خطة شاملة للتوسع في نطاق الخدمات والارتقاء بمستوياتها

شهدت مراكز فحص اللياقة الطبية، التابعة لهيئة الصحة بدبي، خلال الفترة الماضية، تحولاً جذرياً في بنيتها التحتية ونوعية خدماتها، في الوقت الذي تجري فيه الهيئة مراجعات مكثفة لتحقيق أعلى درجات الجودة العالمية في مجال فحص اللياقة الطبية والصحة المهنية.

وتمضي الهيئة كذلك نحو إتمام تحويل جميع إجراءاتها ومعاملاتها لتكون وفق أفضل التقنيات الذكية، مع ربط أنظمتها الإلكترونية بجميع الجهات المعنية والمختصة، وفي مقدمتها الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، التي ستصلها تقارير الفحص لكل متعامل (أون لاين)، إلى جانب وصولها للمتعامل نفسه بذات الطريقة، وكذلك جهات عمل المراجعين، بحيث لا يكون هناك أي تدخل بشري أو معاملات ورقية، في منظومة عمل المراكز، وذلك في إطار مشروع متكامل، سيتم الإعلان عن تفاصيله لاحقاً.

هذا بالتحديد ما تكشف عنه ميساء البستاني مدير إدارة خدمات اللياقة الطبية في هيئة الصحة بدبي، في هذا الحوار، الذي استهلته بالتأكيد على حرص هيئة الصحة على مواكبة حركة الازدهار والرقي التي تشهدها إمارة دبي، وأنها حريصة كذلك على أن يكون مستوى خدمات فحص اللياقة والصحة المهنية، موافقاً لأعلى المعايير العالمية المعمول بها في هذا المجال، إلى جانب تبني حزمة من الأساليب الحديثة والطرق الذكية في تقديم الخدمات، تسهيلاً على جمهور المتعاملين، وتحقيقاً لرضاهم وسعادتهم.

تبسيط الإجراءات

بمناسبة رضا المتعاملين وإسعادهم، فما يهم المتعامل هو الوقت المستغرق في إنجاز المعاملة، فهناك من هو مشغول، ومن لديه ظروف خاصة، كيف تتعاملون مع هذه الفئات، وفي الوقت نفسه تحققون رضاها؟

أود التنويه أن زمن تقديم الخدمة، وهو يشمل الإجراءات الإدارية اللازمة وسحب الدم وإجراء الأشعة المطلوبة، وأية فحوصات أخرى، لا يتجاوز 45 دقيقة في جميع المعاملات العادية، أما بالنسبة لزمن إصدار التقارير والنتائج المخبرية، فقد أولت هيئة الصحة بدبي موضوع الظروف الشخصية للمتعاملين في هذا الجانب جل اهتمامها، ومن أجل ذلك اعتمدت خيارات عدة وباقات متنوعة للمتعامل، من بينها الخدمة العاجلة والمميزة ( VIP )، التي تنتهي معاملاتها خلال 4 ساعات أو أقل، وهناك خدمات 24 ساعة، و48 ساعة، إلى جانب خدمة (تواجد)، وهي معنية بتقديم خدمات الفحص في أماكن تواجد المتعاملين أينما كانوا في دبي، وهذه الباقات تصاحبها منظومة مرنة لتبسيط الإجراءات للجميع، فضلاً عن البيئة المريحة لتقديم الخدمات داخل المراكز، والتعامل المميز مع المراجعين.

شدة الإقبال

ماذا عن التوسعات المقبلة.. وخطتكم لمواجهة الطلب المتزايد على خدمات مراكز فحص اللياقة الطبية، وماذا أيضاً عن الزحام؟

أولاً هناك بالفعل زحام، لكنه زحام منظم، وتنتهي المعاملات فيه بمعايير وأصول مهنية متعارف عليها، والزحام ناتج عن شدة الإقبال على خدمات الهيئة. ثانياً لدينا 14 مركزاً، تشهد جميعها أعمال تحديث وتطوير بشكل متواصل، سواء في البنية التحتية والمرافق، والتوسعات، أو التجهيزات، ونوعية الخدمات، وهناك توجه لتوسيع نطاق الخدمات، وذلك بتأسيس مراكز جديدة، حيث تتجه الهيئة لإنشاء مركز متقدم رفيع المستوى في أبراج بحيرة جميرا (للياقة الطبية والصحة المهنية)، في الوقت نفسه تعتزم الهيئة تخصيص قسم للصحة المهنية في جميع مراكز فحص اللياقة الطبية، وخطة التوسعات هنا تراعي جميع الاحتمالات، ومنها زيادة عدد المراكز لأكثر مما هو مخطط أو زيادة ساعات العمل في المراكز الحالية.

بماذا تختلف فحوصات الصحة المهنية عن اللياقة الطبية؟

هناك اختلافات عدة، بين فحص اللياقة الذي يركز على الاطمئنان على مجموعة من المؤشرات الحيوية المرتبطة بسلامة الدم والأشعة وغير ذلك من الأمور المطلوبة للإقامة أو تجديد الإقامة، أما الصحة المهنية، فهي تختص بمجموعة من الفحوصات المتقدمة، المتصلة بطبيعة العمل والمهنة وحتى التخصص الوظيفي، وهي توفرها الهيئة وفق أعلى المستويات، وبدقة متناهية، وأود توضيح أن هذا النوع من الفحوصات، يستند إلى معايير عالمية، وقد تم تقسيمه إلى 13 محوراً وفئة وظيفية، وحتى تكون الأمور واضحة، أقول إن أي جهة في دبي سواء كانت دائرة حكومية أو مؤسسة وشركة خاصة، يمكنها إجراء الفحوصات اللازمة لأي موظف أو عامل لديها، حتى تطمئن جهة العمل على مدى لياقة الموظف الصحية والبدنية للقيام بمهامه الوظيفية وسلامة زملاء العمل المحيطين به وبيئة العمل، لذلك فكل فئة وظيفية لها فحوصات خاصة بها خلافاً للفحوصات المطلوبة للإقامة، مثال على ذلك فحص سائقي المركبات.

توسعات

قدمت الهيئة هذا العام ثلاثة نماذج مطورة لمراكز فحص اللياقة الطبية، وذلك بعد إجراء التوسعات والتطويرات الشاملة، وقد ضم ذلك مراكز (الراشدية، وأبتاون، والقوز)، هل لكم أن تحدثونا عن كل نموذج ؟

قبل الحديث عن المراكز الثلاثة على وجه التحديد، أود التأكيد على أن جميع مراكز فحص اللياقة الطبية، متميزة في خدماتها ونماذجها العصرية المطورة، وأشير هنا على سبيل المثال إلى مركز المحيصنة الذي يعد أكبر المراكز، وهو يقدم خدماته الراقية إلى جميع الفئات، ويعمل على مدار الساعة، إلى جانب مركز الكرامة الذي يمثل النموذج المتقدم والرائد في تقديم الخدمات السريعة، من خلال أفضل التجهيزات التي يضمها، وهي من الأكثر تطوراً، وكذلك مركز المنطقة الحرة، وغيرها من المراكز التي نعتز بها ونفتخر.

وبالنسبة لمركز الراشدية، فقد شهد تحولاً مهماً في تجهيزاته الطبية وبنيته التحتية ومرافقه، في خطوة مهمة اتخذتها الهيئة لتوفير أرقى الخدمات، وفق أعلى معايير الجودة المعمول بها في مجال الفحوصات الطبية الدقيقة.

ووفقاً للمستوى الخدمي الرفيع الذي تحول إليه، أصبحت لدى المركز الإمكانيات والقدرات الهائلة لاستيعاب الأعداد الكبيرة المتدفقة عليه، بطاقة 1500 مراجع في اليوم، بعد أن كانت مرافق المركز في السابق عبارة عن (عيادة واحدة)، بطاقة استيعابية لا تتجاوز 300 مراجع في اليوم، إلى جانب ذلك أتاحت إمكانيات المركز الحديثة والمتطورة، فرصة أكبر لخدمة المناطق الواقعة في محيطه وهي (الراشدية، والخوانيج، والطوار، والورقاء)، فضلاً عن اتساع نطاق خدمات فحص اللياقة، لتشمل العائلات، والخادمات، بعد أن كانت قاصرة في الماضي على النساء فقط.

أما مركز ابتاون فهو مخصص لفحوصات الصحة المهنية، وهو أحدث المراكز الطبية للهيئة في هذا المجال، والأكثر تميزاً على مستوى الدولة من حيث تطبيق أرقى المعايير الدولية في مجال الصحة المهنية، ومن حيث التخصص ومستوى التجهيزات الفائقة والمختبرات الدقيقة، التي تستهدف إجراء الفحص الطبي المهني لما يزيد على 2500 مراجع يومياً من الموظفين والعاملين في القطاعين الحكومي والخاص في دبي.

ووفقاً لاختصاصه وإمكانياته رفيعة المستوى يتولى مركز ابتاون الواقع في منطقة مردف، إجراء الفحوصات الطبية لأكثر من 13 فئة تندرج تحتها وظائف المتشابهة في الفحوصات المطلوبة، ويتم تحديد نوع الفحص بناءً على طبيعة الوظيفة، وعليها تصدر الشهادة الرسمية التي تظهر ما إذا كان المراجع لائقاً طبياً للوظيفة المتقدم إليها من عدمه، وهذا هو ما يمثل الإضافة النوعية التي أعلنت عنها الهيئة اليوم، في مجال الفحوصات الطبية.

وفيما يخص مركز القوز، فهو يعد واحداً من أكبر وأهم مراكز الهيئة الصحية المتخصصة في فحص اللياقة الطبية والصحة المهنية، وقد بدأ في استقبال المراجعين، أخيراً، بعد التوسعات الكبيرة والطفرة النوعية التي شهدتها تجهيزاته، وبيئته الداخلية، التي امتدت - على مستوى طابقين - من 5 آلاف قدم إلى 22 ألفاً بزيادة قدرها 17 ألف قدم، إلى جانب تزويد المركز بأفضل تجهيزات وتقنيات الأشعة ومختبرات فحص الدم، فضلاً عن المظهر العصري والتقسيم المريح الذي اتسمت به أروقة مركز القوز ومداخله وجميع الغرف الطبية التخصصية، وذلك لخدمة منطقة القوز، التي تعد واحدة من المناطق الصناعية الكبرى في الدولة.

تميز

تتسع خدمات مركز القوز الصحي، لتشمل فحص اللياقة الطبية، والصحة المهنية، وقد حرصت هيئة الصحة في دبي على توفير عدة باقات لخدمات المركز، ضمت: الخدمات المميزة ( VIP )، والتي يتم تسليم التقرير الطبي لأصحابها خلال 4 ساعات أو أقل، إلى جانب الخدمات العادية، كما تم تقسيم المركز إلى قاعات للشركات والأفراد والخدمات العاجلة، لتسهيل وتبسيط حصول المتعاملين من الموظفين، والعمال، وعمال المنازل، وغيرهم، على أفضل الخدمات، التي يقوم عليها نخبة من الأطباء والفنيين المساعدين، ومجموعة كبيرة من الموظفين والإداريين المحترفين في فن التعامل مع الجمهور.

تابعوا البيان الصحي عبر غوغل نيوز