أماني الجسمي مدير إدارة تقنية المعلومات في الهيئة:

«صحة دبي» تشهد تحولات تكنولوجية استثنائية.. وتشغيل مركز البيانات« TIER 3» عام 2017

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد هيئة الصحة بدبي، مجموعة من التحولات الاستثنائية، على مستوى أنظمتها كافة، بما فيها النظم التقنية، التي تمثل في حد ذاتها المحور الرئيس لعمليات التحول، والمسار الأهم لمواكبة تطلعات إمارة دبي وتوجهاتها المستقبلية في قيادة حركة الإبداع والابتكار المرتكزة على التقنيات والتكنولوجيا الأفضل عالمياً، وهذا يشير بوضوح إلى حجم التحديات التي تواجهها الهيئة في هذا الجانب، ممثلة في إدارة تقنية المعلومات، التي تعمل جاهدة من خلال فرق متخصصة وخبرات عالية المستوى، لضمان نجاح هيئة الصحة بدبي في تحقيق هدف الاستثمار الأفضل للتكنولوجيا، بجانب ابتكار واستحداث المزيد من التطبيقات الذكية.

حول هذا الموضوع، كان الحوار مع أماني الجسمي مدير إدارة تقنية المعلومات في هيئة الصحة بدبي، التي سألناها:

أين هيئة الصحة بدبي من آخر مستجدات العالم في مجال تقنية المعلومات والبيانات، ماذا أعدت الهيئة للمستقبل في هذا الشأن؟

لقد انتهت هيئة الصحة بدبي ـ مؤخراً ـ من تأسيس مركز البيانات « 3 TIER»، وهو المركز الحاصل على شهادة الاعتماد الدولي من منظمة ( UPTIME ) الأميركية المتخصصة في اعتماد مراكز البيانات، لتكون صحة دبي هي المؤسسة الصحية الأولى في المنطقة، والمؤسسة الطبية الحكومية الأولى عالمياً التي تحصل على مثل هذا الاعتماد، فيما تجري الهيئة كامل استعداداتها لتخزين جميع البيانات ونقل المعلومات في المركز الجديد، إيذاناً بتشغيله خلال العام 2017.

ويكفل مركز البيانات «3 TIER» دعم اتخاذ وصناعة القرار في الهيئة وإتاحة البيانات واستمرارية تدفقها وحمايتها، وتفادي أي خلل محتمل قد ينتج عن أية ظروف طارئة، وذلك بما يحتويه من تجهيزات ذكية فائقة المستوى، تتوافق وأرقى المعايير الدولية المتصلة بأمن المعلومات ودقية البيانات، التي تقوم عليها كفاءات مدربة ومحترفة من المتخصصين، كما يتوافق المركز في الوقت نفسه مع معايير ومواصفات المباني الخضراء، وشروط الاستدامة، والطاقة المتجددة، لضمان كفاءة استخدام الموارد والقدرة الاستيعابية للأنظمة الإلكترونية والذكية وأنظمة الأجهزة الطبية المتطورة.

ويأتي المركز ضمن أعمال التحديث الشامل التي تشهدها البنية التحتية لهيئة الصحة بدبي ومرافقها ومنشآتها الطبية وجميع أنظمتها، التي تعمل الهيئة على توافقها مع استراتيجية حكومة دبي الذكية، وقانون نشر وتبادل البيانات في إمارة دبي «البيانات المفتوحة».

تطوير شامل

ما الذي يميز مركز البيانات «3 TIER» عن غيره من مراكز المعلومات وقواعد البيانات الأخرى؟

حجم التجهيزات ومستوى التقنية التي يتميز بها مركز البيانات «3 TIER»، يعزز من توجهات هيئة الصحة بدبي، الرامية إلى التطوير الشامل والمتكامل لهذا القطاع الحيوي (الحكومي والخاص)، بما يصب مباشرة في خدمة المجتمع وأفراده وجمهور المتعاملين مع الهيئة والمنشآت الصحية الخاصة، حيث يوفر المركز بيانات صحية دقيقة أكثر أمناً ومرونة لتحديثها أولاً بأول، فضلاً عن دعم اتخاذ القرار في الهيئة، وإجراء البحوث والدراسات العلمية، وفق إحصاءات ومؤشرات سليمة.

كما يعد المركز من أفضل أنظمة البيانات الذكية لمنظومة المعلومات والإحصاءات والسجلات الطبية الخاصة بالمرضى وجمهور المتعاملين مع الهيئة والمترددين على مستشفياتها ومراكزها البحثية والطبية، وذلك وفق أعلى درجات الجودة والدقة وبمعدل أمان للمعلومات والبيانات يتوافق والمعايير العالمية ويصل إلى نحو 99.98%.

متى ستعتمد الهيئة على هذا النظام المستحدث؟

الهيئة تعمل الآن على نقل أنظمة البيانات والمعلومات و(الخوادم)، من المركز القديم، إلى الجديد الكائن في مستشفى لطيفة، وذلك تمهيداً لبدء التشغيل خلال العام المقبل 2017.

سلامة المعلومات

على هامش معرض جيتكس 2016، ومشاركة هيئة الصحة بدبي بمنصة مميزة هذا العام، أبرمت الهيئة وهيئة تنظيم الاتصالات مذكرة تفاهم لدعم أمن وسلامة المعلومات، هل لكم أن توضحوا لنا تفاصيل هذه المذكرة وأهدافها؟

دعمت هيئة الصحة بدبي شراكتها الاستراتيجية مع هيئة تنظيم الاتصالات، بمذكرة تفاهم نوعية، يتولى بموجبها فريق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي الوطني التابع لهيئة تنظيم الاتصالات، توفير أعلى درجات السلامة والأمان لقاعدة البيانات والمعلومات الخاصة بصحة دبي، وتقديم كافة أشكال الدعم التي تحفظ بيانات الهيئة من أية مخاطر أو مشكلات محتملة، تحول دون انسيابها وتدفقها وتداولها بشكل موثوق ومعتمد.

وحددت مذكرة التفاهم مجالات التعاون بين «صحة دبي» و«تنظيم الاتصالات»، على مستوى أمن المعلومات وآلية التنسيق لتبادل البيانات، وتزويد الجهات التابعة لهيئة الصحة بالإنذارات والتحذيرات المتصلة بمخاطر الفضاء الإلكتروني، بما في ذلك الاختراقات والفيروسات، بالإضافة إلى خدمات الاستجابة لأية حالة طارئة.

وتمتد آفاق التعاون ـ بموجب مذكرة التفاهم ـ بين الطرفين، لتشمل الإرشاد والتعليم والوعي، حيث يقوم فريق الاستجابة الوطني، بتزويد هيئة الصحة بدبي، بالتوجيه والإرشاد، وتقديم الاستشارات الأولية، حول التهديدات المحتملة ونقاط الضعف لمساعدة الهيئة في الوصول إلى نتائج أفضل لحماية أنظمة الهيئة وقاعدة بياناتها، كما يعمل فريق الاستجابة كنقطة اتصال لتنسيق كافة الاتصالات مع السلطات وفرق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي الوطنية والدولية.

في الوقت نفسه يتولى فريق الاستجابة الوطني التابع لهيئة تنظيم الاتصالات، مهمة المتابعة والمراقبة لحماية بيانات ومعلومات صحة دبي من الحوادث الأمنية الإلكترونية، فضلاً بحث وتحليل المخاطر المتعلقة بالتقنيات الجديدة، وتوفير أعلى درجات الحماية، وقياس جودة أمن المعلومات لدى «صحة دبي».

طفرة نوعية

أبرمت الهيئة كذلك عقداً مع مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»، تقضي بتولي «اتصالات» شؤون إدارة جميع الخدمات الخاصة بمشروع الشبكة الاتصالات واسعة النطاق التابعة للهيئة، فماذا يعني ذلك؟

بموجب المذكرة ستتولي «اتصالات»، بالفعل، شؤون إدارة جميع الخدمات الخاصة بمشروع الشبكة الاتصالات التابعة للهيئة، بما في ذلك أعمال ترقية الشبكة وصيانتها، والحفاظ على وجودة تجهيزاتها وتقديم كل العون للفريق التقني التابع لصحة دبي على مدار الساعة، وذلك في خطوة مهمة قطعتها الهيئة في سبيل تحقيق الاستثمار الأفضل لأدواتها التقنية وشبكة الاتصالات الهائلة التي تمتلكها.

وبموجب مذكرة التفاهم، أيضاً، ستوفر «اتصالات»، مجموعة من الحلول المتكاملة لإدارة شبكة الهيئة، بما في ذلك صيانة وتحديث المعدات والتجهيزات وروابط الاتصالات، إلى جانب تقديم الدعم الفني، وضمان امتلاك هيئة الصحة بدبي، لأفضل التقنيات وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، إلى جانب تولي «اتصالات»، متابعة شبكة الهيئة، والتدخل السريع لعلاج أية مشكلات أو أعطال على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، مع توفير نقطة اتصال لخدمات الطوارئ، يقوم عليها مجموعة من المهندسين والفنيين الأكفاء في اتصالات.

ويأتي الاتفاق مع كل من هيئة تنظيم الاتصالات ومؤسسة «اتصالات»، في وقت تشهد هيئة الصحة بدبي طفرة نوعية في جميع أنظمتها التقنية، حيث تتبنى الهيئة حزمة من المبادرات المستمدة من توجهات حكومة دبي الذكية، بما يدعم أعمال التطوير ويسرع من حركة التحديث الشامل لمرافق ومنشآت صحة دبي والبنية التحتية لها، بما فيها شبكة الاتصالات والمعلومات.

سلامة

بمناسبة إشارتكم إلى الطفرة النوعية التي تحدثها هيئة الصحة بدبي في أنظمتها.. ماذا عن المشروع الطموح «سلامة».. أين وصل الآن؟

يعد مشروع «الملف الطبي الإلكتروني الشامل - سلامة»، الذي تتبنى هيئة الصحة بدبي تنفيذه، المشروع التقني الأول من نوعه في المنطقة، والمعتمد على آخر ما جادت به التكنولوجيا الحديثة والوسائل الذكية، التي توثق عملية التواصل القائم بين المريض والطبيب، وهو يمثل نظاماً إلكترونياً موحداً يطبق على مستوى كافة الوحدات الطبية والصحية بالهيئة (جميع المستشفيات والعيادات والمراكز المتخصصة بهيئة الصحة بدبي)، والذي يخصص سجلاً فردياً إلكترونياً موحداً للمريض يشمل معلوماته الطبية كاملة، الشيء الذي يمكن الطبيب من الحصول على ملف المريض مباشرة بغض النظر عن آخر مكان تم تلقي العلاج فيه، إذ يتوافق نظام الملف الطبي الإلكتروني (سلامة) مع نظام شركة (EPIC ) العالمي، وهو برنامج ضخم يشمل التكنولوجيا والبنية التحتية وتكامل النظم لتقديم حل طبي إلكتروني شامل.

ومؤخراً، أنهت هيئة الصحة بدبي مرحلة التصميم والتجريب، وهي المرحلة الرابعة لمشروعها الاستراتيجي الحيوي (الملف الطبي الإلكتروني الشامل والذي أطلقت عليه مسمى - سلامة)، وذلك بمشاركة فعّالة وناجحة من الأطباء والفنيين وطاقم التمريض بالإضافة للكوادر الإدارية، فيما حددت الهيئة شهر يناير المقبل، لبدء الفترة التدريبية لكافة المستهدفين والذين يتجاوز عددهم ـ في هذه المرحلة ـ 3 آلاف موظف وموظفة، وذلك على فترتين (صباحاً ومساءً)، وعلى مدار الأسبوع، تمهيداً لبدء تطبيق النظام فعلياً مطلع أبريل المقبل في الوحدات الطبية المعنية بهذه المرحلة.

توحيد

يركز مشروع (سلامة) متعدد الأهداف على تقليل نسبة المخاطر، وتوحيد وتوثيق إجراءات العمل في المستشفيات والعيادات، وسرعة الوصول إلى البيانات الشاملة للمرضى في مواقع الرعاية الطبية، بما يدعم اتخاذ القرار الصائب، الشيء الذي يصب في مصلحة المريض.

Email