ضوابط صارمة في مستشفيات صحة دبي لمحاربة الأمراض المنقولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

تُعد العدوى التي يكتسبها المرضى من المستشفيات من أخطر أنواع العدوى وخاصة إذا كان المرض مزمناً أو من الأمراض التي تتسبب بضعف المناعة كالإيدز، كما يؤثر هذا النمط من العدوى على العاملين في المستشفى من أطباء وممرضين وموظفي الخدمات وفنيي المختبرات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

ويجهل الكثير طبيعة هذه العدوى وكيفية انتقالها وسبل الوقاية منها، وتعد هيئة الصحة في دبي نموذجا يحتذى به في مكافحة العدوى في جميع المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لها حيث حصلت على الاعتماد الدولي من قبل اللجنة الدولية للاعتراف، وهو ما يعني أن نسبة انتشار العدوى يعد ضمن المعايير المسموح بها عالمياً.

في المقابل تؤكد منظمة الصحة العالمية أن العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية تهدد سلامة المرضى في جميع أنحاء العالم، و أن حوالي 5% إلى 15% من المرضى المقبولين في مستشفيات العناية الفائقة في البلدان المتقدمة يكتسبون عدوى مرتبطة بالرعاية الصحية في أي وقت من الأوقات. وإن خطر اكتساب عدوى في البلدان النامية أعلى بـ 2 إلى 20 ضعفاً.

وتقول المنظمة إن إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية لديه واحد من أعلى تواترات العدوى المرتبطة بالمستشفيات في العالم؛ حيث تم الإبلاغ عن انتشار للعدوى المرتبطة بالمستشفيات في العديد من البلدان في الإقليم بما يتراوح من 12% إلى 18% في العام 2014 كما أن عبء الأمراض المُعدية السارية بين العاملين في الرعاية الصحية مرتفع إلى حد كبير في الإقليم، نتيجة ممارسات الرعاية الصحية غير المأمونة.

وعلى الرغم من أن نسبة كبيرة من حالات العدوى والوفيات تعزى إلى العدوى المرتبطة بالمستشفيات والتي يمكن الوقاية منها وأن التدخلات المنخفضة التكلفة الخاصة بالوقاية من العدوى ومكافحتها متوفرةٌ، فإن التقدم في هذا الميدان لا يزال بطيئاً.

ويقول الدكتور أحمد بن كلبان المدير التنفيذي لقطاع المستشفيات في هيئة الصحة في دبي إن العدوى المصاحبة لتقديم خدمات الرعاية الصحية تعد إحدى أهم المخاطر التي تواجه تقديم الخدمة ومن هنا أولت هيئة الصحة سياسة مكافحة العدوى في المستشفيات أولوية عالية من خلال اتخاذ عدة إجراءات وسياسات ضمن أفضل الممارسات والمعايير العالمية.

وأضاف إن العدوى يمكن أن يتعرض لها كل المتعاملين مع المنشأة وتحكمها عدة عوامل من أهمها ارتفاع معدل مرضى كبار السن والإصابة بالأمراض المزمنة، وارتفاع المصابين بأمراض نقص المناعة، ومن هنا اعتمدت الهيئة خطة منهجية للمكافحة والتحكم بالعدوى استندت إلى عدة محاور أهمها تقييم المخاطر والتحكم بها، ووضع السياسات والإجراءات لمنع انتشارها وتوفير البنية التحتية بما يضمن توفير الأمان للإجراءات التي تحظى بخطورة عالية والتركيز على نشر وتعميم السياسات والإجراءات بهدف الارتقاء بخبرة الأفراد العاملين من أجل الحد من المخاطرة وتقليل الخسارة ضمن مؤشرات أداء ترتقي إلى أعلى المستويات العالمية.

المعايير الدولية

ويؤكد الدكتور عبد الرحمن الجسمي المدير التنفيذي لمستشفى دبي أن المستشفى بأقسامه المختلفة يتعامل مع الأمراض المعدية طبقا للمعايير الدولية المتعارف عليها ومن المتعارف عليه أن الأمراض المعدية يمكن أن تنتقل من المريض أو حامل المرض إلى الآخرين سواء كانوا من الأهل والأصدقاء المخالطين أو من الكادر الطبي المعالج بطرق متعددة منها التلامس المباشر أو غير المباشر أو عن طريق الجهاز التنفسي أو عن طريق الدم والإفرازات الجسدية المختلفة.

خطة متكاملة

وأوضح الدكتور الجسمي أن قسم مكافحة انتشار العدوى بمستشفى دبي وضع خطة متكاملة للتعامل مع الأمراض المعدية بطريقة تضمن احتواء المرض ومنع انتشاره للآخرين فعند الشك في وجود مرض معدٍ يتم تطبيق الإجراءات الاحترازية الاستباقية كالعزل وارتداء الكمامات الواقية في حال الأمراض التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي وارتداء القفازات والرداء الواقي للجسم والوجه والعينين في حال الأمراض التي تنتقل عن طريق اللمس المباشر أو غير المباشر أو عن طريق الدم والإفرازات الجسدية المختلفة لحين التأكد من المرض المعدي فإذا تأكد التشخيص يتم استكمال علاج المريض تحت إجراءات العزل وإذا ثبت عدم وجود المرض المعدي يتم رفع إجراءات العزل.

إشارات تحذيرية

وأضاف في حال عزل المريض في غرفة مستقلة توضع إشارات توضيحية للزائرين تشرح لهم الإجراءات والاحتياطات المطلوب اتباعها قبل الدخول إلى غرفة المريض مع التركيز الدائم على ضرورة غسل وتطهير اليدين قبل وبعد أي تلامس مع المريض أو المنطقة المحيطة به ويتم أيضا التركيز على التقليل من عدد الزائرين لأن التزاحم دائما يعد من أسباب انتشار الأمراض المعدية.

عدوى الدم

وأما عن الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم فيقول: هناك إجراءات واضحة ومشدده للتعامل مع الأشياء الحادة والإبر المستعملة لتلافي انتقال أمراض مثل التهاب الكبدي الوبائي أو مرض نقص المناعة المكتسبة.

وأوضح الدكتور الجسمي أن قسم مكافحة العدوى بمستشفى دبي قام بوضع البروتوكولات التي توضح الخطوات والإجراءات التي يجب اتباعها في حال تعرض أي من المخالطين للمريض سواء كانوا من الأهل أو من الكادر الطبي للعدوى عن طريق حصر عدد الذين تعرضوا لاحتمال العدوى والقيام بالفحوص اللازمة وأيضا إعطاء الأدوية المناسبة التي يمكن أن تقي الأشخاص الإصابة بالأمراض المعدية.

بيئة آمنة

بدورها قالت الدكتورة منى تهلك المدير التنفيذي لمستشفى لطيفة إن المستشفى اعتمد خلال الأعوام السابقة معايير وسياسات وإجراءات للمكافحة والتحكم بالعدوى وذلك لضمان بيئة آمنة وسليمة لكافة المتعاملين سواء من المرضى أو الزائرين أو العاملين في الأقسام، وهو ما ساهم في استمرارية الحصول على الاعتمادية الدولية والتي تعتبر واحدة من أهم معاييرها التحكم ومكافحة العدوى ومن الجدير بالذكر انه ولغايات المتابعة والإشراف وتعزيز القدرات وتحديد السياسات والإجراءات والمعايير تم تشكيل لجنة خصوصاً لمكافحة العدوى في المستشفى من ذوي الاختصاص تتركز أهم مهامها في ضمان تطبيق السياسات والإجراءات الخاصة بالوقاية ومكافحة العدوى وتقييمها للتأكد من تماشيها مع أفضل المعايير العالمية وتشرف على برنامج مكافحة العدوى في المستشفى وتتابع بصفة دورية كل مؤشرات الأداء لضمان استيفائها للمستهدفات والمستندة إلى أعلى المعايير العالمية.

متابعة دورية

وأضافت: هناك متابعة دورية للمؤشرات وضمان مواءمتها مشيرة إلى أن المستشفى يقوم بإجراءات وقائية من أهمها رفع درجة الوعي لكافة المتعاملين من خلال نشرات توعية ولقاءات دورية بالإضافة إلى تعزيز قدرات العاملين من خلال دورات تدريبية ومحاضرات توعية لكافة مستويات الكادر العامل في المستشفى كما وأن هناك إجراءات خصوصاً بالبنية التحتية ووسائل التعقيم وتوزيع المطهرات والمعقمات في كل مناحي المستشفى كما ويتم تطعيم الكوادر العاملة وتحصينهم ضد الأمراض المعدية الأكثر خطورة مع الأخذ بعين الاعتبار اعتماد إجراءات عالية المستوى للحجر الصحي وتقديم الرعاية الصحية العالية الكفاءة للمصابين وإجراءات وقائية لكافة المخالطين، وهذه الأمور بمجملها انعكست وبصورة إيجابية على مؤشرات أداء المستشفى في هذا المجال والتي ساهمت في انخفاض معدل الإصابة بالالتهاب الرئوي المصاحب لجهاز التنفس الاصطناعي بالكبار والصغار وكذلك معدل الإصابة بالعدوى في حالات نقل الدم والتهابات المجاري البولية والمصاحبة للحالات الجراحية.

اليوم العالمي لغسل الأيدي يكرس ثقافة الوقاية

أقرت منظمة الصحة العالمية يوم الـ 15 من أكتوبر من كل عام يوما عالميا لغسل اليدين، تحث من خلاله دول العالم ومؤسساتها الطبية والتعليمية على تكريس ثقافة غسل الأيدي، كإجراء وقائي يمكنه إنقاذ حياة ملايين الأطفال سنويا، إذ تعدّ اليد من أكثر الأعضاء استخداماً لدى الإنسان، وهي البوابة التي يستقبل الجسد من خلالها الفيروسات والبكتيريا، لذلك فإن الاهتمام بنظافتها والعناية بها يمكنه وقاية كل أجزاء الجسم.

ويعتبر غسل اليدين بالصابون أكثر الطرق فعالية وأقلها تكلفة لمنع الإسهال ومرض ذات الرئة، وهما المرضان المسؤولان وحدهما عن وفاة نحو 5,3 ملايين طفل سنويا، حيث يقدر أن غسل اليدين يستطيع تخفيض نسبة وفيات الأطفال الناجمة عن الإسهال بمعدل النصف.

ويشدّد الدكتور أحمد بن كلبان المدير التنفيذي لقطاع المستشفيات في هيئة الصحة على أهمية غسل اليدين، وذلك لمنع انتقال عدوى الأمراض المعدية لا سيما أمراض الجهاز التنفسي كالسعال، مؤكداً أن موضوع غسل الأيدي يعتبر ثقافة عامة، وليس أمرا طبيا وحسب، ففي أوروبا وأميركا برامج تعليمية لغسل الأيدي تعطى للتلاميذ في الفصول الدراسية وكذلك للأهل حول كيفية الغسل الصحيح للأيدي، إذ تحبذ أن يتم غسل الأيدي بالتمرير بين الأصابع، وتنظيف الأظافر مع الحرص على دلك اليدين بالصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.

حالات

وأوضح أن عدد مرات غسل اليدين يختلف من شخص لآخر؛ فهنالك أشخاص يغسلون أيديهم 20 مرة في اليوم، وهناك حالات أو ضرورات تستوجب غسل اليدين يجب تعليمها لدى الأطفال خصوصاً، وهي قبل تناول الأكل وبعده، وبعد استخدام الحمام، وبعد اللعب، وبعد العطس أو السعال أو بعد مصافحة شخص مريض بالزكام أو بمرض معد إذا كان لا بد من مصافحته.

وأكد أهمية غسل اليدين لدى شريحة الأطباء قبل فحص المريض وبعد فحصه، فهنالك مستشفيات عالمية تقوم بمراقبة أطبائها في مسألة غسل الأيدي، كما إن تطبيق عادة غسل الأيدي في المستشفيات أصبحت من بين المتطلبات الأساسية لمنح الترخيص الدولي لهذه المستشفيات.

ويذكر الدكتور أحمد بن كلبان أنه لوحظ بأن المدارس التي طبقت فيها عادة غسل الأيدي انخفض لديها معدل الغياب المرضي عند الطلبة، كما بينت الدراسات الطبية أن تطبيق مسألة غسل الأيدي في المستشفيات لا سيما بعد الفحص أو سحب الدم أهم من إعطاء المضادات الحيوية.

يشار إلى أن اليد تسمح للميكروبات بالاستيطان بها، وأن هناك 5 ملايين ميكروب على الأقل تعيش على يد كل إنسان، بحيث تستطيع العديد من الميكروبات العيش عليهما لساعات، بالإضافة إلى اختباء الملايين منها تحت الخواتم، والأساور وساعات اليد، مضيفا إن الأيدي المبللة تنشر الميكروبات بنسبة تصل إلى ألف ضعف الأيدي الجافة.

درجات حرارة

كما إن استخدام الماء الجاري الدافئ في غسل الأيدي يعطي نتائج أفضل، فالماء الساخن عند 45 درجة مئوية، يزيل الشحوم وبالتالي الميكروبات، مع تفضيل الصابون السائل ولمدة 20 ثانية على الأقل، أما في حال غياب الصابون فيفضل غسل الأيدي بالكحول.

15 %

5 % إلى 15 % من المرضى المقبولين في مستشفيات العناية الفائقة في البلدان المتقدمة يكتسبون عدوى مرتبطة بالرعاية الصحية في أي وقت من الأوقات.

20

خطر اكتساب عدوى المستشفيات في البلدان النامية أعلى بـ 2 إلى 20 ضعفاً

18 %

الإبلاغ عن انتشار العدوى المرتبطة بالمستشفيات في العديد من البلدان في إقليم شرق المتوسط يتراوح بين 12% إلى 18% في العام 2014

72

تعرف عدوى المستشفيات بأنها عدوى أو إنتان يكتسبه المريض بعد دخوله إلى المستشفى ولايظهر إلا بعد 72 ساعة أو أكثر من دخوله إليه

1

تكلفة تشخيص وعلاج والعناية بمرضى عدوى المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية يتجاوز المليار دولار سنوياً

4

تم تحديد 4 أنواع من الجراثيم المسوؤلة عن عدوى المستشفيات وتم ترتيبها حسب الأهمية والانتشار إلى: البكتيريا والفطريات والفيروسات والطفيليات

Email