الدكتور نادر صعب اختصاصي جراحة التجميل:

«البوتكس» مادة فعالة للوقاية من سرطان المعدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تجالس أحداً من أطباء جراحة التجميل في العالم لإجراء حوار، عليك أن تأخذ الحيطة وأنت تتلقى الإجابة والردود على الأسئلة وعلامات الاستفهام الكبيرة التي تطرحها، حتى لا تجد محصلتك في نهاية الحوار هي كلام متشابه أو إجابات نمطية ومألوفة، هذا بالتحديد ما تمت مراعاته في حوارنا مع اختصاصي جراحة التجميل الدكتور نادر صعب، الذي طالب بأن نكتب في البداية عبارة مهمة وهي «أن جراح التجميل ليس ساحراً وعلى المتعاملين معه أن يدركوا ذلك»، في الوقت نفسه دافع عن مادة «البوتكس»، في إشارة منه إلى دراسات وأبحاث حديثة أكدت فعاليات «البوتكس» في الوقاية من سرطان المعدة.

حدثنا في البداية عن جراحات التجميل.. هذا العالم المتشعب الآخذ في الانتشار؟

جراحات التجميل هي من أكثر العمليات تطوراً، وهي عالم فريد شديد التخصص، وأهم ما يميزها عن غيرها من العمليات الطبية، أنها تجرى لأناس أصحاء، مستهدفة إجراء تحسين على المظهر سواء كان (الوجه أو الجسم)، وهنا فإن من تجرى لهم هذه التحسينات هم من يبحثون عن الثقة في النفس عن طريق المظهر الخارجي، وهناك نوع من العمليات التي تجرى لدرء مخاطر، أو الوقاية من بعض الأمراض، مثل تلك الأمراض المرتبطة بالوزن الزائد، ومنها (السكري والقلب وغير ذلك من أمراض).

عالم جراحات التجميل الذي نراه الآن بتقنياته وأبحاثه واكتشافاته والخبراء العاملين فيه، بدأ يتمدد وتتسع دائرته كثيراً، بعد أن استهل دخوله الأغنياء من رجال أعمال وإعلام وفن ومجموعات كبيرة من المشاهير، ممن يبحثون عن حلة جديدة، أو طلة مغايرة (نيو لوك)، تميزهم عن غيرهم تحت الأضواء.

رسالة مهمة

هل تعديل أو تحسين الوجه أو العمليات الترميمية الأخرى تتوقف على مهنية الطبيب فقط؟

جراح التجميل ليس كأي طبيب جراح، فالأمر يتطلب أن يكون فناناً ومبدعاً، وقبل ذلك لا بد أن يكون لديه ضمير يقوده في عمله، فالمسألة ليست مكاسب مادية، هي أعمق بكثير، وعلينا ألا ننظر للجراح في هذا المجال على أنه مجرد وسيلة لتحسين الأنف أو الفم، فعالم التجميل كما يشمل هذه العمليات التحسينية، فهو يضم كذلك أعمال تجميل يطلق عليها (ترميمية)، وعمليات الحروق، وكلها عمليات إنسانية، يتدخل فيها جراح التجميل لإعادة المظهر كما كان عليه، وتجدر الإشارة هنا إلى أن جراحات ما يعرف بالتحسين التي تؤدي في النهاية إلى مظهر خارجي مختلف (نيو لوك)، لا تتعدى نسبتها 10% من إجمالي العمليات التجميلية التي تشمل الترميمية والحروقات، والتي تتصل في أدائها بعلاجات أعصاب وعروق، والأمر كما أكدت ليس قاصراً على تحسين أنف وفم.. فهذه الصورة الذهنية خاطئة لدى البعض، فجراح التجميل يؤدي رسالة مهمة، ولنا أن نذكر مثالاً بعمليات شفط الدهون، فهناك من يأتون إلينا بتوصية طبية، تؤكد ضرورة تخليصهم من الدهون، لإنقاذهم من أمراض القلب أو السكري أو ضغط الدم، أو الكوليسترول، وبالرغم من أن العملية تجرى في نطاق عمليات التجميل، إلا أنها عملية جراحية للوقاية أو العلاج من أمراض كثيرة.

عمليات التنفيخ

ما هي الأسباب التي تدعو امرأة أو حتى رجل للمغامرة بإجراء عملية تجميل في الوجه لتعديل الأنف أو الفم أو الوجنتين (الخدين)؟

هناك أسباب تعود للتقليد أو لتحسين المظهر الخارجي، ولكن ثبت من البحوث والدراسات أن ما بين 20 إلى 30% ممن يلجأون لجراحات التجميل (نساء ورجالاً)، يلجأون إليها لأسباب نفسية بحتة، تتعلق كما قلت بثقتهم في أنفسهم ومظهرهم العام.

نطاق عمل جراح التجميل لم يعد محدداً، فهو بالفعل يجري جراحات في الأنف والفم والأذن ويعالج تجاعيد الوجه وترهلات الجسم، فكيف لجراح التجميل الإلمام بكل هذه التخصصات الطبية المتشعبة؟

نعم نطاق عمل جراح التجميل لم يعد محدداً، وهو بالتالي يدخل في تخصصات طبية دقيقة ومهمة، فهو ـ على سبيل المثال ـ يضطر إلى حقن أعصاب المعدة بمواد معينة، بالرغم من أنه ليس طبيباً للجهاز الهضمي، وأيضاً ليس طبيباً للعيون أو متخصصاً في الأعصاب، ولذلك وحتى يكون جراح التجميل متمكناً، فلا بد أن يكون لديه الإلمام الكافي بمختلف التخصصات الطبية، وأن يكون محترفاً في التعامل مع جميع أعضاء الوجه والجسم بشكل عام.

وجراح التجميل بوجه عام لا يكتفي بدراسة الطب لمدة 7 سنوات، فهو يحتاج إلى تكوين خبرات علمية وطبية وهو ما يدفعه لدراسة مختلف التخصصات لمدة لا تقل عن 9 سنوات، بخلاف 7 سنوات في كلية الطب، ليصل إلى 16 سنة دراسة وتكوين خبرات.

كلما ظهرت نجمة أو فنانة مشهورة تتمتع بجمال طبيعي أو أنها أجرت تحسينات على وجهها، تزايدت أعداد الوجوه التي تشبهها من النساء.. ما رأيك في ذلك؟

نعم هناك تشابه بين نجمات وأخريات لجأن إلى اكتساب نفس ملامح النجمات ومظهرهن، وهذا أسوأ ما في جراحات التجميل، وهو ما أرفضه بشدة، ولا أعمل به على الإطلاق، فهذا النوع من العمليات يرتكز على (التنفيخ)، وأنا ضد ذلك، ولهذا أكدت أن جراح التجميل لابد وأن يكون لديه ضمير، فقد خلق الله تعالى الناس، بشكل وهوية تحفظ للأجناس ما يميزها عن بعضها البعض، فكل عرق وشعب لديه ما يميز أنفه وفمه وملامحه، فهناك ما يميز الأنف العربي، وهو مختلف عن الياباني والأوروبي مثلاً.

أنت تتحدث عن تغير الملامح والهوية.. لكن ماذا عن الآثار الضارة لعمليات التنفيخ التي تعلن أنك ضدها؟

مبدأ التنفيخ في تحسين الوجوه، مبدأ فاشل، وأسوأ ما في ذلك هو ما يجري من حقن مواد دائمة في الوجه، ومع مرور الوقت تهاجر من مكان إلى آخر في الوجه، تاركة آثارا شديدة السوء على وجه المرأة، فضلاً عن أن مواد التنفيخ الدائمة تعجل بظهور التجاعيد لدى النساء.

تغييرات جذرية معنى ذلك أنك لم تلجأ لإجراء عمليات التنفيخ؟ وهل لو جاءت امرأة إلى عيادتك بقصد إجراء عمليات تعديل على الأنف أو الفم أو التنفيخ سترفضها؟

هناك ـ كما سبق وأكدت ـ نساء يأتين وهن يحملن حقيبة مليئة بالأموال لإجراء تغييرات جذرية في ملامح الوجه أو تعديل في الأنف أو الفم، وهذا مرفوض لدي، فما أقوم به هو الحفاظ على الجمال الطبيعي، بإجراء حقن في الوجه بمواد محددة، منها (اليوريك اسيد، والبوتكس)، وهي مواد ليست دائمة، وتذوب بعد فترة من دون أذية أو ضرر للوجه، وهناك ما يتم عن طريق الليزر أو الليزر والجراحة معاً، وعلى الجراح هنا أن يكون طبيباً نفسياً وصادقاً وأميناً، وأن يوضح الأعراض والآثار الجانبية لمن يندفعن نحو إجراء تعديلات أو تحسينات في الوجه.

الصلع

هل معنى ذلك أن (البوتكس) وهي أشهر مادة مستخدمة في جراحات التجميل تشكل خطورة على مستخدميها؟

بالطبع لا، نحن نتحدث عن طرق الاستخدام الخاطئة، فمن المعروف أن مادة (البوتكس) تم اكتشافها في العام 1854، لأغراض صحية، وما زال، وأثبتت الدراسات الحديثة أن حقن أعصاب المعدة بـ(البوتكس)، خلال بعض عمليات التخسيس يقي الإنسان من سرطان المعدة، وكذلك مادة (الفلير)، فلها استخدامات صحية، وليس معنى أن أي مادة طبية تستخدم في جراحات التجميل أنها مضرة، فما نؤكده هو أن الضرر يتوقف على طريقة الاستخدام.

هل يعني ذلك أنك لم تستخدم الحقن في أي من عمليات التجميل؟

أنا أستخدم الحقن باعتدال وبمواد وخلطة محددة تتكون في الغالب من (الكافيار والدهب قيراط 24)، وليس ذلك للتنفيخ، وإنما للحفاظ على لون البشرة ونضرتها وتأخير تجاعيد الوجه ومظاهر الشيخوخة.

ماذا عن علاج الصلع وزراعة الشعر؟ وما هو الجديد فيها وما ينتظرها مستقبلاً؟

علاج الصلع وزراعة الشعر على وجه التحديد من العمليات المنتشرة، والمتقدمة جداً في تقنياتها، وهي ليست قاصرة على الرجال، فهناك نساء يلجأن لزراعة الشعر، والتقنية الجديدة تمكن الآن من زراعة 8000 بصيلة شعر في 3 ساعات، وأتوقع أن تكون هناك علاجات مباشرة وناجحة عن طريق عقاقير موضوعية، خلال العشرين سنة القادمة.

هل الحفاظ على جمال البشرة ومظاهر الشباب أصبح مرهوناً بعمليات التجميل فقط؟

من قال ذلك.. لقد أكدت الأبحاث والدراسات أهمية الحفاظ على الأنماط الغذائية السليمة وممارسة الرياضة للتمتع بجميع مظاهر الشباب واللياقة البدنية القوية، وثبت علمياً جملة التأثيرات الإيجابية للفيتامينات، ولعنصري الماغنسيوم وأوميجا 3 على تأخير مظاهر الشيخوخة، ومنها تجاعيد الوجه، أي من يريد أن يحتفظ بنضارة وجهه ولياقته رجلاً كان أو امرأة عليه أن يتبع الغذاء الصحي السليم، وهو بالتالي ليس مرغماً على إجراء عمليات تجميل.

تطور التقنيات

في تقديرك.. ما هو حجم الاستثمار في جراحات التجميل؟

من الصعب تحديد حجم الاستثمار في جراحات التجميل على المستوى العالمي أو العربي، ومن الصعب كذلك تحديد أعداد من يلجأون لمثل هذه الجراحات، فعمليات التجميل أصبحت عالماً وصناعة ممتدة، لا حدود لها وهي موجودة في كثير من البلدان ومنتشرة، لكن الملاحظ هو تطورها وتطور تقنياتها بشكل مذهل وغير مسبوق في السنوات العشر الأخيرة.

إلى أي مرحلة وصلت جراحات التجميل ومدى انتشارها في مجتمعاتنا العربية في تقديرك مقارنة بالدول الأجنبية؟

من الصعب معرفة معدلات الانتشار في مجتمعاتنا العربية، وبالتالي تصعب المقارنة بين الدول العربية والأجنبية، لعدم توافر بيانات دقيقة، لكن المؤشرات تقول إن جراحات التجميل تزداد يوماً بعد الآخر ويتسع نطاقها، فهي لم تعد قاصرة على الوجه، فقد اشتملت على الجسم وأجزاء معينة في الجسم لدى المرأة وحتى الرجل، وما نؤكده أيضاً من بعض الظواهر أن هناك نسبة زيادة قدرها 45% في صفوف النساء تجاه عمليات التجميل في السنوات العشر الأخيرة، وأن هناك معدلات زيادة في صفوف الرجال، وهي ملحوظة لكنها غير محددة، كما أن 50% من عمليات التجميل تتصل بالوخز بالإبر، و50% عمليات شفط دهون، وشفط الدهون هنا يرجع لسببين أولهما صحي لتفادي الأمراض المنتشرة والمرتبطة بالسمنة، والسبب الثاني للتجميل.

ما الذي دفعك للتوجه إلى دبي؟

دبي مدينة عالمية تتمتع بمناخ خاص من الريادة والنجاح، وقد تمكنت في وقت قياسي من أن تكون المدينة الأسرع نمواً وازدهاراً، وهذا المناخ هو الذي أوجد الفرصة الكبيرة للاستثمار ولاسيما في القطاع الصحي الذي يمثل أولوية خصوصاً في دبي، وهو ما حفزني لنقل نشاطي إلى الإمارة التي تمثل أيقونة للنجاح والتميز.

10 %

لاتتعدى نسبة جراحات ما يعرف بالتحسين التي تؤدي في النهاية إلى مظهر خارجي مختلف «نيو لوك» 10% من إجمالي العمليات التجميلية

07

جراح التجميل لا يكتفي بدراسة الطب لمدة 7 سنوات فهو يحتاج إلى تكوين خبرات علمية وطبية وهو ما يدفعه لدراسة مختلف التخصصات لمدة لا تقل عن 9 سنوات

45 %

هناك نسبة زيادة قدرها 45% في صفوف النساء تجاه عمليات التجميل في السنوات العشر الأخيرة كما أن هناك معدلات زيادة في صفوف الرجال

50 %

تتصل 50% من عمليات التجميل بالوخز بالإبر، و50% عمليات شفط دهون، وشفط الدهون يرجع لسببين أولهما صحي والثاني للتجميل

Email