مقاومة مضادات الميكروبات تهدد الأمن الصحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمكن أن يضيع كثير من الإنجازات التي تحققت في القرن الماضي جرّاء انتشار مقاومة مضادات الميكروبات، ونتيجة لذلك قد تخرج أمراض معدية عديدة، في يوم من الأيام، عن سيطرة الإنسان وتنتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم، هذا ما تقوله منظمة الصحة العالمية في دراسة رسمية لها بعنوان «مقاومة مضادات الميكروبات» حيث تؤكد أن مقاومة مضادات الميكروبات منتشرة في كل مكان ويمكن أن تلحق الضرر بأي شخص بصرف النظر عن سنه وعن بلد إقامته.

وفي خلاصة دراستها تشير المنظمة إلى مجموعة من الحقائق، جاءت في شكل نقاط محددة، أهمها:

مضادات الميكروبات

مقاومة مضادات الميكروبات هي قدرة أحد الكائنات المجهرية (مثل الجراثيم والفيروسات وبعض الطفيليات) على إبطال الفعالية التي يضمنها أحد الأدوية المضادة للميكروبات (مثل المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات ومضادات الملاريا) في مكافحته. ويؤدي ذلك إلى إبطال نجاعة العلاجات المعيارية واستحكام العداوى واحتمال انتشارها إلى أناس آخرين.

سوء الاستخدام

لقد تسبّب استخدام وسوء استخدام مضادات الميكروبات في زيادة أعداد وأنواع الكائنات المقاومة، ونتيجة لذلك قد تخرج أمراض معدية عديدة، في يوم من الأيام، عن سيطرة الإنسان، ومع نمو حركة التجارة والسفر على الصعيد العالمي يمكن للكائنات المجهرية المقاومة الانتشار بسرعة وبلوغ أيّ منطقة من مناطق العالم.

العوامل المسببة

مقاومة الأدوية من الظواهر التطورية الطبيعية، فعندما تتعرّض كائنات مجهرية لأحد مضادات الميكروبات فإنّ أشدّها حساسية تهلك وتترك وراءها الكائنات المقاومة لذلك الدواء. ويمكن لتلك الكائنات، بعد ذلك، نقل قدرتها على المقاومة لذريتها.

استخدام الأدوية

يتسبّب استخدام الأدوية بشكل غير مناسب في ظهور مقاومة الأدوية، واستخدام الأدوية على نحو مفرط أو استخدامها على نحو ناقص أو سوء استخدامها من العوامل التي تسهم جميعاً في ظهور هذه المشكلة، وضمان إبلاغ المرضى بضرورة تناول الجرعة المناسبة من مضاد الميكروبات المناسب من الأمور التي تقتضي اتخاذ إجراءات من قبل واصفي الأدوية والصيادلة وموزعي الأدوية ودوائر الصناعة الصيدلانية وعامة الجمهور والمرضى، فضلاً عن راسمي السياسات.

تدني الجودة

تعاني معظم النُظم الخاصة بضبط نوعية الأدوية من الهشاشة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدني نوعية الأدوية وتعريض المرضى لجرعات غير ملائمة من مضادات الميكروبات، مّما قد يسهم في تهيئة الظروف المواتية لظهور مقاومة الأدوية، وفي بعض البلدان يجبر نقص فرص الحصول على الأدوية المرضى على عدم إكمال مقرّراتهم العلاجية أو البحث عن بدائل يمكنها أن تشمل الأدوية المتدنية النوعية.

تربية الحيوانات

تُستخدم المضادات الحيوية بجرعات أخفّ من الجرعات العلاجية في تربية الحيوانات لتعزيز النمو أو الوقاية من الأمراض، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور كائنات مجهرية مقاومة بإمكانها الانتقال إلى البشر.

نقص الوقاية

يمكن أن يؤدي نقص الوقاية من العدوى ونقص مكافحتها إلى زيادة انتشار العدوى المقاومة للأدوية، ويمثّل المرضى الماكثون في المستشفيات أحد المستودعات الرئيسية للكائنات المجهرية المقاومة، ويمكن أن يشكّل المرضى الحاملون لتلك الكائنات مصدراً للعدوى بالنسبة لغيرهم.

الترصد الهشّ

ومع أن هناك أنشطة ترصد ظهور مقاومة أدوية مكافحة عدوى السل وفيروس العوز المناعي البشري آخذة في التحسّن، هناك، حالياً، بضع شبكات قائمة تسعى، بانتظام، إلى جمع البيانات ذات الصلة بمقاومة الأدوية والإبلاغ بها. وتفتقر بعض البلدان إلى المرافق المختبرية القادرة على الكشف، بدقة، عن الكائنات المجهرية المقاومة، وذلك ينقص من القدرة على التفطّن لظهور الكائنات المجهرية المقاومة وعلى التعجيل باتخاذ الإجراءات اللازمة لصدّها.

مقاومة الأدوية

إن الموجود من مضادات حيوية وأدوية مضادة للطفيليات، وأخرى مضادة للفيروسات على نحو أضيق، هي في طريقها إلى أن تفقد فاعليتها، ويوجد في الوقت نفسه انخفاض في الاستثمارات غير الكافية الموظفة في مجال تطوير مضادات جديدة للميكروبات، كما يُلاحظ نقص في البحوث الجديدة حول وسائل تشخيصية جديدة للكشف عن الكائنات المجهرية المقاومة؛ وحول اللقاحات اللازمة للوقاية من العداوى ومكافحتها، وإذا استمر هذا الاتجاه فإنّ ترسانة الأدوات التي تُستخدم لمكافحة الكائنات المجهرية المقاومة ستنفد في القريب.

Email