سالم بن لاحج مدير مكتب الخدمات الإنسانية في صحة دبي:

مساعدات المرضى المعسرين تجاوزت الـ 67 مليون درهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسست هيئة الصحة في دبي ضمن هيكلها التنظيمي مكتب الخدمات الإنسانية والمجتمع، وهو المكتب المنوط به توثيق علاقة الهيئة مع الجهات المعنية لخدمة المرضى المعسرين والتخفيف اقتصادياً عنهم وعن كاهل ذويهم، ونجح المكتب مع نهاية العام 2015 في زيادة إجمالي حجم المساعدات لتتخطى الـ 67 مليون درهم.

ملتزماً في ذلك برسالة نبيلة ترتكز على إبراز دور الهيئة. كجهة مسؤولة في المجتمع، والمشاركة الفعّالة في النشاطات المجتمعية والخيرية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، مع الالتزام بالشفافية في التعامل مع جميع المعنيين، والعمل بروح الفريق الواحد داخلياً وخارجياً لتحقيق الأهداف المرجوة. إلى جانب الالتزام بالإبداع والريادة في تطوير وتقديم البرامج والخدمات.

هذا ما يوضحه لنا سالم بن لاحج مدير مكتب الخدمات الإنسانية والمجتمع في هيئة الصحة بدبي، في حوارنا، وهو يشير بداية إلى مجموعة الأهداف التي تعمل الهيئة ممثلة في مكتب الخدمات، على تحقيقها، ومنها:

المساهمة في تحقيق التكامل الاجتماعي وسعادة المجتمع، ورفع المعاناة عن المرضى وإسعادهم، وتنفيذ البرامج التخصصية والإشراف عليها، وتنفيذ البرامج التي تدعم المشاريع العلاجية والإشراف عليها ومنها على سبيل المثال برنامج علاج ومساندة إمارات الخير الإذاعي وبرنامج أمل وألم التلفزيوني، ومتابعة وتنفيذ الشراكات مع الدوائر الحكومية والخاصة وإطلاق مشاريع مشتركة لخدمة المجتمع، وتقديم الخدمات الإنسانية والخيرية من خلال التعاون مع المؤسسات الخيرية في الدولة، والمساهمة في تنظيم المناسبات والفعاليات المجتمعية الموسمية، والإشراف على اللجان والبرامج المجتمعية في الهيئة.

مسارات

كيف وصلتم إلى 67 مليون درهم في حجم المساعدات؟

هيئة الصحة بدبي تقدر قيمة وأهمية العمل الاجتماعي، الذي يمثل أحد أهم مسارات التطوير، التي تستهدف تحقيق رضا المتعاملين وإسعادهم، ومن أجل ذلك تعمل عن طريق مكتب الخدمات الإنسانية والمجتمع، على توثيق علاقتها بالجهات المعنية كافة، واستحداث البرامج المطورة الداعمة لتوجهاتها الاجتماعية والإنسانية، والتي كان لها الأثر الإيجابي الواسع في زيادة إجمالي حجم المساعدات إلى أكثر من 67 مليون درهم مع نهاية 2015، وقد أسهم هذا المبلغ من دون شك في التخفيف عن المرضى المعسرين وعن كاهل ذويهم.

هل ينحصر عملكم على جمع المساعدات وتسليمها للمرضى المعسرين؟

لا ينحصر عمل المكتب في جمع المساعدات، وإن كان ذلك هو الهدف، أو بالأحرى النتيجة المباشرة التي نصل إليها، ولكن لدينا حزمة من الأعمال والمهام، في مقدمتها: عقد الشراكات مع الهيئات والدوائر والمؤسسات في مجال الأنشطة المجتمعية، ومع القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية والأهلية، وتقييم الشراكات المجتمعية، والإشراف على تنظيم المشاركة في الفعاليات المجتمعية الوطنية والعالمية والمؤتمرات المجتمعية، والإشراف وتفعيل الأنشطة الخيرية والتطوعية، والرياضية والثقافية والدينية، والمساهمة في المبادرات الإنسانية، ومجمل هذه المهام، هي التي توثق علاقتنا بالشركاء الداعمين، الذين لا يدخرون وسعاً في توفير الدعم اللازم للمرضى المعسرين.

شراكات

ويعمل المكتب على تخطيط وتنظيم الأنشطة والخدمات والبرامج الاجتماعية والإنسانية الخاصة بجميع أفراد المجتمع، والإعداد لمبادرات وشراكات مجتمعية.

كما يعمل على وضع السياسات والمعايير والضوابط والمساعدات العلاجية للمرضى المعسرين وتفعيل التطوع بالشراكة مع مختلف جهات المجتمع. ونهدف من خلال هذه الخدمات إلى تحسين حياة الأفراد والأسر، وتحقيق التماسك الاجتماعي.

ماذا عن توجهاتكم خلال المرحلة المقبلة؟

الهيئة ستتجه من خلال مكتب الخدمات الإنسانية والمجتمع، وبتعاون مثمر مع هيئة الهلال الأحمر وجمعية بيت الخير وبرنامج ساند، إلى توسيع نطاق خدماتها، وذلك بتبني مساعدة حالات مرضية إضافية، إلى جانب تقديم حزمة من الخدمات الاجتماعية والنفسية لأصحاب الأمراض المزمنة وذويهم، للتخفيف من معاناة المريض مادياً ونفسياً في آن واحد.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن جملة المبادرات والبرامج التطوعية الموجهة لأصحاب الأمراض المزمنة، حققت أهدافها، ولاسيما بعد زيادة حجم الدعم، ورفع سقف التكاليف المادية للعلاج التي تقدمها الهيئة وشركاؤها من الداعمين الأساسيين.

تخصصات

قبل فترة تم تشكيل فريق العمل التطوعي، ما هي مهام هذا الفريق واختصاصاته على وجه التحديد؟

بالفعل تم تشكيل فريق العمل التطوعي، ويمثله عدد من المختصين في الهيئة، تحت شعار (لأجلك نسعى)، وهو يتولى جميع أعمال التنسيق بين الهيئة والمؤسسات الداعمة للمرضى، فضلاً عن مهامه الأخرى التي تستهدف بناء شراكات جديدة، ومد جسور التواصل مع الجمعيات والهيئات ذات العلاقة.

تعتمدون كثيراً على لغة الأرقام، ما إجمالي عدد المرضى المستفيدين من خدمات هيئة الصحة بدبي الإنسانية؟

الإحصاءات الأخيرة، تقول إن إجمالي عدد المرضى المستفيدين خلال عام 2015، وصل إلى 1640 مريضاً، يمثلون 43 جنسية، وقد تم تقديم المساعدات المالية لهم جميعاً، وتنوعت المساعدات بين العمليات الجراحية الكبرى والصغرى، والأشعة، وصرف الأدوية، والعلاج الطبيعي، والتحاليل المخبرية، والإقامة في المستشفيات، وغير ذلك من الخدمات، التي لم يكن في مقدور المرضى المستفيدين سداد تكلفتها.

استكمالاً للغة الأرقام.. ما الذي أظهرته الإحصاءات فيما يخص المشروعات التي تمت خارج الهيئة؟

بالنسبة للمشروعات الإنسانية، التي تمت خارج الهيئة، فقد تجاوزت قيمتها 55 مليون درهم، للمرضى المعسرين ضمن قائمة مشروع (مساندة)، فيما وصلت القيمة الإجمالية للمستفيدين في قائمة مشروع (علاج)، إلى أكثر من 830 ألف درهم، إضافة إلى أكثر من مليون و800 ألف درهم استفاد بها المرضى المعسرون، من خلال البرامج الإذاعية المختلفة، ومنها برنامج (إمارات الخير)، وبرنامج (ألم وأمل).

إلى جانب ذلك هناك دعم مباشر موجه لمرافق الهيئة، وهذا يعكس المستوى الرفيع للقيم التي يتميز به مجتمع الإمارات، وخاصة قيم التطوع والإثار، حيث تم تزويد مركز دبي للعلاج الطبيعي، بجهاز حديث متطور، تزيد قيمته على مليون ونصف المليون درهم، وتجهيز غرفة mammography، في مستشفى حتا بتكلفة بلغت مليوناً و650 ألف درهم.

ذكرتم في تصريحات سابقة أنكم تواصلون توسيع نطاق خدماتكم، وقائمة الأمراض التي تشملها المساعدات، وتواصلون في الوقت نفسه بناء شراكات جديدة مع الهيئات والمؤسسات، لتوفير المزيد من الدعم المقدم للمرضى المعسرين.. فهل ظهرت نتائج لهذه المساعي؟

لدينا نتائج مبشرة، وتكفي الإشارة هنا إلى إحصاءات مقارنة بسيطة بين عامي (2014، و2015)، فقد كان على سبيل المثال عدد المرضى المستفيدين من الخدمات الإنسانية للهيئة وشركائها في العام 2014، 62 مريضاً بقيمة مساعدات لم تتجاوز 8 ملايين درهم، فيما شملت مظلة المساعدات في العام 2015، أعداداً مضاعفة وصلت إلى 370 مريضاً، بتكلفة مالية تجاوزت 55 مليون درهم.

وهذا في مشروع (مساندة) فقط. في الوقت نفسه لم يكن هناك أي مرضى مشمولين بالمساعدات في العام 2014، بالنسبة للبرنامج الإذاعي (إمارات الخير)، بينما وصل العدد في العام 2015 إلى 85 مريضاً، بتكلفة تجاوزت 4 ملايين درهم.

كما نود الإشارة إلى تطور الإحصاءات في اتجاه آخر، وهو المتصل بجنسية المرضى المستفيدين، حيث زادت أعداد الجنسيات، من 34 في العام 2012، بإجمالي 299 مريضاً، إلى 43 جنسية في 2015، بمجموع 982 مريضاً. أما إجمالي حجم المساعدات، فلم يتعد في 2012، ما قيمته 473 ألف درهم، ليقفز هذا المبلغ في 2015، إلى أكثر من 67 مليون درهم.

وهذه المؤشرات تظهر، نتائج التوسع في الشراكات، وحجم الاستجابة المميزة للداعمين والشركاء الاستراتيجيين.

داعمون

أوضح سالم بن لاحج مدير مكتب الخدمات الإنسانية والمجتمع في هيئة الصحة بدبي أن لدى الهيئة مجموعة مختارة من الداعمين والشركاء الاستراتيجيين، الذين يدركون قيمة المساعدات المادية وأهميتها بالنسبة للمرضى المعسرين، ممن يسعى مكتب الخدمات الإنسانية والمجتمع للتخفيف من آلامهم والأعباء المالية الواقعة على كاهلهم وكاهل ذويهم، ويتصدر القائمة: هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وجمعية بيت الخير، والشؤون الإسلامية، ودبي الخيرية، وشؤون القصر، ومؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية، ودار البر، وكل له إسهاماته المميزة، وعطاءه اللامحدود.

Email