذه الأيام لسهولتها وإعطائها نتائج سريعة مقارنة بالعمليات الجراحية في هذا الخصوص، وبما أن الوجه هو مرآة الإنسان، لذا كانت لها هذه الأهمية والحرص على أن تبدو المرأة بأحسن صورة ممكنة.

العامل النفسي

وأضاف الحمادي: من الناحية النفسية نجد أن الناس يختلفون في رؤيتهم لشكلهم ومظهرهم، فانعكاس ذلك على الآخرين مرتبط بشخصية الفرد وحالته النفسية، فالواثق من نفسه والمعجب والفخور بها يكون عادة أقل اهتماماً بشكله الخارجي، أما الذي يكون انطباعه عن مظهره الخارجي أقل ثقة واستحساناً، فنجده أشد حرصاً على مظهره، واستعمال إضافات تزيد من مظاهر جماله، حيث تأتي الحقن التجميلية كمحاولة للقيام ببعض التغييرات التي قد تضيف لمسات جمالية وتلاقي استحسان الآخرين، فالعامل النفسي يلعب دوراً مهماً في طلبه والسعي إليه وثم تقبله والرضا به بعد ذلك.

وأشار إلى أهمية دور من يقوم بإجراء العملية، وكيف يستطيع أن يفهم نفسية المريض، ويهيئه لما قد ينتج عن العملية التي سيقوم بها، كما أن للجانب الاجتماعي دوراً مهماً أيضاً، حيث إن الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الشخص ويتفاعل معه هو المستهدف من هذه العملية وما يحمله من انطباع واستحسان.

أعراض

وعن الأعراض التي قد تسببها حقن التجميل للجلد، قال الدكتور أنور الحمادي إن هذه الإبر أو المواد حالها كحال أي مادة أو علاج إذا تم استعمالها في غير مكانها الصحيح ولغير الأشخاص الذين يحتاجون إليها من قبل أشخاص غير مؤهلين لحقن هذه المواد قد تنتج بعض الأعراض العكسية، فهذه المواد كلها تدخل الجسم عن طريق الإبر، فلذلك إذا كانت هذه الإبر غير معقمة فقد تكون مصدر عدوى لكثير من الالتهابات.

وبين أن حقنها قريباً من العين يؤدي إلى سقوط الجفن على العين خاصة في حقن البوتوكس، وهذا يحتاج إلى شهور لكي يعود الوضع إلى طبيعته، ما يؤدي إلى انعزال هذا المريض أحياناً عن المجتمع بسبب الإحراج الشديد الذي يحدثه هذا العرض الذي يعطي إيحاء بالخمول والاستيقاظ للتو من النوم.

وزاد الحمادي: إذا تم استخدام حقن البوتوكس بشكل مكثف في الوجه وبشكل غير متناسق، فإن ذلك يتسبب في تشويه ملامح الوجه، وفي دراسة كورية حديثة أثبتت أن استعمال الحقن المالئة المعروفة بالفيلرز لإزالة التجاعيد قد يؤدي إلى انسداد الشريان الشبكي في العين، وبالتالي العمى الدائم.

مشكلات صحية

وعن أفضلية الحقن الدائم أو المؤقت، أكد الحمادي أن الحقن المؤقت يبقى دائماً أفضل من الدائم، حيث يكون للدائم أعراض جانبية، كما أن مادة الكولاجين تعتبر من مواد الفيلرز الدائمة التي تم وقف استخدامها، وذلك لصعوبة امتصاصها، حيث تلتصق بالأنسجة ولا يمكن إزالتها، فإذا لم يتم امتصاصها يصبح الجلد عرضة للالتهاب، ومع التقدم اتضح أن الحقن الدائم يسبب مشكلات صحية منها الحساسية والالتهابات، ولذلك شاع استخدام المواد المؤقتة للفيلرز لسهولة امتصاصها في الجلد.

وأضاف: تعد الاستشارة قبل الحقن وبعدها أمراً ضرورياً جداً، لذا على المريض مناقشة أمر حقن البوتوكس مع الطبيب ومعرفة ما إذا كانت ستحل مشكلته أم لا، حيث يرتبط الأمر بنوع الجلد وسماكته ومدى عمق التجاعيد، والطبيب المختص يعلم مدى فعالية هذه الحقن ومدى الاستفادة منها.

فحوصات

وبالنسبة إلى الفحوصات التي يجب على المريض الخضوع إليها قبل إجراء هذه العمليات، قال الحمادي: على المريض تزويد الطبيب بالمعلومات المطلوبة عن تاريخه الطبي والأمراض التي يعانيها، وما إذا كانت لديه مشكلات مع الأعصاب أو عضلات الوجه، إضافة إلى نوع الأدوية التي يتناولها، حيث تتطلب بعض الأنواع من الحقن التجميلية هذه الفحوص، مثل حقن الدهون التي تعد من العمليات الجراحية التجميلية التي تتطلب وضع مخدر، لذا يطلب من المريض فحص الدم للتأكد من أن فصيلة الدم جيدة ولا تحتوي على أعراض مرضية، وتحليل فيروسات للتأكد من خلو المريض من جميع الفيروسات التي قد تنتقل إليه عن طريق استخدام المعدات والآلات الجراحية.

أحلام وردية

بدوره قال الدكتور خالد النعيمي اسستشاري الأمراض الجلدية وطب التجميل إن الإقبال على ظاهرة الحقن لم يعد يقتصر فقط على كبار السن بل هناك فتيات في مقتبل العمر يقمن بإجرائها لمنع التجاعيد مستقبلاً، وهذا غير صحيح إطلاقاً.

وذكر أن حجم سوق البوتوكس والفيلرز في منطقة الشرق الأوسط يصل سنوياً إلى ما يقارب ملياري درهم، وذلك حسب الأرقام التي أعلن عنها مؤتمر الأمراض الجلدية وطب التجميل الأخير في باريس. ولفت إلى أن المؤتمر رصد نسبة الزيادة في هذا القطاع في دول المنطقة بين 10-15% سنوياً، مؤكداً أن هناك شباباً وفتيات في مقتبل العمر يقومون بإجراء مثل هذا النوع من العمليات من باب التشبه بالآخرين خاصة نجوم السينما والمشاهير.

تقليد أعمى

من جانبه أكد الدكتور إبراهيم كلداري أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة الإمارات أنه ليس خطأ أن نسعى لأن نبدو أجمل شكلاً وأصغر عمراً، وأن نكافح التجاعيد ونحافظ على نضارتنا وشبابنا، ولكن الخطأ هو التقليد الأعمى لتبديل الشكل كما تمليه الإعلانات، وتحديد مقاييس الجمال وعولمة مواصفات موحدة للجمال، فما هو مرغوب الآن قد لا يكون كذلك بعد بضع سنوات، وإجراء عمليات التجميل دون سبب وجيه يمثل امتهاناً واختزالاً للكيان الشخصي والإنساني، ويأتي ذلك في خضم انتشار ظاهرة «أطباء الشنطة» الذين يزورون المنازل ويجرون عمليات التبييض والبوتوكس والفيلرز وشد الجفون وتكبير الشفاه وسواها من المسميات التجميلية.

وقال إن الطب بريء من هؤلاء الأطباء، موضحاً أن جميع العمليات التي يجرونها بسيطة في مضمونها خطيرة في مضاعفاتها، مؤكداً أنه يشاهد في مركزه الخاص حالات لسيدات تعرضن لمضاعفات وآثار جانبية من ورائها وما زلن يتلقين العلاج لغاية الآن.

2

كشف مؤتمر الأمراض الجلدية وطب التجميل في باريس أن حجم سوق البوتوكس والفيلرز في المنطقة يصل إلى مليوني درهم.

%15

ارتفعت نسب الإقبال على قطاع البوتوكس والفيلرز في منطقة الشرق الأوسط بين 10 - 15% سنوياً.

400

يبلغ حجم الإنفاق على عمليات إخفاء التجاعيد في منطقة الشرق الأوسط عن طريق الفيلرز نحو 400 مليون درهم.

600

يصل حجم سوق البوتوكس في منطقة الشرق الأوسط من قبل النساء إلى نحو 600 مليون درهم.

9

أظهرت دراسات أن 9 من بين كل 10 نساء في منطقة الشرق الأوسط غير سعيدات بمظهرهن الخارجي أو بشكل أجسادهن.

77

أكدت دراسة ميدانية أميركية أن 7 ملايين أميركي أنفقوا أكثر من 77 مليار دولار على عمليات التجميل العام الماضي.

Email