الكورتيزون.. مضاد سحري للالتهابات الحادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسيطر على الإنسان حالة الخوف والحذر بمجرد معرفته أن الدواء الذي يحصل عليه يحتوي على نسب من الكورتيزون، وذلك بسبب ما هو شائع عن الأضرار التي يسببها للجسم، والتي تكون في كثير منها حقيقية من حيث الأعراض الجانبية والأضرار الصحية، إلا أن ذلك يختلف بحسب طرق استخدامه ونسب جرعاته، ما يجعل أعراض الكورتيزون الجانبية تتفاوت من شخص إلى آخر.

تتعدد استخدامات الكورتيزون الذي يعد أحد الأدوية الكيميائية، واكتشف على يد الأميركي إدوارد كندال، فهو مضاد سحري للالتهابات الحادة، إذ يستخدم في حالات الحساسية والربو، خاصة في حالة عدم استجابة الحالة المرضية للعلاج بمضادات الحساسية المعتادة، كما أنه يستخدم لعلاج الإكزيما والالتهابات الجلدية كعلاج موضعي.

واستعمالات الكورتيزون المتعددة تتضمن أيضاً علاج التهابات المفاصل والعظام، التهابات الأمعاء والقولون والعيون والرئتين والدرن، أما الاستخدام الأشهر فيكمن في حالات زراعة الأعضاء، لأن الكورتيزون يعمل على تقليل مناعة الجسم، ما يمنع رفض الجسم للعضو المزروع، إضافة إلى أنه يساعد على خفض هرمون الذكورة، لذلك يوصى باستعماله لتنظيم الإباضة.

وقد كشفت العديد من الأبحاث عن الأضرار التي تنتج عن تناول الكورتيزون على القلب والعظام، حيث وجد أنه يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، مع ضعف قدرة عضلة القلب على القيام بعملها في بعض الأحيان، كما أنه يسبب قرحة المعدة، لذلك يفضل قبل بدء العلاج بهذا الدواء عمل صور أشعة للمعدة والاثني عشر، للتأكد من عدم وجود قرحة.

ويؤدي العلاج بالكورتيزون أحياناً، إلى تآكل العظام في العمود الفقري بوجه خاص، ما قد يؤدي إلى تفتت الفقرات العظمية وحدوث كسور تلقائية بها، لذلك ينصح بعمل صور أشعة للعمود الفقري بشكل دوري أثناء استعمال الكورتيزون، وهناك بعض الحالات الأخرى التي ظهر بها تآكل رأس عظمة الفخذ في الأطفال والبالغين نتيجة العلاج بالكورتيزون، وكذلك فإن العلاج الطويل بالكورتيزون يؤثر تأثيراً سلبياً في العين، فقد يؤدي إلى زيادة ضغط العين أو تعتم وفقد شفافية عدسة العين.

Email