الدكتورة مي رؤوف مدير مركز دبي للتبرع بالدم:

تطبيق «دمي» اختصر دورة التبرع بلمسة على الهاتف

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تبقى عملية التبرع بالدم، واحدة من القيم السامية، التي تظهر – من دون شك – مدى ارتقاء الإنسان بعطائه وبذله وتضحياته من أجل الآخرين، وتظل هذه القيمة هي إحدى القيم التي تعكس عمق الإنسانية في نفوسنا، فما أغلى الدم بالنسبة لنا ولحياتنا، وما أغلى هذا العطاء الذي لا يقدر بثمن، ولاسيما إذا علمنا أن الجزء البسيط من دمائنا يمكن أن ينقذ حياة الآخرين، ويسهم في شفاء أناس يفتقرون إلى دماء تبعث في روحهم الأمل والحياة.

ويعتز مركز دبي للتبرع بالدم التابع لهيئة الصحة بدبي، كثيراً بأناس، أقبلوا من دون تردد على التبرع بدمائهم من خلال الحملات المنتشرة في ربوع إمارة دبي.. وقد تابع المركز شغف المتبرعين الذين انضموا للحملات عن طيب خاطر، وعن إدراك بأن لقطرة الدم الواحدة أهميتها وضرورتها، وأن هناك من ينتظرها ويحتاج إليها بشدة، ويأمل أن تصل إليه قطرات الدم في الوقت المناسب.

هذا بالتحديد ما استهلت به الدكتورة مي رؤوف مديرة مركز دبي للتبرع بالدم في هيئة الصحة بدبي، حديثها معنا في هذا الحوار، حيث أكدت أن مركز دبي للتبرع بالدم يقدر كل الجهود الحثيثة للمؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة، التي بادرت وتبادر - وبحس وطني وإنساني رفيع المستوى - بتنظيم مواعيد لتبرع موظفيها، لافتة إلى أن الكثير من كلمات الشكر والثناء والامتنان لا يكفي للوفاء ولا يكفي لتقدير المتبرعين أو المؤسسات الداعمة، التي تزداد يوماً بعد الآخر، في مشهد مشرف وتفاعل يعكس ما يتسم بها مجتمع الإمارات من قيم وما يتأصل في جذوره من عراقة.

مبادرة

هذه الروح.. روح المبادرة التي تتحدثون عنها، كيف ساعدت المركز في تجميع كميات الدم وفق المستوى المطلوب؟

لقد أسفرت روح الإيثار لدى الأفراد، وروح المبادرة لدى المؤسسات عن ارتفاع معدلات التبرع خلال العام 2016، والتي وصلت إلى 46233 وحدة دم.

تطوير

للمركز قدراته وإمكانياته رفيعة المستوى، التي ساعدت كثيراً في تعزيز الثقة التي يحظى بها المركز من مختلف المؤسسات والمنظمات والجمعيات العالمية المتخصصة، ولا سيما ما يرتبط منها بالاعتماد الدولي الذي يناله المركز ويتجدد بشكل دوري، فماذا عن أعمال التطوير الجارية للحفاظ على هذه المكانة؟

تم اعتماد المركز من جمعية بنوك الدم العالمية منذ عام 2012، وعمل المركز ومنذ مارس عام 2016 على تطوير العمل بإدخال نظام إلكتروني حديث من شركة «اي دلفن» الإسبانية العالمية والرائدة في الأنظمة الإلكترونية لبنوك الدم، وتم تطوير النظام وإضافة خصائص جديدة بالتعاون مع الشركة المنفذة، وإدارة تقنية المعلومات في هيئة الصحة بدبي، وذلك حسب متطلبات مركز دبي للتبرع بالدم.

ومن ضمن الخصائص التي تم إضافتها للنظام: تسجيل المتبرعين بالدم باستخدام القارئ الإلكتروني للهوية الوطنية والذي يوفر الوقت بالإضافة إلى دقة المعلومات، إلى جانب توفير الأجهزة الإلكترونية اللوحية للمتبرعين بالدم لقراءة المعلومات التثقيفية وتعبئة الاستبيان الخاص بالتبرع بالدم، والذي يوفر الوقت ويقدم الخدمة المطلوبة بسهولة ويلغي بعض الخطوات السابقة بغرض كسب رضا المتعاملين.

فضلاً عن ربط جميع الأجهزة الطبية بالنظام الإلكتروني لنقل نتائج الفحوصات الطبية مباشرة، وذلك لضمان سلامة النتائج ودقتها وتوفير الوقت، إضافة إلى إرسال رسائل نصية للمتبرعين بالدم لتذكيرهم بالموعد التالي للتبرع، ومتابعة نتائج الفحوصات الطبية للمتبرعين بالدم الذين يحتاجون استشارة طبية بإعلامهم بصورة متكررة من خلال الرسائل النصية.

تطبيق دمي

ماذا عن النقلة النوعية التي أحدثتها هيئة الصحة بدبي في المركز، والممثلة في تطبيق «دمي»؟

حتى نوضح فكرة التطبيق الذكي «دمي»، وأهمية هذا التحول، نشير إلى أن المتبرعين (وهم من المتطوعين)، عادة ما يأتون للتبرع لمساعدة المرضى المحتاجين لنقل الدم، وتتطلب المعايير العالمية لسلامة التبرع بالدم من المتبرع إظهار إثبات الهوية والإجابة عن 43 سؤالاً تتعلق بتاريخه الطبي وسلوكه لضمان سلامة نقل الدم.

في النظام السابق تستغرق عملية تسجيل المتبرع وقتاً أطول، حيث يحتاج الموظف الذي يقوم بالتسجيل طباعة اسم المتبرع الكامل وتاريخ الميلاد ورقم التسلسل لإثبات الهوية، وهذا الإجراء يصاحبه في كثير من الحالات الأخطاء المطبعية في إدخال البيانات، ويستغرق وقتاً يتراوح بين 3-7 دقائق.

ولكن النظام الحديث الذي تم تنفيذه من خلال تطبيق «دمي»، فهو يستخدم القارئ الذكي لقراءة الهوية الوطنية خلال ثوانٍ مع دقة المعلومات المسجلة.

وسابقاً كان الاستبيان وإقرار المتبرع بالدم يأخذ وقتاً طويلاً، ويحتاج المتبرع إلى الإجابة على 43 سؤالاً في يوم التبرع، حيث يستغرق هذا حوالي 15-20 دقيقة من الإجراء، بينما يتيح النظام المستحدث للمتبرع قراءة المعلومات التثقيفية والرد على الأسئلة الموجودة في الاستبيان وهو جالس في منزله أو مكان عمله من خلال استخدام التطبيق الذكي «دمي» على الهواتف المحمولة، وفي خلال فترة لا تتجاوز عشر دقائق، ويمكن للمتبرع الحضور للمركز وإبراز الرمز الكودي الذي يمكن قراءته في ثوانٍ.

إلى ذلك كانت عملية التواصل مع المتبرعين بالدم بعد التبرع بالدم ضعيفة وتتم يدوياً وبشكل تقليدي جداً، (مثل إخطار المتبرع بالدم بنتائج الفحوصات الفيروسية والأمراض المعدية)، وهو أمر مهم لأنه يتعلق بصحة المتبرع وعائلته ومن ثم المجتمع عامه، بينما يقوم النظام الحالي بإصدار رسائل نصية (أوتوماتيكياً) لإبلاغ المتبرع بضرورة مراجعة المركز وأخذ الاستشارة الطبية بطريقة مبرمجة وآمنة.

أفضل الممارسات

نود المزيد من التوضيح حول المراحل التي اختزلها تطبيق «دمي»؟

تتضمن عملية التبرع بالدم العديد من نقاط الاتصال مع مقدم الخدمة، ويتم حفظ الاستبيان والوثائق المتعلقة بالتبرع بالدم على شكل مستندات ورقية والتي تأخذ حيزاً كبيراً لتخزينها مع صعوبة مراجعتها، وقد تم تقليل عدد نقاط الاتصال بمقدم الخدمة في النظام الحالي مع تخزين المعلومات إلكترونياً وبطريقة آمنة.

ومن خلال تحسين وقت الخدمة في قسم التبرع بالدم، وتحليل نتائج التحسين الذي تم، تبين أن هناك حاجة لتطوير العمل في باقي مراحل الخدمة، من خلال الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في مجال خدمات نقل الدم، وجاءت الكثير من المبادرات التحسينية، ومنها على سبيل المثال: إدخال نظام الفئات المختلفة لبطاقات المتبرعين بالدم مثل الزرقاء والفضية والذهبية والبلاتينيوم لتشجيع المتبرعين بالدم على الاستمرار في التبرع.

وعي

أكدت الدكتورة مي رؤوف مديرة مركز دبي للتبرع بالدم أن ارتفاع معدلات التبرع بالدم يظهر مدى الوعي المجتمعي بقيمة التبرع، كما يظهر مستوى المسؤولية الراقي.

2012

تم اعتماد مركز دبي للتبرع بالدم من جمعية بنوك الدم العالمية منذ عام 2012.

2016

عمل المركز في عام 2016 على تطوير العمل بإدخال نظام إلكتروني من شركة «اي دلفن».

43

تتطلب معايير سلامة التبرع بالدم من المتبرع الإجابة عن 43 سؤالاً تتعلق بتاريخه الطبي وسلوكه.

Email