أماني الجسمي مدير إدارة تقنية المعلومات في الهيئة لـ «البيان الصحي »:

«صحة دبي» تدشن « سلامة» بكوادر وإمكانيات فائقة المستوى

ت + ت - الحجم الطبيعي

دشنت هيئة الصحة في دبي مرحلة التشغيل الفعلي لمشروع الملف الطبي الإلكتروني الموحد «سلامة»، الذي تتبنى تنفيذه، وهو يعد المشروع التقني الأكبر من نوعه في المنطقة، والمعتمد على آخر ما جادت به التكنولوجيا الحديثة والوسائل الذكية، التي توثق عملية التواصل القائم بين المريض والطبيب، وساهم المشروع بحسب أماني الجسمي مدير إدارة تقنية المعلومات في هيئة الصحة في دبي بتوثيق علاقة الطبيب بالمريض وفتح قنوات تواصل فعالة بينهم.

وانتهت الهيئة ممثلة في إدارة تقنية المعلومات من المشروع في وقت قياسي دون تأخير، وذلك بحسب أماني الجسمي، والتي أوضحت في بداية حوارنا معها أن مشروع «سلامة»، يمثل نظاماً إلكترونياً موحداً يطبق على مستوى كافة الوحدات الطبية والصحية بالهيئة «المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية واللياقة الطبية، والمراكز المتخصصة»، وبموجب المشروع سيتم تخصيص سجل فردي إلكتروني موحد للمريض يشمل معلوماته الطبية كاملة، الأمر الذي يمكن الطبيب من الحصول على ملف المريض مباشرة بغض النظر عن آخر مكان تم تلقي العلاج فيه.

ويتوافق نظام الملف الطبي الإلكتروني «سلامة» مع نظام شركة «EPIC» العالمي، وهو برنامج ضخم يشمل التكنولوجيا والبنية التحتية وتكامل النظم لتقديم حل طبي إلكتروني شامل، يستهدف وضع النظام الصحي في دبي، في صدارة الأنظمة الصحية العالمية، فضلاً عن تحقيقه لرضا المتعاملين وسعادتهم.

نجحت الهيئة في إنجاز جميع مراحل تحضير المشروع، وتم الإطلاق الفعلي في وقت قياسي، كيف تم ذلك ؟

حقيقة الأمر ليس هناك عمل منفرد في هيئة الصحة في دبي، وحين بدأنا في تنفيذ المشروع، كان لذلك الأثر الإيجابي الكبير لدى قطاعات الهيئة وإدارتها، وأخص بالذكر هنا المستشفيات والمراكز الصحية المستهدفة، حيث إن الجميع كان متعاوناً وسباقاً ومبادراً، وهذا سهل الكثير من الأمور، كما سهل عمليات تدريب وإعداد أكثر من 11 ألف موظف وموظفة على استخدام النظام الجديد لمشروع سلامة، كما أنجزت الهيئة عملية تدريب الفريق القائم على تشغيل المشروع والذي يضم 60 موظفاً وموظفة من المتخصصين، الذين تلقوا تدريبهم داخل الدولة وفي الولايات المتحدة الأميركية من قبل شركة «EPIC» العالمية حيث حصلوا جميعاً على شهادات معتمدة دولياً لتشغيل النظام الجديد الذي تم العمل به حسب الجدول الزمني للتنفيذ، وأود الإشارة إلى أنه وفقاً لبرنامج تنفيذ المشروع، فإن أي سجل أو تقارير حديثة للمتعاملين مع أي من منشآت الهيئة، سيدخل مباشرة إلى نظام سلامة، وذلك بعد أن أنجزت الهيئة ضم أكثر من مليون و400 ألف سجل إلى نظام سلامة الشامل، فيما تجري هيئة الصحة تعزيز عمليات الربط بجميع الملفات والسجلات وربط إلكتروني مع الأنظمة الطبية الاخرى مثل نظام المختبرات ونظام الأشعة والأجهزة الطبية، لضمان انطلاقة قوية في مراحل التشغيل الأولى، التي تشمل مستشفى راشد ومركز دبي للأمراض الجلدية، وعيادات المطار، ومركز دبي للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، وعيادة البرشاء.

وماذا عن بقية المنشآت الصحية للهيئة، ما هو المخطط لربطها بالنظام ؟

في شهر أغسطس المقبل سيتم بدء المرحلة التشغيلية الثانية بتعزيز الربط بمستشفى دبي، ومستشفى حتا، ومركز دبي للسكري، وجميع مراكز الرعاية الصحية الأولية، وفي شهر نوفمبر سيتم إطلاق المرحلة الثالث حيث سيتم الربط بمستشفى لطيفة، ومركز دبي للأمراض النسائية والإخصاب، وجميع مراكز اللياقة الطبية.

مع كل تطوير جديد، قد تنشأ بعض التحديات خلال عمليات التنفيذ والتشغيل، كيف استعدت الهيئة لذلك ؟

هذا صحيح فعمليات التحول التقني تواجهها تحديات، ونحن بالفعل اطلعنا على بعض التجارب المطبقة في هذا الإطار، وشمل ذلك العديد من المؤسسات الصحية الناجحة، كما تمت زيارة مستشفى «سانت جانزدايل» في هولندا من قبل فريق عمل «سلامة» للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية، فضلاً عن التعرف إلى المزيد من المعلومات حول الخطوات الرئيسة للتنفيذ، وطبيعة التحديات، وسبل مواجهتها.

وإذا نظرنا لنظام مشروع سلامة ومثيله في الدول المتقدمة سنجد بالفعل بعض التحديات، سواء في التقنية نفسها، وهذا ما تم الاستعداد له بفريق تقني محترف من المتخصصين في الهيئة وشركتي «EPIC & IBM» العالميتين، لإجراء التدخل السريع في أية ظروف غير طبيعية محتملة، وهناك أمور أخرى لا نقول إنها تحديات، حيث إنها تتصل بتفهم المستهدفين من النظام وهم المتعاملون مع الهيئة، لهذه الطفرة النوعية، التي قد تحتاج في البداية المزيد من التعاون بين المتعاملين والإداريين والأطباء من أجل تحديث البيانات، وهذا الإجراء يتم لمرة واحدة، بعده سيلحظ الجميع وبالتحديد الأطباء وجمهور المتعاملين مع الهيئة ثمار المشروع.

من المستفيد من مشروع «سلامة»، هل ركزت الهيئة على المتعاملين فقط ؟

قائمة المستفيدين من مشروع «سلامة» تمتد إلى الإداريين والأطباء وطاقم التمريض والفئات الطبية المساندة والمراجعين، ويستهدف المشروع تسهيل انتقال المرضى بين المستشفيات والعيادات الحكومية في دبي، كما أن التقنية الفائقة المستخدمة تضمن التبادل السلس للبيانات والسجلات الطبية بين جميع المستشفيات والعيادات في دبي، وفي الوقت نفسه يختصر مشروع «سلامة» بخدماته المتكاملة إجراءات المراجعة الطبية مع توفير وقت وجهد الطبيب والمريض، وبالتالي سيتم تسريع إجراءات العلاج بأعلى قدر من الكفاءة والجودة، وهذه ثمار أولية للمشروع، سيلحظها الجميع.

ماذا تقصدون بالثمار الأولية، هل هناك فوائد أخرى لمشروع «سلامة» ؟

هناك العديد من الفوائد، من بينها تخفيض الفترة الزمنية، أو الوقت المخصص لإقامة المريض في المستشفى، وحفظ الوقت والجهد والمال على المريض من خلال تقليل نسبة تكاليف العلاج وسرعة تطبيق الإجراءات الرسمية المتبعة في الهيئات الطبية، إلى جانب توفير أنظمة وقنوات للتواصل السريع بين المريض والطبيب.

توحيد إجراءات العمل في المستشفيات

يعتبر مشروع «سلامة»، متعدد الأهداف، إذ أنه يركز على توحيد وتوثيق إجراءات العمل في المستشفيات والعيادات، وسرعة الوصول إلى البيانات الشاملة للمرضى في مواقع الرعاية الطبية، بما يدعم اتخاذ القرار الصائب، الأمر الذي يصب في مصلحة المريض وجمهور المتعاملين، إضافة إلى أن النظام يعمل على توفير قاعدة بيانات وتقارير طبية تدعم اتخاذ القرار، وتسهم في دفع عجلة الدراسات والبحوث والتطوير، والتي تعتبر من الأولويات في المجال الطبي.

Email