الدكتور حسين آل رحمة استشاري ورئيس قسم العناية المركزة :

مستشفى دبي الثالث عالمياً في الاستعانة بالتقنيات الطبية الأكثر تطوراً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد قسم العناية المركزة، أو (الحرجة)، أحد أهم الأقسام الطبية في جميع مستشفيات العالم، كما يمثل محطة بالغة الحذر في حياة المريض، الذي تدفعه حالته الصحية للدخول إلى هذا القسم، وإلى جانب ذلك يعتبر الدكتور حسين آل رحمة استشاري ورئيس قسم العناية المركزة في مستشفى دبي، هذا القسم، صمام أمان المنظومة الطبية في أي منشأة صحية، وهو المؤشر الرئيس لمستوى الخدمات، والمعيار الحقيقي للتنافسية.

الدكتور حسين آل رحمة يؤكد كذلك في حواره مع «البيان الصحي»، أن الأهمية القصوى لقسم العناية المركزة، جعلته يستأثر بميزانية خاصة تصل إلى 25% من ميزانية المستشفى، وليس ذلك قاصراً فقط على مستشفى دبي، وإنما في جميع المستشفيات.

وفي الحوار وقبل أن نطرح أية أسئلة، بادر الدكتور حسين آل رحمة بالإشارة إلى (درع) خاصة حصل عليها مستشفى دبي التابع لهيئة الصحة بدبي، لتفوق قسم العناية المركزة وتصدره خريطة الريادة عالمياً، فيما يتصل بمعايير وممارسات الحد من تسمم الدم المعروف علمياً باسم (الالتهاب الإنتاني)، إلى جانب تميز المستشفى في أساليب الوقاية والعلاج، المتبعة للتعامل مع هذا المرض، الذي يطلق عليه الأطباء اسم (القاتل المجهول)، لشراسته التي تودي بحياة فرد كل 10 ثوان على مستوى العالم، والذي يصاب به ما بين 20 إلى 30 مليون إنسان، بينهم 6 ملايين طفل، و100 ألف امرأة.

ومع تأكيده لخطورة هذا المرض، إلا أن الدكتور حسين آل رحمة، يشير إلى تفوق مستشفى دبي عن طريق قسم العناية المركزة في التعامل مع أية إصابة من هذا النوع، وهو ما جعل القسم ضمن قائمة أفضل 10 أقسام على مستوى العالم، بشكل عام، ويعزز ريادة قسم العناية المركزة في مستشفى دبي، إسهامات المستشفى في أعمال (الاتحاد الدولي للالتهاب الإنتاني)، سواء كان ذلك على مستوى تطوير بروتوكولات ومعايير التشخيص أو أساليب الوقاية والعلاج، وحتى التدريب.

تفوق ونجاح

في حوارنا مع الدكتور حسين آل رحمة، الذي يعد من أوائل مؤسسي أقسام العناية المركزة في الدولة، وأحد أبرز مؤسسي رابطة أو اتحاد الالتهاب الإنتاني الدولي، ارتكز حوارنا على سر تفوق هذا القسم، الذي يتوافد عليه الكثير من الأطباء من خارج الدولة لتفقده والاطلاع على نجاحاته.

فأجاب: هناك العديد من الأسباب، وليست الأسرار – وراء تفوق قسم العناية المركزة في مستشفى دبي، ومن أهمها الدعم الكبير والتحفيز الذي يناله مستشفى دبي من إدارة الهيئة، والذي مكن المستشفى من أن يكون الثالث عالمياً في استحداث تجهيزاته ومستلزماته الطبية فائقة التقنية، وخاصة في قسم العناية المركزة، وعلى سبيل المثال (أجهزة التنفس الصناعي)، الأكثر تطوراً، التي كانت في مستشفى دبي قبل أي مستشفى آخر على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما أن لدى المستشفى أحدث أجهزة غسيل الكلى، ويمتلك المستشفى أيضاً أفضل تقنية طبية في قياس ضغوط الدم والحسابات القلبية الداخلية، عن طريق القسطرة، إلى جانب ذلك سيستعين المستشفى مع بداية العام المقبل، بأحدث أجهزة الغسيل الرئوي، لعلاج أية حالات قد لا تستجيب لعملية التنفس الصناعي.

أطباء متميزون

ماذا عن الكادر البشري، فالتقدم والريادة لا يتوقفان على التجهيزات فقط؟

لدى مستشفى دبي، وخاصة قسم العناية المركزة مجموعة من الأطباء المحترفين والمميزين، وبالرغم من تميزهم، إلا أن هناك برامج تدريبية متواصلة للطاقم الطبي والمساعدين، للحفاظ على النجاح والتفوق، وإضافة للتدريب هناك تبادل خبرات وتجارب مع العديد من الأطباء من خارج الدولة، وخاصة من ألمانيا وفرنسا وأسبانيا والسويد واستراليا وهونج كونج، سواء من خلال زيارات خارجية نقوم بها أو وفود الأطباء القادمة إلى المستشفى.

عمليات دقيقة

بين الحين والآخر يجري قسم العناية المركزة في مستشفى دبي عمليات دقيقة جداً ومعقدة، ما هي أبرز هذه العمليات؟

هناك العديد من العمليات الدقيقة وبالغة التعقيد، يجريها مستشفى دبي، باحترافية ووفق أفضل الممارسات الطبية المعمول بها عالمياً، ونذكر على سبيل المثال إحدى العمليات النادرة، لحالة مصابة بتضخم في القلب، حيث تم تركيب قلب صناعي للمريض، الذي اعتمد على هذا القلب لمدة أربعة أيام، حتى تمكن ذووه من نقله بعد ذلك إلى مستشفى في فرنسا، لزراعة قلب، وقد تكررت هذه العملية منذ تسعة أشهر، حيث نجح المستشفى في الحفاظ على حياة المريض عن طريق القلب الصناعي، والحفاظ على حياته أيضاً خلال رحلة السفر إلى الخارج.

إضافة إلى ذلك تمت عمليات أخرى لنزيف في الدماغ، وتكللت جميعها بالنجاح، وأود الإشارة هنا إلى الجاهزية العالية للكوادر الطبية والطاقم التمريضي، حيث إن الجميع على مستوى عال من الكفاءة، لإنجاز التدخل المبكر لأية حالة وفق الأصول والممارسات الطبية عالية الجودة.

تجهيزات

ذكرتم في بداية حديثكم أن قسم العناية المركزة، هو صمام الأمان للمنظومة الطبية داخل أي مستشفى في العالم، ما معنى ذلك؟

قسم العناية المركزة يمثل محطة فاصلة مهمة في حياة المرضى، ووظيفة القسم هي الحفاظ على هذه الحياة، وهذا يعكس مستوى التجهيزات والإمكانيات التي يمتلكها أي مستشفى، كما يعكس درجة كفاءة الكادر الطبي، وهنا معيار التقييم الحقيقي للخدمات الصحية، وبقدر نجاح قسم العناية المركزة في مهامه ووظيفته، بقدر نجاح أي مستشفى في التنافسية، لذا نجد أن ميزانية هذا القسم في أي منشأة صحية عالمية تصل إلى 25% من ميزانية هذه المنشأة.

ألا ترون أن استحواذ قسم واحد فقط أيا كانت أهميته على ربع ميزانية المستشفى مبالغ فيه؟

بالطبع لا.. وعليك أن تنظر إلى خصوصية هذا القسم، أنت تتعامل مباشرة مع لحظات دقيقة في حياة إنسان، ولذلك فأنت بحاجة إلى وفرة أفضل التجهيزات والتقنيات، لأنك مطالب بتوفير العناية الفائقة للمريض في كل ثانية وطوال 24 ساعة متواصلة من خلال ما يقرب من 15 جهازاً طبياً وأجهزة متابعة المؤشرات الحيوية، إلى جانب المتابعة من قبل الأطباء والتمريض على مدار الساعة، وكذلك المستلزمات الطبية والأدوية، وهذا كله لمريض واحد.

رضا المتعاملين

هناك صورة ذهنية لدى الناس، وهي سلبية تجاه قسم العناية المركزة، وهناك ربط بين القسم في أي مستشفى في العالم وبين اللحظات الأخيرة في عمر الإنسان، ما رأيكم؟

هذه الصورة قديمة، ومتصلة بحالات الوفيات في مستشفيات العالم كلها، لكن مع التقدم والتطور والتقنيات الحديثة، بدأت الصورة تتحسن، ولا سيما مع الثقة التي يضعها الأفراد في الأطباء، وإدراك أهل المريض لحرص القائمين على العناية المركز، واهتمامهم بصحة وحياة المرضى بوجه عام، ولدينا في مستشفى دبي رسائل شكر وتقدير من المرضى وأسرهم وهو ما يعكس حالة رضا المتعاملين ممن نعمل دائماً ونبذل قصارى جهدنا من أجل حياتهم، وفي سبيل إسعادهم.

رعاية

قال الدكتور حسين آل رحمة : لا تقف نوعية الخدمات عند الرعاية الطبية والعلاج، فهناك أيضاً رعاية اجتماعية ونفسية للمرضى وذويهم، وخاصة أن المرضى المتواجدين في العناية المركزة، من الحالات شديدة الحرج، وهي تتصل بالحياة وعمر الإنسان نفسه، لذلك تمتد خدمات الرعاية الاجتماعية والنفسية إلى خارج المستشفى، وإلى ذوي المريض في البيت.

Email