الدكتور محمد الرضا مدير المكتب التنفيذي للتحول التنظيمي في الهيئة:

«صحة دبي» تُوثّق شراكتها مع 6 مؤسسات عالمية دعماً لمسرعات المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت مخططات هيئة الصحة في دبي في شأن مبادرة مسرعات المستقبل واقعاً ملموساً، ومساراً وضاحاً تمضي فيه الهيئة بقوة، آخذة جميع التدابير والسبل التي تمكنها من تحقيق الطفرة النوعية المطلوبة في هذا المجال الطبي التقني فائق التقدم، الذي يأتي ضمن مسؤولياتها تجاه منظومة الجيل الرابع، وبالتحديد في ساحة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد التي أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالتحول إليها في العديد من المجالات، ومنها المجال الطبي، في جميع تخصصاته، إلى جانب تولي شؤون الأبحاث العلمية المطورة وتكوين شراكات استراتيجية في الداخل والخارج لتعزيز مكانة دبي وتواجدها في طليعة، منتجي ومصدري التقنيات الطبية المطبوعة بتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد، ومن هذا المنطلق وثقت «صحة دبي» شراكتها مع 6 مؤسسات عالمية دعماً لمسرعات المستقبل، وذلك بحسب

الدكتور محمد الرضا مدير المكتب التنفيذي للتحول التنظيمي، في هيئة الصحة بدبي، الذي أشار في هذا الحوار وقبل أن نبادر بسؤالنا الأول، إلى أن الهيئة قطعت شوطاً مهماً على طريق مسرعات المستقبل، وأصبحت تمتلك 4 طابعات، الأولى لطب الأسنان، والثانية والثالثة ضمن مبادرة المسرعات نفسها، أما الرابعة فهي خاصة بالأعمال التجريبية، إلى جانب ذلك، خاضت الهيئة العديد من المجالات الطبية التخصصية بهذه التقنية الجديدة، ومنها طب الأسنان، وجراحات القلب والكلى، وعمليات العظام، وغيرها من التخصصات الدقيقة التي تستهدفها، والتي أجرت من خلالها اثنتين من العمليات المهمة، الأولى تتعلق بإجراء أول جراحة من نوعها لإزالة ورم سرطاني بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وكان ذلك في مستشفى دبي، والثانية تتصل بما تم الإعلان عنه مؤخراً، وهو إنجاز أول ساق اصطناعية ثلاثية الأبعاد لمقيمة بريطانية في دبي.

ما بين العملية الأولى والإنجاز الثاني، وما بين خطوة الهيئة المبدئية تجاه مسرعات المستقبل، وما تم تحقيقه، حرصت هيئة الصحة بدبي كما يقول الدكتور محمد الرضا على أن تكون لها بصمتها الخاصة في ساحة عالمية عريضة تشتد فيها المنافسة يوماً بعد الآخر، حول أسبقية امتلاك تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتطويعها واستثمارها، وبناء الشراكات والعلاقات مع كبريات المؤسسات الدولية المتخصصة في هذا المجال، وهذه هي الأهداف التي ترمي إلى تحقيقها مبادرة مسرعات المستقبل، وتالياً نص الحوار:

شاركت هيئة الصحة في برنامج مسرعات دبي المستقبل منذ انطلاقه في سبتمبر 2016 وعلى مدى دورتين، صف لنا تجربة الهيئة في هذا المجال الحيوي ؟

في بادئ الأمر، وبالتحديد خلال الأشهر من سبتمبر وحتى ديسمبر 2016، كان أمام الهيئة تحد واضح وهو استخدام علم الجينوم وعلوم التحليل وتقنيات الحضور عن بعد والعلاجات الخاصة لتعزيز نسبة الكفاءة والدقة في التشخيص الطبي والعلاج، وكان على الهيئة أن تتجاوز هذا التحدي، وبالفعل تم اتخاذ جميع التدابير الممكنة، والتعامل مع التحدي بوضعية التنافسية وذلك خلال الدورة الأولى من «برنامج مسرعات دبي المستقبل».

وخلال الدورة الثانية، والأشهر من فبراير وحتى أبريل 2017، تم الانتقال إلى تحد جديد وهو تحسين الإدارة الذاتية لمرضى الأمراض المزمنة، وتعزيز كفاءة الممارسات الطبية والنتائج الصحية للمرضى بمعدل 10 أضعاف من خلال استخدام التقنيات الرقمية الحديثة «10x».

توضيح

نود المزيد من التوضيح، ماذا تم على وجه التحديد فيما يخص كل تحد، هل كانت لديكم شراكات معينة لتجاوز تحدي الدورة الأولى وما بعده في الدورة الثانية ؟

بالنسبة للدورة الأولى تم التعاون مع «كيور ماتش»، وهي شركة من سان دييغو في مجال الصحة الرقمية، مهتمة بتطوير الرعاية الصحية في مجال الأورام، ابتكرت برنامجا يدعم أطباء الأورام في اختيار مجموعة العلاجات المناسبة لكل مريض من أجل نتائج أفضل، والتعاون كذلك مع «هوني ويل»، وهي شركة صناعات إلكترونية عالمية تقدم حلول للمشكلات الطبية، تبتكر طرقا جديدة لتوفير الرعاية الصحية في المنزل، إلى جانب شركة بحوث واستشارات من دبي تسمى «ميداتيف»، وهي شركة تستعمل الطباعة ثلاثية الأبعاد لتطوير الرعاية الصحية، وتهدف إلى دعم دبي لتكون محضن للابتكار في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى العالم.

وفي الوقت نفسه تم التحاور والتعاون مع «آفالون»، وهي شركة متخصصة في تصنيع المعدات التي تساعد أخصائيي الأشعة الدماغية في التشخيص السريع والدقيق عن طريق عرض وقياس معالم الدماغ بدقة.

كما تستخدم الأشعة الدماغية والمرضى في تجارب اكلينيكية لتسريع اكتشاف علاج للأمراض العصبية مثل الزهايمر، إضافة إلى «فينايا»، وهي شركة تنتج أساور تقنية تستطيع فهم وتوقع مشاعر السعادة والتوتر وعوامل الصحة البدنية والنفسية. كما تقوم بتطوير مدرب صحة ذكي يستخدم خوارزميات متطورة في التعلم الآلي. كما تقدم الشركة معلومات للمستخدمين والمؤسسات.

شراكات

وماذا عن الشراكات والتعاون في الدورة الثانية والتحدي الثاني؟

في الدورة الثانية، تم فتح المجال للمناقشة والدراسة والتعاون مع مجموعة شركات أخرى، وهي «آرك سيكند»، وهي شركة تقوم بتطوير أجهزة لاسلكية يرتديها المريض تقيس مدى الحركة للمساعدة في برامج العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، و«فوتوثيرا»، وهي تعد من الشركات الرائدة عالمياً في ابتكار أجهزة العلاج بتقنية الضوء البارد، وذلك لإنتاج قناع النوم لمرضى اعتلال الشبكية السكري، ولحاف الأطفال حديثي الولادة لعلاج اليرقان.

إضافة إلى ذلك هناك شركة «هارت شيلد»، وهي إحدى الشركات المتخصصة في استخدام الذكاء الاصطناعي للتعرف إلى قابلية الإصابة بأمراض القلب باستعمال تطبيقات الهواتف الذكية.

وهدفها منح الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر أمراض القلب الفرصة المبكرة للوقاية والبحث عن العلاج المناسب. ويعتبر البرنامج الذي استحدثته الشركة الأول من نوعه في قياس قابلية الإصابة بأمراض القلب.

وتم توقيع اتفاقيات شراكة بالفعل مع 6 شركات «ميداتيف، هوني ويل، فينايا، وإي إس جي، فوتوثيرا، و آركسيكن»، لإنجاز أهداف مسرعات المستقبل.

تفاصيل

حدثنا عن تفاصيل العملية الأولى لمريضة الكلى، كيف تم الأمر، كيف تمت الاستعانة بتصميم كلى مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد لإزالة الورم النادر في حجمه من الكلية ؟

هذه العملية وإن تشابهت مع عمليات جراحية أخرى في دول متقدمة، إلا أنها فريدة من نوعها، حسب وصف الفريق الطبي، في مستشفى دبي التابع للهيئة، حيث وصلت الجراحة في هذه العملية إلى أقصى درجات التعقيد، بسبب عدم ظهور الورم السرطاني على سطح الكلية، ولوجوده في لب الكلية نفسها، وعلى مقربة من الشريان الرئيس لها وفي المنطقة الخلفية للكلية، وهو ما كان يحتم على أي جراح استئصال الكلية، غير أن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مكنت الطاقم الطبي برئاسة الدكتور ياسر السعيدي استشاري جراحة المسالك البولية في مستشفى دبي، من استئصال الورم السرطاني العميق، مع الحفاظ على كلية المريضة.

بداية

كيف بدأت هذه الخطوة ؟

كانت البداية من تشخيص حالة المريضة وهي في العقد الرابع من عمرها، وحتى دراسة إمكانية إزالة الورم السرطاني بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي تم التواصل من أجلها مع كبريات المؤسسات الأميركية المتخصصة، لطباعة صور الأشعة ونتائج التحاليل، بهذه التقنية الأكثر حداثة في العالم. ولم تدخر الهيئة وسعاً في الحصول على مجسم الكلى، الذي جاء مماثلاً للكلى والورم السرطاني، وهو ما ساعد كثيراً في كفاءة العملية الجراحية، وأسهم في نجاحها.

والاستفادة الأولى من هذه التقنية لم تبدأ داخل غرفة العمليات، وهذا هو الجزء المهم والأفضل، حيث استطاع الفريق الطبي من خلال المجسم المطبوع للكلى، تقديم الشرح الوافي للمريضة عن خطوات العملية وبساطتها، كما أن المجسم نفسه ساعد الطاقم الطبي، في محاكاة العملية قبل تنفيذها، والتعرف إلى أفضل السبل لاستئصال الورم السرطاني العميق، مع الاحتفاظ بكلية المريضة.

أول ساق منتجة عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد

أنجزت هيئة الصحة في دبي أول ساق اصطناعية منتجة عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد، على مستوى الشرق الأوسط، والتي تم تصميمها خصيصاً لمواطنة بريطانية مقيمة في دبي، وهي تعمل كأخصائي علاج طبيعي للخيول في نادي دبي للفروسية، والتي تم تصميم الساق من أجلها، وذلك ضمن مبادرة «3D الخير»، التي أطلقتها الهيئة ضمن 30 مبادرة إنسانية.

والساق المنتجة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، هي ثمرة شراكة مهمة بين الهيئة ومجموعة من المؤسسات والشركات العالمية المتخصصة في الطباعة والإنتاج، أبرزها شركات انفورما، و بروسفيت من بلغاريا، وميكوريس الألمانية وميديكلينيك من دولة الإمارات.

ومع الساق فائقة التقنية لم تعد المقيمة البريطانية بليندا غاتلاند، تشعر بأن لديها ساقا اصطناعية، وهذا هو شعورها الذي أعربت عنه بعد استخدام الساق، حيث قالت إنها أصبحت قادرة على السير وممارسة حياتها بشكل أفضل وبشكل طبيعي.

Email