مكتبة المستشفى ودعم الطب الدقيق

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل البدء في عرض المقال الرئيسي وهو دور مكتبة المستشفى، أود أن أتحدث قليلاً عن الطب الدقيق أو ما يسمى أحياناً بالطب الفردي أو الطب الشخصي، لكن مصطلح «الطب الدقيق» هو الأقرب للمعنى.

تعتمد الرعاية الصحية التقليدية على تقديم الرعاية للجميع دون الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية للمرضى، إلا أن التطور التكنولوجي وبالذات علم الجينوم جعل من الطب الدقيق أمرا ممكنا بل وواقعا، حيث يقوم على مبدأ تقديم العلاج للمريض الواحد اعتمادا على البيانات الوراثية والبيئية وأسلوب الحياة كل على حدة.

دعم البحوث

ففي مقالة بعنوان: «مكتبة المستشفى والطب الدقيق» للكاتبة هيلين-آن إبستاين، ونشرت مؤخرا بتاريخ 27 نوفمبر 2016 في «مجلة علم مكتبات المستشفيات، المجلد 16، العدد، 4، 2016، صفحة 287-298»، وملخصها مساهمة أمين مكتبة المستشفى في الطب الدقيق، إن العلاج الطبي على مبدأ مقاس-واحد-يناسب-الجميع لم يعد حلا مناسبا في الرعاية الصحية، والبديل هو الطب الدقيق والمصمم على مستوى الفرد الواحد والذي أصبح يلوح بالأفق او ربما أصبح واقعا، حيث إن العديد من المعاهد الصحية والهيئات الحكومية في العالم بدأت تدعم البحوث ذات الصلة بالطب الدقيق لإنتاج المعرفة الجديدة الأكثر نجاعة لعلاج الأمراض وتحسين وإطالة الصحة وعلى أمين مكتبة المستشفى أن يكون مدركا للمصادر المتعددة المتوفرة لدعم مبادرات الطب الدقيق ومستعدا للمساهمة في تحسين الرعاية الصحية.

علاقة الطب الدقيق مع دراسات جمعية الجينوم الواسعة:

يأخذ الطب الدقيق كافة المعلومات الجينية المتوفرة ويجعلها تعمل بطريقة مبتكرة من أجل الوقاية والعلاج من الأمراض ويعمل على تحقيق العلاج المناسب بالجرعة المناسبة وفي كل الأوقات، أي أن الطب الدقيق يقود الى تخصيص الرعاية حسب الفرد، وعليه تعمل دراسات جمعية الجينوم الواسعة على تجميع العدد الكبير من البيانات الجينية للأعراض أو حالات المرض ومقارنتها مع الأصحاء وعرضها على شكل رسم بياني منظور يمكن من خلاله ملاحظة الفوارق في الحالة المرضية والأعراض وبشكل فردي، وجميع هذه الدراسات موجودة الآن على شكل قاعدة بيانات سميت «بقاعدة بيانات المورّثات والظواهر» وتحوي أكثر من 219 ألف مورث جيني.

مساهمة أمين المكتبة :

تكمن مساهمة أمين مكتبة المستشفى في معرفة الحلقة المتصلة ما بين علم الوراثة والأمراض الوراثية والسلوك وأسلوب حياة المجتمعات، وذلك عن طريق المساعدة في تحديد أماكن تواجد مصادر المعلومات هذه، فمثلا جميع نتائج الأبحاث الإكلينيكية والموجودة في قاعدة مدلاين مربوطة ومتصلة مع القواعد الجينية والملفات البروتينية والنيوكليوتيدية والجينوم وأهمها قاعدة المورثات والظواهر.

إن عقد الدورات التدريبية على هذه المصادر أو الاطلاع على ما يتوفر من مواد إرشادية هو في حد ذاته الخطوة الأولى نحو دعم الطب الدقيق بمصادر المعلومات المناسبة، وعليه يكون أمين مكتبة المستشفى قد ساهم في تحسين حياة المرضى.

• رئيس مركز مصادر التعلم بالإنابة/‏ هيئة الصحة بدبي

Email