المناخ الاستثماري والبنية التحتية والأسعار المنافسة مقومات الريادة

دبي تقود قاطرة السياحة العلاجية إقليمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت دبي في فرض نفسها بقوة على خارطة السياحة العلاجية إقليمياً، وتقدمت على دول لها باع طويلة في هذا القطاع مدعمة بالإمكانات الهائلة، التي تتسم بها الإمارة، إلى جانب توفيرها مناخاً استثمارياً مميزاً سواء من ناحية التشريعات والتسهيلات، فضلاً عن البنى التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، والأسعار العلاجية المنافسة، وإتاحتها الفرص الاستثمارية الكاملة للمؤسسات والمنشآت الصحية الخاصة، للمشاركة في تعزيز وجهة السياحة العلاجية للإمارة.

وتؤكد الدكتورة ليلى المرزوقي مديرة إدارة التنظيم الصحي في صحة دبي أن استراتيجية السياحة العلاجية، التي تتبناها إمارة دبي تهدف إلى تعزيز الموقع التنافسي للإمارة لتحتل المركز الأول إقليمياً وضمن أعلى 10 وجهات عالمية للسياحة العلاجية، من خلال جذب المزيد من طالبي العلاج والاستشفاء من مختلف دول العالم. وتضيف: «تمتاز دبي بقائمة من أهم العلاجات وتتصدر هذه القائمة جراحة العظام وعلاجات أمراض الإخصاب باستخدام التقنيات المساعدة على الإنجاب إضافة إلى العلاجات والجراحات التجميلية».

وأضافت المرزوقي: «بما أن معظم السياح يبحثون دائماً عن كل المعلومات المتعلقة بالسياحة العلاجية فقد قامت الهيئة بإطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بتجربة دبي الصحية www.dxh.ae وتطبيق DXH الذكي المتوفر الآن على تطبيقات أندرويد وأبل، وذلك لتوفير المعلومات المتكاملة عن الرعاية الصحية العالية الجودة، والتي تشرف عليه هيئة الصحة بدبي، إضافة إلى الباقات العلاجية المفصلة التي تقدمها أعضاء نادي السياحة العلاجية، والذي يضم أكثر من 30 مستشفى من القطاع الخاص بهدف جذب السائح العلاجي.

وقالت الدكتورة ليلى المرزوقي إن هيئة الصحة في دبي تعاونت مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين في مقدمتهم طيران الإمارات ودائرة السياحة والتسويق التجاري والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب ومجموعة من مؤسسات القطاع الخاص ذات الصلة، وذلك لتوفير الخدمات السياحية على الموقع الإلكتروني، وعلى التطبيق تتعلق بشراء تذاكر السفر وحجز الفندق أو الشقق الفندقية، إضافة إلى معلومات خاصة عن كيفية الحصول على تأشيرة الدخول لدولة الإمارات.

تأشيرات السياحة

وبينت الدكتورة ليلى المرزوقي وجود عدد من التأشيرات التي يستطيع من خلالها السائح العلاجي الدخول إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مثل تأشيرة السياحة، بهدف الزيارة أو تأشيرة السياحة العلاجية التي تقدم للمرضى القادمين من الخارج، بهدف السياحة العلاجية عن طريق المنشآت الصحية الخاصة.

كما تقوم الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بتسهيل الحصول على هذه التأشيرة السياحية وتوفيرها لهذه المنشآت الصحية الخاصة، وهناك أيضاً فئة من السياح العلاجيين الذين يستطيعون الحصول على تأشيرات الزيارة فور وصولهم إلى المطار، وذلك حسب الجنسيات المختلفة.

خطط تطويرية

وعن الخطط التطويرية المتوقعة في الأعوام المقبلة تقول المرزوقي: «ستواصل تجربة دبي الصحية في الأعوام المقبلة في تطوير وتعزيز السياحة العلاجية، من خلال استقطاب المزيد من المنشآت الصحية والتقنيات المتطورة، إضافة إلى نخبة من الكوادر الطبية، وذلك بهدف استقطاب نحو 500 ألف زائر دولي بقصد السياحة العلاجية بحلول العام 2020.

وأضافت: «فازت دبي مؤخراً بعدد من الجوائز أبرزها لقب «أفضل وجهة للسياحة العلاجية» خلال المؤتمر الدولي العاشر للسياحة العلاجية في سبتمبر 2015، وجائزة «الابتكار على مستوى الحكومات» في مؤتمر اليونان للسياحة العلاجية في شهر مايو 2015 وعلى تصنيف «الوجهة المفضلة للمسافرين» لعام 2016 من مجلة إنترناشيونال ميديكال ترافيل جورنال».

ريادة

كما تتمتع الإمارة بالعديد من مقومات النجاح التي تؤهلها لاعتلاء صدارة خريطة السياحة العلاجية دولياً وهذه المقومات أيضاً لعبت دوراً أساسياً لفوزها بهذه الجوائز، ومنها البنية التحتية المتطورة والمرافق الحديثة والقوانين المرنة، إلى جانب أفضل الممارسات الطبية، كما أنها تمتلك شبكة واسعة من وسائل النقل فائقة الحداثة كالمترو والترام والحافلات وسيارات الأجرة، وأرقى الفنادق والشقق الفندقية والمعالم السياحية الفريدة والجذابة ومراكز التسوق المميزة والتي تتضمن فعاليات ترفيهية وثقافية.

وإضافة إلى ذلك، تحتضن دبي فعاليات ترفيهية وثقافية وتضم فريقاً طبياً مختصاً يتحدث أكثر من 100 لغة، وتسهيل جميع إجراءات السفر وتوفير خدمات الترجمة عند الحاجة.

وحول دور القطاع الخاص في تعزيز برنامج السياحة العلاجية تقول الدكتورة لندا عبد الله رئيس مكتب السياحة العلاجية في إدارة التنظيم الصحي: «لا شك في أن القطاع الخاص يلعب دوراً هاماً في قطاع السياحة العلاجية، فهو يؤثر على الاقتصاد وعلى النقد الأجنبي على حد سواء، ويمكن للقطاع الخاص المساهمة في تعزيز وجهة السياحة العلاجية لإمارة دبي وتحقيق إيرادات من خلال عدد من طرق أبرزها استثمار المواهب وتوفير التكنولوجيا المتطورة والخدمات الصحية ذات جودة عالية».

والجدير بالذكر أنه بفضل القطاع الخاص، استطاعت دبي تطوير وتسويق السياحة العلاجية والمساهمة في النمو الاقتصادي للإمارة.

ومما لا شك فيه أن الموقع الإلكتروني الخاص بتجربة دبي الصحية DXH (www.dxh.ae) وتطبيق DXH الذكي المتوفر الآن على تطبيقات أندرويد وأبل سيساعد الزوار الباحثين عن علاجات وسيقدم لهم رحلة سلسلة إلى دبي، فمن خلال الموقع والتطبيق سيستطيع الأفراد تخطيط رحلتهم العلاجية والاختيار من بين مجموعة من الأطباء المختصين والمنشآت الصحية والباقات العلاجية، إضافة إلى حجز الرحلات الجوية والفنادق والحصول على معلومات عن كيفية الحصول على تأشيرة الدخول، وكل ذلك من خلال المقارنة بين الباقات والأسعار واختيار ما يناسب ميزانيتهم واحتياجاتهم.

التأمين الصحي

وإضافة إلى ذلك، تقوم هيئة الصحة بدبي بتوفير التأمين الصحي للسياحة العلاجية، والذي يغطي أي مضاعفات صحية غير متوقعة للعلاج، الذي يتلقاه مرتادو السياحة العلاجية في دبي على أن يغطي التأمين كلفة أية مضاعفات صحية قد يتعرض لها الزائر وكلفة العلاج في الحالات الطارئة والعودة إلى الوطن، إضافة إلى التعويض في حال فقدان الأمتعة أو فقدان جواز السفر وكذلك مصاريف إقامة الشخص المرافق للمريض.

أما عن أسعار السياحة العلاجية فتقول الدكتورة لندا عبد الله: «تسعى دبي من خلال الباقات الشاملة التي توفرها على الموقع الإلكتروني www.dxh.ae وتطبيق DXH الذكي إلى تأمين أسعار تنافسية تتناسب مع جميع ميزانيات واحتياجات الزوار الباحثين عن علاجات ومن دون المساومة طبعاً على جودة الخدمات».

تعزيز المكانة

وحول دور المستشفيات الخاصة في تعزيز مكانة دبي على خريطة السياحة العلاجية تقول الدكتورة ريم عثمان المديرة التنفيذية للمستشفى السعودي الألماني- دبي إن سمعة السياحة العلاجية في دبي لها عظيم الأثر في جذب مجموعات سياحية كبيرة من آسيا لتلقّي الخدمات الطبية عالية المستوى في دبي.

وهذا من شأنه ليس فقط إثراء السياحة العلاجية بل رفد قطاع السياحة بمورد سياحي استثماري هام يغني حركة الفنادق والمراكز التجارية ومرافق البنية التحتية على اختلافها من خدمات المواصلات والرحلات الجوية، كما أن خدمات المستشفى السعودي الألماني- دبي، استطاعت جذب العديد من المرضى، الذي كانوا يتعالجون في الخارج في دول أوروبية وآسيوية ذاع صيتها في مجال تقديم الخدمات الطبية.

وأضافت: «بفضل ما يمتلكه المستشفى من مؤهلات استطاع أن يبرز كونه علامة فارقة ومحطة بارزة في خريطة القطاع الصحي الخاص، وما طبيعة الحالات التي يستقبلها المستشفى من خارج الإمارات، إلا دليل واضح على الكفاءة العلاجية التي يقدمها.

هذا الأمر الذي أسهم في تغيير مفهوم السياحة العلاجية إلى ما يسمى السياحة العلاجية المعاكسة، حيث استقبل المستشفى السعودي الألماني- دبي، خلال السنتين الأخيرتين عدداً كبيراً من المرضى المواطنين والمقيمين، الذي كانوا يتعالجون في دول أجنبية، واختاروا استكمال العلاج في دبي لما تمتلكه مستشفياتها من تخصصات طبية هامة التي ترتكز عليها السياحة العلاجية، كجراحة الأعصاب والقلب والعظام».

واستطردت ريم عثمان قائلة: المستشفى السعودي الألماني أثبت خلال سنوات قدرته على أن يكون مزوداً متكاملاً للخدمات والرعاية الصحية بشكل رائد على صعيد المنطقة العربية، وأن يكون الخيار الأفضل لكثير من المرضى من مختلف دول العالم كألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا وروسيا ونيجيريا. إضافة إلى جاهزيته التامة بكل ما يلزم من أحدث تكنولوجيا التجهيزات الطبية بجانب الخبرة المتميزة لطاقم المستشفى والمؤهل تأهيلاً عالياً.

ويتميز المستشفى بوجود مركز الرعاية الحرجة الذي يعتبر أكبر قسم من نوعه في القطاع الخاص والمكون من 40 سريراً إلى جانب مركز إعادة التأهيل، وتزامناً مع برنامج الأطباء الزائرين، من خلال التعاقد مع بروفيسورات من مختلف الاختصاصات ممن يتمتعون بخبرة عالية وسمعة جيدة، وذلك في خطوة مميزة لاستحضار الخبرات العالمية للمرضى بدلاً من تحمل عناء التكلفة المضاعفة ومشقـة السفر إلى الخارج.

وفي خطوة حثيثة نحو التميز، يشهد المستشفى السعودي الألماني في دبي حركة تطوير شاملة في جميع أقسامه إضافة إلى التوسعة التي يسعى إليها باستمرار، حيث إن هناك خطة لإنشاء 6 مراكز طبية بتخصصات فرعية لتشمل أكبر عدد ممكن من الحالات الطبية، إلى جانب منطقة طبية تستوعب 215 عيادة تخصصية، إضافة إلى مركز تعليمي وتدريبي ذي مستوى عال، هذا من شأنه أن يجعل من المستشفى السعودي الألماني في دبي مدينة طبية مصغرة ومحطة واحدة تقدم جميع الخدمات والمتطلبات في مجال الرعاية الصحية.

جائزة

وقالت ريم عثمان: «حصل المستشفى السعودي الألماني على جائزة أفضل مستشفى في مجال السياحة العلاجية في المسابقة الدولية «نجوم الصحة والسياحة»، التي أقيمت بمدينة «ستريسا» بإيطاليا، وذلك بعد أن قامت لجنة جوائز «نجوم الصحة والسياحة» الدولية بزيارة المستشفى للاطلاع على الخدمات العلاجية المختلفة التي يقدمها وتفقدت العمل في أقسامه المتنوعة والتقت المرضى فيه ومرافقيهم واستمعت إلى ملاحظات الزوار.

وخلصت اللجنة إلى أن المستشفى يتمتع بإمكانات علمية وعملية رفيعة ومبادرات متقدمة لخدمة المرضي ويسعى إلى نيل رضاهم بتقديم أفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية.

وأكدت أن المستشفى السعودي الألماني بدبي يلتزم دوماً بمحاور أساسية عدة تحكم العمل الطبي فيه أهمها اكتساب رضا المريض وراحته وجميع أفراد أسرته والسرعة في التلبية والاستجابة الفاعلة لحاجة المريض والاستمرارية في ذلك بكفاءة وفاعلية».

وجهة متكاملة

فازت دبي بأفضل وجهة متكاملة للسياحة العلاجية في 2015 في ختام المؤتمر الدولي العاشر للسياحة العلاجيةو الذي جرى في مجمع محمد بن راشد الأكاديمي الطبي في مدينة دبي الطبية.

وقال المدير التنفيذي لقطاع خدمات المستشفيات في هيئة الصحة بدبي الدكتور أحمد إبراهيم بن كلبان إن هذا الفوز يعكس النجاحات المتوالية التي حققتها استراتيجيتها للسياحة العلاجية.

وأوضح أن استراتيجية السياحة العلاجية في دبي أسهمت بشكل فاعل في تطوير هذه الصناعة، وتعزيز مكانة الإمارة بصفتها وجهة مفضلة لطالبي العلاج والاستشفاء.

وأشار إلى استقبال دبي نحو 260 ألف زائر للسياحة العلاجية في النصف الأول من العام الجاري بنسبة نمو 12 في المئة مقارنة مع الفترة المماثلة من 2014، في حين بلغت عوائد هذا القطاع نحو مليار درهم.

وأوضح أن الخدمات الطبية المتطورة التي تقدمها دبي في مختلف التخصصات الطبية أسهمت بفوزها بالمركز الثاني على مستوى الشرق الأوسط والسابع على قارة آسيا من أصل (24) دولة في العالم، شملها تقرير الرابطة العالمية للسياحة العلاجية لعام 2014م حول تصنيف الوجهات العالمية للسياحة العلاجية.

خدمات راقية ومميزة تقدمها المستشفيات

يقول الدكتور عثمان البكري مدير مستشفى برايم، إن دبي أصبحت من المدن العالمية الجاذبة للسياحة العلاجية، لافتاً إلى أن نسبة المرضى الذين تم علاجهم في مستشفى برايم يتعدى 6000 حالة مرضية .

وخصوصاً جراحة المناظير والسمنة وجراحة الأورام والمخ والأعصاب وجراحة العظام والكسور وإصابات الملاعب للرياضيين وقسم المسالك البولية وجراحة الليزر وقسم جراحات الأنف والأذن والحنجرة ووحدة القلب ذات العناية الفائقة والقسطرة القلبية والشرايين والقلب بالمجهود ووحدة عناية مركزة عالية الجودة.

وأشار إلى أن قسم الكلى الذي يضم وحدة غسيل الكلى والباطنة والصدر والعلاج النفسي، وكذلك وحدة علاج الأورام لأمراض النساء بالمنظار وقسم متميز للأطفال ورعاية الأطفال ويضم المستشفى تخصصات نادرة للأطفال مثل المخ والأعصاب والقلب والصدر والغدد الصماء وأمراض الدم وجراحة الأطفال .

كما يضم المستشفى أحدث وحدة لعلاج الأطفال الخدج، ويعتبر مستشفى برايم من المستشفيات المتميزة في تحديد طابق كامل للمرأة والطفل ويضم غرفة عمليات للنساء وعناية مركزة للأطفال الخدج والكبار مع عيادات خارجية على مستوى عال وغرفة تحصين للأطفال.

ويقدم المستشفى خدمات الطوارئ 24 ساعة يومياً لمدة 7 أيام في الأسبوع وكذلك يضم المستشفى خدمات عالية الجودة مثل الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية والتلفزيونية والأشعة السينية وتصوير الثدي وكثافة العظام على أحدث مستوى تقنية، يواكب أضخم المستشفيات العالمية، ولذلك يعتبر نقطة جذب للمرضى من مختلف دول العالم ويقوم على هذه الخدمة أكثر من 250 طبيباً استشارياً وأخصائياً وطبيباً مقيماً.

ويقدم المستشفى خدمة الفندقة لمرضى السياحة العلاجية وتعتبر ميزة يتميز بها مستشفى برايم في تقدم خدماته العلاجية، كما يعتبر مستشفى برايم من المستشفيات المؤسسة للسياحة العلاجية بدبي وشريك فعال لهيئة الصحة بدبي وعضو رئيس في السياحة العلاجية ومن المستشفيات المستقطبة للسياحة العلاجية.

ويشارك مستشفى برايم في المعارض الطبية المقامة بأفريقيا لجذب السياحة العلاجية والترويج لها المستشفى حاصل على التقييم الدولي، ويعمل المستشفى على استقطاب 10 آلاف حالة هذا العام من السياحة العلاجية بزيادة 50% عن العام الماضي.

واكتسب المستشفى شهرة عالمية في السياحة العلاجية عن طريق التعاون البناء مع إدارة التنظيم الصحي قسم السياحة العلاجية لما يتمتع به المستشفى من تقديم خدمات عالية الجودة إضافة إلى قسم جراحة التجميل، الذي قام بإجراء أكثر من 2000 عملية تجميل وأكثر من 500 عملية للسمنة، كما يقوم المستشفى بتقديم خدمة الفحص الشامل ويقبل عليه الكثيرون من الإمارات الأخرى وأفريقيا.

Email