تدشين المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع نوفمبر المقبل

«صحة دبي» تتغلب على تحديات تطبيق «سلامـة» بخبرة كوادرها وتعاون المراجعين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يختلف اثنان على أن تحويل الملفات الطبية من الأنظمة الورقية إلى الإلكترونية قد يواجه في بداية التطبيق بعض التحديات ومنها التأخير البسيط لمراجعي المستشفيات والمراكز الصحية، أو بعض الأخطاء الفنية، إلا أن هيئة الصحة في دبي استطاعت بخبرة كوادرها وتعاون المراجعين التغلب على معوقات تطبيق مشروع الملف الطبي الإلكتروني الموحد «سلامة» في المرحلتين الأولى والثانية الذي سينهي التعامل الورقي في مرافق الهيئة، على أن تبدأ تطبيق المرحلة الثالثة والأخيرة للمشروع خلال شهر نوفمبر المقبل لتشمل كلاً من مستشفى لطيفة، ومستشفى حتا ومركز دبي للأمراض النسائية والإخصاب، وجميع مراكز اللياقة الطبية التابعة للهيئة.

وناشدت هيئة الصحة في دبي كافة المراجعين مع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية تفهم المرحلة الانتقالية التطويرية التي تمر بها كافة مستشفيات ومراكز الهيئة، عقب البدء في تطبيق مشروع الملف الطبي الإلكتروني الموحد «سلامة»، مشيرة إلى أن تفهم المراجعين وتعاونهم خلال مرحلة التطبيق سيلعب دوراً في إنجاح هذه المرحلة التطويرية للنظام الصحي بدبي.

مرحلة تطويرية

وقالت أماني الجسمي مدير إدارة تقنية المعلومات في هيئة الصحة في دبي، إن مشروع الملف الطبي الإلكتروني الموحد «سلامة»، خطوة مهمة للحاق بركب التطور السريع الذي تشهده الخدمات الصحية في الهيئة بشكل خاص والرعاية الصحية في كافة دول العالم بشكل عام، مشيرة إلى أن أي عملية تحول وتطوير تواجه بعض التحديات والمعوقات، ولكنها تختفي بعد أيام من بدء التطبيق ويصبح النظام أكثر سلاسة لجميع الأطراف.

مراحل

وقالت الجسمي إن المرحلة الثالثة والأخيرة للمشروع سيتم تطبيقها خلال شهر نوفمبر المقبل لتشمل كلاً من مستشفى لطيفة، ومستشفى حتا ومركز دبي للأمراض النسائية والإخصاب، وجميع مراكز اللياقة الطبية التابعة للهيئة.

وذكرت أن المرحلة الأولى شملت مستشفى راشد ومركز دبي للأمراض الجلدية وعيادات المطار ومركز دبي للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل ومركز البرشاء الصحي، في حين شملت المرحلة الثانية مستشفى دبي، ومركز دبي للسكري، ومركز ملتقى الأسرة ومراكز الرعاية الصحية الأولية.

فوائد

وأشارت الجسمي إلى فوائد مشروع سلامة التي ستشمل عقب مرور المرحلة التشغيلية توفير الوقت والجهد على المريض، وتسريع التواصل بين المريض والطبيب، وتسريع إجراءات العلاج، إضافة إلى إمكانية الاطلاع على الملف الطبي من أي مكان وزمان، فضلاً عن مساعدة الأطباء في اتخاذ القرارات الطبية.

وتابعت: سيكون لكل مريض كلمة مرور يستطيع من خلالها الدخول والاطلاع على بياناته الطبية المتعلقة به مثل التشخيص والأدوية، وغيرها من الأمور الطبية للمريض، مشيرة إلى أنه سيتم خلال الفترة المقبلة ربط التطبيقات الذكية للهيئة مع مشروع «سلامة»، وسيتم إضافة الاستشارات الطبية عن بعد خلال الفترة المقبلة.

وبينت أن هناك مشروعاً ثانياً للربط الإلكتروني من القطاع الصحي الخاص في دبي، تعكف الهيئة على إنجازه حالياً والإعلان عنه خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى تدريب 60 موظفاً وموظفة لتشغيل المشروع بعد حصولهم على شهادات معتمدة دولياً، إضافة إلى الربط الإلكتروني مع 33 نظاماً إلكترونياً إدارياً وسريرياً، وكذلك الربط مع أكثر من 834 جهازاً طبياً في منشآت الهيئة، إلى جانب تدريب حوالي 8000 موظف في المرحلتين الأولى والثانية، وتوحيد ما يقارب من 425 مساراً وإجراءات العمل في النظام.

خطوات

وأوضحت الجسمي أن مشروع «سلامة» تم اختصار مدة إنجازه سنة كاملة، حيث سيتم الانتهاء منه نهاية العام الجاري، بدلاً من نهاية العام 2018، لافتة إلى أن الهيئة دخلت في سباق مع الزمن لإنجاز المشروع، وفق ما وجه به سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي.

وحول الخطوات التي اتخذتها هيئة الصحة في دبي لإنجاز المشروع، قالت الجسمي: تم تشكيل عدة فرق لإنجاز المشروع والتعامل معه بعد التطبيق، أهمها: فريق عمل استراتيجي إشرافي، وآخر تنفيذي، وتم إنشاء مركز قيادة ومتابعة داخل مستشفى راشد للتعامل مع معوقات التطبيق لنظام سلامة.

وأشارت إلى أن الهيئة الجهة الصحية الوحيدة بالشرق الأوسط التي لديها مركز للبيانات والمعلومات الصحية «داتا سنتر»، وتبلغ تكلفته نحو 24 مليون درهم، مؤكدة أن المركز أحد أهم المرتكزات ومتطلبات مشروع «سلامة».

وأكدت أن المشروع يتوافق مع آخر الأنظمة والبرامج الإلكترونية الذكية، وأنه يعد تحولاً مهماً في القطاع الصحي، ليس لارتباطه بأفضل التقنيات والتجهيزات فائقة المستوى وحسب، وإنما لشمولية فوائده وإيجابياته على صعيد الخدمات الطبية التي توفرها الهيئة لجمهور المتعاملين، وامتداد ثمار المشروع لدعم اتخاذ القرار الطبي للأطباء والطواقم الطبية المساعدة والإداريين.

تدريب

وذكرت الجسمي أن أعمال التحضير وفترة التشغيل التجريبي للمشروع استهدفت 11 ألف موظف وموظفة بالتدريب على استخدام النظام الجديد لمشروع سلامة، كما أنجزت الهيئة عملية تدريب الفريق القائم على تشغيل المشروع والذي يضم 60 موظفاً وموظفة من المتخصصين، وفي الوقت نفسه أنجزت الهيئة ضم أكثر من مليون و400 ألف سجل إلى نظام سلامة الشامل.

وأفادت بأن موظفي الهيئة تلقوا تدريبهم على تطبيق مشروع «سلامة»، داخل الدولة وفي الولايات المتحدة الأميركية من قبل شركة (EPIC ) العالمية، حيث حصلوا جميعاً على شهادات معتمدة دولياً لتشغيل النظام الجديد الذي تم العمل به حسب الجدول الزمني للتنفيذ.

أحدث التقنيات

وبينت الجسمي أن مشروع «سلامة» يتوافق مع نظام شركة (EPIC ) العالمي أحد المشاريع الرائدة التي تعتزم الهيئة تطبيقها في كافة المنشآت الصحية التابعة لها لتقديم حلول طبية وتجربة استشفاء متميزة للمرضى، وفقاً لأحدث التقنيات والنظم الإلكترونية التي ستساهم في تعزيز تنافسية وقدرة النظام الصحي في دبي ليكون في صدارة الأنظمة الصحية العالمية، إضافة إلى تقديم خدمات وحلول مبتكرة تحقق أقصى درجات الرضا للمتعاملين وتفوق توقعاتهم.

وقالت إن المشروع يركز على توحيد وتوثيق إجراءات العمل في المنشآت الصحية التابعة للهيئة، وسرعة الوصول إلى البيانات الشاملة للمرضى في مواقع الرعاية الطبية، وتوفير قاعدة بيانات وتقارير طبية تدعم اتخاذ القرار، وتسهم في دفع عجلة الدراسات والبحوث والتطوير والتي تعتبر من الأولويات في المجال الطبي.

إمكانيات

ولفتت الجسمي إلى الإمكانيات والتقنيات الفائقة التي يتميز بها مشروع «سلامه» الذي يأتي ضمن توجهات الهيئة للتحول النوعي والذكي في تقديم خدماتها المختلفة بكافة منشآتها الصحية للوصول الى مجتمع أكثر صحة وسعادة.

ولفتت إلى أهمية تحديث المتعاملين للبيانات الخاصة بإجراءات التسجيل التي يقوم بها المتعامل - لمرة واحدة - لدى زيارته الأولى لمستشفيات ومراكز الهيئة وذلك لتسهيل عملية انتقال المرضى بين المستشفيات والمراكز الصحية في إمارة دبي، إضافة إلى التبادل السلس الذي يكفله المشروع، للبيانات والسجلات الطبية بين جميع المستشفيات والعيادات التابعة للهيئة، إضافة إلى اختصار إجراءات المراجعة الطبية، بما يساهم في توفير وقت وجهد الطبيب والمريض في نفس الوقت.

نجاح كبير

من جانبها أعربت الدكتورة منال تريم المديرة التنفيذية لقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية عن سعادتها بتطبيق المشروع في كافة مراكز الرعاية الصحية الأولية بعد النجاح الكبير الذي حققه المشروع عقب أيام من تطبيقه، مؤكدة أن جميع العقبات تم التغلب عليها وأصبح لدى موظفي المراكز قدرة عالية للتعامل مع هذا النظام المتطور الذي يساهم في توثيق وتسريع إجراءات العمل وتحسين رحلة المريض خلال تلقي الخدمات العلاجية بمنشآت الهيئة.

وقالت إن أي عملية انتقالية تجد في بداية الأمر إرباكاً في العمل سرعان ما تنتهي بمجرد تعود الموظفين على استخدام النظام حاله في ذلك حال التحول من الأنظمة الورقية في العيادات والمستشفيات إلى النظام الإلكتروني ولكن المتعاملين مع الهيئة يشعرون بقيمة هذا التحول الذي وفر الوقت عليهم وخلصهم من الأوراق.

إسعاد المتعاملين

بدورها قالت الدكتورة علياء المزروعي المدير التنفيذي لمستشفى راشد إن موظفي المستشفى استطاعوا التغلب على جميع التحديات عند تطبيق المشروع، والآن الأمور تسير بسلاسة، مؤكدة أن التأخير في مستشفيات الهيئة لا يقارن مع الدول المتقدمة فالمريض هناك ينتظر ساعات طويلة جداً لرؤية الطبيب أو الحصول على الأدوية عكس ما هو قائم في الهيئة التي تبذل قصارى جهدها لتقليل فترة الانتظار لإسعاد المتعاملين.

قدرات تنافسية

من جانبه قال الدكتور أنور الحمادي استشاري الأمراض الجلدية ورئيس مركز الأمراض الجلدية في الهيئة إن مشروع «سلامة» يعمل على تعزيز توجهات حكومة دبي الذكية، وتعزيز القدرات التنافسية لدبي في المجال الطبي، ومساعدة الأطباء في اتخاذ القرارات الطبية، والربط الإلكتروني الكامل للخدمات، وعدم الحاجة للملفات والأوراق، وحفظ جميع المعلومات بشكل دائم وبسرية عالية وعدم تعرضها للتلف أو الضياع، وتسريع إجراءات علاج المرضي وتوفير الوقت والجهد.

وأضاف: لا شك في أن أي خطوة تطويرية انتقالية ستترك آثاراً ملموسة سواء على الكوادر الطبية أو المراجعين، لافتاً إلى أن هذه الآثار تكون ملموسة أكثر في المستشفيات التي تستقبل يوميا مئات المراجعين سواء في المستشفى أو العيادات التخصصية، لافتاً إلى أنه تلك الاثار ستختفي تدريجياً وتبدأ الكوادر الطبية في التعامل مع المشروع بشكل اسرع، كما يبدأ المتعاملون يشعرون بفرق كبير.

وبين ان تطبيق مشروع سلامة في مركز الامراض الجلدية اسهم بشكل كبير في تخفيض فترة الانتظار، ووفر الوقت والجهد والمال على المريض، كما أسهم في تسريع التواصل بين المريض والطبيب، إلى جانب الإسراع من إجراءات علاج المريض، والتقليل من نسبة تكاليف العلاج.

واضاف: إن تعاون المتعاملين امر ضروري لانجاح المشروع ومن هنا نناشد كافة المتعاميلن مع مستشفيات ومراكز الهيئة الى تفهم المرحلة الانتقالية والتحلي بالصبر، مؤكدا ان اي نجاح لا بد ان يكون له ثمن في البداية.

 

 

متعاملون: نتفهم المرحلة الانتقالية.. والمشروع خطوة لتسريع إجراءات العلاج

أكد عدد من المتعاملين مع مستشفيات ومراكز هيئة الصحة في دبي تفهمهم لأي تأخير ناجم عن تطبيق مشروع «سلامة» في المستشفيات والمراكز الصحية، مؤكدين أن المشروع سيسهل الكثير من الأمور عليهم، منها توفير الوقت والجهد على المريض، وتسريع التواصل بين المريض والطبيب، فضلاً عن تسريع إجراءات العلاج.

بوابة عبور

وقالت نها كسواني: إن التكنولوجيا حاجة ملحة لا مفر منها فهي تلعب دوراً مهماً في معظم المجالات الحياتية، وتهدف إلى تسهيل الحياة على البشر ورفع المشقة عن كاهلهم، وهذا ما وفرته لنا هيئة الصحة في دبي وفق مشروع «سلامة»، إذ إن عملية التسجيل التي نقوم بها لمرة واحدة لدى زيارتنا الأولى للمستشفى أو العيادة تعتبر بوابة عبور لتسهيل انتقال المرضى بين المستشفيات والعيادات الحكومية.

وأضافت: زرت أحد المستشفيات في الأيام الأولى لتطبيق المشروع، ووجدت أن فرق الهيئة تعمل على مساعدة المتعاملين، كما أن الطواقم الطبية كانت منتشرة في كافة أرجاء المستشفى تحاول مساعدة الناس والتخفيف عنهم وتقدم الحلول السريعة.

وأضافت أن أي تقدم وتطور لا بد أن يواجهه بعض المعوقات في البداية ولكن دورنا هو تفهم المرحلة التي ستصب في النهاية في صالح الجميع.

وأكدت أنها ستستفيد كثيراً من المشروع على المستوى الشخصي، حيث إنها لم تعد مضطرة للانتظار طويلاً في العيادات والمستشفيات لحين الوقوف على معلومات المريض أو حتى إعادة الفحوصات بدعوى أنه ليس لديه ملف في هذه المؤسسة الطبية، الأمر الذي سيسهل كثيراً المعاملات ويقلل من فترات الانتظار.

كفاءة وجودة

وأشار خالد محمد متعامل مع مستشفى راشد إلى أنه لاحظ تسريع إجراءات العلاج من خلال المشروع بأعلى قدر من الكفاءة والجودة، مثمناً جهود هيئة الصحة في دبي في هذا المجال وكافة المجالات التي أدخلت عليها التكنولوجيا الحديثة للتسهيل على المراجعين وتبسيط الإجراءات بما يحقق لهم السعادة.

ورأى خالد أن مشروع «سلامة»، متعدد الأهداف، من ناحية أنه يركز على توحيد وتوثيق إجراءات العمل في المستشفيات والعيادات، وسرعة الوصول إلى البيانات الشاملة للمرضى في مواقع الرعاية الطبية، بما يدعم اتخاذ القرار الصائب لصحة المريض.

وتمنى أن يتم تعميم فكرة الملف الطبي الموحد على جميع الهيئات الصحية، مشيرة إلى أن المشروع سيرتقي بالبنية التحتية الصحية، ويساهم في تكامل النظم لتقديم الحلول الطبية إلكترونية الشاملة.

تحول نوعي

من جانبها ثمنت جواهر الجسمي جهود هيئة الصحة بدبي لما تقدمه من ثمار عمليات التحول النوعي بما يتلاءم مع ما تشهده إمارة دبي من تحول تقني متسارع لمواكبة مستجدات العصر الإلكترونية.

وأعربت عن بالغ سعادتها بمشروع سلامة، مشيرة إلى أنه عند انطلاق المشروع بشكل كامل يتسنى لها التواصل الفعال مع الأطباء المعالجين بسهولة ويسر.


Email