فهد باصليب استشاري ورئيس قسم القلب في مستشفى راشد:

الإنجازات العالمية لدبي أهلتها للفوز باستضافة المؤتمر الدولي لأمراض القلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

فازت مدينة دبي بحق استضافة المؤتمر العالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية 2018، بعد منافسة قوية تفوقت فيها على مجموعة من الدول والمدن الكبرى، وتبرز أهمية استضافة هذا المؤتمر في كونه الحدث العالمي الأكبر من نوعه في تخصص أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يشارك فيه نخبة من القيادات وكبار المسؤولين وصناع السياسات الصحية في العالم، فضلاً عن حضور ما يقرب من 10 آلاف عالم وخبير وطبيب يمثلون مختلف دول العالم.

هذا ما تم الإعلان عنه أخيراً في مؤتمر صحافي عقدته هيئة الصحة في دبي بحضور معالي حميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام للهيئة، أما عن تفاصيل الفوز وحيثياته واستعدادات دبي لتنظيم المؤتمر، وأهمية المؤتمر نفسه بالنسبة للهيئة، والفرص الممكنة لتعزيز حركة السياحة العلاجية، وإبراز قدرات دبي التنافسية في المجال الطبي على وجه التحديد، وتفوقها سياحياً، فهذا ما وضحه الدكتور فهد باصليب استشاري ورئيس قسم القلب في مستشفى راشد التابع للهيئة، ورئيس المؤتمر، في الحوار التالي:

فوز دبي باستضافة هذا المؤتمر صادف أهله، لكن نودّ التعرف إلى حيثيات الفوز، لماذا فازت دبي بحق الاستضافة، وهل كانت هناك منافسة بينها وبين دول أو مدن أخرى ؟

يعد المؤتمر العالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية 2018، واحداً من أهم المؤتمرات الطبية العالمية، وهو الحدث الأكبر دولياً في هذا التخصص، وفازت دبي بحق استضافة المؤتمر بعد منافسة قوية تفوقت فيها على كل من سنغافورة، وكيب تاون، وكوريا، وجاء الفوز مستنداً إلى المكانة العالمية المتقدمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومجمل إنجازاتها في شتى المجالات، وما حققته دبي على وجه التحديد من طفرات نوعية على الصعد كافة، وخاصة على صعيد القطاع الصحي.

هذا من ناحية مكانة دبي، التي عززها موقعها الجغرافي في قلب العالم، وجعل لها الأفضلية في حسم المنافسة، إلى جانب تميز دبي من حيث البنية التحتية المتكاملة، التي تستوعب استضافة الآلاف من المشاركين في وقت واحد وفي أماكن قريبة من الحدث، بخلاف بلدان ومدن كبرى.

وتابع: «ليس هذا فحسب هو ما يميز ملف فوز دبي باستضافة المؤتمر، حيث سبق وأن تمت استضافة المؤتمر نفسه بنجاح لافت في العام 2012 وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة واحدة هذا المؤتمر العالمي مرتين في أقل من 10 سنوات».

هل تضمن ملف المنافسة مقومات أخرى ساعدت على الفوز بحق الاستضافة ؟

نعم فقد اعتمدت هيئة الصحة في دبي على مجمل مراحل التطور الصحي والسياسات والرؤى المستقبلية لهذا القطاع الحيوي، وما يشهده في دبي من نمو متسارع وتطور لافت، إلى جانب مجموعة الاعتمادات الدولية التي حصلت عليها المستشفيات والمراكز التخصصية، وخاصة الاعتماد الدولي (JCI ) لعلاج الجلطات القلبية والاعتماد الدولي في استبدال الصمام الأبهر عن طريق القسطرة، فضلاً عن الإنجازات التي حققتها أقسام القلب والأوعية الدموية بشكل خاص، والتي أصبحت لها بصمة واضحة في مجال أمراض القلب وعمليات القسطرة الدقيقة.

ما هي الفرص التي يمكن للهيئة أن تستثمرها من وراء مؤتمر عالمي بهذا الحجم ؟

المؤتمر العالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية 2018، يعد فرصة مهمة لتبادل الخبرات والأفكار والتجارب الناجحة، إضافة إلى مناقشة التحديات التي تواجه العالم في ما يخص هذا النوع من الأمراض التي تتسبب في وفاة أكثر من 17 مليون إنسان سنوياً، من إجمالي الوفيات العالمية للأمراض المزمنة الذي يصل إلى 38 مليون حالة، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، كما أن المؤتمر يمثل المحفل العلمي الأكثر ثراءً، حيث تضم أجندة أعماله أكثر من 200 جلسة علمية تدور مناقشاتها حول كل ما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية من الوقاية والتشخيص والعلاج وإعادة التأهيل، والفرصة المهمة لنا هي قيادة حركة التطور الطبي في هذا التخصص الذي يأتي في مقدمة التخصصات الطبية الأسرع تطوراً، سواء على مستوى التعليم الأكاديمي أو العلوم الطبية أو التجهيزات والتقنيات والأساليب والممارسات الحديثة.

هل لدى هيئة الصحة بدبي أية قنوات تواصل وتعاون مع جهات وأطراف أخرى لتنظيم المؤتمر ؟

هناك تعاون مثمر بين هيئة الصحة في دبي، ومؤسسة دبي للسياحة وجمعية القلب الإماراتية، إلى جانب التنسيق القائم بين الهيئة وجمعية القلب العالمية، وتجدر الإشارة هنا إلى الإشادة التي صدرت عن رئيس الجمعية البروفيسور دايفيد وود والذي أكد فيها على ما تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة من مكانة مرموقة على الصعيد الدولي، ونجاحات دبي التي قال إنها تمكنها من إنجاح المؤتمر العالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي ذكر فيها أيضاً أن استضافة دبي للمؤتمر في العام 2018، ستكون الأفضل في تاريخ دورات انعقاد المؤتمر، وخاصة مع تركيز أعمال المؤتمر على إعداد منظومة وقائية أكثر تطوراً لأمراض القلب، وتكون هي النموذج الأمثل للتطبيق عالمياً، وذلك بالتوافق مع الهدف العالمي الذي يرمي إلى خفض معدلات الأمراض غير المعدية بمقدار 25 % مع حلول عام 2020.

تتوقعون مشاركة أكثر من 10 آلاف عالم وطبيب في أعمال المؤتمر، ماذا عن الجهات والأطراف المعنية، وخاصة الجمعيات المتخصصة ؟

من المنتظر أن يشارك في أعمال المؤتمر نخبة من القيادات الصحية وصناع السياسات والمخططين والأطباء المتخصصين الذين يصل عددهم لأكثر من 10 آلاف مشارك، إلى جانب مسؤولي وممثلي الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، وجمعية القلب الخليجية، وجمعية آسيا والمحيط الهادئ لأمراض القلب، والكلية الأميركية لأمراض القلب، وشبكة القلب الأفريقي والجمعيات السعودية والمصرية والأميركية للقلب، وهو ما يجعله الحدث الطبي والعلمي الأكبر عالمياً.

 

دبي آمنة من السكتات القلبية المفاجئة

تتجه هيئة الصحة في دبي لإجراء دراسة مفصلة عن الوضع الحالي للمصابين بأمراض القلب، ومن ثم تفاديهم من الإصابة بالسكتة القلبية في إمارة دبي، وذلك وفق المشروع الطموح الذي تتبنى الهيئة تنفيذه، والذي يستهدف أن تكون مدينة دبي مدينة آمنة من السكتات القلبية المفاجئة، من خلال توفير أفضل سبل الوقاية من جميع الأمراض القلبية، إلى جانب أحدث تجهيزات وتقنيات التشخيص والعلاج، وقد أبرمت الهيئة لتنفيذ المشروع مذكرة تفاهم مع شركة رويال فيليبس العالمية، ووفقاً لمذكرة التفاهم، سيتم توزيع أجهزة الإنعاش القلبي والرئوي وأجهزة إزالة الرجفان والأنظمة الحديثة والمتقدمة المرتبطة بأمراض القلب في دبي، لرفع معدلات تفادي الإصابة بالسكتة القلبية، بما يتوافق والإجراءات والنظم المعمول بها عالمياً، وتركز هيئة الصحة في دبي في مشروعها على تعزيز الجانب الوقائي، الذي تسير فيه بالتوازي مع مسار العلاج الذي توفره بمستوى خدمات عالي الجودة، وهدفنا الاستراتيجي هنا هو الوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة، وتوفير تجربة استشفاء نموذجية من جميع الأمراض، وجعل مدينة دبي المدينة الأفضل عالمياً.

Email