آمنة السويدي مدير إدارة الموارد البشرية في الهيئة:

«صحة دبي» وفرت «سيروتينين» السعادة لتحفز الموظفين على الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

في سبيل تحقيق أعلى درجات الرضا لدى جمهور المتعاملين وأفراد المجتمع بوجه عام، وإسعادهم، تدرك هيئة الصحة في دبي أن المدخل الطبيعي لإسعاد المتعاملين هو إسعاد موظفي الهيئة وخاصة مقدمي الخدمات، ممن تعمل «صحة دبي» ممثلة في إدارة الموارد البشرية، على تمكينهم من أداء مسؤولياتهم، من خلال توفير بيئة عمل حاضنة للإبداع، وحزمة من المحفزات المادية والمعنوية التي من شأنها توفير أجواء عمل نموذجية، وهو ما يتم تنفيذه بالفعل عن طريق مجموعة المبادرات التي تتبناها الهيئة، والتي يدور حوارنا حولها مع آمنة السويدي مدير إدارة الموارد البشرية، والتي أكدت أن الهيئة وفرت «سيروتينين» السعادة لتحفيز الموظفين على الإبداع والابتكار.

بداية، هل لكي أن تحدثينا عن انخفاض معدل الدوران الوظيفي لـ4% في الهيئة، وترقية 26% من العاملين خلال العامين الماضيين؟

بالفعل انخفض معدل الدوران الوظيفي في هيئة الصحة في دبي لـ4% في العام 2016، بعد أن كان قد وصل لـ6% في العام 2015، وهذا الانخفاض نتاج حزمة المحفزات التي وفرتها الهيئة لرفع مستوى رضا الموظفين، إلى جانب ما أنجزته الهيئة على مستوى الارتقاء ببيئة العمل على جميع المستويات والوظائف وجعلها بيئة حاضنة للإبداع، ومحفزة على طرح الأفكار المبتكرة.

في تقرير رسمي لكم، تم ربط انخفاض معدل الدوران بالترقيات التي شهدتها الهيئة، هل من توضيح؟

نعم تم ربط انخفاض معدل الدوران الوظيفي والترقيات، والترقيات هنا واحدة من الأدوات المهمة التي أدت إلى خفض معدل الدوران، وحفز الموظفين، حيث إن هناك حزمة متكاملة من المحفزات، لا تقتصر على الترقيات فحسب، ولكن يمكننا أن نذكر أن معدل الترقية خلال العامين «2015/2016»، وصل لأكثر من 26%، أي أكثر من ربع موظفي الهيئة تم ترقيتهم في عامين وهذا عامل مهم ضمن عوامل رفع مستوى رضا الموظفين، وخاصة أن الترقيات شملت جميع التخصصات ومختلف المستويات الوظيفية.

كما كان من ضمن الأسباب التي أدت إلى انخفاض معدل الدوران الوظيفي تطبيق سياسة الاستبقاء للموظفين، وعمل مقابلات لاستقصاء أسباب الاستقالة وإيجاد الحلول المناسبة للاحتفاظ بالموظفين المتميزين في الهيئة، وأيضاً تطبيق عدد من المبادرات التي كان لها الأثر في تعزيز بيئة العمل الإيجابية والسعيدة منها ميثاق السعادة والإيجابية «سيروتينين السعادة» وبرنامج التكريم والتحفيز «بكم نفتخر».

حوافز

ربط التقرير كذلك بين حالة الرضا العامة للموظفين، وحزمة الحوافز التي أدخلتها الهيئة في نظام العمل، وفي مقدمتها برنامج التكريم والتحفيز «بكم نفتخر»، فماذا عن هذا البرنامج؟

«بكم نفتخر»، مبادرة استحدثتها الهيئة لبسط أجواء السعادة في نفوس الموظفين كافة، وهي تضم 6 فئات رئيسية من بينها الموظفون المتميزون والمبدعون والحاصلون على الجوائز من الأطباء والإداريين، إلى جانب من أمضوا سنوات طويلة في خدمة الهيئة، وتم تكريم الموظفين في هذه الفئات وفق معايير وضوابط ترتكز إلى الشفافية والدقة في الاختيار.

وهذا هو دور إدارة الموارد البشرية ومسؤوليتها، حيث تعمل وفق استراتيجية الهيئة على اتخاذ كل ما من شأنه إسعاد الموظفين، على اختلاف مواقعهم ومسمياتهم الوظيفية، وذلك إيماناً من الهيئة بأن إسعاد المتعاملين يبدأ، من إسعاد مقدم الخدمة.

وأود الإشارة هنا إلى أن عنوان «بكم نفتخر»، لا ينحصر عند كونه رسالة ومعاني بليغة ومنهجية معتمدة للتكريم. إذ يمتد هذا العنوان، لتحفيز الموظفين على الإسهام في التحولات النوعية التي تشهدها الهيئة، ويشهدها القطاع الصحي في دبي، وذلك من خلال المشاركة بالأفكار القابلة للتنفيذ، وبذل الجهد والعطاء والتفاني، والعمل بروح الفريق، وهذا كل ما نرجوه وننشده.

ولو لاحظنا تقسيم فئات المكرمين، سنجد أن الهيئة تؤكد الوفاء لكل من يخدمها بإخلاص وتفاني من خلال تكريم الذين أمضوا في خدمة القطاع الصحي سنوات طويلة، كما تؤكد اعتزازها بالموظفين المتميزين والمبدعين، وكذلك المجتهدين الذين يعملون على رفع مستوى درجاتهم العلمية ليكونوا أكثر نفعاً للهيئة.

أطلقتم مبادرة «سيروتينين» السعادة، ما معنى ذلك؟

أطلقت هيئة الصحة بدبي (ميثاق السعادة والإيجابية) لموظفيها، وذلك تحت عنوان «سيروتينين» أو هرمون السعادة، وهو أحدث المبادرات التي تتبنى الهيئة تنفيذها من خلال إدارة الموارد البشرية، لتحفيز الموظفين على الإبداع والابتكار، وتشجعيهم على العمل بروح الفريق الواحد. وهذه المبادرة تتماشى مع توجهات الدولة، والميثاق الوطني للسعادة والإيجابية، وبرامجه، وهي تأتي ضمن حرص هيئة الصحة بدبي على توفير كل ما من شأنه إسعاد الموظفين.

وتستهدف المبادرة تحسين حياة منتسبي الهيئة كافة، ومن ثم تحسين إنتاجيتهم، ومساعدتهم في رفع مستويات الأداء المؤسسي، ودعم روح المسؤولية والالتزام في أوساطهم، بما يتفق وطبيعة عمل الهيئة واختصاصاتها التي تقوم على رسالة إنسانية ومجتمعية نبيلة، تتصل مباشرة بصحة الأفراد وحياتهم، وصولاً إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة.

ويرتكز ميثاق السعادة على 5 معايير، وهي تشمل: التكريم والتحفيز، وتعزيز الاتصال والتواصل، والعدالة والشفافية، والصحة والوقاية، وبيئة العمل الإيجابية والمتسامحة، وجميعها تعكس ـ كما تقول آمنة السويدي ـ حالة سعادة الموظف وإيجابيته.

 وقد تم تصنيف حزم السعادة وفق الأطر الزمنية للتنفيذ إلى ثلاثة مسارات مهمة ممثلة في: نبضات السعادة (6 أشهر)، وموجات السعادة (6 ـ 12 شهراً)، وبيئة عمل سعيدة وإيجابية (أكثر من 12 شهراً)، وتظهر المسارات الثلاثة تفاصيل الحوافز المادية والمعنوية التي تتوفر لكل موظف داخل بيئة العمل وخارجها، إلى جانب مجموعة الإجراءات الرسمية وغير الرسمية، التي ترمي إلى تقدير الموظف، ورفع شأنه ومكانته، والتعريف بأهمية دوره، وقيمة إسهاماته في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للهيئة.

برامج التدريب والتنمية المهنية

لا يقتصر دور إدارة الموارد البشرية في هيئة الصحة في دبي بحسب آمنة السويدي مدير الإدارة على التحفيز والتشجيع فقط، فإلى جانب المبادرات المحفزة والبرامج التي تستهدف رفع مستوى رضا الموظفين والعمل على توفير أجواء الراحة لهم، هناك اهتمام بالغ بتعزيز مهارات وقدرات جميع العاملين في الهيئة والعمل على تطويرها وتنميتها، وذلك وفق أفضل الممارسات المهنية، ومن خلال مجموعة من البرامج التدريبية، التي تستهدف رفع درجة كفاءة الموارد البشرية، كل حسب تخصصه.

Email