الدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لنور دبي لـ«البيان الصحي»:

أنقذنا أكثر من 24 مليون شخص من العمى والإعاقة البصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

تعد المبادرة الإنسانية العالمية، والمؤسسة الخيرية «نور دبي» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، قبل سنوات لتوفير العلاج لأكثر من مليون شخص من المصابين بالعمى حول العالم في رحلتها الأولى هي النموذج الإنساني الدولي، والرسالة الحضارية بالغة المعاني، ولاسيما ونحن نطالع سجل المبادرة الحافل بالإنجازات، الذي رصد ملامح من ثمار العطاء المتجسدة في وصول عدد المستفيدين من المبادرة في 21 دولة حول العالم إلى 24459810 مستفيدين. هذا ما تؤكده الدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية الأولية في هيئة الصحة في دبي، المدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي، في هذا الحوار الذي استهلته بنبذة عن المؤسسة قائلة:

مؤسسة نور دبي هي مؤسسة خيرية غير ربحية بموجب قانوني في عام 2010 ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة وتنطلق رسالتها النبيلة للقضاء على مسببات العمى وضعف البصر التي يمكن علاجها والوقاية منها.

وحققت المؤسسة الكثير من الإنجازات منذ بدايتها كمبادرة وليس مؤسسة عام 2008 ، حيث استفاد أكثر من 24 مليون شخص من خدماتها، وبالتحديد في آسيا وأفريقيا، وتواصل مؤسسة نور دبي سعيها نحو تحقيق رسالتها وأهدافها التي وجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله،.

بعثت المبادرة آمالاً عريضة في نفوس المصابين بالعمى، فما هو تصوركم لذلك؟

النهج الإنساني الراسخ الذي أسسه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، لهذه المؤسسة الخيرية التي تعد إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية، هو الذي بعث الأمل بالفعل في نفوس وقلوب المستفيدين من نور دبي، ممن حرموا نعمة البصر أو من كانوا على حافة فقدهم هذه النعمة العظيمة.

ماذا عما أنجزته هذه المبادرة الإنسانية العالمية، نقصد الإحصاءات وأعداد المستفيدين؟

إنجازات نور دبي، لا يمكن اختصارها في أرقام، والسعادة التي نثرتها في شعوب العالم، من المستحيل أن نختزلها في كلمات، أما إذا أردنا التحدث كمثال، فإننا نرى أن المبادرة وفي زمن قياسي نفذت 35 مخيماً علاجياً خارج الدولة، ووصل عدد الفحوصات في هذه المخيمات إلى 224679 ، فيما بلغ عدد العمليات الجراحية 24337 عملية، وعدد النظارات التي تم تقديمها لضعاف البصر في المخيمات خارج الدولة 53193، وتشير الأرقام التي تم رصدها نهاية العام 2015 أيضاً إلى علاج 19 مليون شخص كانوا يعانون لسنوات طويلة من العمى النهري . ولم تكتف «نور دبي» بالتوسع والانتشار خارج الدولة، إذ تبنت المبادرة، تنفيذ حملات إنسانية عدة داخل الدولة، ضمت 29 عيادة متنقلة، استفاد منها 4930 شخصاً.

ذكرتم قبل فترة أن عام 2015 كان عاماً فاصلاً في مسيرة نور دبي، التي تمضي بأهدافها الإنسانية لمكافحة العمى والقضاء على مسببات الإعاقة البصرية، فماذا عن هذا العام بالتحديد، وماذا عن المستقبل ؟

أبرز ما شهده العام الماضي من إنجازات هو تفضل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، بحضور جلسة العصف الذهني التي أقامتها نوردبي في شهر مارس في مقر نادي زعبيل للسيدات، بمشاركة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، واستهدف العصف وضع مخطط مستقبلي للحفاظ على مكتسبات المبادرة ونجاحات مؤسسة نور دبي بوجه عام في تحقيق أهدافها.

وشهد عام 2015، استمرارنا في تنفيذ الكثير من المشاريع التي تستهدف الارتقاء بمستوى الأداء وتحقيق التطلعات، ونحن نشعر بالفخر بإنجازاتنا التي نواصلها لمكافحة العمى محلياً ودولياً. وقد كان تركيزنا خلال العام الماضي أن نتابع مسيرتنا في العطاء بناء على نجاحاتنا السابقة بل و اتخاذ خطوات أخرى إلى الأمام لترسيخ مكانتنا في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم.

ومن خلال تعاوننا مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، واصلت نور دبي ريادتها في إيصال خدماتها للذين يصعب عليهم الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية ، وعليه تم تقديم خدماتنا لما يقارب 5000 فرد عبر مختلف إمارات الدولة من خلال تقديم الفحوصات لشرائح مختلفة من المجتمع بما في ذلك القطاع الحكومي، والقطاع الخاص، وكبار السن والمحتاجين، والعمال.

وشهد العام نفسه الانتهاء من برنامج نور دبي للقضاء على مرض التراخوما في إثيوبيا مع نتائج قياسية تحققت، من خلال شراكتنا مع مركز كارتر، حيث وصلت نور دبي إلى أكثرمن 18 مليون فرد مهدد بالتراخوما.

ونجحت نور دبي في إنشاء المخيمات العلاجية المتنقلة في باكستان وإثيوبيا والنيجر والمغرب والسودان، وحققت المخيمات الجديدة رقماً قياسياً في عدد الأشخاص الذين استفادوا من هذا النوع من الخدمات، والذي زاد عن 220 ألف فرد منذ إنشائها. كما ساهم مزادنا الفني الخيري السنوي «أرت فور سايت» في تأسيس معلم جديد، وهو بيع العمل الفني الأغلى في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ 3.8 ملايين دولار أميركي.

لدى المؤسسة مجموعة قوية من الشركاء الاستراتيجيين، في مقدمتها شرطة دبي، فماذا عن التعاون المثمر معها ؟

من خلال شراكتنا المثمرة في السنوات الأربع الماضية مع شرطة دبي، التي تولي الجوانب الإنسانية جل اهتمامها، تمكنا من مساعدة ما يقارب 10000 شخص محتاج في المناطق النائية في قارتي آسيا وأفريقيا من خلال توفير النظارات المجانية والأدوية والعمليات الجراحية.

مع انضمامكم لمبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أصبحت لكم طموحات وأهداف أخرى مستقبلية، فما الذي تخططون له ؟

بانضمامنا في عام 2015 تحت مظلة مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أصبح لدى المؤسسة توجهاً جديداً و استراتيجية طويلة المدى تستهدف علاج ووقاية 30 مليون شخص حول العالم من أمراض العمى والإعاقة البصرية البصرية بحلول 2025.

 

حسين كندو استعاد بصره بعد علاجه من المياه البيضاء

رسم البسمة وإعادة الحياة لفاقدي البصر ومساعدتهم هاجس لدى العاملين في نور دبي التي لم تعرف حدوداً لمبادراتها الإنسانية وذهبت للمناطق البعيدة النائية في العالم لتقدم خدماتها وخير مثال على ذلك قصة حسين كندو، فقبل تقاعد حسين كندو من الخدمة العسكرية الفعلية في سن الـ 51 بعدة أشهر، بدأ برسم خطة لتأسيس ورشة صغيرة تكسبه وتعينه في حياته، وبعد تأسيس الورشة، قام بتوظيف ثلاثة عمال محترفين للعمل إلى جانب أبنائه الثلاثة خلال السنة الأولى. مرت الأيام بسعادة ونجح عمله بتحقيق الأرباح ولكن لم يدم ذلك طويلا.

حلم

ففي غضون بضعة أشهر، أصيب كندو بالمياه البيضاء في كلتا العينين وفقد بصره ومعها تحول حلمه من فرح إلى ضيق. حينها أخبره الأطباء أنه قد لا يبصر مرة أخرى مما يعني أن عليه الاعتماد على صدق موظفيه وإخلاص أبنائه لضمان استمرارية ونجاح العمل.

مع الوقت، ساءت الأمور إلى أن اضطر كندو إلى استخدام مدخرات حياته وعندما بدأ ماله ينفد، قام ببيع أثاث منزله لتغطية النفقات الأساسية للحياة اليومية. وشاءت إرادة الله أن تفرج محنة كندو مع سماعه بوجود مخيم علاجي مجاني للعيون لمؤسسة تدعى نور دبي في وسط قريته دوسو.

وبمساعدة من أهالي قريته ، زار كندو المخيم العلاجي حيث أبلغه الأطباء بأن حالته ليست خطيرة وأنه يمكن علاجها، وأكمل كندو الاجراءات المطلوبة مفعماً بالأمل وأجريت العملية بنجاح، ولم يصدق كندو بأن بصره عاد إليه. وبعد نجاح العملية بنجاح واستعادة بصره، شكر كندو فريق عمل نور دبي فهي بالنسبة له المعجزة التي كان يدعو ربه من اجلها على مدى السنوات الأربع الماضية.

Email