هيئة الصحة في دبي وفرت اللقاح مجاناً في جميع مراكز الرعاية الأولية

شلل الأطفال.. فيروس خطير يغزو الجهـاز العصبي ويسبب الإعاقة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

أكد أطباء في هيئة الصحة بدبي أنه على الرغم من اختفاء فيروس شلل الأطفال في الإمارات منذ عام 1992 إلا أن وجود المرض في بعض الدول المجاورة وتحديداً باكستان وأفغانستان يشكل خطراً ليس فقط على الدولة وإنما على المنطقة برمتها، فوجود طفل واحد مصاب بالعدوى يهدد الأطفال في جميع البلدان بخطر الإصابة بالمرض.

وأشاروا إلى أن الهيئة والجهات الصحية في الدولة سارعوا إلى تحصين الأطفال وسارعت إلى القيام بحملات التطعيم التي تهدف إلى رفع المناعة وتوسيع التغطية لتشمل جميع الأطفال المستهدفين.

وبينوا أن برنامج التحصين الموسع يهدف بالأساس إلى حماية الطفولة والفرد وبالتالي المجتمع من الإصابة بالأمراض الخطيرة والقاتلة وبالتالي فإن الخدمات الوقائية التي تقوم بها الهيئة ستنعكس إيجاباً على صحة وبيئة المجتمع مع توفير حياة آمنة خالية من مخاطر الأمراض الانتقالية العديدة لمنع انتشارها وتكاثرها.

تحصين

الدكتورة فاطمة العلماء استشارية ورئيس وحدة الطفولة في هيئة الصحة بدبي قالت أن فيروس شلل الأطفال شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن، ويصيب المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى وبفضل الله لم تظهر أي حالات للمرض في دولة الإمارات منذ عام 1992، ولكن مع ظهور المرض في بعض البلدان المجاورة بات من الضروري اتخاذ إجراءات إضافية لتحصين الأطفال المعرضين للإصابة بالمرض والحفاظ على دولة الإمارات خالية من شلل الأطفال من خلال توفير التطعيمات بالمجان في جميع المراكز الصحية التابعة لهيئة الصحة، والمشاركة في حملات التطعيم التي تهدف إلى رفع درجة المناعة، والتوعية المجتمعية المستمرة، والترصد المستمر لحالات الشلل الرخو الحاد.

وأضافت أن التطعيم ضد مرض شلل الأطفال هو السلاح الأساسي للوقاية ومنع انتشار المرض، ومن خلال البرنامج الوطني للتحصين يتم تطعيم الأطفال في جميع المراكز الصحية التابعة لهيئة الصحة بدبي بلقاح شلل الأطفال العضلي في عمر شهرين و4 شهور ولقاح شلل الأطفال الفموي في عمر 4 شهور، 6 شهور، 18 شهر و5 سنوات، بالإضافة إلى حملات التطعيم التي تهدف إلى رفع درجة المناعة وتوسيع التغطية.

وأوضحت أنه تم تنظيم آخر هذه الحملات في نوفمبر 2014 (المرحلة الأولى) واستهدفت الحملة الأطفال دون عمر الخامسة وبلغ عدد الأطفال اللذين تم تطعيمهم 45437 بنسبة 59%، وفي يناير 2015 (المرحلة الثانية) تم تطعيم 51110 أطفال بنسبة 66.4%، ويتم حالياً إعطاء شلل الأطفال الثنائي، بدلاً من الثلاثي، في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية، للقضاء على فيروس شلل الأطفال، حيث يؤدي منح اللقاح الثنائي إلى زيادة المناعة ضد المرض لدى الأطفال، بناء على النتائج الطبية الصادرة من العديد من الجهات الدولية.

وقاية

ولفتت الدكتورة فاطمة العلماء إلى أن شلل الأطفال يعتبر من الفيروسات شديدة العدوى وينتقل عن طريق الفم ويتكاثر بالحلق والأمعاء ويخرج مع البراز حيث ينتقل إلى شخص آخر عن طريق البراز الملوث، بالإضافة إلى الطعام والماء الملوثين بالفيروس، كما يمكن أن ينتقل من خلال الرذاذ المتطاير من العطس أو السعال ولكن ذلك أقل شيوعاً، ويمكن للشخص المصاب بالعدوى أن ينشر الفيروس إلى آخرين على الفور وقبل ظهور الأعراض عليه كما يمكن للفيروس أن يعيش في براز الشخص المصاب لعدة أسابيع ويمكن أن يؤدي إلى تلوث الغذاء والماء في ظروف غير صحية.

وحول أعراض المرض قالت رئيس وحدة الطفولة بالهيئة أن حوالي 72% من المصابين بالعدوى لا تظهر عليهم أعراض واضحة للمرض في حين تظهر في حالة واحدة من كل أربع حالات أعراض مشابهة لنزلات البرد مثل الحمى، ألم الحلق، الصداع، شعور بالتعب، الغثيان، وألم بالمعدة، وتستمر من يومين إلى 5 أيام ثم تتحسن تلقائياً، غير أن نسبة قليلة من المصابين تتطور لديهم أعراض أخرى أكثر خطورة حيث يتسلل الفيروس إلى الدماغ والحبل الشوكي ويؤدي إلى التهاب بالسحايا «الأغشية المحيطة بالمخ» ويحدث عند واحد من كل 25 شخص مصاب وقد يتطور إلى شلل عضال ويصيب واحد من كل 200 شخص مصاب، وتحدث الوفاة في ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل نتيجة حدوث شلل بالعضلات التنفسية.

أنماط

وأضافت أن فيروس شلل الأطفال له 3 أنماط قادرة على إحداث المرض، وقد أدى استخدام اللقاح إلى استئصال النمط الثاني من الفيروس حيث لم تظهر أي حالات مصابة به منذ عام 1999 ولذلك تم حذف هذا النمط ليصبح اللقاح ثنائي فقط ضد النمط الأول والثالث، علماً بأن التحول من اللقاح الثلاثي إلى الثنائي قد تم على مستوى العالم وفي نفس التوقيت، ولذلك فإن الاستمرار في التطعيم يعتبر الضمان الأساسي للوقاية من شلل الأطفال.

التطعيم

وتابعت: يتم التحصين بلقاح شلل الأطفال الفموي والعضلي ضمن البرنامج الوطني للتحصين بجميع المراكز الصحية التابعة لهيئة الصحة بدبي من خلال خدمات صحة الطفل لجميع الأطفال المواطنين والوافدين بالمجان دون أي رسوم، مؤكدة أن النجاح في القضاء على فيروس شلل الأطفال يعني عدم معاناة أي طفل مرة أخرى من الآثار الرهيبة لإصابته بالشلل مدى الحياة نتيجة لفيروس شلل الأطفال كما أن الأجيال القادمة من الأطفال لن يكونوا في حاجة للتطعيم ضد شلل الأطفال.

ونوهت بأن القضاء على شلل الأطفال سيوفر على الأقل 40-50 مليار دولار أميركي على مدى السنوات العشرين المقبلة، معظمها في البلدان المنخفضة الدخل، مشيرة إلى أنه طالما يتواجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس شلل الأطفال فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض، وحيث إن دولة الإمارات تتواجد في منطقة قريبة من بلدان مازال يتوطن بها فيروس شلل الأطفال لذلك يتحتم علينا الاستمرار في جهود التحصين من خلال البرنامج الوطني للتحصين بالإضافة إلى حملات التطعيم التي تهدف إلى رفع المناعة وتوسيع التغطية لتشمل جميع الأطفال المستهدفين، ونتوقع أن يتم تطعيم 50000 طفل تقريباً في عام 2016 في دبي والمناطق التابعة لها.

الرؤية

وقال الدكتور علي السيد مدير إدارة الصيدلة في هيئة الصحة بدبي إن توفير لقاح شلل الأطفال الثنائي، بدلاً من الثلاثي، في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية يأتي استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية، للقضاء على فيروس شلل الأطفال، حيث يؤدي منح اللقاح الثنائي إلى زيادة المناعة ضد المرض لدى الأطفال، بناء على النتائج الطبية الصادرة من العديد من الجهات الدولية.

وأشار إلى أن هيئة الصحة تعمل على تحقيق الرؤية والاستراتيجية الدولية والإقليمية والعالمية، وفق توصيات منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بأولويات التحصين، منوهاً بأن نسبة التغطية للقاحات تجاوزت أكثر من 95%، إضافة إلى تطوير وتحديث البرنامج الوطني للتحصين، من خلال إدخال لقاحات جديدة خلال السنوات الماضية.

ولفت إلى أن الإيجابيات المترتبة على تطبيق برامج التطعيمات للأطفال، حيث يساعد في القضاء على الأمراض السارية والمعدية، وبما يخلق جيلاً صحياً معافى من الأمراض، وهو الأمر الذي يساهم في تخفيف العبء الاقتصادي عن كاهل الأسر والمؤسسات الصحية التي ستتكبد تكاليف باهظة لعلاج المرضى.

وأكد أن الإمارات أحرزت تقدماً كبيراً في القضاء والسيطرة على كثير من الأمراض المستهدفة بالبرنامج الوطني للتحصين مثل شلل الأطفال والكزاز الوليدي والحصبة والحصبة الألمانية، إضافة إلى خفض معدلات المرض والوفيات بسبب الأمراض الأخرى المستهدفة بالبرنامج. وعن لقاح شلل الأطفال، أفاد بأن الجرعة الأولى ستكون في عمر 4 أشهر، والثانية بعد شهرين (6 أشهر)، على أن تكون هناك جرعة في سن عام ونصف العام، بخلاف جرعة تنشيطية في عمر 5 إلى 6 سنوات.

أولياء الأمور

حض الدكتور علي السيد أولياء الأمور على ضرورة اصطحاب أبنائهم إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية لأخذ اللقاحات الأساسية، حسب المواعيد العمرية بالبرنامج، لرفع مناعتهم ضد الأمراض المعدية، منوهاً بجهود الهيئة في توفير اللقاحات الضرورية مجاناً، حسب البرنامج الوطني للتحصين منذ سنوات، وحقق البرنامج نجاحاً كبيراً في استئصال الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال وغيره.

 

الإمارات تكافح المرض في الدول المجاورة

أعلنت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن نتائج تنفيذ حملة الإمارات للتطعيم خلال شهري مارس وأبريل من هذا العام، والتي تكللت بالنجاح في إعطاء 19 مليونا و34 ألفا و761 جرعة تطعيم لأطفال باكستان ضد شلل الأطفال، وذلك تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية ودعم القطاع الصحي وتعزيز برامجه الوقائية بجمهورية باكستان الإسلامية وضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم .

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قد قدم في عام 2013 مبلغ 440 مليون درهم "120 مليون دولار" مساهمة من سموه في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال بحلول عام 2018 مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان .

وتعد هذه المساهمة هي الثانية التي يقدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإيصال اللقاحات المنقذة للحياة إلى الأطفال في جميع أنحاء العالم، ففي عام 2011 أعلن كل من سموه ومؤسسة بيل ومليندا جيتس عن شراكة استراتيجية تم خلالها تقديم مبلغ إجمالي قدره 100 مليون دولار مناصفة بين الطرفين لشراء وإيصال اللقاحات الحيوية للأطفال في أفغانستان وباكستان.

وأشارت إدارة المشروع إلى أن حملة الإمارات للتطعيم واصلت خلال مرحلتها الثالثة وللشهر الثاني على التوالي تحقيق النجاح في التنفيذ الميداني والوصول إلى الأطفال المستهدفين بحملات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، حيث نجحت الحملة خلال شهر أبريل من إعطاء عدد 8.365.774 جرعة تطعيم للأطفال الباكستانيين الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات ضد مرض شلل الأطفال مستكملة إنجاز شهر مارس الماضي الذي تم فيه إعطاء جرعة التطعيم الأولى لعدد 10.668.987 طفلاً ليصبح مجموع الجرعات التطعيمية التي قدمتها الحملة خلال شهري مارس وأبريل من هذا العام 19.034.761 جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال، حيث تواصل فرق التطعيم العمل وفقاً للخطة المحددة والجدول الزمني المعتمد لإعطاء الجرعة الثالثة من لقاحات التطعيم للأطفال المستهدفين .

وأوضحت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان أنه تم خلال شهر أبريل الماضي تغطية جميع المناطق والمدن والقرى التي تقع ضمن خطة حملة الإمارات للتطعيم وبنسبة نجاح تجاوزت النسب المخطط لها في 69 منطقة بإقليم خيبر بختونخوا وإقليم المناطق القبلية فتح وإقليم بلوشستان وإقليم السند، حيث تم تنفيذ حملات التطعيم في 20 منطقة في إقليم خيبر بختونخوا و13 منطقة في إقليم المناطق القبلية فتح و23 منطقة في إقليم السند و13 منطقة في إقليم بلوشستان .

Email