50% من المراجعين يحتملون الانتظار ويمكن معالجتهم في المراكز الصحية

الحالات «الباردة» تزاحم مرضى أقسام الـطوارئ في مستشفيات دبي الحكومية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد أقسام الطوارئ في مستشفيات دبي الحكومية (راشد ولطيفة ودبي) ازدحاماً كبيراً بسبب النمو السكاني، والتوسع الجغرافي الذي شهدته دبي خلال السنوات القليلة الماضية، إضافة إلى قلة وعي البعض بطبيعة عمل هذه الأقسام التي من المفترض أن تكون مخصصة فقط للحالات الطارئة كالحوادث والإصابات وأمراض القلب والجلطات بأنواعها، إلا أن الواقع مغاير تماماً لذلك، حيث تزاحم الحالات غير الطارئة «الباردة» مرضى الحالات الحرجة، وما يدل على ذلك أن 50 في المئة من الحالات التي تستقبلها أقسام الطوارئ في هذه المستشفيات تصنف على أنها حالات غير طارئة وتعالج في مراكز الرعاية الصحية الأولية.

وفي هذا السياق يستقبل قسم الإصابات والحوادث في مستشفى راشد يومياً بين 550 إلى 600 حالة منذ بداية العام الجاري مقابل 450 - 500 حالة العام الماضي، في حين تلقى قسم الطوارئ في مستشفى دبي العام الماضي 133 ألف حالة بمعدل 365 حالة يومياً، بينما يستقبل مستشفى لطيفة بين 150 ـ 200 حالة يومياً، وترتفع في بعض الأشهر وتحديداً من ديسمبر إلى مايو نظراً للحالة الجوية والتي يكثر فيها حالات الربو والحرارة والسعال والنوبات الصدرية والعدوى الفيروسية للأطفال.

حالات بليغة

وقالت الدكتورة علياء المزروعي المدير التنفيذي لمستشفى راشد إن مركز الإصابات والحوادث يستقبل يوميا بين 550 إلى 600 حالة منذ بداية العام الجاري مقابل 450 ـ 500 حالة العام الماضي، مشيرة إلى أن 40 إلى 50 بالمئة من الحالات غير طارئة مثل الرشح والزكام والتهاب الحلق، ومن الممكن علاجها في مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في كافة مناطق إمارة دبي.

وأكدت المزروعي أن القسم استقبل العام الماضي نحو 161 ألف حالة شاملة الحالات الطارئة وغير الطارئة، لافتة إلى أن نسبة الحالات الطارئة تتراوح بين 34 و50 بالمئة.

وأشارت إلى أن الحالات التي يتم إدخالها عن طريق سيارات إسعاف دبي، عادة ما تصنف بالحالات البليغة، لأن الحالات البسيطة يتم تحويلها إلى المستشفيات الحكومية الأخرى أو بعض مستشفيات القطاع الخاص ممن لديها القدرة والكفاءة على استيعاب تلك الحالات.

نمو سكاني

وأفادت المزروعي بأن النمو السكاني والتوسع الجغرافي الذي شهدته وتشهده دبي تسببا في الضغط على المستشفيات الحكومية وتحديداً أقسام الطوارئ، لافتة إلى أن الحل الوحيد لتخفيف الضغط عن المستشفيات وحتى العيادات الخارجية يكمن في تفعيل استقبال الحالات الإسعافية في بعض مراكز الرعاية الصحية الكبيرة على مدار الساعة من خلال أطباء لديهم اختصاص طوارئ وفتح عيادات تخصصية في تلك المراكز تقوم بمتابعة وعلاج المرضى المراجعين خصوصاً لأقسام الجراحة القلبية والعصبية، والهدف من ذلك تخفيف الضغط عن مستشفى راشد وتأمين الخدمة في الوقت المناسب للمريض كل حسب مكان إقامته، مؤكدة أن هناك توسعة جديدة للمركز وهي في مراحلها النهائية.

وتابعت «إن إدخال خدمات الطوارئ وعلاج الحالات العاجلة في بعض مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في أنحاء الإمارة، مثل ند الحمر والبرشاء أسهم في تخفيف الضغط الواقع على مستشفيات الهيئة خاصة بعد توفير كوادر طبية على أعلى مستوى لاستقبال المرضى وتقديم أفضل خدمة صحية لهم».

وذكرت أن جميع المترددين على أقسام الطوارئ في مستشفيات الهيئة يتم تقييمهم بناء على نظام تصنيف الحالات حسب الوضع الصحي من قبل ممرضات متمرسات بناء على حالة وضع المريض العام والعلامات الحيوية لكل حالة ومن ثم يتم إدخال المريض إلى المكان المناسب، وإبلاغ طبيب الحوادث عن الحالة.

وزادت المزروعي «للأسف بعض الحالات تأتي إلى القسم ويتم تصنيفها على أنها حالات عادية، فيما تأتي بعدها حالات خطرة ويتم إدخالها فوراً للطبيب، ومن هنا يتبرم المريض من دخول المريض الثاني قبله، ويحتد على الكادر الطبي، ولا نلومه على ذلك لعدم علمه بطبيعة الحالة التي أعطيت الأولوية».

وحدة متكاملة

بدوره قال الدكتور عبدالرحمن الجسمي المدير التنفيذي لمستشفى دبي إن قسم الطوارئ في المستشفى تم افتتاحه في عام 1986 وكان عدد الأسرة آنذاك 7 أسرة، أما اليوم فيضم 54 سريراً، ويعمل كوحدة متكاملة لمساعدة وإنقاذ حياة المرضى والمصابين.

ولفت إلى أن القسم يقدم خدمات صحية للحالات الطارئة على مدار الساعة وذلك لجميع أنواع الأمراض الباطنية (للكبار والأطفال) والأمراض النسائية والمسالك البولية، والانف والأذن والحنجرة، والعيون، والكلى وكذلك مرضى القلب وما بعد جراحة القلب، مشيراً إلى أنه تم خلال العام الماضي التعامل مع 133 ألف حالة بمعدل 365 حالة يوميا.

عناية فورية

وأكد الجسمي أن قسم الطوارئ يوفر العناية الفورية خشية من أن يؤدي أي تأخير في العلاج إلى معاناة مفرطة أو تهديد للحياة، منوهاً بأنه بإمكان المرضى الذهاب إلى قسم الطوارئ على مدار الساعة ودون موعد مسبق. وأشار إلى انه من أكثر الحالات التي يتعامل معها القسم آلام الصدر وضيق التنفس والأعراض الأخرى المرتبطة بأمراض القلب والشرايين إلى جانب النزلات المعوية وأمراض الربو والحساسية، كما يتم علاج المغص الكلوي وحصيات الكلى والحالب بشكل كبير خاصة في فصل الصيف والفصول التي ترتفع فيها نسبة الرطوبة، أما في طوارئ الأطفال فتعتبر النزلات المعوية والتهابات الشعب والشعيبيات الهوائية والتهابات الحلق والاذن من أكثر الحالات التي يتم علاجها.

مهام وواجبات

وبين الجسمي أن المهام والواجبات والأعمال المنوطة بقسم الطوارئ كثيرة، وتتمحور حول التشخيص السريع والعمل على استقرار الحالات الحرجة في أقل وقت ممكن، حيث يقوم طبيب الطوارئ بواجبه المتمثل في إنقاذ المريض والعمل على استقرار حالته، ليتم تسليمه إلى الطبيب المتخصص الذي يقوم بعناية الحالة بعد ذلك سواء كانت باطنية أو جراحية أو قلبية.

وتابع «تنقسم الحالات التي تصل إلى قسم الطوارئ إلى نوعين، الأول: حالات تصل من خلال الإسعاف بالتنسيق المسبق مع قسم حوادث مستشفى دبي لإجراء اللازم من الإجراءات والاستعداد لاستقبال الحالة، والنوع الثاني الحالات التي تصل للقسم بصفة شخصية ويتم التعامل معها حسب درجة الحالة وخطورتها».

وذكر أن قسم الطوارئ مجهز بعدد كافٍ من الأطباء والممرضات والفنيين على مدار الساعة، وإضافة إلى ذلك هناك أطباء متخصصون في طب الأطفال والأمراض النسائية على مدار الساعة مع وجود أطباء مناوبين في مختلف التخصصات المتوفرة في مستشفى دبي، لافتاً إلى أن القسم يضم 35 طبياً و105 ممرضين وممرضات.

طواقم مؤهلة

وأوضح الجسمي ان قسم الطوارئ يضم طاقما طبيا وتمريضيا مؤهلاً ومتخصصا في طب الطوارئ ومدربا على التعامل مع كافة الحالات الطارئة وخاصة في أوقات الذروة والازدحام، إلى جانب أن نظام فرز المرضي العالمي والذي تم تعديله ليناسب طبيعة الحالات وإعدادها يساهم في تقديم خدمة مميزة وفي وقت مناسب، فضلاً عن أن قسم الطوارئ مؤهل للتعامل مع الأزمات والكوارث بكفاءة عالية وبناء على خطط مدروسة يتم فحصها بواسطة تمارين عملية بشكل دوري وذلك بالتعاون مع كافة مستشفيات الهيئة واللجنة المركزية للأزمات والكوارث بهيئة الصحة بدبي.

وأضاف «من الأمور التي تساهم في تميز الخدمة في قسم الطوارئ في مستشفى دبي الدعم اللامحدود والمتابعة المستمرة من قبل الإدارة والمسؤولين، حيث تم توسعة قسم الطوارئ بتاريخ 9/‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏7/‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏2014 وتم زيادة قدرته الاستيعابية إلى أكثر من 54 سريرا إلى جانب تخصيص قسم لطوارئ الرجال وآخر للنساء والأطفال وذلك لتميز الخدمة واحترام طبيعة وخصوصية مجتمعنا الإماراتي كما أن هناك خططا مدروسة للتوسع في مراحل قادمة وتقديم خدمات متكاملة بحيث نضمن أن نصل إلى الرضا التام لعملائنا الكرام.

ولفت الجسمي إلى أن قسم الطوارئ يضم 52 سريرا لاستقبال الحالات الطارئة وسريرين للحالات غير الطارئة كما ينقسم القسم لـ4 أقسام تشمل الطوارئ العامة للرجال وطوارئ الكبار، حيث توجد غرفتا فرز بسرير واحد لكل غرفة، وغرفتان للإنعاش القلبي و3 غرف للحالات القلبية الحرجة والطوارئ العامة للنساء والأطفال.

وأشار إلى أن قسم الطوارئ يستقبل المرضى مباشرة بمجرد قدومهم إلى المستشفى بما في ذلك المرضى من الخارج الذين يتم نقلهم أو ينصح بنقلهم إلى العناية المركزة في مستشفى دبي، مؤكداً أن جميع الأطفال المرضى يتلقون الرعاية الطارئة والعلاج الضروري، أما الأطفال مرضى الإصابات مثل الحروق والكسور والجروح وغيرها فيتم استقبالهم وتقديم الإسعافات الأولية ومن ثم يتم تحويلهم إلى المستشفيات المختصة.

وزاد الجسمي»إن أطباء الأطفال المتواجدين في القسم معتمدون ومدربون للتعامل مع الحالات الطارئة وتوفير خدمات رعاية عالية المقاييس لهم، مشيراً إلى أنه تم إنشاء القسم للتعامل مع مجموعة واسعة من الحالات الطبية بما فيها الحالات المعدية مثل نزلات البرد والأمراض المعوية الحادة، والتهاب القصبات الهوائية، والنزلات الشعبية الحادة، والتهابات الرئة، والتهابات السحايا، وتسمم الدم، والتهاب الدماغ والأمراض المزمنة مثل الربو، والأنيميا، والهيموفيليا، ونوبات الصرع، وداء السكري والمتلازمة الكلوية.

الأكثر إشغالاً

من جهتها قالت الدكتورة منى تهلك المدير التنفيذي لمستشفى لطيفة إن قسم الطوارئ في المستشفى يعد من أكثر الأقسام إشغالاً، حيث بلغ عدد المراجعين له العام الماضي 58528 مراجعاً بمعدل 150- 200 حالة يومياً. وأوضحت أن قسم الطوارئ ينقسم إلى قسمين، الأول خاص بطب طوارئ الأطفال، والثاني بأمراض النساء والولادة، مؤكدة أن قسم طوارئ الأطفال يضم طبيبين لكل فترة، ويغطي جميع حالات الطب العام من عمر يوم إلى 13 سنة ويتم تحويل الحالات الحرجة إلى الأخصائيين مثل الجراحة والأعصاب وأمراض الدم.

وأضافت أن قسم الأطفال استقبل العام الماضي 35492 حالة بمعدل يومي يتراوح بين 100 إلى 120 حالة، وتختلف من فترة إلى أخرى، حيث يشهد القسم إقبالاً كبيرا خلال الفترة من ديسمبر إلى مايو نظرا للحالة الجوية والتي تكثر فيها حالات الربو والسعال والتهاب الصدر والعدوى الفيروسية، لافتة إلى أن المستشفى أدخل خدمة العيادات المفتوحة وهي خدمة مساندة لخدمة الطوارئ يعمل فيها الأطباء في أوقات معينة لتخفيف الضغط على القسم.

واستطردت الدكتورة منى تهلك قائلة إن قسم طوارئ أمراض النساء يضم 6 أطباء موزعين على طبيبين لكل فترة، ويستقبل القسم جميع الحالات على مدار الساعة بما يتراوح بين 50- 90 يومياً.

 

توسعة مركز الإصابات والحوادث في مستشفى راشد

أوشكت هيئة الصحة في دبي على الانتهاء من مشروع توسعة مركز الإصابات والحوادث في مستشفى راشد، حيث يتضمن المشروع بناء طابقين إضافيين للمركز وبسعة 157 سريراً موزعة على 105 غرف لترتفع بذلك الطاقة الاستيعابية لمستشفى راشد إلى 930 سريراً.

جناحان طبيان

ويتكون الطابق الأول للمشروع من 53 غرفة بسعة 68 سريراً موزعة على جناحين طبيين فيهما 31 غرفة وبسعة 37 سريراً، وقسم العناية المركزة لجراحة الأعصاب الذي سيضم 14 غرفة وبسعة 15 سريراً، وقسم العناية المركزة للأمراض المزمنة بسعة 16 سريراً موزعة على 8 غرف.

ويضم الطابق الثاني 52 غرفة بسعة 89 سريراً موزعة على جناح النساء الذي يضم 17 غرفة بسعة 33 سريراً، وجناح الرجال 25 غرفة بسعة 44 سريراً، وجناح الأطفال 10 غرف بسعة 12 سريراً.

مواصفات عالمية

وسيتم تزويد المركز بكل الأجهزة والمعدات والتقنيات الرقمية وأنظمة الإدارة والتخطيط الطبي المتقدمة، وأنظمة التشخيص والعلاج المتطورة والمواكبة للمعايير العالمية تماشياً مع المواصفات العالمية لتقديم خدمات متميزة تتناسب مع السمعة والمكانة المتميزة التي وصلت إليها دبي في المجال الطبي وبما يسهم في دعم استراتيجية السياحة العلاجية التي تعكف الهيئة على تنفيذها حالياً.

تحديات

قالت منى تهلك إن التحديات التي يواجهها قسم الطوارئ في مستشفى لطيفة تتمثل في لجوء المرضى في الحالات العادية إلى القسم، ما يشكل عبئاً عليه، لافتة إلى أن معظم هذه الحالات يمكن علاجها في مراكز الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى حالات خارج نطاق تخصص المستشفى، إلى جانب استقبال الحالات الحرجة من مستشفيات خاصة دون تنسيق مسبق مع المستشفى.

 

تصنيف موحد للحالات وفقاً لأفضل الممارسات العالمية

قال الدكتور عبد الرحمن الجسمي المدير التنفيذي لمستشفى دبي إن هيئة الصحة في دبي شكلت العام الماضي لجنة لتوحيد معايير تصنيف الحالات في أقسام الطوارئ وفقا لأفضل الممارسات العالمية.

نماذج

وأشار إلى أن اللجنة قامت بالاطلاع على العديد من النماذج العالمية المتبعة في تصنيف الحالات، وتم بالفعل توحيد تلك المعايير في أغسطس الماضي، حيث يتم تصنيف حالات المراجعين بعد تقييمها أولاً من قبل ممرضات متخصصات ويتم تصنيفها وفقا للحالة المرضية إلى ألوان.

وأضاف الجسمي "فمثلا اللون الأزرق يكون للحالات التي تستدعي التدخل المباشر، وهؤلاء المرضى يدخلون مباشرة إلى غرفة الإنعاش من دون أي توقف أو تأخير لأن هذه الحالات تحتاج إلى علاج طبي مباشر لإنقاذ حياة المريض، واللون الأحمر للحالات المستعجلة جدا (فترة الانتظار أقل من عشر دقائق) وهذه الحالات المرضية صعبة وعسيرة وهناك خطر على حياتها إذا لم يقدم العلاج خلال عشر دقائق من وصولها، واللون الأصفر وهي حالات مستعجلة (فترة الانتظار أقل من ثلاثين دقيقة) وهذه الحالات ممكن أن تتطور إلى حالات صعبة وعسيرة ما يهدد حياة المريض وتتطلب التدخل السريع، واللون الأخضر للحالات الأقل خطورة (فترة الانتظار أقل من ساعة) وهذه الحالات ممكن أن تتحول لحالات صعبة ويتدهور وضع المريض، واللون الأبيض (الحالات غير الطارئة) وتكون فترة الانتظار أقل من ساعتين وهذه الحالات بسيطة ولا تتدهور الحالة إذا تأخر علاج المريض ساعتين من وصوله إلى الحوادث.

حالة حرجة

وبين الجسمي أن نظام التصنيف يحتاج إلى زيادة الوعي من قبل المراجعين لأن هناك حالات يتم إدخالها فورا للطبيب وهذا لا يعني أن المريض تخطى المرضى الآخرين كما يعتقد البعض، وإنما حالته تكون حرجة ولا تحتمل الانتظار.

 

Email