النسيان لا يعني الإصابة بمرض الزهايمر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت الدكتورة سلوى السويدي استشاري طب المسنين في هيئة الصحة بدبي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لأصدقاء المسنين أن مرض الزهايمر (الخرف) لا يصيب كل من يتقدم في العمر وأن من تعتريه نوبات نسيان متفرقة ومتباعدة لا يعني أنه مصاب بالمرض.

مراحل

وأوضحت أن الخرف أو الزهايمر داء يصيب خلايا المخ بالضمور التدريجي ويتطور على مدى سنوات تتفاوت من شخص إلى آخر ليفقد المريض ذاكرته وقدرته على التركيز والتحكم في وظائف جسمه.

وعادة ما يتوفى المريض في فترة 8 سنوات من تشخيص المرض، وفي بعض الحالات يتعايش المريض مع المرض لمدة 20 سنة من تاريخ التشخيص، ويسبق هذا الظهور عملية موت وتحلل لبعض خلايا المخ.

عوامل

وأشارت إلى أنه مع التقدم في العمر تترسب بروتينات تسمى صفيحات بيتا المطوية، بحيث تتراكم داخل وحول الخلايا العصبية المركزية ما يؤخر ويحد من حركة التيارات العصبية ويدمر مساراتها.

وعموما يمكن القول إن الأسباب تتمحور حول عاملين أولهما عامل السن، حيث لوحظ أن أغلبية المرضى يصابون به بعد سن ال 65 وتزداد فرصة الإصابة بنسبة الضعف كل خمسة أعوام تالية حتى تصل إلى 50% عند سن 85 سنة. وثاني العوامل هو عامل الوراثة، فإذا كان أحد الوالدين قد أصيب بالمرض فإن فرص إصابة الأولاد تصل إلى ضعف أو ضعفين أو ثلاثة أضعاف مقارنة بمن ليس لديهم تاريخ مرضي في الأسرة.

من ناحية مراحل المرض عرف أن المرضى يمرون بثلاث مراحل؛ ففي المرحلة الأولى أو التمهيدية يبدأ المريض في النسيان ولا يشعر بمرور الوقت أو الزمن ولا يتذكر أحداث الماضي القريب، وفي نهاية هذه المرحلة يميل إلى العزلة والانطواء وينسى الكثير من الأشخاص والكلمات التي يعرفها ويتفوه بكلمات لا معنى لها.

وفي المرحلة الثانية يبدأ المريض في العجز عن القيام بأعمال يدوية، مثل شبك أزرار الرداء، ويجد صعوبة في فهم معاني الكلمات ويصل إلى مرحلة يحتاج فيها إلى المساعدة على تأدية بعض وظائف الجسم. ويعاني نوبات غضب وإحباط.

أما في المرحلة الثالثة فإن المريض يصبح فيها عاجزاً عن الكلام، وهذه هي أخطر مراحل المرض، وبذلك نلاحظ أن الزهايمر لا يؤثر فقط في الذاكرة ولكنه يؤثر كذلك في السلوك واللغة وأداء ووظائف الجسم اليومية. ويجب أن نلاحظ أيضاً أن الذاكرة هي أول ما يتأثر بمرض الزهايمر؛ ففي البداية تكون المشكلة بسيطة تتمثل في نسيان بعض الأحداث القريبة مثل نسيان بعض الأشخاص الذين قابلهم المريض أو ماذا فعل في اليوم الذي هو فيه أو الذي فبله ولا يتذكر أين وضع أشياء تخصه.

نصائح

وتقدم الدكتورة سلوى بعض النصائح السريعة للأهل للتعامل مع السلوكيات المضطربة من قبل المريض منها التحلي بالصبر والهدوء والمرونة، كما ان البحث عن الألم قد يكون السبب، والتركيز على الدوافع وليس على السلوك نفسه وعدم مجادلة أو اقناع المريض والتعرف إلى طلباته واستجابة لها، والبحث عن الأسباب الكامنة وراء كل سلوك، واستخدم الأشياء التي تساعد على حفز الذاكرة، واستشارة الطبيب فيما إذا كان سلوك المضطرب يعتبر من الآثار الجانبية للأدوية التي تعطى للمريض.، و تبادل الخبرات مع من سبق لهم التعامل مع مريض الزهايمر.

علاج

تتبع معظم دول العالم حالياً أسلوبين لعلاج مرضى الزهايمر هما الأسلوب السلوكي والعلاج الدوائي. ففيما يتعلق بالأسلوب السلوكي وهو الأهم فعلى المسؤول عن المريض أن يحاول إطالة أمد المرحلة الأولى التمهيدية قبل الوصول إلى المراحل التالية، وذلك بمساعدة المريض على أن يظل واعياً بما يدور حوله من أحداث وتنشيط ذاكرته باستمرار بأن تذكر له أسماء الأشخاص الذين يتعاملون معه وتذكره باسم اليوم وتاريخه الميلادي والهجري وأهم الأحداث التي وقعت فيه.

وتضع له خريطة طريق أو جدولاً معيناً يسير عليه يومياً بداية من صلاة الفجر والإفطار وصلاة الظهر والقيلولة ثم صلاة العصر والجلوس لقراءة القرآن، ثم صلاة المغرب وسماع درس ديني في الإذاعة أو التلفزيون، ثم صلاة العشاء ثم النوم مبكراً. مع ملاحظة الابتعاد عن كل ما يتسبب في إزعاج المريض ومحاولة مساعدته على المشي في الحدائق وقرب البحر، إن أمكن ذلك.

ويدخل في إطار العلاج السلوكي أيضاً الدعم والمساندة الأسرية للمريض، فلا يشعرونه بأنه مريض وأنه أصبح عالة عليهم ولا يتبرمون منه ويشتكون عليه لمعارفهم، بل يسمعون دائماً عبارات التشجيع، وبأنه إنسان عادي وليس مريضاً، ويحرصون أيضاً على إبعاده عن كل ما يسبب الاكتئاب، لأن ذلك يساعد على تفاقم حالته، وإذا أمكنهم أن يساعدوه على ممارسة هواياته المفضلة كسماع الموسيقى والأغاني أو الرسم والقراءة وخلافه.

أما فيما يتعلق بالعلاج الغذائي والدوائي فإن الأخير مكلف جداً، وظهرت منه في السنوات العشر الأخيرة مجموعات متنوعة تعمل كلها على تحفيز المخ وتنظيم وتسهل حركة التنقل.

Email