الدكتور أنور الحمادي استشاري ومدير المركز لـ «البيان» الصحي:

«دبي للأمراض الجلدية» الأول بالمنطقة في علاج الأمراض المستعصية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح مركز دبي لعلاج الأمراض الجلدية، التابع لهيئة الصحة في دبي، وفي وقت قياسي في ترسيخ قواعده، كوجهة طبية استثنائية ومفضلة لدى الباحثين عن علاج ناجز لهذا النوع من الأمراض الصعبة والمعقدة، من داخل الدولة وخارجها، ولم يأتِ نجاح المركز من فراغ، إذ تفانت كوادره الإدارية والطبية والفنية المساعدة، واجتهدت، حتى أثبتت كفاءة مميزة، ما نقل المركز إلى مصاف المراكز الصحية الكبرى، التي تعد مرجعاً لمجموعة من الأمراض الجلدية المزمنة والمستعصية، على مستوى المنطقة.

هذا بالتحديد ما يمكن إيجازه عن مركز دبي لعلاج الأمراض الجلدية، الذي تأسس في عام 2011، على يد نخبة من الأطباء المواطنين، الذين يقودون أعمال التطوير، وهم يواجهون مجموعة من التحديات، في مقدمها، الوصول بالمركز ليكون مرجعاً علمياً في بحوث ودراسات الأمراض الجلدية، إلى جانب الحفاظ على ريادة المركز كوجهة استشفاء مميزة، لها نجاحاتها وريادتها، وعليها مسؤوليات تجاه تنشيط السياحة العلاجية في دبي.

من هنا، جاء حوارنا مع الدكتور أنور الحمادي استشاري ومدير مركز دبي للأمراض الجلدية، الذي يدرك تماماً طبيعة التحدي الذي يقف أمامه وأمام فريقه من الأطباء، الذين لم يتجاوز عددهم 16 طبيباً وطبية، في وقت تجاوزت نجاحاتهم حدود الدولة.

مسجدات

ماذا عن آخر مستجدات المركز، وهو التطبيق المبتكر المسمى «بشرتي»، الذي طرحته هيئة الصحة بدبي ضمن خدماتها وتطبيقاتها في معرض جيتكس 2016؟

فكرة التطبيق ترتكز على تمكين طبيب الأسرة وأطباء الطوارئ من التعامل السريع مع حالات الأمراض الجلدية التي تصل إليهم، سواء في المستشفيات أو المراكز الصحية، من دون الحاجة إلى وجود الطبيب المتخصص في الأمراض الجلدية، حيث يتواصل كل من طبيب الأسرة أو الطوارئ مع الطبيب المتخصص من خلال التطبيق، ومن ثم تشخيص الحالة، والتعريف بسبل التعامل معها وعلاجها، أو تحويلها للمتخصصين سريعاً، إذا كانت الحالة تستدعي ذلك، وهذا يصب في هدف تحقيق رضا المتعاملين وإسعادهم، الذي تعمل عليه هيئة الصحة بدبي.

كما أود الإشارة في هذا الصدد، إلى أن مركز دبي للأمراض الجلدية، يتوافر فيه طبيب مناوب على مدار الساعة للحالات الطارئة التي ترد إليه، وهو ما يدعم تنفيذ التطبيق الجديد، فضلاً عن خفض حالات الانتظار، التي يواجهها المركز بسبب شدة الإقبال عليه.

نود التعرف إلى طبيعة الأمراض الجلدية وأكثرها شيوعاً؟

الأمراض الجلدية، بطبيعتها متشابكة مع الكثير من الأمراض العضوية والنفسية، والجلد عموماً، وببساطة شديدة، هو ما يمثل بشرتنا وجسم الإنسان بوجه عام، وهو المرآة العاكسة لنا، ومن هنا تأتي المشكلة، حيث لا يتحمل أحد مثل هذه الأمراض التي يتبدل معها لون وطبيعة الجلد، وخاصة مع الأمراض المزمنة، وهنا القلق الذي يصيب أي فرد يتعرض لأي من الأمراض الجلدية، حتى وإن كانت أمراضاً عارضة.

أما أكثر الأمراض شيوعاً، فتعتمد على الفئة العمرية للمريض، فتعد الأكزيما أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً عند الأطفال، بالإضافة للالتهابات بمختلف أنواعها، وهناك حب الشباب لدى المراهقين، والشعر وتصبغات الجلد للنساء، مع العلم بأن هناك حالات مرضية مزمنة أخرى، منها «الصدفية والثعلبة والبهاق».

هل لنا بنبذة عن مركز دبي للأمراض الجلدية، حتى نفهم قصة نجاحه في التعامل مع الأمراض والمشكلات الشائعة التي ذكرتها؟

دشّنت هيئة الصحة بدبي، المركز مطلع عام 2011، ليكون أول مركز متخصص في علاج الأمراض الجلدية، ويقوم المركز على كوادر طبية وإدارية مواطنة بنسبة 100 %، وهو يعد مركزاً لتدريب وتأهيل الأطباء المبتدئين، ومنتدى لأطباء الأمراض الجلدية في الدولة، حيث يحتضن المركز، المناقشات والمحاضرات الخاصة بالأمراض الجلدية المستعصية، فضلاً عن احتضانه تنظيم المؤتمر الدولي للأمراض الجلدية، الذي يستقطب سنوياً خبراء وأطباء من مختلف دول العالم، للاجتماع في دبي، ومناقشة مستقبل هذا النوع من الأمراض وتحدياتها المستقبلية.

تجهيزات

حدثنا عن طبيعة التجهيزات داخل المركز وإمكاناته، والمترددين عليه؟

المركز مزود بأفضل التجهيزات والتقنيات الحديثة، وأجهزة الليزر فائقة المستوى، وطرائق العلاج الأكثر تطوراً، وهو ما يزيد قدرات المركز في التعامل مع جميع الأمراض الجلدية، وخاصة المزمنة منها، والوصول بالمرضى إلى علاجات ومستويات شفاء عالية تحقق رضاهم، وفي ضوء ذلك، يقدم المركز خدمات علاج أمراض الصدفية والبهاق والأكزيما، ويوفر تخصصات إزالة سرطانات الجلد والوحمات اللحمية وإجراء الخزع الجلدية، وذلك بأحدث الأجهزة والتقنيات الطبية وأجهزة الليزر المتقدمة، في علاج جميع الأمراض الجلدية، وأجهزة العلاج الضوئي، وعلاج الكي بالتبريد، والعلاج البيولوجي الحديث لعلاج حالات الصدفية الشديدة.

خدمات لمختلف الأعمار

ذكرتم في بداية الحوار، أن الأمراض الجلدية تصيب مختلف الأعمار والأجناس، هل يعني ذلك أن المركز يستقبل العديد من الفئات؟

مركز دبي للأمراض الجلدية، لا يرد أحداً يلجأ إليه للعلاج، والمركز يستقبل جميع الحالات، ويقدم خدماته لأفراد مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ليس مقصوراً على جمهور المتعاملين في دبي فقط، كما أنه ليس محدوداً في خدماته على سكان الدولة، إذ يستقبل المركز، حالات مرضية معقدة من الدول الخليجية والعربية بوجه عام، كما يعالج أجناساً مختلفة، من بينها جنسيات تابعة لدول أوروبية متقدمة، تفضل العلاج في مركز دبي عن أي مكان آخر، لثقتها في ما يقدمه، وفي كفاءة الأطباء القائمين على المركز، وجميعهم، كما ذكرت سابقاً، من المواطنين المشهود لهم بالكفاءة.

أنتم تطمحون إلى الوصول بالمركز ليكون مركزاً بحثياً ومرجعاً علمياً عالمياً في الأمراض الجلدية؟

نحن نعمل على ذلك، ونتفانى في سبيل تحقيق المزيد من الريادة، في هذا التخصص الطبي الحيوي، وما نستهدفه، هو تأسيساً على نجاحات المركز، وعلى إنتاجه من البحوث والدراسات المتخصصة، التي صدرت عنه، وهي محكمة دولياً، وتم نشرها في مجموعة من الدوريات العلمية العالمية المعروفة، وهو ما يؤهلنا لنكون مركزاً متخصصاً ومتميزاً في العلاج والبحوث، وكلا المسارين يخدم كل منهما الآخر، وفي النهاية، المريض هو المستفيد.

نحن نرى أنفسنا في فترة انتقالية لما هو أفضل، وما يواكب تطلعات إمارة دبي في تحقيق التنافسية العالمية في المجال الصحي، وذلك في إطار استراتيجية هيئة الصحة بدبي 2016/‏‏‏ 2021.

معدلات

إذن.. كيف ترون دور المركز أو إسهاماته في توجهات هيئة الصحة بدبي لتنشيط السياحة العلاجية؟

نحن نعمل على خطين متوازيين في هذا الاتجاه، أولهما، خفض معدلات العلاج في الخارج، وقد أسهم المركز بنسبة كبيرة في هذا الأمر، ومن خلال تخصصه وإمكاناته، أما الاتجاه الثاني، فهو يرمي إلى تنشيط السياحة العلاجية مباشرة.

تحدثتم عن دور المركز العلاجي، وأهدافكم المستقبلية ليكون مركز دبي للأمراض الجلدية، مرجعاً للبحوث والدراسات، أين الدور الوقائي؟

الدور الوقائي للمركز يعد جزءاً أصيلاً من سياستنا ومنهجيتنا، وهو الأساس في الحفاظ على صحة المجتمع، وللمركز في هذا الشأن برامجه ومبادراته المتنوعة، التي تستهدف تنمية الوعي المجتمعي تجاه الأمراض والمشكلات الجلدية، وسبل الوقاية منها، وطرق العلاج السليم، إلى جانب ذلك، هناك استشارات طبية يقدمها المركز للعديد من الأفراد الذين يأتون إلينا للسؤال عن كيفية تفادي مظاهر الشيخوخة، والوقاية من بعض المشكلات والأمراض الجلدية.

ما أغلب الحالات المرضية والمشكلات الجلدية التي تصل إليكم؟

تصل إلينا حالات الأكزيما لدى الأطفال، وحب الشباب، الذي يصيب بعض المراهقين، كما أن هناك حالات مرضية مزمنة، مثل الصدفية، ويتعامل المركز مع هذه الحالات وغيرها باحترافية ومهنية عالية.

ماذا عن سرطان الجلد؟

سرطان الجلد أصبح مشكلة المشاكل، لكنه منتشر في صفوف أصحاب البشرة الشقراء، وهم يلجؤون إلى مركز دبي للأمراض الجلدية للعلاج، وخلاف ذلك.

تحدثتم كثيراً عن الأمراض الجلدية وإمكانات المركز في علاجها.. لكن، ماذا عن عمليات التجميل، التي تعد أكثر رواجاً في هذا التخصص الطبي المهم؟

نحن لا نتحدث عن رفاهية أو عدم رفاهية عمليات التجميل، نحن نتحدث عن الحاجة الفعلية للناس، وحاجة الناس الملحة، ترتكز في طرق الوقاية والعلاج من الأمراض الجلدية، وهذه رسالتنا.. التخفيف من أوجاع الناس وآلامهم العضوية والنفسية المصاحبة للأمراض والمشكلات الجلدية، والحديث عن الريادة في عمليات التجميل سهل وبسيط، ويرضي فئة من الناس، لكن الأهم، هو حماية الأفراد من الأمراض، وعلاج المصابين منهم، وهنا تكمن سعادة الفرد، ويكمن هدفنا.

 

وقاية

نصح الدكتور أنور الحمادي استشاري ومدير مركز دبي للأمراض الجلدية بالابتعاد عن الممارسات الخاطئة، وخاصة المرتبطة بأجهزة التسمير وغيرها، وذلك للوقاية من الأمراض الجلدية المزمنة.

Email