الوزن الصحي والنشاط البدني وتجنب التبغ أهم طرق الوقاية

السكري يصيب 422 مليون شخص في العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إطار فعالياتها المختلفة التي تنظمها خلال الشهر الجاري بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري (14 نوفمبر)؛ أصدرت منظمة الصحة العالمية دراسة تفصيلية حول هذا الداء المزمن، الذي قالت إنه يصيب 422 مليون شخص في العالم وفق آخر تقدير لها عام 2014.

ما هو داء السكري؟

في دراستها تصف المنظمة داء السكري بأنه مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعّال للأنسولين الذي ينتجه.

والأنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم، ويُعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.

وتصنف منظمة الصحة العالمية الداء إلى نمطين (الأول)، وهو الذي كان يُعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة بنقص إنتاج الأنسولين، ويقتضي تعاطي الأنسولين يومياً، ولا يُعرف سبب داء السكري من النمط 1، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية.

أعراض

وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبوّل، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب، وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.

أما النمط الثاني فهو الذي كان يُسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للإنسولين، وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني.

وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان، ولذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور أعوام عدة على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات.

وهذا النمط من داء السكري لم يكن يُصادف إلا في البالغين حتى وقت قريب، ولكنه يحدث الآن في صفوف الأطفال أيضاً.

السكري الحملي

هو فرط سكر الدم الذي تزيد فيه قيم كلوكوز الدم على المستوى الطبيعي، دون أن تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري، ويحدث ذلك أثناء الحمل، والنساء المصابات بالسكر الحملي أكثر تعرضاً لاحتمالات حدوث مضاعفات الحمل والولادة، كما أنهن وأطفالهن أكثر تعرضاً لاحتمالات الإصابة بداء السكري من النمط 2 في المستقبل.

ويُشخّص داء السكري الحملي عن طريق التحري السابق للولادة، لا عن طريق الأعراض المبلغ عنها.

اختلال

ويمثّل اختلال تحمّل الكلوكوز واختلال الكلوكوز مع الصيام حالتين وسيطتين في الانتقال من الحالة الطبيعية إلى الإصابة بداء السكري. والأشخاص المصابون بإحدى هاتين الحالتين معرّضون بشدة للإصابة بداء السكري من النمط 2، رغم أنه في إمكانهم تجنب ذلك.

ما هي العواقب الشائعة التي تترتب على داء السكري؟

كما تقول منظمة الصحة العالمية في دراستها: فمن الممكن أن يتسبّب داء السكري مع مرور الوقت، في إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب.

ــ يزداد خطر تعرض البالغين المصابين بالسكري للنوبات القلبية والسكتات الدماغية ضعفين أو ثلاثة أضعاف.

ــ يؤدي ضعف تدفق الدم والاعتلال العصبي (تلف الأعصاب) في القدمين، إلى زيادة احتمالات الإصابة بقرح القدم والعدوى وإلى ضرورة بتر الأطراف في نهاية المطاف.

ــ يُعد اعتلال الشبكية السكري من الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى العمى، ويحدث نتيجة لتراكم الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية على المدى الطويل. وُتعزى نسبة 2.6% من حالات العمى في العالم إلى داء السكري.

ــ يُعد داء السكري من الأسباب الرئيسية للفشل الكلوي.

الوقاية

ثبتت فعالية التدابير البسيطة المتعلقة بنمط المعيشة في الوقاية من داء السكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره، وللمساعدة على الوقاية من داء السكري من النمط 2 ومضاعفاته، ينبغي للأشخاص ما يلي:

ــ العمل على بلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه.

ــ ممارسة النشاط البدني - أي ما لا يقلّ عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم في معظم أيام الأسبوع، ويتطلب ضبط الوزن المزيد من النشاط البدني.

ــ اتباع نظام غذائي صحي يشمل ثلاث إلى خمس حصص يومية من الفواكه والخضر، والحد من مدخول السكر والدهون المشبّعة.

ــ تجنّب تعاطي التبغ، حيث إن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

 

التشخيص والعلاج

يمكن تشخيص هذا الداء في مراحل مبكّرة بواسطة فحوص الدم الزهيدة التكلفة نسبياً.

ويتمثل علاج داء السكري في تحسين النظام الغذائي والنشاط البدني وخفض مستوى الكلوكوز في الدم ومستويات سائر عوامل الخطر المعروفة التي تضر بالأوعية الدموية. كما يُعد الإقلاع عن التدخين مهماً أيضاً لتجنّب المضاعفات.

وتشمل التدخلات الموفرة للتكاليف والمجدية في البلدان النامية، كلاً مما يلي:

ــ ضبط المستوى المعتدل لكلوكوز الدم، ويتطلب ذلك إعطاء الأنسولين للمصابين بداء السكري من النمط 1؛ في حين يمكن علاج المصابين بداء السكري من النمط 2 بالأدوية الفموية، إلا أنهم قد يحتاجون أيضاً إلى الأنسولين.

ــ ضبط مستوى ضغط الدم.

ــ رعاية القدمين.

ــ تحري اعتلال الشبكية السكري (الذي يسبّب العمى) وعلاجه.

ــ ضبط مستوى الدهون في الدم (لتنظيم مستويات الكولسترول).

ــ تحري العلامات المبكّرة لأمراض الكلى المتعلقة بداء السكري.

Email