أجرتها الهيئة في عامي 2015 و2016 بفضل كفاءة الأطباء واستثمـار التكنولوجيا الحديثة

6 جراحات نادرة تضع «صحة دبي» علـى خريطة الريادة الطبية العالمية

المجاكاة الطبية 1

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

حققت هيئة الصحة بدبي في عامي 2015 - 2016 إنجازات عالمية، مثلت ثورة في مجال الطب بفضل استثمار التكنولوجيا الحديثة، وكفاءة وخبرة أطباء الهيئة، حيث أجرت «صحة دبي» ست عمليات جراحية نادرة أسهمت في شفاء مرضى وتغيير حياتهم بعدما كان الشفاء بالنسبة لهم حلماً صعب المنال.

«البيان الصحي» جمع هذه العمليات الجراحية الدقيقة التي أجريت في مستشفيات هيئة الصحة في دبي للمرة الأولى، مانحة الأمل لآلاف المرضى حول العالم.

إنجازات

وقد تمكن أطباء هيئة الصحة في دبي خلال العامين الماضي والجاري من زراعة 3 دعامات لشريان مريض، إضافة لإنقاذ طفل من «التراتوما» في عملية معقدة استغرقت 12 ساعة في مستشفى راشد، كما تمكنوا من إعادة زراعة يد مبتورة بشرايين متهتكة لمريض آسيوي يبلغ من العمر 20 عاماً.

ونجح أطباء قسم المسالك البولية في مستشفى دبي في استئصال كليتي مواطن تزنان 13 كيلوغراماً، كما تمكن أطباء قسم الأنف والأذن والحنجرة من تركيب جهاز سمع إلكتروني في جذع مخ طفلة، وفي سابقة تعد الأولى من نوعها على مستوى الدولة نجح أطباء قسم العظام والطب الرياضي في مستشفى دبي من استخدام دهون البطن في علاج آلام المفاصل والركبة.

3 دعامات

وفي العملية الأولى تمكن أطباء مستشفى راشد من إجراء عملية دقيقة ناجحة لزراعة ثلاث دعامات في الشريان الأبهر باستخدام الأشعة التداخلية لمريض تعرض لحادث مروري كأول عملية من نوعها على مستوى الدولة والشرق الأوسط بشكل عام.

وقال الدكتور أيمن السباعي إن العملية أجريت لمريض يبلغ من العمر27 عاماً، إثر تعرضه لحادث مروري أدى إلى تهتك في الشريان الأبهر الصدري، حيث قام الفريق الطبي بقسم جراحة الأوعية الدموية التداخلية في مستشفى راشد بالتعاون مع مركز جراحة القلب والصدر بمستشفى دبي بزراعة ثلاث دعامات في الشريان الأبهر الصاعد والقوس الأبهر والأبهر النازل باستخدام تقنية الأشعة التداخلية.

وأوضح أن الفريق الطبي قام بالتواصل الفوري مع أطباء بجامعات أوروبية للحصول على الدعامات الجديدة ذات التقنية الحديثة للمساعدة في إجراء هذه العملية رغم التكلفة العالية لها، مؤكداً أن هذه الدعامات كانت هي الخيار الأمثل لإنقاذ المريض من الموت.

وأضاف «تمت العملية من خلال فتح مسافة 3 سنتميترات في الفخذ كما يحدث في عمليات القسطرة وإدخال الدعامة منها وزرعها في المكان المخصص لها حيث تمكن المريض بعد مرور 7 أيام من الذهاب إلى منزله».

تراتوما

وفي العملية الثانية تمكن أطباء مستشفى راشد، من إنقاذ حياة طفل عمره 8 سنوات، يعاني من مرض نادر جداً، يطلق عليه «اسمتراتوما»، وهو ورم في الدماغ، في عملية معقدة استغرقت 13 ساعة متواصلة.

وقال الدكتور العالمي محمد عبد العزيز سلطان العلماء عضو مجلس علماء الإمارات، استشاري جراحة الأعصاب في مستشفى راشد، رئيس الفريق الطبي، إن العملية تواصلت 13 ساعة، من السادسة والنصف صباحاً حتى السابعة والنصف مساءً، وهي من أعقد وأخطر العمليات التي مرت على القسم، لأن الورم كان متصلباً، ولا يمكن استئصاله، ويحتاج إلى فترة لتكسير الورم، وتسهيل إخراجه من الدماغ.

وتابع أن المرض الذي يعرف باسم «تراتوما»، يعتبر من الحالات النادرة جداً، لافتاً إلى أن المرض موجود مع الطفل منذ الولادة، واستمر في النمو حتى وصل إلى مرحلة جعلت الطفل يعاني من آلام شديدة وأعراض مصاحبة، مثل الصداع النصفي.

يشار إلى أن الدكتور محمد العلماء، هو أول جراح عالمي تمكن من زراعة جهاز مراقبة وقياس ضغط المخ ودرجاته، عبر مستقبل لاسلكي.

يد مبتورة

أما في العملية الثالثة فقد تمكن فريق طبي من مستشفى راشد في إعادة زراعة يد مبتورة لمريض آسيوي (20) سنة بعد تعرضه لإصابة عمل تسببت في بتر يده اليسرى من الكتف وفصلها بشكل كامل عن جسم المريض، إضافة لتهتك كامل في الأوعية الدموية والشرايين المسؤولة عن تدفق الدم.

وذكر الدكتور خالد عبدالله العوضي استشاري ورئيس قسم جراحة اليد في مستشفى راشد أن العملية تعد من العمليات الكبرى النادرة والمعقدة جداً والتي تتطلب تدخلاً جراحياً مباشراً من قبل فريق طبي متعدد التخصصات لتفادي المضاعفات السلبية لمثل هذا النوع من العمليات، خاصة وأن المريض كان يعاني من تهتك شديد وفصل تام للأوردة والأعصاب والأنسجة والشرايين الدقيقة.

كليتان 13 كيلو

وفي العملية الرابعة تمكن فريق طبي من مستشفى دبي من استئصال كليتي مريض مواطن بلغ وزنهما 13 كيلوغراماً، وهو ما يعادل 40 ضعفاً من وزن الكلية الطبيعي والذي يساوي تقريباً 150 غراماً، وبلغ طول الكلية حوالي 40 سم علماً أن الطول الطبيعي للكلية هو 12 سنتمتراً، لتكون بذلك أكبر كلية على مستوى العالم لغاية الآن.

وأوضح الدكتور عبد الرحمن الجسمي المدير التنفيذي لمستشفى دبي، أن أكبر وزن كلية مسجل لغاية الآن في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية هو 2.7 كيلوغرام، مما يعني أن كلية المريض كانت حالة نادرة جداً وتستحق الدخول في موسوعة غينيس.

ومن المقرر أن تقوم لجنة من موسوعة غينيس بزيارة مستشفى دبي، للاطلاع على الكلية ورفع توصياتها بشأن إدراجها في الموسوعة.

مرض وراثي

وقال الدكتور فريبرز باقري استشاري ورئيس قسم المسالك البولية في مستشفى دبي، إن المريض المواطن كان يعاني من مرض وراثي يدعى داء الكلية متعددة التكيسات منذ الولادة، وقبل سنتين تم فحص المريض بالأمواج فوق الصوتية (السونار) وتبين أن عنده أكياساً كبيرة بالكليتين، تسبب له مشكلات في التنفس نتيجة انضغاط الرئتين، ومشكلات أخرى في القلب، ورفض المريض حينها إجراء أي جراحة وكان يعيش على الغسل الكلوي، وقد أجرى العديد من الفحوصات في عدد من المستشفيات الخاصة إلا أن أحداً لم يقبل بإجراء العملية نظراً لخطورتها على حياة المريض.

جهاز سمع إلكتروني

وفي العملية الرابعة تمكن أطباء قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى دبي من تركيب جهاز سمع إلكتروني بجذع المخ لطفلة مواطنة في الثالثة من عمرها تعاني من تشوهات خلقية شديدة في الأذن الداخلية، في عملية معقدة استغرقت خمس ساعات.

وبين الدكتور عبد الرحمن الجسمي أن هذا النوع من الجراحة يعتبر من الجراحات النادرة على مستوى العالم، حيث يوجد حالياً أقل من 1000 مريض على مستوى العالم تم عمل هذه الجراحة المعقدة لهم، ولهذا يعتبر إجراء مثل هذه الجراحات النادرة جداً بمستشفى دبي إنجازاً وطنياً كبيراً وخطوة رائدة للوصول إلى العالمية.

تقنيات حديثة

وأوضح الدكتور الجسمي أن زراعة سماعة جذع المخ عند الأطفال تعتبر من أحدث التقنيات في مجال معالجة الإعاقة السمعية وتوصف بالمعقدة لأنها تعتبر من جراحات المخ الدقيقة، حيث إن جذع المخ يحمل الإشارات القادمة من جميع أنحاء الجسم إلى الدماغ، وبالتالي فإن حدوث أي ضرر فيه نتيجة عملية الزرع قد يؤدي إلى حدوث كارثة.

آلام المفاصل

وفي الإنجاز السادس الذي يضاف إلى السجل الحافل بالإنجازات لأطباء هيئة الصحة في دبي تمكن الدكتور خالد الحمادي استشاري جراحة المفاصل في مستشفى دبي، من التوصل إلى طريقة مبتكرة جداً لعلاج آلام والتهاب المفاصل المزمنة عن طريق سحب الدهون الذاتية الدقيقة من البطن وحقنها في المفصل.

ونوه الحمادي بأن الطريقة المبتكرة تتمثل في استخدام الدهون الذاتية الدقيقة في علاج التهاب وخشونة المفاصل وهي طريقة مبتكرة لم يسبق استخدامها في الدولة، وأثبتت فعالية عالية في تخفيف آلام وتيبس وخشونة المفاصل وتحسين الوظائف الحركية للمفاصل المريضة، لافتاً إلى أن الطريقة تم استخدامها لغاية الآن على 36 مريضاً، وبنسبة نجاح تزيد على 93% لـ34 مريضاً، فيما جرى تحسن طفيف لدى حالتين منهم نتيجة تقدم المرض.

 

مواطنون: الهيئة تكرس الابتكار للارتقاء بالخدمات الصحية

ثمن مواطنون النجاح الذي حققته هيئة الصحة بدبي في تطوير القطاع الصحي في الإمارة وتقديم الرعاية الصحية والارتقاء بها إلى مستوى المعايير العالمية، من خلال تكريس الابتكار والابداع واستقطاب أفضل الكفاءات الطبية وأحدث سبل العلاجات في مستشفياتها ومراكزها الطبية، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي تجده الهيئة من القيادة الرشيدة، وانطلاقاًَ من اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله.

أفضل الخدمات

وفي هذا الصدد أعربت أمل الحداد عن بالغ فخرها واعتزازها كونها تعيش على أرض هذه الدولة وفي إمارة دبي تحديدا، الأمر الذي يجعلها تتلقى أفضل الخدمات الطبية والعلاج اللازم، مشيرة إلى أنها لم تعد بحاجة إلى السفر للخارج لتلقي العلاج، حيث أصبحت هيئة الصحة في دبي توفر كافة الخدمات اللازمة في مستشفياتها ومراكزها وعيادتها الطبية، بالإضافة إلى أنها تجري عمليات جراحية نادرة لم تكن تتوفر من قبل إلا في الخارج.

إبداع

بدوره أشار عبد الرحيم الجناحي إلى أن هيئة الصحة في دبي وصلت إلى هذه المرحلة من الرقي في تقديم الخدمات بفضل استقطابها للكفاءات الطبية، والتقنيات الحديثة والأساليب المتطورة في العلاج، واستحداث طفرات متلاحقة غير مسبوقة في مجالات التقنيات والإبداع والابتكار، والعلاجات الحديثة المرتبطة بالمستقبل وأدواته ولغته، التي تمتلكها دبي الآن وهي تستشرف مستقبلاً أفضل، يكون فيه مجتمعنا أكثر صحة وسعادة، وهو ما تحرص على تحقيقه صحة دبي، من خلال الانتقال السريع للمستقبل، والاستحواذ على ما يساعد في ذلك من قدرات تقنية في مختلف مجالات القطاع الصحي وجميع التخصصات، التي تتطلع إلى إدارتها بمفهوم عصري نموذجي، يتسم بالإبداع، ويصل بجمهور المتعاملين إلى أعلى درجات الرضا والسعادة تجاه ما تقدمه من خدمات.

معايير عالمية

من جانبها ذكرت ميرة البلوشي أن هيئة الصحة في دبي تبنت التميز في الخدمات والأداء كمبدأ أساسي بنت عليه جميع الاستراتيجيات والعمليات والشراكات، لتقدم للمتعاملين أرقى الخدمات بأعلى المعايير العالمية.

ولفتت إلى أن أحد أفراد عائلتها خضع لعملية جراحية دقيقة جدا في أحد مستشفيات هيئة الصحة في دبي وتكللت بالنجاح الأمر الذي يشير إلى تقدم العمليات الجراحية الدقيقة في الهيئة.

وأوضحت أسماء الشامسي أن جارتها خضعت لعملية جراحية نادرة في أحد مستشفيات هيئة الصحة في دبي، مضيفة أن العملية تكللت بالنجاح بفضل الكادر الطبي المؤهل والتقنيات والأجهزة الحديثة المستخدمة في مستشفيات صحة دبي.

وأضافت أن الهيئة توفر كل السبل العلاجية والاستشفائية، وكفاءات طبية وعلمية متخصصة، ما يجعل من دبي وجهة متخصصة في السياحة العلاجية العالمية.

وذكرت الشامسي أن الهيئة تحرص على استقطاب الأطباء العالميين لتعزيز مفهوم العلاج داخل الدولة وتقليل سفر المواطنين إلى الخارج وتشجيع المرضى من البلدان الأخرى للعلاج في الدولة.

بدورها قالت فاطمة بن طوق إن إمارة دبي تمتلك مقومات كثيرة وعوامل جذب عديدة للراغبين في الاستفادة من خدماتها الصحية، بدءاً من توافر البنية التحتية العلاجية فيها، مروراً بمختلف مجالات الاستشفاء والطب، ووجود المراكز الطبية الحديثة والمتطورة، وقدرتها على استقطاب أمهر الأطباء.

Email