عيادات إضافية وزيادة الـكوادر الطبية والتمريضية

صحـة دبـي تطبـق حلــولاً جذريـة للتغلـب عـلى مشكلة المواعيد في مستشفيات الهيئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

شكل النمو السكاني المطرد والمكانة المتميزة التي تمتلكها مستشفيات هيئة الصحة في دبي ضغطاً على مستشفيات الهيئة خاصة في ما يتعلق بالمواعيد. هذه المشكلة التي باتت تؤرق مراجعي المستشفيات وطالبي خدماتها وتعاني منها معظم المستشفيات الحكومية في مختلف دول العالم وجدت لها هيئة الصحة حلولاً جذرية فخفضت مواعيد الانتظار لتصل إلى صفر في بعض عياداتها.

سلسلة ناجحة من الإجراءات اتخذتها الهيئة للتغلب على مشكلة المواعيد تمثلت في فتح عيادات خارجية إضافية في التخصصات التي كانت تعاني من طول المواعيد ومنها على سبيل المثال لا الحصر عيادة الأسنان، حيث خفضت مدة الانتظار لخدمات ممارس عام الأسنان وتنظيف الأسنان إلى صفر يوم، إضافة إلى تقليل قائمة الانتظار في مختلف الخدمات التخصصية الأخرى لتصل إلى نسب معقولة مقارنة بحجم الضغط الذي تشهده مستشفيات الهيئة.

الأمر لم ينحصر عند خدمات الأسنان بل شهدت معظم التخصصات تحسناً ملحوظاً في التقليل من فترة الانتظار، حيث تم خفض قائمة الانتظار إلى نسب معقولة فتم تخفيض معدل انتظار المرضى في عيادة المسالك البولية في عام 2014 إلى قرابة الـ 28 يوماً وانخفض إلى 20 يوماً في شهر أبريل 2015، وانخفض معدل الانتظار في عيادة العيون من 43 يوماً إلى 15 يوماً.

كما قامت الهيئة بتحدد آليات وإجراءات مطورة لتسجيل المواعيد واعتذارات المرضى أو طلباتهم بتغيير المواعيد، مراعية أقصى درجات المرونة بالتوازن مع تحقيق الاستثمار الأمثل لأوقات الأطباء والطواقم التمريضية، وهو ما يُعد تحسناً مميزاً ولافتاً في سبيل تحقيق رضا المتعاملين، وتوفير الخدمات الطبية في الوقت المناسب وبأعلى درجات الجودة، وذلك ضمن مساعي الهيئة برفع مستوى المتعاملين وتلبية احتياجاتهم.

 

دراسة الوضع

الدكتور أحمد بن كلبان المدير التنفيذي لقطاع المستشفيات أوضح أن المواعيد كانت من أكبر المشكلات التي تعترض سير العمل في مستشفيات الهيئة، وهي الشغل الشاغل والهم الأكبر لإدارات المستشفيات، وقد استطاعت الهيئة من خلال دراسات معمقة للوضع الحالي والوضع القائم في الدول المتقدمة وعلى رأسها أميركا وبريطانيا من التغلب على المشكلة عن طريق زيادة العيادات الخارجية وزيادة الأطباء والكوادر الطبية المساندة ونجحت في تقليص فترات الانتظار لمدد مقبولة، وذلك رغم النمو السكاني السريع والتوسع الجغرافي مع الأخذ بعين الاعتبار أن مستشفيات الهيئة بقيت على حالها، أي لم يتم بناء مستشفيات جديدة من منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

 وشهد القطاع الخاص زيادة نوعية حيث يوجد في دبي الآن 26 مستشفى خاصاً وكلها مستشفيات كبيرة وتقوم بدورها على أكمل وجه باعتبارها شريكاً استراتيجياً، ولكن معظم المرضى يفضلون المستشفيات الحكومية لأسباب منها الثقة المطلقة بأطباء الهيئة نظراً لما يتمتعون به من خبرة طويلة في التعامل مع مختلف التخصصات، والسمعة الطيبة التي تحظى بها مستشفيات الهيئة جعلت منها الوجهة العلاجية المفضلة للمواطنين والمقيمين من مختلف إمارات الدولة كونها تضم تخصصات نادرة مثل عيادة بطانة الرحم المهاجرة في مستشفى لطيفة، وهذه العيادة تستقبل حالات من خارج الدولة أكثر من الحالات التي تستقبلها من داخل الدولة.

4 %

وتابع الدكتور أحمد بن كلبان موضحاً أنه لمجابهة الزيادة المطردة في أعداد المراجعين والتي وصلت إلى نحو مليون و170 ألفاً و798 مراجعاً العام الماضي وبزيادة مقدارها 4% عن عام 2014 الذي وصل عدد المراجعين خلاله إلى مليون و124 ألفاً و756 مراجعاً، عملت الهيئة على اتخاذ الخطوات الآنفة الذكر لمواكبة هذا التطور الكبير في أعداد المراجعين.

وبين الدكتور بن كلبان أن عدد مراجعي العيادات الخارجية بمستشفيات الهيئة ومراكزها التخصصية وصل خلال العام الماضي إلى نحو 648 ألفاً، منهم 228 ألف مراجع للعيادات الخارجية بمستشفى دبي، و148 ألف مراجع لمستشفى راشد، و67 ألفاً لمستشفى لطيفة، و101 ألف لمستشفى حتا. كما بلغ عدد الإدخالات لمستشفيات الهيئة خلال العام الماضي 82 ألف مريض منهم 30 ألفاً و761 مريضاً لمستشفى دبي، و19 ألف مريض لمستشفى راشد، و29 ألفاً لمستشفى لطيفة، وأكثر من 3 آلاف مريض لمستشفى حتا.

وأوضح الدكتور بن كلبان أن عدد المراجعين بشكل عام لمستشفى دبي بلغ خلال العام الماضي نحو 392 ألفاً كما بلغ عدد المراجعين لمستشفى راشد نحو 345 ألفا، وفي مستشفى لطيفة بلغ عدد المراجعين 176 ألفاً، وبلغ في مستشفى حتا نحو 122 ألفاً.

وتابع بأن الزيادة لم تتوقف عند حد العيادات التخصصية بل إن غرف العمليات تشهد أيضاً مواعيد تعتمد على طبيعة المرض ومدى الحاجة السريعة لإجراء العملية، لافتاً إلى أن مستشفيات الهيئة قامت خلال العام الماضي بإجراء 29 ألفاً و375 عملية أي بمعدل 82 عملية يومياً منها 14 ألفاً و371 عملية كبرى.

عمليات كبرى

وقال إن عدد العمليات التي أجراها مستشفى دبي العام الماضي بلغت 10 آلاف و324 عملية بينها 4 آلاف و400 عملية كبرى، وفي مستشفى راشد تم إجراء 10 آلاف و537 عملية بينها 4 آلاف و813 عملية كبرى، وفي مستشفى لطيفة تم إجراء 7 آلاف و651 عملية بينها 4 آلاف و603 عمليات كبرى، بينما بلغ عدد العمليات التي أجراها مستشفى حتا خلال العام الماضي 863 عملية منها 555 عملية كبرى.

تطوير

وأكد الدكتور أحمد بن كلبان المدير التنفيذي لقطاع المستشفيات في الهيئة، أن العمل حالياً جار لتطوير نظام المواعيد، بوجود تصنيف يعطي الأولوية للحالات الطارئة والعاجلة، والمتابعة بإرسال رسائل نصية للتذكير بالموعد مرات عدة، وكذلك وجود مركز للاتصال الموحد وتطبيقات ذكية مثل «صحتي»، و«أطباء دبي».

خدمات

وتابع بن كلبان موضحاً أن هناك مجموعة من الخدمات المميزة تم استحداثها، منها أقسام وعيادات تخصصية، لافتاً إلى استحداث نظام «أمان»، الذي تم تعميمه على كل مستشفيات الهيئة، وفق معايير وإجراءات إشراف ورقابة عملية، يستهدف توفير رعاية صحية آمنة عالية الجودة.

توسعات

وقال من ضمن الحلول الأخرى التي قامت بها الهيئة للتغلب على مشكلة المواعيد والخطط المستقبلية؛ شهد مستشفى لطيفة توسعة قسم الحوادث وزيادة السعة السريرية لقسم العناية الفائقة للأطفال الخدج لتصبح 64 سريراً بدلاً من 48، إلى جانب استحداث عيادة إضافية، كما تمت زيادة القدرة الاستيعابية لمركز دبي للعلاج الطبيعي والتأهيل، والتوسع في مركز الإصابات والحوادث في مستشفى راشد، الذي سيشهد قريباً افتتاح المرحلة الأولى منه لاستيعاب العدد المتزايد من المرضى، وجار التخطيط لمشروع بناء مجمع للعيادات التخصصية في حرم مستشفى دبي.

وحسب الإحصاءات الرسمية بلغت نسبة الإشغال بأقسام العناية المركزة للأمراض الباطنية والجراحة والقلب بمستشفى دبي 100%، وللأطفال الخدج نحو 90% بعد توسعة هذا القسم لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى، بينما تتجاوز نسبة إشغال الأسرة للمستشفى بشكل عام 85%.

بدورها قالت الدكتورة منى تهلك المديرة التنفيذية لمستشفى لطيفة إن مشكلة المواعيد لم تكن مشكلة مؤرقة وذلك لاعتبار أن مستشفى لطيفة خاص بأمراض النساء والولادة والأطفال ولكن كان هناك ضغط على الخدمات التي تقدمها بعض العيادات مثل عيادة الأمراض الوراثية وعيادة الأعصاب وجراحات الأطفال التخصصية لاعتبار مستشفى لطيفة الوحيد المتخصص بمثل هذا النوع من العمليات.

وحرصاً من هيئة الصحة للتغلب على مشكلة المواعيد وإسعاد الناس وجه حميد القطامي رئيس مجلس الإدارة مدير عام الهيئة بضرورة وضع خطط عملية للتغلب على مشكلة طول المواعيد، ووجه بفتح عيادات إضافية واستقطاب كوادر طبية متميزة في مختلف التخصصات.

وبالفعل تم افتتاح العديد من العيادات الإضافية وتعيين أطباء جدد في العيادات التي تعاني من الضغط والتأخير في المواعيد، ومن ضمن الإجراءات التي تمت للتغلب على مشكلة المواعيد تم تعيين طبيب متخصص في الأمراض النادرة وأصبح هناك عدد كاف من الأطباء لفتح العيادة 4 أيام أسبوعياً عوضاً عن يومين كما تم الاتفاق مع أطباء أعصاب من خارج المستشفى للعمل في عيادة الأعصاب التي تعتبر من العيادات النادرة على مستوى المنطقة، وتم كذلك فتح عيادة للغدد الصم عند الأطفال وعيادة لسكري الحمل وعيادة لبطانة الرحم المهاجرة وعيادتين لسكري الأطفال، كما تم مؤخراً استحداث خدمة تشخيص حالات الركود الصفراوي داخل الكبد عند النساء الحوامل، وبالأخص خلال الربع الثالث من الحمل، وذلك ضمن عمليات التطوير التي تجريها المستشفى، بهدف توفير حزمة من الخدمات التشخيصية والوقائية والعلاجية المتكاملة.

مختبرات خارجية

وقالت الدكتورة منى تهلك إن خدمة تشخيص حالات الركود الصفراوي لم تكن موجودة في المستشفى من قبل، حيث كان يتم الاعتماد على مختبرات خارجية لإجراء مثل هذه الفحوصات الدقيقة، موضحة أنه أصبح بالإمكان إجراء هذا الفحص داخل مستشفى لطيفة لجميع النساء بأسعار رمزية.

دور الطبيب

وتابعت الدكتورة منى تهلك قائلة «قمنا بوضع نظام للمواعيد بحيث إن كل التقارير المقدمة من قبل إدارة المواعيد تعرض أولاً على الطبيب المتخصص وهو بدوره يقوم بإعطاء الموعد بناء على حالة المريض الصحية ونوعية المرض ومدى الحاجة الفعلية للمعاينة.

26 تخصصاً

وقال الدكتور عبد الرحمن الجسمي المدير التنفيذي لمستشفى دبي إن نجاح مستشفيات الهيئة جعلها محط أنظار المواطنين والمقيمين ورعايا العديد من الدول العربية، وهذا يشير إلى ثقة المتعاملين بالخدمات الطبية المتطورة التي يقدمها المستشفى، التي تتوزع على 26 تخصصاً في الأمراض الباطنية والجراحة والأطفال والنساء والولادة.

تعزيز

وقال إن إدارة المستشفى قامت باتخاذ إجراءات من شأنها تعزيز قدرات المستشفى وتجاوز إحدى أهم المشاكل المتعلقة بإمكانية الحصول على موعد جديد في العيادات التخصصية ضمن المعايير والمؤشرات المعتمدة في الهيئة، وطرأ بالفعل تحسن في معدل وقت الحصول على موعد لأول مرة في معظم العيادات الخارجية في مستشفى دبي، وبالمقارنة بين شهري أبريل 2014 و2015، على سبيل المثال كان هناك ارتفاع في مستوى رضا المتعاملين مع الهيئة وتيسير حصولهم على الرعاية الصحية وذلك على أثر الإجراءات التي تم اتخاذها في شأن الانتظار لمواعيد العيادات التخصصية، الذي كان يفوق 60 يوماً للمواعيد الجديدة، حيث تم التغلب على ظاهرة طول انتظار المواعيد مع استحداث 165 عيادة إضافية.

وتفصيلاً قال المدير التنفيذي لمستشفى دبي، إن الإحصاءات تشير إلى أن العيادات الخارجية في المستشفى استقبلت 227738 مراجعاً في العام الماضي 2015 فيما بلغ عدد الدخول للمستشفى في العام نفسه 30761 مريضاً. وأضاف أن الثقة ليست مقتصرة فقط على المتعاملين من داخل الدولة، حيث يستقبل المستشفى العديد من المرضى من خارج الدولة في مختلف التخصصات الطبية الدقيقة كجراحات القلب وعلاج الأورام، وزراعة القوقعة، وجراحات قلوب الأطفال ممن يعانون من تشوهات في القلب من خلال مبادرة نبضات.

 

تقليل قائمة الانتظار في مختلف خدمات الأسنان

قالت الدكتورة حمدة سلطان مسمار مدير إدارة خدمات طب الأسنان بهيئة الصحة في دبي، إن الإدارة تمكنت من خفض قائمة الانتظار لخدمات ممارس عام الأسنان وتنظيف الأسنان إلى صفر يوم، إضافة إلى تقليل قائمة الانتظار في مختلف الخدمات التخصصية الأخرى إلى نسب معقولة مقارنة بحجم الضغط الذي تشهدها مراكز الخدمة المختلفة، مشيرة إلى أن عدد المراجعين لخدمات طب الأسنان بهيئة الصحة بدبي العام بلغ العام الماضي نحو 185 ألف مراجع من خلال 4 مستشفيات و13 مركز للرعاية الصحية الأولية موزعة على مختلف أنحاء إمارة دبي.

15

وقالت إن إدارة طب الأسنان استحدثت العام الماضي 15 عيادة تخصصية جديدة أسبوعياً و11 عيادة للممارس العام، كما تم التوسع في عيادات زراعة الأسنان لتضم إلى جانب مركز البدع الصحي كلاً من مراكز ند الحمر والمزهر، وفي العام الجاري تم استحداث عيادة في مركز البرشاء الصحي.

إلغاء

وأشارت مدير إدارة خدمات طب الأسنان إلى الإجراءات التي اتخذتها الإدارة لتوفير الاستفادة من خدمات الأسنان التخصصية والاستفادة القصوى من وقت طبيب الأسنان من خلال إلغاء مواعيد المرضى غير الملتزمين بالبرامج العلاجية التخصصية التي تحتاج إلى أكثر من جلسة علاجية، موضحة أن تغيب المريض عن إحدى الجلسات العلاجية سيترتب عليه وفقاً لنظام تسجيل المواعيد بالهيئة إلغاء الجلسات اللاحقة لهذه الجلسة بشكل آلي، ما لم يبادر المريض بأخذ موعد جديد للعلاج.

التزام

وأشارت إلى أن عدم التزام المرضى بالمواعيد المسجلة يتسبب في إرباك خطة العلاج الخاصة بهم وتأخير الانتهاء من البرنامج العلاجي، مؤكدة أن تطبيق هذه المبادرة أسهم بشكل فاعل في تقليل الفترة الزمنية بين مواعيد المرضى في عيادات الأسنان. وطالبت مدير إدارة خدمات طب الأسنان الراغبين بعدم الحضور المبادرة بإلغاء الموعد أو تغييره، وذلك بالحضور للمركز الصحي أو الاتصال المباشر بالمركز الصحي أو استخدام التطبيق الذكي الخاص بهيئة الصحة «صحتي» أو الموقع الإلكتروني للهيئة.

بصمة

نجح أطباء مستشفى دبي في وضع بصمتهم الخاصة على تطور الممارسات الطبية في تخصصات متنوعة، وفي مقدمتها ما تحقق على مستوى علاج الأورام السرطانية، التي يجريها المستشفى عن طريق أساليب مبتكرة فريدة من نوعها، وبالتحديد في قسم القسطرة، وذلك عن طريق حقن المواد الكيماوية في الخلايا السرطانية مباشرة، إلى جانب العلاج بالليزر، الذي حقق نجاحات ملموسة، ما جعل المستشفى وجهة مفضلة للمرضى الباحثين عن علاجات شافية من داخل الدولة وخارجها من أمراض السرطان، وأيضاً زراعة القوقعة، حيث يتوافد على المستشفى العديد من المرضى لهذه الجراحات الدقيقة.

Email