الدكتورة ميّ رؤوف مديرة مركز دبي للتبرع بالدم:

ترشيح تطبيق «دمي» لــ«برنامج حمدان للحكومة الذكية» تحول نوعي لمسيرة التبرع بالدم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تطبيق «دمي» أحد أهم التطبيقات الذكية والفريدة من نوعها عالمياً، كما أنه يعد التطبيق الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وقد نجحت هيئة الصحة بدبي في استحداث هذا التطبيق ليكون الوسيلة الذكية الأكثر تطوراً، للتبرع بالدم وتمكين المتبرعين من مواصلة العطاء والبذل، من أجل إنقاذ حياة الآخرين، ويتميز التطبيق بجعل عملية التبرع بالدم أكثر سلاسة وسهولة، وهي تبدأ بلمسة على الهاتف وفي غضون دقائق معدودة تتم عملية التبرع، التي تنتهي بلمسة شفاء لمن يحتاج قطرة دم تسهم في إنقاذ حياته، وتجدد له ولأسرته الأمل في الحياة. وهو ما جعل التطبيق يترشح بقوة لـ(برنامج حمدان بن محمد للحكومة الذكية- 2017).

هذا ما تقوله الدكتورة ميّ رؤوف مديرة مركز دبي للتبرع بالدم، حيث تؤكد أن هيئة الصحة بدبي استحدثت تطبيق «دمي»، ليس لمواكبة التحولات الذكية لحكومة دبي فحسب، وإنما لتمكين المتبرعين بالدم من مواصلة العطاء وفق تطبيق هو الأول من نوعه والمميز في تكامله محلياً ودولياً.

إجراءات سلسة

نود التعرف بداية على تطبيق «دمي» الذكي، وفكرته الأساسية؟

باختصار شديد يمكن القول إنه مع تطبيق «دمي» أصبح بمقدور كل شخص إنجاز عملية التبرع في دقائق معدودة، يبدأها بلمسة على هاتفه ومن بيته، ضمن إجراءات سلسة وبسيطة، إلى أن يستقبله المتخصصون من كوادرنا الطبية لإتمام عملية التبرع وفق أعلى درجات الدقة ومعايير السلامة.

لقد اختصر تطبيق «دمي» رحلة التبرع بالدم، ونجح بمزج الحالة الإنسانية للمتبرعين بأحدث التقنيات، ونجح أيضاً في زيادة فرص الأمل لأناس ينتظرون قطرة دم واحدة، يقدمها أي إنسان للآخر، من أجل الحياة والسعادة، لتبقى عملية التبرع بالدم، واحدة من القيم السامية، التي تُظهر- من دون شك- مدى ارتقاء الإنسان بعطائه من أجل الآخر، وتظل هذه القيمة هي أحد المفاهيم النبيلة التي تعكس عمق الإنسانية في نفوسنا، وفي جذور مجتمعنا، مجتمع الإمارات، مجتمع الخير والطمأنينة.

دقة المعلومات

كيف كانت رحلة المتبرع بالدم قبل العمل بتطبيق «دمي»؟

تطبيق «دمي» اختصر رحلة التبرع بالدم، حيث كان المتبرعون (وهم من المتطوعين)، عادة ما يأتون للتبرع لمساعدة المرضى المحتاجين لنقل الدم، وكان عليهم إظهار إثبات الهوية والإجابة عن 43 سؤالاً تتعلق بتاريخ المتبرع الطبي وسلوكه لضمان سلامة نقل الدم.

في ظل هذا النظام (السابق)، كانت عملية تسجيل المتبرع تستغرق وقتاً أطول حيث يحتاج الموظف الذي يقوم بالتسجيل إلى طباعة اسمه بالكامل وتاريخ الميلاد ورقم التسلسل لإثبات الهوية، وهذا الإجراء يصاحبه في كثير من الحالات الأخطاء المطبعية في إدخال البيانات، ويستغرق وقتاً يتراوح بين 3-7 دقائق، ولكن النظام الحديث الذي تم تنفيذه من خلال تطبيق «دمي»، فهو يستخدم القارئ الذكي لقراءة الهوية الوطنية خلال ثوانٍ مع دقة المعلومات المسجلة.

إلى جانب ذلك كان الاستبيان وإقرار المتبرع بالدم يأخذ وقتاً طويلاً، ويحتاج المتبرع إلى الإجابة عن 43 سؤالاً في يوم التبرع وبخصوصية، حيث يستغرق هذا نحو 15-20 دقيقة من الإجراء، بينما يتيح النظام المستحدث للمتبرع قراءة المعلومات التثقيفية والرد على الأسئلة الموجودة في الاستبيان وهو جالس في منزله أو مكان عمله من خلال استخدام التطبيق الذكي «دمي» على الهواتف المحمولة، وفي خلال فترة لا تتجاوز العشر دقائق، ويمكن للمتبرع الحضور للمركز وإبراز الرمز الكودي، الذي يمكن قراءته في ثوان.

كما كانت عملية التواصل مع المتبرعين بالدم بعد التبرع بالدم ضعيفة، وتتم يدوياً وبشكل تقليدي جداً، (مثل إخطار المتبرع بالدم بنتائج الفحوصات الفيروسية والأمراض المعدية)، وهو أمر مهم لأنه يتعلق بصحة المتبرع وعائلته ومن ثم المجتمع عامة، بينما يقوم النظام الحالي بإصدار رسائل نصية (أوتوماتيكياً) لإبلاغ المتبرع بضرورة مراجعة المركز، وأخذ الاستشارة الطبية بطريقه مبرمجة وآمنة.

أفضل الممارسات

كيف اختزل تطبيق «دمي» كل هذه المراحل؟

تتضمن عملية التبرع بالدم العديد من نقاط الاتصال مع مقدم الخدمة، ويتم حفظ الاستبيان والوثائق المتعلقة بالتبرع بالدم على شكل مستندات ورقية والتي تأخذ حيزاً كبيراً لتخزينها مع صعوبة مراجعتها، وقد تم تقليل عدد نقاط الاتصال بمقدم الخدمة في النظام الحالي مع تخزين المعلومات إلكترونياً وبطريقة آمنة.

ومن خلال تحسين وقت الخدمة في قسم التبرع بالدم، وتحليل نتائج التحسين الذي تم، تبين أن هناك حاجة لتطوير العمل في باقي مراحل الخدمة، من خلال الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في مجال خدمات نقل الدم، وجاءت الكثير من المبادرات التحسينية، ومنها على سبيل المثال: إدخال نظام الفئات المختلفة لبطاقات المتبرعين بالدم مثل الزرقاء والفضية والذهبية والبلاتينيوم لتشجيع المتبرعين بالدم على الاستمرار في التبرع.

إنجازات

كان لمركز دبي للتبرع بالدم بدايات مهمة وإنجازات على جانب التقنيات الحديثة، وربما ذلك هو ما مثل النواة أو الأساس لتطبيق «دمي»، فما رأيكم؟

لقد تم اعتماد المركز من جمعية بنوك الدم العالمية منذ عام 2012، وعمل المركز منذ مارس عام 2016 على تطوير العمل بإدخال نظام إلكتروني حديث من شركة «اي دلفن» الإسبانية العالمية والرائدة في الأنظمة الإلكترونية لبنوك الدم، وتم تطوير النظام وإضافة خصائص جديدة بالتعاون مع الشركة المنفذة، وإدارة تقنية المعلومات في هيئة الصحة بدبي، وذلك حسب متطلبات مركز دبي للتبرع بالدم، ومن ضمن الخصائص التي تم إضافتها للنظام:

Ⅶتسجيل المتبرعين بالدم باستخدام القارئ الإلكتروني للهوية الوطنية والذي يوفر الوقت إضافة إلى دقة المعلومات.

Ⅶتوفير الأجهزة الإلكترونية اللوحية للمتبرعين بالدم لقراءة المعلومات التثقيفية وتعبئة الاستبيان الخاص بالتبرع بالدم، الذي يوفر الوقت ويقدم الخدمة المطلوبة بسهولة ويلغي بعض الخطوات السابقة بغرض كسب رضا المتعاملين.

Ⅶربط جميع الأجهزة الطبية بالنظام الإلكتروني لنقل نتائج الفحوصات الطبية مباشرة، وذلك لضمان سلامة النتائج ودقتها وتوفير الوقت.

Ⅶإرسال رسائل نصية للمتبرعين بالدم لتذكيرهم بالموعد التالي للتبرع.

Ⅶمتابعة نتائج الفحوصات الطبية للمتبرعين بالدم الذين يحتاجون استشارة طبية بإعلامهم بصورة متكررة من خلال الرسائل النصية.

حافز مهم

ماذا يعني لكم ترشيح تطبيق «دمي» لــ«برنامج حمدان بن محمد للحكومة الذكية 2017»؟

الترشيح لبرنامج حمدان بن محمد للحكومة الذكية 2017، هو تشريف لنا جميعاً، ويعد حافزاً مهماً للعاملين في مركز دبي للتبرع بالدم على وجه التحديد، وقبل كل ذلك فإن الترشيح يمثل تحولاً مهماً في عملية التبرع بالدم، حيث إن من شأنه دعم الثقة في التطبيق وإجراءات الأمن والسلامة المتبعة، لدى أفراد المجتمع، كما أنه ومع فوز التطبيق في البرنامج، فإننا نتوقع أن تكون هناك آثار إيجابية واسعة، في أوساط المجتمع، ولدى المتبرعين بالدم، وكل المتعاونين مع المركز، والمساهمين في إنقاذ حياة المرضى والمصابين، ممن يحتاجون قطرة دم.

ابتكار

أكدت الدكتورة ميّ رؤوف أن نجاح هيئة الصحة بدبي في استحداث التطبيق، يتجسد في ابتكار وسيلة تجمع بين التقنيات الفائقة عالمياً، وبين الحالة الإنسانية والقيم النبيلة التي يتسم بها مجتمع الإمارات، والتي أسفرت- على سبيل المثال- عن ارتفاع معدلات التبرع بالدم خلال العام 2016، والتي وصلت إلى 46233 وحدة دم، وهذا ما يظهر مدى الوعي المجتمعي بقيمة التبرع، كما تظهر مستوى المسؤولية الراقي، وأهمية الاستعانة بأفضل التقنيات لتسهيل عملية التبرع.

 

Email