ضعف السمع عند الأطفال.. تأثيرات سلبية في التعلّم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر ضعف السمع من الأمراض الشائعة بين الأطفال، والتي يكون لها تأثير سلبي في الطفل في تحصيله الدراسي وبالتبعية في تكوينه العقلي واللغوي. يتسبب ضعف حاسة السمع لدى الأطفال بالتأثير سلباً في التطور اللغوي لديهم، إذ لا يُمكن أن يحدث هذا التطور بشكل سليم، إلا إذا تمتع الطفل بحاسة سمع سليمة. وكي يتم تدارك الأمر وضمان تطور لغوي سليم لدى الطفل، لابد من اكتشاف مثل هذه الاضطرابات بشكل مبكر وعلاجها في الوقت المناسب.

ويوضح الدكتور محمد فوزي استشاري الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى دبي أن هناك 3 أنواع من ضعف السمع حسب مكان الإصابة بالأذن: ضعف السمع التوصيلي، وهو مشكلة تصيب الأذن الخارجية أو الوسطى، ومن الأسباب الشائعة لهذا النوع (انسداد الأذن بالشمع - ارتشاح مائي خلف طبلة الأذن- التهابات صديدية بالأذن الوسطى - تيبس عظمة الركاب)، و ضعف السمع الحسي العصبي: وهو ضعف ينتج عادة من مشكلة تصيب الأذن الداخلية والعصب السمعي، ويقتضي تأهيل الأشخاص بتزويدهم بسماعات طبية، ومن الأسباب الشائعة لهذا النوع: العوامل الوراثية نتيجة زواج الأقارب - زيادة نسبة المادة الصفراء (البيليروبين) للمولود لمدة طويلة - تعرض الطفل لالتهاب الغدة النكفية - التعرض للضوضاء لفترة طويلة - مرضى السكر والفشل الكبدي والكلوي، أما ضعف السمع المزدوج: فهو مزيج من النوعين السابقين.

أسباب

وأضاف: التهابات الأذن من أهم الأسباب لضعف السمع عند الأطفال، والتي تكثر مع فترة دخول المدارس نتيجة انتشار عدوى الجهاز التنفسي العلوي بين الأطفال، ومن أهم الأسباب التي تساعد على انتشار هذا الالتهاب، والإصابة بالعدوى الفيروسية، البكتيرية أو الفطرية والإصابة بالتهابات القصبات الهوائية العلوية بشكل متكرر، والإصابة بأمراض الجهاز المناعي، وقد تلعب الوراثة دوراً في الإصابة بهذا المرض، إضافة إلى وجود عيوب خلقيه في القناة السمعية، كما أن الإصابة بمرض السكري في الأطفال قد يزيد من فرصه حدوث هذا الالتهاب.

العودة إلى المدرسة

واستطرد الدكتور فوزي قائلاً: «تحمل العودة إلى المدرسة في طياتها تحديات عدة يواجهها الآباء وأولياء الأمور كل عام؛ فالعام الدراسي الجديد يعني نظاماً جديداً ومواعيد جديدة والتزاماً بالدوام المدرسي والواجبات المدرسية وتحقيق علامات جيدة. يرجع السبب إلى وجود الأطفال في مجموعات كبيرة في المدرسة فهم عرضة للإصابة بأي مرض، فقد تنتقل الجراثيم بسهولة عن طريق هذه الأيدي الصغيرة الملوثة بالجراثيم عندما تمسك يد طفل آخر، وهذه مجموعة من أكثر الأمراض انتشاراً لها علاقة بالأذن وضعف السمع التي تنتقل لأطفال المدارس عن طريق المدرسة أو الحضانة.

أعراض وعلامات التهاب الأذن في الأطفال.

ومن أهم المضاعفات عدم القدرة على السمع بصورة جيدة، وألم في منطقة الأذن، وإفرازات من الأذن، وارتفاع درجات الحرارة، والشعور بالدوار، والتعب والضعف العام، وسيلان الأنف أحياناً، واحتقان الجيوب الأنفية أحياناً والصداع، والقيء والغثيان والإسهال في بعض الأحيان، وحدوث طنين الأذن، وتصلب وألم في الرقبة.

علاج

بعض الحالات التي تنتج عن عدوى بكتيرية يلزمها وصف المضادات الحيوية، والحالات التي يعاني منها المريض من الألم أو الحمى يجب استخدام العقاقير الدوائية المسكنة للألم، وقد يحتاج الطبيب إلى وصف علاجات تعمل على إزالة الاحتقان، وقد يحتاج الطبيب إلى وصف مضادات التحسس المسماة مضادات الهستامين في بعض الأحيان، وقد يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى إجراء تدخل جراحي لسحب بعض السوائل وتخفيف الضغط على غشاء الطبلة.

مضاعفات

من المضاعفات التي يمكن حدوثها نتيجة الإصابة بالمرض:

الدوار المستمر، وزيادة فرصة الإصابة بالعدوى الجرثومية، وفقدان السمع.

ويضيف الدكتور فوزي أن أكثر الأمراض شيوعاً عند أطفال المدارس الالتهابات التنفسية العلوية، مثل الرشح والأمراض المزمنة الفيروسية الأخرى التي تؤثر في الحلق والأنف والجيوب الأنفية، وبينما نصاب نحن الكبار بالرشح بمعدل مرتين إلى أربع في السنة، يصاب الأطفال بالرشح في معظم الحالات من ست إلى عشر مرات في السنة، ويصاب الأطفال بأعراض أكثر شدة وتستمر لفترة أطول مما يعاني الكبار.

وقد أظهرت الدراسات أنه لا فائدة من معالجة رشح الأطفال باستخدام الأدوية المضادة للهستامين، أو مخففة الاحتقان، أو مخففة السعال، بل إن الأدوية الجيدة التي قد تساعد على تخفيف الآثار الناتجة عن الرشح هي أستيامينوفين»Acetaminophen«وأيبوبروفين»ibuprofen.

الوقاية

عندما يعطس أو يسعل طفلك تنتشر الجراثيم في الهواء، ما يؤدي إلى انتقالها إلى أطفال آخرين وإصابتهم بالعدوى، وقد تكون يدا الطفل عاملاً مساعداً لنقل الفيروسات والبكتيريا من الألعاب وأغراض أخرى إلى العين والأنف والفم، وهي النقاط المعتادة لدخول الجراثيم التي تسبب الأمراض.

وأهم وقاية من انتقال العدوى بهذه الطريقة تكون بغسل يدي الطفل جيداً مراراً وتكراراً، وتوصي مراكز مكافحة الأمراض بأنه من الضروري أن يغسل الأشخاص أيديهم بالصابون والماء الدافئ لـ 15 ثانية.

Email